السيّد السيادي للعواطف زمجر. “سنحاول مجددًا. سينكسر. حتى الفولاذ ينكسر إن سُخِّن بما فيه الكفاية. حتى الألماس يتحطم تحت الضغط المناسب.”

لكن هذا لم يكن فولاذًا.

ولم يكن الأمر متعلقًا بالضغط.

كان شيئًا آخر.

فتح الموت المجهول عينيه في الكابوس التالي.

هذه المرة، كان شابًا واقفًا أمام مزار منهار. وحيدًا مجددًا. لم يكن لديه أي ذاكرة، ولا دليل.

كل ما كان لديه هو سيف قديم وسماء مملوءة بالرماد.

اتخذ خطوة إلى الأمام.

ليس لأنه تذكر.

وليس لأنه علم ما الذي ينتظره.

بل لأن شيئًا بداخله رفض التوقف.

قدم. ثم أخرى.

عوى الريح. وانهار المزار خلفه.

واستمر في المشي.

داخل السجن، راقبت المرأة ذلك الألماس المتشقق ينبض مرة أخرى. كان نبضًا بطيئًا، منتظمًا، لكن أقوى من ذي قبل.

تراجعت عن الروح. انحنت أصابعها. وتلاشى الابتسام من شفتيها.

“لم يستسلم.” عضّت أظافرها. “هل يعرف حتى معنى الاستسلام؟”

ضيّق السيّد السيادي للعواطف عيونهم المتغيرة باستمرار.

لم يقولوا شيئًا.

لكن لأول مرة، ترددوا.

التفت السياديون السبعة للعاطفة نحو المرأة.

“نطلب فقط مزيدًا من الوقت،” قال سيّد اليأس بهدوء.

تلاه سيّد الفرح، بنبرة توسل. “لا بد أن هناك شيئًا آخر يمكننا تجربته. مسار مختلف، تأخير، أي شيء.”

لكن تعبير المرأة كان لا يُقرأ. عيناها، اللتان كانتا مليئتين بالصبر يومًا، أصبحتا تحملان ثقل الحسم.

“لم يتبق وقت,” قالت. “الموت المجهول سيتم أخذه من قبل التحالف خلال شهر. لقد تم اتخاذ القرار بالفعل.”

قبض سيّد الغضب قبضته. “يمكننا إيقافهم. جلالتك، لا يجب أن تستمعي لهؤلاء—”

“صمت.” قطع صوتها عليه، هادئًا لكن حازمًا. “لقد حصلتم جميعًا على فرصتكم. فشلتم في إيقاظه.”

ساد الصمت بين السياديين.

واحدًا تلو الآخر، نظروا إليها، آملين أن يجدوا ترددًا في نظرتها.

لكنهم رأوا إرادة باردة وثابتة.

لم يكن هناك مجال للرجاء بعد الآن.

“لم أعد أحتاج إليكم بعد الآن,” قالت. “ارحلوا.”

لم يتحرك أحد منهم.

ثم نظرت إليهم، وارتجفوا.

تلك النظرة لم يروها منها من قبل.

كانت نظرة شخص قد تخلّى عن الشك. شخص على وشك اتخاذ الخطوة الأخيرة، مهما كان الثمن.

أداروا وجوههم.

اختفى سيّد الغضب أولًا، ثم سيّد الخوف، ثم سيّد الأمل.

واحدًا تلو الآخر، اختفوا، تاركينها وحدها في الحجرة الصامتة. وحدها معه.

لا يزال الموت المجهول راقدًا بلا حراك، مقيدًا في الصمت.

تقدّمت المرأة وجلست على ركبتيها بجانبه.

ارتجفت يداها للحظة فقط. ثم توقفت.

خرجت نيران بيضاء من أصابعها.

تألقت قوة عنصر الإرادة في الهواء، مغلفة المكان من حولها بكثافة بلا حرارة.

عادةً، كانت تقوم بتحطيم إرادة الشخص قبل امتصاصها.

كان ذلك هو الأسلوب الآمن الوحيد.

حتى الإرادة الضعيفة الغريبة قد تجذبها، تلوث جوهرها، تندمج مع عقلها إن لم تكن حذرة.

لكن لم يكن لديها وقت للحذر.

ولم تستطع إضعاف إرادته رغم قرون من المحاولة.

كانت إرادته أصغر من إرادتها، لكنها أنقى.

كان امتصاصها خطرًا.

لكن المرأة قد اتخذت قرارها.

بعد امتصاص الآخرين لدهور، نمت إرادتها لتصبح هائلة، مليئة بأصداء لا تُعد من أرواح الآخرين.

لكن كثافة ونقاء إرادته كانا لا مثيل لهما.

كان ذلك سيجعلها محطّمة السماوات.

فبدأت الاندماج.

اشتدت النيران البيضاء من حولها. تيبّس جسدها. شعرت بضغط إرادته يلاقي إرادتها. تلامس عقلاهما، ثم تصادما.

وفي النفس التالي، اختفى الحُجُر.

وجدت نفسها واقفة في فضاء أبيض شاسع وفارغ.

كان ذلك هو العالم العقلي "له".

كان هناك.

وقف الموت المجهول على مسافة قريبة. كانت نظرته هادئة وهو يحدق فيها. لم يكن هناك أي دهشة في عينيه، ولا غضب.

قطبت المرأة حاجبيها قليلًا وتقدّمت نحوه.

“توقعتُ أن تكون غاضبًا,” قالت. “أو أن تهاجمني. بعد كل شيء، لا بد أنك تذكرت كل شيء الآن. فلماذا أنت هادئ؟”

“هل تريدين حقًا أن تصبحي محطّمة السماوات؟” سألها، بدلًا من الإجابة.

تشنّج تعبيرها. “ما الذي تتحدث عنه؟”

نظر إليها بذلك السكون المقلق نفسه.

“لا أتذكر شيئًا,” قال. “لكن هناك صوت بداخلي. قال لي أن أقول هذا: لا يمكنك أن تصبحي محطّمة السماوات من خلال إرادة مستعارة. يجب أن تكون إرادتك. عليك أن تتغلبي على ضعفك — لا أن تسرقي قوة الآخرين.”

لم تتكلم فورًا.

داخل العالم العقلي، كان الكذب مستحيلًا.

كل ما يُقال هنا هو انعكاس للذات الحقيقية.

إن خرجت تلك الكلمات من الموت المجهول، فإنها تحمل الحقيقة، حتى إن لم يفهمها.

تعمّق عبوسها. لكن قبل أن تتمكن من الرد، تابع كلامه.

“سأساعدك,” قال. “سأساعدك على أن تصبحي محطّمة السماوات.”

رفعت حاجبًا، بحذر. “ستفعل؟”

“سأفعل,” كرر. “لكن الصوت بداخلي يقول إن ذلك سيكون خطيرًا—”

“افعل,” قاطعته.

رمش بعينيه.

“مهما كان,” قالت. “افعل. لقد وصلت إلى هذا الحد. لن أتراجع.”

تأملها للحظة أطول، ثم تنهد بهدوء.

“حسنًا.”

رفع يده وفرقع بأصابعه.

انهار العالم الأبيض في لحظة.

اختفى كل الضوء، وابتلعه هاوية من الصمت.

وجدت المرأة نفسها في فراغ أسود لا قاع له، بلا شكل أو حافة.

كانت معلّقة في العدم.

تحدث، رغم أنها لم تستطع رؤيته.

“هل تعلمين لماذا لست غاضبًا منك؟”

كان صوته هادئًا، بعيدًا.

“لأنني أشفق عليك. لقد لمستِ شيئًا لا تفهمينه. تريدين أن تصبحي محطّمة السماوات، ومع ذلك لم تري اليأس قط. لا تعرفين كيف يبدو، ومع ذلك… قررتِ أن تعتنقيه.”

استدارت، تحاول تحديد موقعه في الظلام، لكنه لم يكن هناك.

لم يكن هناك حضور، ولا صوت.

لم يتبقَ سوى الفراغ.

حاولت المرأة أن تتحرك، لكن جسدها لم يستجب.

حاولت أن تتكلم، لكن لم تصدر عنها أي كلمات.

حاولت أن ترحل، لكن لم يكن هناك مكان لتذهب إليه.

كل ما تبقى هو الفكر. والوقت.

وقت للتأمل.

وقت للانتظار.

وقت لمعرفة ما يعنيه حقًا السعي وراء قوة محطّم السماوات.

وقت لفهم اليأس الحقيقي.

ولأول مرة منذ زمن طويل، شعرت المرأة بشيء غير مألوف يزحف على حافة عقلها.

اللايقين.

أغلقت عينيها.

وانتظرت.

وانتظرت.

واصلت الطفو في الفراغ، مجردة من الإحساس، والصوت، والشكل.

الزمن لم يكن له معنى هنا.

ربما مرّت ثوانٍ، أو قرون. لم تكن تعرف، ولا يمكنها أن تعرف.

الظلام لم يتغير، لم يتحرك.

لم يكن خانقًا أو صاخبًا.

كان فقط… موجودًا.

في البداية، انتظرت.

ظنت أن هذا اختبار. لا بد أن هذا المشهد شيء مرّ به الموت المجهول، وساعده في تدريب إرادته.

لذا، لا بد أن هذا سينتهي قريبًا.

كان قد قال إن الأمر سيكون خطيرًا. لكن مع مرور الوقت، أدركت شيئًا.

هذا لم يكن خطرًا، ولا اختبارًا. هذا كان… يأسًا.

يأسه.

حاولت أن تتحدث مجددًا. أن تصرخ، حتى لو فقط لتسمع صدى صوتها.

لكن لم يخرج شيء. أصبحت أفكارها سجنها، وبدأت في التمزق.

طفَت ذكريات — وجوه، أسماء، حروب، انتصارات — لكنها بدت بعيدة. منفصلة. بلا معنى.

ثم بدأت تفهم ما هو اليأس الحقيقي.

لم يكن مشكّلًا بالمآسي أو الفقدان. لم يولد من الحزن أو الأحلام المحطمة.

كان هو إدراك أن لا شيء له معنى. أنه مهما فعلت، ومهما بلغت قوتها، فإن هذا الفراغ سيكون دائمًا موجودًا — صامتًا، صبورًا، منتظرًا.

اليأس الحقيقي لا يصرخ. لا يحتاج إلى حِيَل أو محوٍ للذكريات.

كل ما يحتاجه هو الصمت.

وعندما يواجه الإنسان ذلك الصمت أخيرًا، يدرك أنه لا يمكن هزيمته.

وقد حطم رعب اليأس الحقيقي المرأة وهي تقضي الأبدية في الفراغ الأسود الفارغ.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/06/15 · 21 مشاهدة · 1077 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025