"كرياڤاين—"

"خمسمائة عام،" قال الصوت الزلق. "لديك خمسمائة عام لتأخذي إرادة تلك الروح لنفسك، يا جلالتك. إن لم تستطيعي فعل ذلك خلال خمسمائة عام، فإن التحالف سيأخذ الروح منك. تلك الروح تملك قدرة حربية مثالية، ولا يمكننا أن نتركها تذهب سدى أكثر من ذلك."

غادر الصوت الزلق، ضاحكًا.

في ذلك اليوم، فعلت المرأة شيئًا لم تفعله من قبل.

لقد طلبت المساعدة.

"استدعوا السادة السياديين السبعة للمشاعر. بمساعدتهم، يجب ألا يستغرق الأمر طويلًا لكسر إرادة هذا الرجل."

كان صوتها يحمل خجلًا من نفسها لأنها التفتت إلى الآخرين طلبًا للمساعدة.

لكنها كانت تفضل أن تطلب المساعدة على أن تترك الرجل – الكنز الذي يحتوي على إرادة تبدو بلا نهاية.

مع كل تلك الإرادة، كانت تؤمن بأنها يمكن أن تصبح الكيان الذي كانت تسعى لأن تكونه طوال حياتها.

"بإرادة هذا الرجل، وعنصر الإرادة الخاص بي، أرفض أن أصدق أنني لا أستطيع أن أرتقي إلى مرتبة كاسرة السماء. حينها، لن أضطر بعد الآن لأن أزعج نفسي بحرب إقليمية كهذه ولا بالتحالف، وسأكون قادرة أخيرًا على أن أخطو إلى المسرح الأكبر."

سبع شخصيات تتحدى المنطق جاءت لملاقاة الرجل.

سيد الغضب لم يكن يرتدي جلدًا—بل نارًا فقط.

كان جسده يحترق بغضب أحمر وبرتقالي، وعضلاته تبدو وكأنها مصنوعة من غضب منصهر نقي.

سيد الحزن كان طيفًا عائمًا داخل ستائر من الرماد اللامتناهي.

كانت عيناه تذرفان دموعًا من ضوء النجوم لا تلامس الأرض أبدًا. أينما تحرك، أصبح الهواء أثقل، وأبرد.

سيد الفرح كان مشوهًا بشكل بشع إلى ابتسامة واسعة للغاية، بأسنان مرصعة بالجواهر تُعد بالمئات، وأيدٍ تصفق بلا توقف، دون إصدار أي صوت.

كان رداءه كرنفالًا من الألوان، مؤلمًا للنظر.

سيد الخوف كان ملفوفًا بالظلال. وجهه مغطى بقناع، وجسده يتغير باستمرار.

مجارٍ، ومخالب، وأطراف من أصل مجهول كانت تظهر وتختفي بنبضات من الرهبة.

فقط الوقوف بجانبه كان يجعل ضوء الغرفة يخفت.

سيد الرغبة كان يتلألأ بالجاذبية.

جلده من ذهب سائل، وعيناه من لهب بنفسجي. جسده كان من المستحيل تعريفه، يتغير في الجنس والشكل مثل هلوسة.

حتى القيود التي على موت بلا اسم اهتزت قليلًا تجاه سيد الرغبة.

سيد القرف كان يمشي منحنياً، مغطى بالعفن والوحل.

أما الأخيرة، سيدة الصفاء، فكانت ساكنة.

ساكنة تمامًا.

كانت شخصية طويلة، ترتدي رداء أزرق باهت، وعيونها مغلقة.

كانت تشع هدوءًا مطلقًا لدرجة أنه كان مرعبًا. خطوة واحدة منها كانت كافية لإسكات العواطف المتصارعة لدى الآخرين.

انحنى السادة السياديون السبعة للمشاعر بانسجام.

ارتفعت أصواتهم معًا، متداخلة ومتميزة، لكنها موحدة.

“ما هي إرادتك، يا جلالتك؟”

وقفت المرأة شامخة أمامهم. أصابعها انثنت قليلاً بجانبها، كاشفة عن اضطرابها الداخلي.

"نحن بحاجة إلى كسر إرادته،" قالت. "هذا الرجل—الذي يسمي نفسه موت بلا اسم—يرفض أن يستسلم. لقد رأيت أرواحًا تتحطم من أجل أقل من ذلك بكثير. لا اسم له، لا هوية، ومع ذلك إرادته تقاوم حتى أنا."

نظرت إليهم دون أن ترمش.

"إذا نجحتم، سأمنح كل واحد منكم أمنية واحدة. أيًا كان ما ترغبون به، إن كان ضمن قدرتي، فسأمنحكم إياه."

لم يتبادل السادة السياديون أي كلمات، لكن شيئًا ما تغير بينهم، وتم تكوين اتفاق صامت.

تحركوا.

التفت سلاسل، لا تُرى بالعين المجردة، حول موت بلا اسم.

ظهرت رموز منقوشة بالمشاعر البدائية على أطوالها. بدأت ضبابية مظلمة تتسرب من السياديين مع بدء عملهم.

بدأ الكابوس فورًا.

استيقظ موت بلا اسم في كوخ.

كان العالم خارج النافذة يتوهج بضوء ناعم.

يداه كانتا متصلبتين لكن نظيفتين. امرأة تبتسم له من المطبخ، عيناها مليئتان بالدفء.

ركض صبي نحوه، ضاحكًا.

نظر موت بلا اسم حوله، وتذكر أن هذه كانت حياته.

"ماذا حدث، أبي؟"

"لا شيء. لقد كان مجرد كابوس."

ابتسم موت بلا اسم، وعبث بشعر ابنه.

كانت زوجته تدندن نغمة عذبة، وهي تضع الطعام على الطاولة، وتناولوا فطورًا هادئًا.

ثم بدأت الصرخات.

اندلع الحريق من الخارج. اجتاحت الظلال القرية. سيوف لمعت. صاحت زوجته باسمه. بكى ابنه.

قاتل. فشل. مات.

ثم—

فتح عينيه.

نفس الكوخ. نفس الابتسامة. نفس الطفل.

لكن هذه المرة، تذكّر.

تجمد. شد الصبي على ذراعه.

‘ليس مرة أخرى.’

أخذ عائلته، وركض هذه المرة، محاولًا الهروب من قطاع الطرق الذين هاجموا قريته آخر مرة.

لكن عائلته ماتت رغم ذلك.

احترقوا. ذُبحوا. سُحقوا.

مات مرة أخرى.

واستيقظ.

نفس المكان.

نفس رائحة الخبز الدافئ. نفس الضحك في الخارج.

تكرر الأمر.

في كل مرة، مات. في كل مرة، تذكّر.

حاول تحذير القرية. حاول الاختباء. حاول القتال بشراسة أكبر. لا شيء نجح.

مهما فعل، لم يستطع إنقاذهم. لم يستطع إيقاف الحريق. لم يستطع تغيير النتيجة.

صرخ.

أصابه الخدر.

ثم صرخ مجددًا.

في العالم الحقيقي، كان موت بلا اسم يرتجف.

كان تنفسه ضحلًا.

القيود اشتدت، وهي تتوهج بألوان متغيرة—غضب، حزن، فرح، يأس.

أمال سيد الحزن رأسه، يراقب أصابع الرجل المرتجفة.

"يبدو أنه سينهار قريبًا،" قال بهدوء.

تأوه سيد الغضب. "ركزوا على الحاضر، لا على المستقبل."

"وسنفعل ذلك،" قال سيد الخوف. "وحين يصبح المستقبل حاضراً، وقد كسرنا إرادته، سنتمكن أخيرًا من طلب المكافأة."

وقفت المرأة ساكنة. كانت نظراتها معلقة على موت بلا اسم والسادة السياديين للمشاعر.

كانت تراقبهم بصمت.

هدفها كان قريبًا، كانت تشعر به.

إذا انهارت إرادته، وإن تمكنت من امتصاصها، فإنها سترتقي إلى ما بعد هذه الحرب. إلى ما بعد السياسة. إلى ما بعد حدود مملكتها.

مع تلك الإرادة، لن تكون بحاجة بعد الآن للتوسل، أو الركوع، أو القتال من أجل الأراضي. كانت ستتجاوز كل شيء، وتصبح كاسرة السماء.

لكن كلما طال مراقبتها، قل يقينها.

لأنه حتى بعد المرة المئة، حتى وهو محاصر في حزن لا ينتهي، لم يتوسل الرجل أن يتوقف.

لم يذكر اسمها.

ولم ينهَر.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/06/15 · 25 مشاهدة · 851 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025