"هل أنت متأكد من أنّه المحبوب للعنصر الفراغي؟" تساءل نيو.
"نعم."
"كم عدد المحبوبين الذين يمكن أن يكونوا لعنصرٍ واحد في الوقت ذاته؟"
"لا أعلم، لكنني لم أسمع قط بوجود محبوبين اثنين أو أكثر لعنصرٍ واحد في نفس الوقت."
قطّب نيو حاجبيه.
انزلق بصره نحو الهولوغرام في السماء الذي عرض تنفيذ حكم الإعدام بقائد شمس المنسيين، الذي كان بالمصادفة محبوب العنصر الفراغي.
الرجل العجوز فراغ، ناداه في عقله. هل هذا هو المحبوب الذي أردت مني إنقاذه؟
نعم، هو بعينه.
تجسدت ذرات الضوء الفضية حول نيو.
تفاجأ ياليث حين شعر بطفرة في العناصر الفراغية، لكنه لم يستطع سماعهم يتحدثون، لأنهم كانوا يستخدمون الـ‘النية الموجهة’، التي توصل الصوت إلى هدفها فقط.
ارتسم تعبير قاتم على وجه ياليث.
ظهور العناصر الفراغية أثناء تنفيذ حكم الإعدام بالمحبوب للعنصر الفراغي لم يكن فألاً جيداً بأي حال.
لم يحاول نيو مواساته. لم يكن هو نفسه في مزاج جيد.
‘هل يمكنني إنقاذ ذلك الرجل؟’ فكّر في نفسه. ‘لا بد أن هذا الكوكب محاط بالكثير من الدفاعات اليوم لضمان تنفيذ الحكم بسلاسة.’
أخذ نيو نفساً عميقاً.
مهما حاول أن يتخيل الأمر، لم يرَ طريقة واحدة يمكن أن ينجح بها.
ولكن…
‘العنصر الفراغي أنقذني عندما كنت في خطر.’
‘لا يمكنني الانسحاب الآن وقد حان دوري للوفاء بجانبي من الاتفاق.’
استدعى أوبتوس وكان على وشك أن يخطو خطوة حين تحدثت العناصر الفراغية فجأة،
ماذا تفعل؟
ذاهبٌ لإنقاذ المحبوب
تنهد….
سمع نيو تنهد الموت، والقداسة، والحياة، والعديد من العناصر الأخرى إلى جانب العنصر الفراغي.
تنهدت العناصر الفراغية مرة أخرى وهي تتابع.
كنا نظن أنك قد تعلمت شيئاً من المحن السابقة، لكن ربما كانت تلك غطرستنا حين ظننا أنك لم تعد متهوراً.
حدقت العناصر الفراغية في نيو.
قل لي، هارغريفز. كيف كنت تظن أنك ستنقذ محبوبنا في هذه الحالة؟
هذا لا يهم. ما يهم هو أنني أعطيت كلمتي—
تنهد.
كان نيو ليقسم أن العناصر الفراغية كانت تهز رأسها له.
لسنا بلا رحمة، يا هارغريفز. لم نكن لنطلب منك إنقاذ محبوبنا في وضع يستحيل عليك النجاح فيه.
في الوقت الحالي، لا حاجة لأن تفعل أي شيء. سيكون هناك من ينقذه. أحتاجك أن تساعده لاحقاً.
وبذلك، اختفت العناصر.
سمع نيو صوتاً من خلال الهولوغرام صدر من الكائن الفضائي الذي كان واقفاً خلف محبوب العنصر الفراغي.
كان الكائن الفضائي، زاراتيل، طويلاً—شبه حشري في هيئته، لكنه مهيب.
كانت أطرافه الممدودة مغطاة بألواح هيكلية خارجية لامعة كالسبج المصقول.
كان وجهه ضيقاً ومثلثياً، بست أعين صغيرة مرتبة في صفّين منتظمين، كل منها يشع بتوهج بنفسجي خافت.
كانت وشوم حيوية الإضاءة تنبض على جلده الكيتيني، تتوهج تزامناً مع صوته.
"يا قومي،" دوّى صوت زاراتيل، محمّلاً بنغمةٍ خارقة للطبيعة. "الحرب تنتهي اليوم! أمامكم يقف زنديقٌ تحدّى مراراً المبادئ المقدسة للميثاق السماوي! اليوم، ننفذ الحكم عليه، ونحقق العدالة لنجومنا!"
رنّت الكلمات كالأجراس عبر المدينة—مضخّمة بسحرٍ أو تكنولوجيا غير معروفة.
انفجرت الحشود في الهتاف.
اجتاحت موجة من الحماس الكهربائي الجموع الفضائية المحتشدة حول منصة الإعدام.
كانوا متنوعين كتنوع المجرات—كائنات ذات حراشف وعيون منصهرة، أشكال أثيرية ملفوفة بالغاز وخيوط ضبابية تشبه السدم، وآخرون بجلد يشبه اللحاء وقلوب من جواهر مضيئة.
ترددت هتافاتهم كالعاصفة عبر المعدن والحجر، وعيونهم مشدودة إلى السماء تعظيماً لإعلان زاراتيل.
لكن كل ما شعر به نيو كان الرهبة.
"علينا أن نتحرك،" قال لياليث. "دعنا ننتقل فوراً."
"هاه؟ لمَ العجلة؟"
"شخصٌ ما قادم لإنقاذ ذلك الرجل. هذا يعني أنّ هناك قوة كافية لمواجهة الجنود الموجودين هنا. سيكون هناك ضرر جانبي، وأمثالنا من المرحلة الثالثة سيكونون أول من يُسحق."
"وكيف عرفت هذا—"
"ياليث، تحرّك!"
أدرك الإله الخارجي أن هناك خطباً ما حين رأى التعبير الجاد على وجه نيو.
لم يكن نيو يتحرك لمجرد تحذيرات العناصر الفراغية.
بل كان يتحرك بسبب الموت الذي شعر به.
الجميع حوله سيموت خلال الخمس عشرة ثانية القادمة.
نيو وياليث لن يكونا استثناءً. كمية هائلة من الموت، لا يراها سوى نيو، قد حلت على الكوكب.
"هذه المنصة هي بوابة الدخول إلى الكوكب. علينا أن ننتقل إلى منصّة أخر—"
سقط ظلّ فوقهم.
ابتلعت كلمات ياليث بفعل الظهور المفاجئ لسفينة حربية عملاقة في السماء.
ظهرت فجأة بينما نسيج الفضاء ذاته انثنى وانكسر حولها.
كانت السفينة هائلة، أشبه بمجرة نجمية متحركة، مصنوعة من سبائك الذهب الأسود المتلألئة بنقوش كونية.
كان مقدمتها على شكل رأس رمح، وجوانبها كأجنحة مطوية، وسطحها يحترق ببرق صامت.
عشرات الأبراج والمدافع كانت موزعة على هيكلها—لكن لم يتحرك شيء منها.
كانت تطفو ببساطة.
انبثقت نبضة عميقة منها.
أنظمة دفاع الكوكب التي كانت بدأت تشتبك انطفأت فجأة. كشموع انطفأت دفعة واحدة.
ثم—صمت.
غياب مستحيل للصوت ساد المكان.
حتى الحشود، حتى الرياح—كل شيء توقف.
فتح باب المؤخرة في السفينة.
ومن خلاله، خرج شخصٌ ووقف على حافة المنحدر. لم يطفُ ولم ينزل. فقط نظر إليهم.
رجل.
طويل. مهيب. ذهبي.
كان شعره يتطاير خلفه كأشعة الشمس، عيناه كنجمتين مشتعلتين في سماء هادئة لا تتزعزع.
يرتدي رداءً متعدد الطبقات من الأبيض والأزرق الملكي، محاطاً بالذهب، وعباءة سماوية داكنة تتدلى من كتفيه كأنها مخيطة من كوكبات النجوم.
كانت قفازات مدرعة تزين يديه، والبرق يرقص عند كعبيه. كل حركة منه تشع بالتحكم.
تغير تعبير نيو إلى الجديّة.
لم يسبق له رؤية هذا الرجل من قبل.
لكن تلك النية—
"قاتل الآلهة زيوس،" همس صوتٌ من المنصة.
كان جلّاد محبوب العنصر الفراغي. لم يصرخ، لكن الجميع سمعه. بدا وكأنّ الكوكب كله قد انصت لذلك الصوت.
"لماذا أتيت إلى عالمي؟"
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات