غضب الهائج كان يتصاعد.

تجعدت ملامحه، وبدأت حركاته تزداد حدة. الغضب يتصاعد منه كحرارة ملتهبة.

كان يكره سلالة هارغريفز، بكل ما فيها.

كان يكره زاجيروس، ليس فقط لأنه قاطع المعركة، بل لأنه ليس محاربًا.

زاجيروس لا يقاتل بقوته الخاصة.

والآن، كان يعطل معركته مع محارب حقيقي.

لكن أكثر من أي شيء، كان يكره ما أصبح عليه الموت بلا اسم.

ضربات الهائج أصبحت أسرع وأثقل.

خطواته كانت تحطم الأرض.

الموت بلا اسم كان يمتلك القدرة ليصبح محارب الموت الأعلى، شخصًا يستحق حمل وتصحيح مسار الموت نحو الطريق الصحيح.

لكن بدلًا من أن يختار السيطرة والحرب، انسحب.

اختار السلام، والتعايش.

مقرف.

لم يعد الأمر يخص القتال فقط. تذكّر الهائج بـ"ذاك". من خان معنى أن تكون الموت. من بشّر بالتوازن.

تلك الذكرى دفعت بغضب الهائج إلى حافة الانفجار.

زاجيروس، الذي كان يتحرك بحذر على أطراف ساحة الاشتباك، نظر إلى الموت بلا اسم.

"من الأفضل أن تبتعد،" قال. "إنه يفقد السيطرة، وهناك سبب وراء تسميته بالهائج."

الموت بلا اسم لم يرد. بقي ثابتًا.

بعد لحظة، حدث ذلك.

انفجرت طاقة الهائج.

القوة، السرعة، شدة العناصر — كل شيء تصاعد. الهواء من حوله تشقق. حتى الأرض انقسمت إلى صدعٍ ضخم وهو يندفع للأمام.

قبضته ارتطمت بصدر الموت بلا اسم مباشرة.

القوة اخترقته.

تطاير الموت بلا اسم كدمية قماشية، جسده يلتوي بطريقة غير طبيعية وهو يخترق عدة جذوع أشجار.

انزلق عبر أرض الغابة المحطمة، تاركًا خلفه أثرًا من الدم والدخان.

تبعته لكمة أخرى، هذه المرة مدعّمة بعناصر الفوضى.

كانت تتجه مباشرة نحو جوهره الداخلي.

تلك الضربة كانت قادرة على تدمير وعيه.

فتحرك زاجيروس.

أطلق رصاصة خضراء من مسدسه اخترقت الهواء. أصابت الهائج جانبًا بدقة.

لأول مرة، تم اختراق جسد الهائج.

أطلق صرخة حادة ومفاجئة. لحم جسده تموّج، وبدأ يتغير.

جسده تحوّل بعنف. الفوضى والموت داخله تشابكا في نمط غير مستقر. ثم—

انفجر.

بهذه البساطة، اختفى تجلي الهائج.

ساد الصمت الغابة.

تصاعد الدخان برفق من الحفرة التي كان يقف فيها الهائج. كانت شظايا من عناصر الفوضى تتطاير في الهواء، متبخرة ببطء.

"لقد قتلت تجليه. والآن علينا إضاعة وقت إضافي في هذا الموقع اللعين، فوراكا،" تمتم الأخطبوط العائم بجانب زاجيروس.

"لم أكن أنوي قتله. ليس خطئي إن هذا الأبله الأعمى كاد يُمحى، واضطررت للتدخل لإنقاذه." نقر زاجيروس بلسانه.

استدار الأخطبوط نحوه.

"لن أفهمك أبدًا. من جهة، لا ترحم الأعداء حتى وإن كانوا أبرياء. ومن جهة أخرى، تذهب بعيدًا لحماية المتفرجين، حتى لو كلفك ذلك المعركة."

لم يرد زاجيروس. سار نحو الموت بلا اسم المنهار، وانتظر.

كما توقّع، الموت بلا اسم بدأ يتجدد. شكله استقر. جسده أعاد بناء نفسه دون أي جهد.

توقّف الدم الأسود.

أُغلقت الجروح.

ضيق زاجيروس عينيه.

'غريب… يشبهه، لكن لا يبدو أنه يستخدم البركة في الشفاء. هل البركة لا تزال مختومة جزئيًا؟ أم أنه مجرد شخص يشبهه؟'

احتفظ زاجيروس بأفكاره لنفسه.

استعاد الموت بلا اسم وعيه. حدّق في زاجيروس بعدائية صامتة.

"ماذا تريد؟" سأل. "قتلت الهائج كما أردت. الآن اختفِ."

انخفض زاجيروس على ركبته أمامه، وضع يدًا على ركبته، والأخرى تمسك بسيفه كعصا.

"أيها الصغير،" قال بصوت هادئ، "أنت تدرك أنه كان على وشك قتل وعيك، أليس كذلك؟ لقد أنقذت حياتك."

لم يرد الموت بلا اسم.

"وأيضًا..." مال زاجيروس برأسه. "بذلك، أطلقت رصاصة في قدمي. كنت أحتاج الإمساك بذلك الوغد حيًا لاستجوابه. والآن عليّ العثور على تجلٍ آخر له. رائع."

تجهم الموت بلا اسم.

شيء في كلمات زاجيروس أثار فيه شيئًا مزعجًا.

وكأن نذير شؤم خفي.

"ثم ماذا؟" سأل الموت بلا اسم.

أشار زاجيروس إلى ظهر يده.

كان هناك رقم يلمع هناك.

"الرقم 100. إنه عد تنازلي، أليس كذلك؟ الوقت المتبقي حتى يعود الهائج من أجلك."

لم يتحرك الموت بلا اسم، لكنه أقر بذلك بنظرة.

"هكذا يعمل ذلك الوغد. لذا بما أنني أنقذتك، فأنت مدين لي. وطريقتك في السداد بسيطة. تبقى معي حتى يظهر مجددًا."

حدق فيه الموت بلا اسم.

"إذًا،" قال بنبرة مسطحة، "تريد قتل الهائج؟"

"هل أبدو بهذه الدرجة من الملل؟" حدّق فيه زاجيروس بنظرة ميتة.

وقف وتمدد، ثم نفض معطفه.

"لست هنا لألعب دور الجندي. أنا هنا لإصلاح هذا الكوكب. هذه محكمتي الظلية، وذلك اللعين هو من خرّبها من البداية."

لم يرد الموت بلا اسم. لم يهتم بهذا الكوكب النصف ميت.

سواء مات أو تعافى، لم يكن من شأنه. لم يكن مشكلته.

ما ركّز عليه هو كلمة "محكمة الظل".

إذًا هذا هو الشخص الذي كان النظام يريد منه التعاون معه منذ البداية؟

فجأة، قال زاجيروس.

"وعيك تضرر في القتال، أليس كذلك؟"

توقف الموت بلا اسم.

"إن عملت معي،" قال زاجيروس، ونبرته تتحول أخيرًا إلى الجدية، "سأساعدك في استعادته."

عندها فقط… تردد الموت بلا اسم.

استدار نحوه.

انتظر زاجيروس إجابته.

امتد الصمت بينهما.

وأخيرًا، تنهد الموت بلا اسم.

"جيد،" ابتسم زاجيروس. "لست عنيدًا كما ظننت."

غادر الاثنان المنطقة المدمرة خلفهما، متجاوزين الأشجار المسننة والأرض المتفحمة.

وأثناء سيرهما، تفرقت بقايا عناصر الفوضى من حولهما كالحشرات التي تهرب من النار.

غادرا غابة الصمت الأحمر.

اختفى الصمت الكثيف لتلك البقعة، واستُبدل بهواء مفتوح ونَسَمَة باهتة.

نظر زاجيروس جانبًا.

"لا تقلق،" قال وهو ينفض الغبار عن كتفه. "عليّ العودة لتلك الغابة لاحقًا. عندما تتعافى، سنعود معًا."

لم يعلّق الموت بلا اسم. فقط واصل السير بجانبه.

بعد الغابة، امتدّت أراضٍ قاحلة.

كانت مليئة بالصخور المسطحة، وهضاب متفرقة، وأخاديد طويلة محفورة في الحجر. لا شيء يعيش هنا. لا نباتات، ولا وحوش، ولا حتى حشرات.

وسارا خلالها.

لعدة سنوات.

استخدما التلاعب المكاني وتقنيات أخرى مثل "الفجوة الزائفة" عندما أمكن، لكن بدا أن زاجيروس كان يُحافظ على طاقته، لذا اضطرا للتحرك ببطء.

خلال الرحلة، تعلّم الموت بلا اسم بعض الأشياء.

أولًا—زاجيروس كان يلعن. كثيرًا.

كان يمتلك قاموسًا من الشتائم يمكن أن يجعل بعض قطاع الطرق يحمرّون خجلًا، وكان يستخدمه بسهولة تنفسه.

ولم يكن دائمًا يوجهها للبشر.

أحيانًا كانت موجهة للصخور. وأحيانًا للطقس. وأحيانًا للحالة العامة للكون.

ثانيًا—كان محترفًا في إزعاج الناس.

زاجيروس يتحدث بلغة السخرية، والاستهزاء، ويعيش ليستفز الآخرين.

كان يضغط على نقاط الضعف ويحفر في مواطن الانكسار بدقة جراحية، ثم يضحك وكأن الأمر لعبة.

الموت بلا اسم تجاهله في أغلب الأوقات.

ثالثًا—الرقم "100" على ظهر يد الموت بلا اسم كان يعني سنوات.

"مئة سنة،" قال زاجيروس في السنة الثانية من الرحلة. "هذا هو الوقت المتبقي لديك."

نظر إليه الموت بلا اسم.

"ثم يعود ذلك الوحش من أجل الجولة الثالثة. الهائج لا يمنح فرصًا ثانية من أجل المرح. يمنحك وقتًا فقط لأن المعركة ستكون ألذ له. لذا استعد قدر ما تستطيع."

لم يرد الموت بلا اسم. فقط قبِل الأمر ومضى.

سارا عبر وديان من الحجر المتشقق. تسلقا هضابًا منهارة. عبرا بحيرات جافة مليئة بالعظام.

مر الوقت، ببطء في البداية، ثم أسرع بينما تلاشت الأيام في أشهر وسنوات.

توقّفا أحيانًا للراحة، رغم أن زاجيروس لم يشرح أبدًا كيف يختار أماكن التوقف. فقط كان يفعل ذلك.

بعد ست سنوات وسبعة أشهر من رحلتهما، تغيّر التضاريس.

أمامهما وقف جبلٌ ضخم.

على عكس باقي المنطقة القاحلة، لم يكن هذا الجبل مجرد حجر. بل كان ينبض بخفوت، وكأن شيئًا حيًا يعيش بداخله.

لم تكن هناك ممرات أو مداخل. لا سلالم، لا حواف.

فقط صخر.

توقّف زاجيروس عند قاعدته، وتمطّى بظهره حتى صدر صوت طقطقة عالية. ثم صفع سطح الجبل كما لو كان كتف صديق قديم.

"استيقظ،" قال. "لقد وصلنا."

توهّج السطح قليلًا، لكنه لم ينفتح.

بعد عدة ثوانٍ، دوّى صوت عميق من داخل الصخر.

[من هذا الذي معك؟]

رفع الموت بلا اسم حاجبه، لكنه لم يتكلم.

تقدم زاجيروس للأمام، وهو ينفض التراب عن أكمامه بلا مبالاة.

"إنه رفيقي،" قال. "أحضرته هنا ليشفى."

ساد الصمت.

لم يرد الجبل فورًا.

برد الهواء من حولهما.

ظل الموت بلا اسم ساكنًا، لكن نظره بقي ثابتًا على جدار الصخر.

كون الجبل يتحدث لم يفاجئه.

"هيا. لا تكن خجولًا. لن يحرق أنفاقك الداخلية." عقد زاجيروس ذراعيه.

تبع ذلك صمت طويل آخر، وبقي الجبل ساكنًا.

نظر الموت بلا اسم إليه جانبًا.

"ما هذا المكان؟"

"ستعرف عندما ندخل،" ضحك زاجيروس. "صدقني. سيفجّر عقلك."

"كما يبدو ممتعًا، لا أظن أن ذلك الشيء سيفتح لي طريقًا."

"سيقوم بذلك. أو سأفتحه بنفسي."

اهتز الجبل مجددًا، هذه المرة بصوت أشبه بالشهيق.

]إن أضر بالمحراب الداخلي، فذلك على مسؤوليتك.[

"نعم، نعم،" تمتم زاجيروس. "أضِفها إلى القائمة اللعينة."

توهج الجدار مرة أخرى. هذه المرة، تحوّل جزء منه إلى ضباب، كاشفًا عن نفق يتقوّس نحو الأسفل. توهّج ضوء أحمر خافت من الأعماق. كان الهواء في الداخل أبرد، وأنقى.

أشار زاجيروس إلى الأمام.

"بعدك."

لم يتردد الموت بلا اسم، بل دخل.

وبينما كان يمر عبر المدخل، لاحظ شيئًا مختلفًا في هذا المكان.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/08/06 · 46 مشاهدة · 1317 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025