كان آرثر، بيرسيفال، مورغان، أميليا، ومارس داخل غرفة المؤتمرات.

على مر السنين، أصبحوا قادة القارة.

اضطر آرثر إلى خوض معركة طويلة ضد التحيز الشديد كونه ابنًا غير شرعي ليصل إلى مكانته الحالية، والآن أصبح أحد أشهر المشاهير و بطلاً من أبطال الحرب.

أما مارس، فكان يُقال على نطاق واسع إنه أقوى نصف إله.

وكان الناس يوميًا يتجادلون: من الأقوى؟ آرثر أم مارس؟

ورغم أن الكثيرين آمنوا بأن مارس هو الأقوى، فإن إنجاز آرثر بشق سلسلة جبال تشيونسو – التي تمتد عبر ربع القارة – بضربة واحدة لم يكن بالأمر الهين.

لكن مارس و آرثر كانت لديهما وجهة نظر مختلفة عن العامة.

فقد أصبح الاثنان الآن من أنصاف الآلهة المُمجّدين، ومع ذلك لم يتمكنا من إجبار بيرسيفال أو مورغان على استخدام قوتهما الكاملة في أي قتال.

ولو استخدم آرثر و مارس أوراقهم الرابحة، لربما استطاعا إجبار بيرسيفال و مورغان على أخذ الأمور بجدية، لكنهما كانا يعلمان أن بيرسيفال و مورغان لديهما أوراقهما الخاصة أيضاً.

وفوق ذلك، كانت هناك أميليا أيضاً.

لقد أصبحت قوية بشكل مذهل بفضل البركة التي نالتها بعد وفاة إليزابيث.

لقد حصلت على بركة بوسيدون – كانت ابنة بوسيدون.

لكن كيف كان ذلك ممكناً؟ فوالدها لم يكن بوسيدون.

بل كان أميراً لدولة، وقد مات في مهمة إبادة في نافذة.

وبعد البحث عن الأدلة، وجدت أميليا الحقيقة.

لم تكن ابنة إليزابيث، وقد ختمت إليزابيث بركتها لإخفاء تلك الحقيقة.

أما كلارا و بول فكانا الطفلين الحقيقيين لإليزابيث.

وأصبحت هذه الحقيقة العامل الأخير الذي شوّه شخصية أميليا.

فعندما اكتشفت أن "أصدقاءها" كانوا أولاد إليزابيث الفعليين، قتلتهم بوحشية.

جزء من السبب كان اشمئزازها منهم لمحاولتهم قتل إليزابيث، و جزء آخر لأنها أرادت أن تُفرغ إحباطها.

و بعدما وصلت إلى السلطة، قتلت كل من كان له يد في التمرد الذي كاد أن يودي بحياة إليزابيث.

لم تكن تهتم إن لم تكن ابنة إليزابيث البيولوجية.

فبالنسبة لها، كانت ابنتها.

وقد أكسبتها أفعالها القاسية لقب "إمبراطورة الدم".

ورغم أنها لم تكن قوية مثل مارس و آرثر، إلا أنها لم تكن بعيدة عنهما كثيراً.

حالياً، كان الخمسة يناقشون مستقبل لوميّنيرا.

"علينا أن نبدأ البحث الفعلي عن القارات الأخرى. لا يمكننا أن نسمح لهم بأن يتفوقوا علينا كما فعلت قارة غالهارد."

"أعتقد أن من الأفضل التركيز على إيجاد الكنوز المقدسة. لقد حان الوقت لتجاوز حد أنصاف الآلهة المُمجّدين."

"يجب أن نركز على مجتمعنا. هل رأيتم كيف تصرفت عشائر الآلهة بعد الحرب–"

فُتح الباب بعنف، قاطعاً بيرسيفال.

دخلت ليلى على عجل.

"سمعت أن السير جاك عاد؟ أين هو؟" نظرت حولها.

ساد الصمت الغرفة.

بعد أن قضوا قروناً معاً، أصبح بإمكانهم معرفة ما يفكر به الآخر بمجرد نظرة.

والاحمرار الطفيف على وجه ليلى…

"ليلى"، ناداها آرثر. "جاك رحل."

"هاه؟ لماذا؟ في المرة الماضية، وعدني بأنه لن يرحل دون أن يقول وداعاً."

دقّت ليلى الأرض بقدمها.

تصرف إمبراطورة الموت كطفلة مدللة لم يكن شيئاً يمكن للعامة تخيله. لكنه كان شيئاً يراه من في الغرفة مرتين في اليوم على الأقل.

"اللعنة"، تمتمت ليلى، وهي تعض أظافرها. "ربما علي أن أطلب من بيك أن يصنع تلك السلاسل السحرية للإمساك بالسير جاك."

تجمّد آرثر حين سمعها.

فتح فمه وأغلقه، غير قادر على قول شيء.

ولحسن الحظ، كان هناك شخص واحد في الغرفة لم يهتم يوماً بالتكلّف في كلماته.

"ليلى، عليكِ أن تتخلي عنه"، قالت مورريغان.

"ماذا تقصدين؟" ضيقت ليلى عينيها.

"أنتِ خارج مجال اهتمام جاك تماماً. كم أنتِ أصغر منه؟ عشرين سنة؟ للأسف، هو يفضل النساء الأكبر منه بقرون–"

وضعت أميليا يدها على كتف مورغان.

"ماذا؟" سألت مورغان، وهي تلتفت نحوها.

"لقد قررنا ألا ننشر تلك الأخبار"، قالت أميليا. كانت تود أن تتنهد. مورغان، رغم أنها تجاوزت الخمسمئة عام، ما زالت عبثية كأنها في العشرين من عمرها.

"لا أهتم حقاً"، قالت مورغان، ثم التفتت إلى ليلى، التي نظرت إليها بوجه مرتبك، لا تعرف شيئاً عن ماضي جاك. "اسمعي، ليلى، هل تعلمين أن جاك قد–"

"سأعطيك التفاحة الذهبية من حديقتي"، قالت أميليا، قاطعة حديثها.

نظرت مورغان إليها و أومأت. "تمّ."

حدود النظام الشمسي

كان جاك جالساً فوق حاجز السماء الذي يُغلف النظام الشمسي، عندما شعر فجأة بقشعريرة.

نظر حوله بتعبير حائر.

"ماذا حدث؟" سأل زيرو، تنين صغير بحجم راحة اليد – صُنع من جزء من روح نيكثاريون #2.

"شعرت فقط وكأن شيئاً سيئاً على وشك الحدوث."

"آه هذا؟ مورغان كانت على وشك أن تخبر ليلى أنك قضيت ليلة مع سلفك"، قال زيرو، متلقياً تخاطراً ذهنياً من نيكثاريون #2 الموجود في لوميّنيرا.

"ماذا؟"

نظر جاك إلى زيرو بنظرة مرهقة.

"لقد مرت خمسمئة سنة منذ أن اكتشفوا الأمر. هل سيظلون يتحدثون عنه؟"

"توقف عن سؤالي. لست أنا من قال شيئاً." هز زيرو كتفيه.

دلك جاك صدغيه بأصابعه.

"بدلاً من الذهاب إلى لوميّنيرا، كان يجب أن أبقى هنا."

"كأنك كنت ستبقى. لم تكن لتفوت فرصة لمقابلة ليلى."

"مهلاً، لقد أخبرتك أنني لا أكنّ لها مشاعر. توقف عن تأليف روايات في رأسك."

"بالتأكيد، بالتأكيد."

بالنسبة لزيرو، كان من الواضح تماماً أن جاك بدأ يُكنّ مشاعر لليلى. لكنه كان لا يزال مكبّلاً بتعلّقه بالماضي.

"يجب عليك فقط أنـ" توقف جاك عن الحديث فجأة ونظر إلى الأمام.

ظهرت آلاف البوابات العملاقة، وتدفقت منها جيوش من الآلهة.

"أخيراً"، تمطّى جاك ووقف. "كنت أتساءل متى ستظهرون."

بدأت خطوط سوداء تتوهج على ذراعه.

وظهر ظل عملاق خلفه، وبدأت جحافل من الموتى الأحياء بالخروج من الظلال.

خلال الخمسمئة عام الماضية، كان جاك يجوب الكون ويتدرب تحت إشراف نيكثاريون #2.

وكان يعود بانتظام إلى الأرض لقضاء إجازته - عندما كانت الأرض تتعرض للغزو.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/07/02 · 27 مشاهدة · 856 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025