في لحظة، فعّل الموت بلا اسم زئير التنين ليصيب الهائج بالشلل لجزء من الثانية، ثم واجهه، واندلعت المعركة مجددًا.
ضربات، هجمات مضادة، شفرات تتطاير.
لم تكن هناك أناقة أو نقاء في أيّ من تقنياتهم.
كانت مجرد غضب خالص، وغريزة خام.
كان العنف متجسدًا.
ضحك الهائج وسط القتال، والدم يقطر من شفتيه.
"هل شعرت بذلك؟" صرخ. "بإمكاني قتل وعيك. تمزيقه تمامًا. لم أكن أنوي فعل هذا بعد، لكنك أغضبتني."
واندفع نحوه.
لكن شيئًا ما اخترق الهواء.
شيء حاد، صامت، وسريع.
صرخت حاسة الموت في أعماق الموت بلا اسم.
حرّك رأسه، متفاديًا الرصاصة بالكاد.
الهائج تحرك هو الآخر، لكن ليس بسرعة كافية. الرصاصة التي أُطلقت عليه انفجرت في الهواء إلى جواره.
يده اليمنى تمزقت بالكامل.
تراجع متعثرًا.
صوتٌ انطلق عبر الأشجار: "اشتقت لي، أيها اللقيط؟"
استدار الموت بلا اسم نحو مصدر الصوت.
كان إنسانًا ذا شعر أشقر، وعينين حمراوين. يرتدي بدلة سوداء، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة.
"زاجيروس..." زمجر الهائج بين أسنانه. كان فم الملكة يلتوي مع الصوت. "اختفِ من هنا. لا نية لي في إضاعة وقتي على وصمة مثلك. وجودك وحده إهانة لاسم المحاربين."
"يبدو أنه غاضب، بحق،" قال الأخطبوط الكوني وهو يطفو بجانب زاجيروس متمايلًا بتكاسل.
زاجيروس تجاهل الأخطبوط، ونظر إلى الموت بلا اسم.
"اختفِ من هنا، أيها الصغير. لدي حساب مع هذا الوغد." وأشار باستخفاف نحو الهائج. "أوه، ولا تقلق بشأن شكري لإنقاذ مؤخرتك."
هزّ الموت بلا اسم رأسه.
"هذا خصمي. لن أرحل ما لم أهزمه."
أطلق زاجيروس صفيرًا منخفضًا.
ثم التفت إلى الأخطبوط. "ظننتك قلت ما فيش حشيش في الغابة؟ بس واضح إن دا شايف كائنات خرافية من كثر اللي شربه."
وانقطع التوتر فجأة مع انتهاء كلماته.
في غمضة عين، اندفع الهائج للأمام، موجّهًا هجومه مباشرة نحو الموت بلا اسم.
تشققت الأرض تحت ساقي الملكة مع انطلاقها.
لم يتفادَ الموت بلا اسم. واجه الهجوم مباشرة، معترضًا إيّاه بسيف الموت الحقيقي.
اهتزت الغابة بأكملها من شدّة الاصطدام.
تنهد زاجيروس.
"كان المفروض ما أتدخل… بس ها نحن ذا."
دخل في القتال.
انبعث سيفه بالحياة، مغطى بطبقة كثيفة من الموت القرمزي.
كان يتحرك بسرعة، بسرعة تفوق المنطق.
يده الأخرى كانت تمسك بمسدس، وتطلق رصاصات خضراء تتلألأ بشكل غير طبيعي. وعندما تنفجر، لا تسبب ضررًا جسديًا، بل تضاعف الألم.
تحرك الموت بلا اسم بحذر، متفاديًا الرصاص بينما يواصل الضغط على الهائج.
زمجر الهائج. وانفجرت عناصر الفوضى من حوله، مفسدة الهواء.
وجه لكماته نحو الموت بلا اسم، الذي انزلق إلى الخلف لكنه لم يسقط.
اندفع زاغيروس، وصفّر سيفه في الهواء. وجه ضربة نحو الهائج، لكن جسد الملكة التوى بزوايا مستحيلة، متفاديًا الهجوم بصعوبة.
"سريع بالنسبة لجثة،" تمتم زاجيروس.
"اصمت، هارغريفز،" صرخ الهائج. "لماذا دائمًا يأتي سُلالتك اللعينة لإزعاجي!"
تعرف الموت بلا اسم على ذلك الاسم العائلي، لكنه لم يكن الوقت للتفكير فيه.
إضافةً إلى ذلك، "هارغريفز" بدا كاسم عائلة عادي، ولم يكن بالضرورة أن يكون زاجيروس على صلة قرابة به. ولو كان كذلك، لكان زاجيروس تعرّف عليه.
أطلق زاجيروس رصاصة أخرى. صدّها الهائج بذراع الملكة. لم يتمزق اللحم، لكنها ارتجفت.
استغل الموت بلا اسم اللحظة.
اختفى باستخدام تقنية "الفراغ الزائف"، وظهر فوقهما، مسددًا سيفه بقوة مرعبة نحو الأسفل.
قفز الهائج إلى الخلف، متفاديًا الضربة، لكن زاجيروس اضطر لصدّها بسيفه. نتج عن الاصطدام موجة صدمة انتشرت في كل الاتجاهات.
"هيه،" قال زاجيروس وهو ينظر إليه. "أنا لا أهاجمك. لذا غادر طالما أني ألعب بلُطف."
تجاهله الموت بلا اسم.
استمر القتال.
كان زاجيروس يتحرك بطريقة لا يمكن التنبؤ بها، سيفه يدور في دوائر واسعة ووحشية. وكان الموت الأحمر المحيط به ينبض بطاقة مريضة. وعندما يصيب الهدف، لا يسبب جرحًا فحسب، بل يجعله ينبض ألمًا.
كانت رصاصاته تمطر باستمرار، مجبرة الخصمين على الحذر الدائم.
نقر زاجيروس بلسانه.
"توقفوا فقط،" قال موجهًا حديثه إلى الهائج. "لا أريد قتلك، بعد."
ثم تغيرت الأمور.
زمجر الهائج، وقد بلغ غضبه ذروته.
"هذا هو، هارغريفز. إن كنت تريد القتال، فسأغلق فمك للأبد."
استدار مبتعدًا عن الموت بلا اسم، واندفع مباشرة نحو زاجيروس. سرعته تضاعفت ثلاث مرات. كانت عناصر الفوضى تدور من حوله بجنون.
رفع زاجيروس سيفه في اللحظة الأخيرة.
أدى الاصطدام إلى قذفه نحو شجرة. سعل دمًا، لكنه احتفظ بابتسامته.
"قطتي تضرب أقوى منك."
لم يُضِع الموت بلا اسم الفرصة. وبينما كان الهائج يندفع نحو زاجيروس مرة أخرى، هاجمه من الجانب. سيفه انطلق منخفضًا، مستهدفًا ركبتي الملكة.
صدّه الهائج بذراعه الأمامية. تشققت. تناثر الدم، لكنه لم يتوقف.
عادةً، لم يكن ليواجه أي مشكلة في قتال الموت بلا اسم وهو في هذا الجسد.
لكن هجمات زاجيروس كانت تفتك بدفاعاته.
المعركة أصبحت ثلاثية الأطراف، وتزداد فوضى لحظة بعد لحظة.
اضطر زاجيروس لقتال الهائج وجهًا لوجه، بينما يصدّ أيضًا هجمات الموت بلا اسم.
كل مرة يخلق فيها مسافة، كان الموت بلا اسم يتسلل إليه. وكل مرة يُربك فيها الهائج، كان الموت بلا اسم يحاول القضاء عليه.
"تبًا، هؤلاء الحمقى يثيرون أعصابي،" تمتم زاجيروس. "لا أحد منهم يستمع رغم أني أطلب بلُطف."
اصطدم سيفه بأطراف الهائج المتصلبة مجددًا.
رصاصات الألم كانت تمطر المنطقة، تجبر كلا الخصمين على التراجع.
تجاهل الموت بلا اسم الإحساس اللاذع في ذراعه. واحدة من الرصاصات خدشته، فقطع الجزء المصاب بسرعة قبل أن يُعيد توليده.
ركّز على الهائج، الذي كان الآن يحاول سحق زاغيروس إلى رماد.
زأر الهائج مرة أخرى، قافزًا عاليًا في الهواء ثم نازلًا مثل نيزك. تدحرج زاجيروس إلى الجانب.
تحرك الموت بلا اسم، ضاربًا بسيفه نحو الأعلى. انشق بطن الملكة. تجاهل الهائج الألم، وضرب بعنف في المقابل.
صدّه الموت بلا اسم.
ثم أمسك زاجيروس بمعصم الموت بلا اسم أثناء الضربة، ولفّه، ثم غرس سيفه في كتفه. تدفق الدم الأسود.
"أحتاج هذا الوغد حيًا، فهمت؟" قال زاجيروس دون أن يلتفت.
"ليست مشكلتي،" ردّ الموت بلا اسم.
كان الهواء من حولهم يزداد ظلمة.
الغابة أصبحت ساحة معركة، نصفها مدمّر. الأغصان كانت معلّقة محطمة. الرماد يتطاير في الهواء. عناصر الفوضى التي تصدر من الهائج كانت تتسرّب أسرع، ملوّثة كل شيء.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات