نقر الموت بلا اسم بلسانه.
لقد كانت محقة بشأن ذلك.
كان يفكر في بناء مسار ناقص، ثم يقوم بترقيته تدريجيًا كلما استعاد ذكرياته.
"لكن بناء مسار كامل منذ البداية أفضل."
كامل، هاه؟
المسار الذي كان الموت بلا اسم يفكر فيه لا يمكن أن يكتمل أبدًا. وهذا بالضبط ما سيجعله قويًا.
ومع ذلك، فإن استعادة ذكرياته ستساعده على ترسيخ أساسات المسار. المسار سوف "ينمو" أسرع بوجود أساس قوي.
"كيف ستعيدين إليّ ذكرياتي؟"
"أعيد إليك ذكرياتك؟" ابتسمت باستهزاء. "من قال إنني سأفعل ذلك؟"
تجعد جبين الموت بلا اسم. بدأ يشعر بالانزعاج من هذه المرأة.
ضحكت وقالت، "تعال معي، وستعرف ما قصدت."
طارت باتجاه بحر الوعي الكلي—
"توقف عن مناداة هذا المكان بذلك الاسم،" صاحت وهي تطير أمامه.
"إذن يمكنكِ قراءة أفكاري."
"لا أستطيع،" قالت. "أنا أقرأ لهبك."
"لهبي؟"
لم تُجب.
ربما كانت ستجيبه عادة، لكن بما أنه ظل يطلق على هذا المكان اسم بحر الوعي الكلي، فقد أغضبها، حتى لو كان قد قال الاسم في ذهنه فقط.
"اللعنة عليك يا أولتريس!" صرخت في عقلها.
كان أولتريس هو من منح "هذا المكان" اسمه.
هذا المكان يحوي لهيبًا، وذلك الوغد أطلق عليه اسم "بحر".
حسنًا، اللهيب بدا وكأنه بحر نظرًا لعدده اللامحدود تقريبًا.
لكن هذا المكان لا يحتوي على وعي! ومع ذلك، صار الآن يُدعى بحر الوعي الكلي!
ذلك الوغد اللعين منح هذا المكان اسمًا خاطئًا لمجرد العبث، والآن التصق الاسم بهوية هذا المكان لأنه، كأحد أقوى الكائنات، سمّاه بهذا الشكل.
"لقد كان يحب العبث بالجميع فعلًا." عضّت على أسنانها.
بالنسبة الحكام، كانت المراحل تبدأ من المرحلة 1 (الأدنى) إلى المرحلة 9 (الأعلى). وحتى المستويات كانت تبدأ من المستوى 1 (الأدنى) إلى المستوى 10 (الأعلى).
لكن الدرجات كانت تبدأ من الدرجة 5 (الأدنى) إلى الدرجة 1 (الأعلى).
لماذا كان ترتيب الأرقام معكوسًا في الدرجات؟
في الأصل، كانت درجات الحكام أيضًا تبدأ من الدرجة 1 (الأدنى) إلى الدرجة 5 (الأعلى).
ثم جاء ذلك الوغد المسمى أولتريس.
لقد أنشأ مسار المستيقظين، وفي ذلك المسار، كان المستيقظون يتدرجون من الدرجة 5 (الأدنى) إلى الدرجة 1 (الأعلى).
ومع مرور الوقت، صار المزيد والمزيد من الناس مستيقظين.
فخلق ذلك ارتباكًا هائلًا.
فبالنسبة للبعض (الحكام غير المستيقظين)، كانت درجاتهم من الدرجة 1 (الأدنى) إلى الدرجة 5 (الأعلى).
أما بالنسبة للآخرين (الحكام المستيقظين)، فكانت درجاتهم من الدرجة 5 (الأدنى) إلى الدرجة 1 (الأعلى).
وعندما أصبح الالتباس زائدًا عن الحد، قررت الحضارات الكونية أخيرًا تغيير اسم نظام التصنيف، وجعلت جميع الدرجات تسير من الدرجة 5 (الأدنى) إلى الدرجة 1 (الأعلى).
لقد قبلت الحضارة الكونية بهزيمتها، وغيّرت ترتيب أسماء الرتب.
كانوا يعرفون أن أولتريس اختار عمدًا الترتيب المعكوس لأسماء الرتب فقط ليعبث بالحضارات الكونية، لكن ماذا كان بإمكانهم أن يفعلوا؟
لقد خلق اختلاف الترتيب فوضى كبيرة، وأحفاد أولتريس رفضوا قبول نظام الدرجة 1 إلى الدرجة 5، قائلين إنه إهانة لجدّهم.
"ذلك الوغد بلا أدنى احترام."
"حقًا آمل أن يموت في حفرة ما." صرخت الساحرة في عقلها.
الموت بلا اسم قد أثار في داخلها ذكريات سيئة.
ذلك جعلها ترغب في ضرب أحدهم لتُفرغ غضبها، ولهذا السبب بدلًا من أن تُعيد له ذكرياته مباشرة، قررت أن تحلّ المشكلة بطريقة ملتوية.
الموت بلا اسم ظل صامتًا وهو يتبع الساحرة.
كان يحدّق في اللهب الأبيض.
الآن تأكد أنها لم تكن هناك القصد أو الوعي، بل شيئًا أعمق، وأنقى بكثير.
بدأ يراقب اللهب. بعضها كان داكنًا، وبعضها ضخم. بدت وكأنها تحتوي على جوهر... أشخاص.
طار الاثنان حتى وصلا إلى لهب أبيض عملاق.
كان هذا اللهب أكبر بكثير من كل اللهب المرئي في الجوار. بدا وكأنه يمتد بلا نهاية نحو السماء.
وقد اتخذ هذا اللهب الأبيض شكل سيف مغروز في الأرض.
لسبب ما، استطاع الموت بلا اسم أن يلاحظ أن السيف كان مغطى بتشققات في كامل جسده، كأنه سيف أنهكته المعارك، ومع ذلك ظل واقفًا مستقيمًا بكبرياء، وكأنه يقول إنه لن ينكسر مهما كانت حالته.
"إنه لهب متكبر، لكنه وحيد، أليس كذلك؟" قالت الساحرة بوقار. على عكس كل اللهب المتصل ببعضه، كان هذا واقفًا وحده.
ساحرة الجشع لم تعد تبدو منزعجة، ولا تتصرف بتعجرف. بل حافظت على تعبير جاد، كأنها تُبدي احترامها للهب السيف.
استدارت لتنظر إليه، وأضافت: "أعطني يدك."
فعل. وما إن تلامست أيديهما حتى قفز شرر أبيض حول يدها، وانطلق إلى جبينه.
'لقد أعطتني معلومات.'
الموت بلا اسم راح يستعرض المعلومات الجديدة التي ظهرت في ذهنه.
كانت أسماء وإحداثيات مواقع، وأشخاص.
[النهاية] [نواة الفوضى البدائية] [آرتميس] [أوبيتوس] [بعلزبول] [نور الهادين] [روح عالم الغابة، فيردونيا] [روح جراجنوك، عالم جحيم الحديدي] [كل الظلال]…..
"اذهب وزُر وراقب كل تلك المواقع والأشخاص"، قالت وهي توجه يده نحو لهب السيف.
وقبل أن يتمكن من الرد، أضافت: "سوف أرسل عقلك إلى كون آخر. لا تقاوم."
أومأ الموت بلا اسم.
لقد صدّق كلماتها، ليس لأنه يثق بها، بل لأنها لا تستطيع أن تؤذيه في هذا الفضاء.
كان يشعر في أعماقه أنه في اللحظة التي تحاول فيها أن تفعل به أي شيء، فسوف تتعرض للهجوم. أن الظلام سيحميه.
'ربما لأنني المحبوب من الظلام.'
لابد أن ذلك كان الظلام الذي رأته ساحرة الجشع عندما حاولت أن تجبره على عقد صفقة.
'لكن إن كان الظلام هنا، لماذا لا تتحدث إليّ؟'
تفاجأ الموت بلا اسم من أفكاره. لماذا افترض أن السامي الأعلى للظلام امرأة؟
"توقف عن التفكير في الأشياء عديمة الفائدة وركّز على الإحساس في يدك"، قالت ساحرة الجشع.
أومأ الموت بلا اسم. أغمض عينيه وركّز على كفه الملامس للهب السيف.
فورًا، شعر بارتجاج. وكأنه انتُزع بقوة إلى الأمام.
آخر ما رآه هو رأسه وهو يُسحق داخل لهب السيف.
وبعد أن شعر بدوار غريب بدا وكأنه قصير كلحظة، لكنه طويل كالأبدية، فتح عينيه ليجد نفسه في مكتب فاخر.
اختفى الصداع والدوار، مما سمح له بأن ينظر حوله جيدًا.
"أين أنا؟"
تحولت عيناه نحو المرأة الجالسة في المكتب. كان لديها شعر أبيض كالرماد، وعينان حمراوان كالدم.
بدت وكأنها تتصفح مجموعة من الوثائق.
'لماذا... تبدو مألوفة؟'
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات