الموت بلا اسم نظر حول المكان.

كلما رأى أكثر، ازداد ارتباكه.

كانت كل غرفة مغلقة من الداخل. حاول الدخول، لكن قوة صده أرغمته على التراجع.

"ماذا…؟"

حاول الموت بلا اسم الدخول إلى الغرف المغلقة مرة أخرى.

"لا أستطيع دخول هذه الغرف."

وهذا لم يكن يعني سوى شيء واحد. القانون الذي يحكم هذا 'المكان' كان قويًا جدًا لدرجة أن حتى هو، بجسد الإسقاط النجمي، لم يستطع أن يذهب إلى أي مكان يشاء.

"يا له من مكان غريب."

هذا أكد بعض الأمور.

النهاية كانت مهمة بالنسبة له — بالنسبة إلى نيو.

القيمة التي منحها للنهاية كانت تعني أن هذا الكون تعامل معها كأعلى قيمة.

لقد كان يخلق ويقوّي النهاية قبل أي شيء آخر، ولهذا فقد تجاوزت ما يستطيع الموت بلا اسم الوصول إليه بجسده الحالي.

"يجب أن أستكشف المكان. ربما أجد بعض الأدلة."

طار عبر الممرات لعدة أيام. بدا أن كل ممر يمتد إلى ما لا نهاية، وعلى فترات متساوية — ما يقارب 15 دقيقة بمعدل سرعته الحالي — كان يتقاطع ممر أفقي وآخر عمودي.

لم يكن إلا بعد شهر من البحث حتى صادف أخيرًا غرفة مفتوحة.

هذه المرة، استطاع الدخول بسهولة.

"لماذا هذه الغرفة مختلفة؟"

رأى كائنًا يرتدي عباءة مظللة. وعندما ألقى نظرة داخل العباءة، لم يرَ سوى الظلام.

"هذا الرجل لا يملك جسدًا ماديًا."

"همم، بالنظر إلى المكان ومظهره، فلا بد أنه حاصد أرواح."

ظل حاصد الأرواح بلا حراك طوال الأسابيع التي راقبه فيها الموت بلا اسم.

أدّى هذا الاكتشاف إلى اعتقاده أن حاصدي الأرواح هنا كانوا ظواهر طبيعية مثل تدفق الهواء أو شروق الشمس، بدلًا من أن يكونوا كائنات ذات إرادة.

"متى سيتحرك هذا الرجل؟"

واصل الموت بلا اسم مراقبته. استغرق الأمر حوالي 43 يومًا قبل أن يتحرك حاصد الأرواح فجأة.

ارتعش جسده ونهض واقفًا.

ثم، فتح بابًا.

رجل يرتدي ثيابًا بيضاء كان على الأرض على يديه وركبتيه.

"م-ما الذي يحدث هنا؟ كنت متأكدًا أني متُّ وبعدها- أرك!!!" التوى وجه الرجل من الألم. صرخ.

استغرق الأمر عدة دقائق حتى يهدأ. وبحلول ذلك الوقت، كان يلهث بشدة.

"أنا… من أنا؟" تمتم الرجل. "لا أتذكر أي شيء."

"مرحبًا بك، أيها الفتى." تحدث حاصد الأرواح أخيرًا.

رفع الرجل رأسه لينظر إليه. ورغم رؤيته لمثل هذا الكائن الغريب عن العالم، لم يشعر بالخوف لسبب مجهول.

"من أنت؟"

"دليلك." قال حاصد الأرواح. "والآن، من فضلك اتبعنا."

دخل الرجل الغرفة بناءً على تعليمات حاصد الأرواح.

جلس على السرير.

بعد ذلك، شرح له حاصد الأرواح أن الرجل قد اختير ليصبح حاصد أرواح — قاضي الأموات.

ومع ذلك، قبل أن يُمنح قدرة قوية تناسب ذلك المقام، كان عليه أن يخضع لاختبار.

"اختبار؟"

"لا تقلق، أيها الفتى. إنه مجرد اختبار بسيط. سنحكم على حكمك. حكم عادل سيجعلك أخًا لنا. ولكن، إن أخطأت فستُرسل إلى قبور الجحيم.."

"م-ماذا؟! سأُرسل إلى الجحيم؟"

"بالفعل." قال حاصد الأرواح بهدوء. "القرار الذي ستتخذه سيحدد مصير روح. قد يكون هذا مجرد اختبار بسيط بالنسبة لك، ولكن بالنسبة لتلك الروح، سيكون الفرق بين الذهاب إلى الجحيم أو الجنة."

"لذلك إذا أصدرت حكمًا خاطئًا، فسوف تدفع ثمنه." شرح حاصد الأرواح.

"إذن، لا أريد أن أكون حاصد أرواح!" صرخ الرجل.

"أعتذر، لكن ليس لديك خيار. لقد خطوت داخل الغرفة والآن، يجب أن تخضع للاختبار."

"تبا لك!"

حاول الرجل أن يهرب، لكن كان ذلك بلا جدوى.

بعد أن أنهكه الصراخ ومحاولة مهاجمة حاصد الأرواح، فقد وعيه.

"نم بهدوء، أيها الفتى."

كان آخر ما سمعه هو صوت حاصد الأرواح.

تغيّر باطن الغرفة، ليُظهر عالمًا شاسعًا للموت بلا اسم وحاصد الأرواح.

كان بإمكانهما رؤية روح الرجل تطفو أمامهما، ويبدو أن الرجل استطاع رؤية حاصد الأرواح.

"راقب جيدًا، أيها الفتى. فهذا هو العمر الذي عليك أن تحكم عليه." قال حاصد الأرواح.

المحيط عرض حياة شابٍ قاطع طريق. قُتل والداه على يد قطاع الطرق عندما كان رضيعًا.

أشفق زعيم قطاع الطرق على الرضيع وربّاه كطفله.

مرّت عقود. كبر الرضيع، وأصبح الزعيم التالي لقطاع الطرق بعد أن سلّمه "والده" المنصب.

الزعيم الجديد كبُر بجماعته. أصبحوا مجموعة كبيرة من الغزاة الذين ينهبون القرى، بل ويهددون المدن الصغيرة.

وفي النهاية، قُتلوا على يد فارس شاب أرسله الملك.

استغرقت الذكرى عقودًا لتنتهي.

أخيرًا، استيقظ الرجل. بقي مستلقيًا على السرير، ولم يعد يصرخ أو يسبّ.

"هل قررت حكمك، أيها الفتى؟" سأل حاصد الأرواح.

ظل الرجل مستلقيًا على السرير. كان يحدق في السقف. لقد هزّته حياة زعيم قطاع الطرق من أعماقه.

"هل كان الرجل شريرًا؟ أم كان صالحًا ونقيًا؟" تساءل حاصد الأرواح.

"شرير." أجاب الرجل دون تردد.

"ولماذا ذلك، أيها الفتى؟ زعيم قطاع الطرق تربى في بيئة خاطئة، ولهذا أصبح شخصًا قاسيًا كذلك."

لقد عاش في الظلام، ولم يعلم أن والديه قُتلا على يد الرجل الذي كان يسميه أبًا.

لو أنه علم بتلك الأمور، لكان مختلفًا. ربما كان ليقتل زعيم قطاع الطرق بنفسه، وينهي مجموعات اللصوص.

ألا يعني هذا أنه كان نتاج بيئته، وبالتالي لم يكن شريرًا؟" قال حاصد الأرواح.

لم يُجب الرجل على الفور.

ظل يحدق في السقف.

ثم أخيرًا، وبعد أن جمع أفكاره، تكلّم: "إذا اجتهد الطفل في دراسته فسيحصل على عمل جيد."

"أما إذا تكاسل، فسيكون مستقبله صعبًا."

"إذا كان لدى شخص مال، فسيشتري ما يحب. وإذا كان فقيرًا، فستكون حياته شاقة وربما يضطر حتى لسرقة الأشياء."

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/08/24 · 18 مشاهدة · 810 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025