انقسم الفضاء تحت تأثير سرعته الخالصة بينما انطلق مباشرة نحو النملة القوية.
وعندما وصل إليها، رأى درعها يتلألأ في اللحظة التي التقى فيها قبضته بجسد النملة.
اهتزت موجة الصدمة عبر المنطقة المحيطة.
ردّت النملة فورًا، وضربته بمخلبها. تفاداها، ولوّح بسيف الموت، لكن النصل بالكاد خدش درعها.
تبادلا الضربات بسرعة متتالية.
لاحظ موت بلا اسم شيئًا.
"هذه مختلفة،" تمتم. "لابد أنها من المستوى الثاني."
وهذا يفسّر الكثير. بينما تجمدت كل نملة أخرى في الزمن، كانت هذه تتحرك، وترد، وتهاجم بنفس سرعته.
اصطدما مجددًا.
لم تستخدم النملة ضرباتٍ عادية. بل عضّت الهواء الخالي، واستجاب الفضاء ذاته.
تشكلت تشققات في الواقع نفسه، خطوط رفيعة من الأبعاد المتصدعة تتحرك بدقة مرعبة.
واحدة منها مرت على بُعد شعرة من وجه موت بلا اسم.
لكن أخرى لم تُخطئ.
شق جرح ذراعه العلوية. كادت العظام واللحم أن تُفصل تمامًا.
تراجع مترنحًا، والألم يشتعل في حواسه.
تجاهل الألم، وبدلًا من التراجع، فعّل تقنية الدرع المدفون التي امتصها من النمل سابقًا.
خرجت صفائح حمراء كثيفة مترابطة من جلده، وشكلت درعًا حوله. اهتزت أمام تشوهات الفضاء لكنها نجحت في حمايته، ولو بالكاد.
لا زال يتألم. لكنه لم يتوقف.
اندفع للأمام مجددًا، لكنه رُدّ على أعقابه. كانت النملة تجاريه حركةً بحركة، وسرعةً بسرعة.
"سيف الموت ضعيف جدًا. لا يستطيع اختراق ذلك الدرع."
لم تكن قوته الجسدية كافية أيضًا. كان يدفع نفسه إلى ما بعد حدود العقل، مستخدمًا ستة "تفعيلات مفرطة" في آن واحد. خمسة من خلال نوى الوحوش. واحدة من خلال نواته الخاصة.
وذلك كان يُلحق ضررًا فعليًا بوجوده، ويُشوّه كيانه إلى شيءٍ مجهول.
استمرّا في تبادل الضربات.
كانت موجات الصدمة الناتجة عن تصادماتهما قاتلة لأي نملة قريبة، لكن لا أحد منهما اهتم. الباقون كانوا ضعفاء وغير مهمين.
كان بحاجة لهجوم أقوى.
زفير راجناروك؟ لن ينفع. درع النملة سيتجاهله.
مرآة الهاوية؟
يمكنها أن تسمح له بنسخ تقنيات النملة، لكن نسبة النسخ بالكاد تتقدم.
كانا يتحركان بسرعةٍ فائقة. لم تمر حتى نانوثانية منذ بداية المعركة.
"لو أن سيف الموت خاصتي أقوى فقط..."
ثم خطر له شيء.
كان مغطى بالموت. لقد مات آلاف المرات منذ بداية المعركة، بفضل هجمات النملة المستمرة.
حتى وهو حيّ، فإن فعل نشر خمسة عوالم دفعة واحدة كان يُدمّر وجوده، وكان قريبًا من لمس الموت الحقيقي.
وعقله — بفضل غريزة الهيجان — كان يعمل بوضوحٍ مستحيل، دافعًا قدرة النجاة والوعي القتالي إلى أقصى الحدود.
ومع روح النمو الأبدي، كان يتطور ذهنيًا ويتعلم كل شيء أسرع بخمس مرات من الطبيعي.
هذا...
هذا كان الوقت المثالي للاستنارة.
توقّف عن محاولة الفوز.
وبدأ بمحاولة التعلم.
كل موتٍ علّمه شيئًا. كل ألم، كل تفادٍ ضيق، كل محاولة فاشلة، كلها تراكمت نحو شيءٍ أكبر.
ما هو الموت؟ سأل نفسه وهو يتفادى نصلًا فضائيًا آخر.
كان يعلم أنه ترك وراءه جثثًا لا تُحصى، حتى إن لم يتذكّرها. حتى الآن، رأى آلافًا من موته.
نظر موت بلا اسم إلى داخله.
لماذا اختار اسم "موت بلا اسم"؟
لماذا بلا اسم؟
جاءه الجواب دون عناء.
لأن الموت لا يحتاج إلى اسم.
لهذا أنا بلا اسم.
انحنى أسفل ضربةٍ مفاجئة، شعر بجزء من درعه الأحمر يتحطم، لكنه لم يهتم. كانت الاستنارة لا تزال تتدفق إليه.
الموت لا يقتل لسببٍ معين. لا يختار من يستحق، ومن لا يستحق. لا يطرق الأبواب.
إنه فقط... يكون.
ضربة أخرى أصابته في جانبه. شعر بضلوعه تتكسر.
الموت مفاجئ. مفاجئ. يأتي دون إنذار. لا يعطي وقتًا للحزن. يأخذ، ولا يترك شيئًا.
رفع سيفه.
لا أحد يتعرف على الموت عندما يأتي.
لهذا... سيبقى دومًا بلا اسم.
لدهشته، جاء التغيير فورًا. وكأن سيف الموت كان ينتظره منذ زمنٍ بعيد. بدأ السلاح في يده يتغيّر.
أصبح أكثر ظلمة، وأصبح وجوده أكثر ثقلًا.
تحوّل لونه الأحمر الداكن إلى أسود كثيف للغاية، لدرجة أنه بدا وكأنه يلتهم الضوء حوله.
ومضت ومضات برق حمراء صغيرة على حافة النصل.
[سيف الموت (المرحلة 3، متقن) → سيف الموت الحقيقي (المرحلة 3، متقن)]
لم يكن هناك تغيير في المرحلة.
لكن الشعور اختلف تمامًا.
سابقًا، كان يبدو وكأنه مُعزّز اصطناعيًا. الآن، كان قويًا بما يكفي ليُدعى المرحلة الثالثة، و...
هذا كان موته.
موت بلا اسم.
تحرّك مجددًا. هذه المرة، ترك سيفه جرحًا عميقًا على درع النملة.
ترددت النملة.
ثم زمجرت وانقضّت. لكن شيئًا ما تغيّر.
لم تعد النملة واثقة.
لم يكن خصمها يمتلك فقط حيوية تضاهي وحوش الحلبة الداخلية، بل كان شرسًا مثلهم تمامًا.
رأى موت بلا اسم التردد في هجومها فورًا.
فهمت النملة أنه يجب عليها إنهاء موت بلا اسم بسرعة.
لكنها أحسّت بتغيّر مفاجئ.
الغلاف الجوي حول موت بلا اسم تغيّر مجددًا.
استنارة.
مرة أخرى.
تعثرت حركات النملة.
كانت ذكية بما فيه الكفاية لتفهم الخطر. لا يمكنها ترك هذا يحدث.
إذا حصل موت بلا اسم على استنارة أخرى، فلن تكون نتيجة المعركة في صالحها بعد الآن.
لذا، قامت النملة بمخاطرة.
بهجمةٍ عنيفة، مزّقت موت بلا اسم إلى آلاف الأجزاء. شظايا من اللحم، وعظام محطّمة، وقطع من الروح تفرّقت في الهواء. فتحت فكّيها وابتلعت كل شيء.
شعر موت بلا اسم بنفسه يُسحب إلى الداخل.
لكن لم يكن هناك خوف في عينيه.
كان يتوقع هذا. في الحقيقة، تظاهر بالاستنارة الثانية، من خلال زيادة الموت من حوله والتظاهر بأنه في حالة غيبوبة، ليخدع النملة لتقوم بهذا الفعل.
استدعت النملة دماء الالتهام داخل جسدها، على أمل أن تغرقه من الداخل.
كان مخططها بسيطًا: غمره بدماء الالتهام ومنع إمكانية أي هجوم داخلي.
دماء الالتهام التي خُلقت داخل جسدها لم تكن مخفّفة مثل تلك التي تُخلق في الخارج، وبالتالي كانت أقوى بكثير.
"الآن بعد أن أصبحت داخل جسدها. يجب أن يكون من السهل قتلها. فداخلها لا تحميه التقنية الدفاعية."
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات