حاول الموت بلا اسم أن يتحرك، لكن ذراعيه لم ترتفعا.

"ما هي القوة التي تسعى إليها؟" سأل الهائج مرة أخرى. "هل هي نوع القوة الذي يجلب لك المديح؟ الذي يمنحك الشهرة؟ أم أنها أتت لأنك أردت سحق أعدائك؟ ما هي؟ ما الذي يجعل مسارك مسارك أنت؟"

لم يُجب الموت بلا اسم.

لكنه سمع الكلمات.

لم تكن إهانة أو تحديًا.

الهائج لم يكن يحاول إذلاله.

كان فقط... يسأل.

مساره؟

إنه...

قبل أن تكتمل الفكرة، اخترقت قبضة الهائج بطنه.

اللكمة هوت بثقل ساحق للعظام، وتقيّأ الموت بلا اسم دمًا ملأ فمه بطعم معدني مرّ.

حاول غريزيًا أن يُعيد الزمن إلى الوراء. أو أن يشفي نفسه. أو أن يفعل شيئًا. أيّ شيء.

لكن لا شيء استجاب.

تقنياته لم تعمل. وقوته بدت بعيدة، مدفونة تحت وحل كثيف.

كانت عناصر الفوضى الخاصة بالهائج منتشرة في كل مكان الآن—داخل جسده، حول نواته، متشابكة في ذهنه وبذرة وجوده.

لم تعد تهاجمه فحسب.

بل كانت تتدخل في وجوده ذاته، ويقمعون تنشيط قدراته مثل الفيروس الذي يغلق النظام.

كانت الفوضى تُعطّل وتُفسد النظام داخل جسده.

ابتسم الهائج وأمسك الموت بلا اسم من عنقه.

اشتدت قبضته ببطء.

شعر الموت بلا اسم بعظامه تصرّ.

تلاشى بصره عند الأطراف.

تزايد الضغط، وعرف أن الهائج يحاول كسر عنقه.

شعر بالإجهاد، بالطريقة التي قاوم بها عموده الفقري ثم بدأ بالاستسلام.

ومع ذلك—

قبل أن ينكسر، تحرك الموت بلا اسم ووجّه لكمة صاعدة.

أصاب الضربة فكّ الهائج مباشرة.

ارتد رأس الهائج إلى الخلف وأرخى قبضته بما يكفي ليسقط الموت بلا اسم من يده.

لهث، مترنحًا، لكنه ما زال حيًا ومصممًا.

لم يُضِع اللحظة.

ظهرت في يده سيف الموت الحقيقي.

رفع سلاحه وقطع نحو الأعلى.

شطر النصل جسد الهائج إلى نصفين من الخصر حتى الكتف.

للحظة، تجمد كل شيء.

ثم أعاد جسد الهائج التكوّن.

العضلات، العظام، الجلد—كلها التأمت على الفور.

طاقته الفراغية نسجته من جديد، مطوّرةً جسده إلى نسخةٍ أفضل.

نقر الموت بلا اسم بلسانه وهاجم مجددًا.

لكن هذه المرة، واجه السيف مقاومة.

لم يقطع. بالكاد ترك أثرًا.

ابتسم الهائج.

"نصلٌ جميل. لكنه لم يعد كافيًا بعد الآن."

في اللحظة التالية، اشتبكا.

اصطدمت القبضة بالسيف، وتناثرت الشرارات مع كل ضربة تهز ساحة المعركة.

هجم الموت بلا اسم إلى الأسفل، مطلقًا انفجارًا من نيران نهاية العالم اجتاحت الرمال بزئيرٍ هائل.

لكم الهائج من خلالها.

انقسمت نيران نهاية العالم حول قبضته، وتقدّم نحو الأمام.

ردّ الموت بلا اسم بعاصفة من الجذور أراد بها أن تقيّده وتستنزفه.

لكن الهائج مزّقها بشفرات الفوضى وكسر اثنتين منها بيديه العاريتين.

استدعى الموت بلا اسم اثنتي عشرة كرة موت وأطلقها في لولبٍ متتابع.

كانت كل واحدةٍ منها متكاثفة من عناصر الموت في ذروة المرحلة الرابعة، قادرة على إبادة كل ما تمسّه.

الهائج محاها بطاقة الفراغ.

اختفت الكرات الواحدة تلو الأخرى في الفوضى التي كانت تحيط بجسده، كما لو أُلقيت أحجار في ماءٍ عميق.

لقد اغلقوا المسافة مرة أخرى.

السيف في مواجهة القبضات.

قاتل الهائج مثل وحشٍ جامح، يضحك مع كل ضربة، يهاجم بدقةٍ متهورةٍ تجعل حركاته عصيةً على التنبؤ.

لم يكن يتفادى.

بل امتصّ جميع الضربات، وردّ عليها بقوةٍ متطورةٍ تنمو اعتمادًا على هجمات الموت بلا اسم نفسه.

بدأ الموت بلا اسم يتراجع.

كانت هجماته تُغلب.

طاقته لم تكن تتعافى بالسرعة الكافية.

كل تقنية استخدمها كانت تُواجَه بهجماتٍ مضادة تزداد حدة وسرعة في كل مرة.

الهائج كان يتطور مع كل نفس، يعدّل جسده ويُصقل غرائزه.

لكن الموت بلا اسم رفض الاستسلام.

حتى لو كان أضعف، حتى لو كان يقاتل ساميًا، فلن يتخلى أبدًا—

'آه.'

انقدحت شرارة في ذهنه.

"هكذا إذًا من المفترض أن يكون مساري."

جاءت ضربته التالية دون تفكير.

شقّ السيف ذراع الهائج عند المرفق، قاطعًا إياها بالكامل.

رمش الهائج. ثم اتسعت ابتسامته.

"ها هو ذا."

استدار، وانخفض بجسده، ثم ركل الموت بلا اسم في صدره.

لكن هذه المرة، لم يتراجع الموت بلا اسم إلى الوراء.

جسده ثبت في مكانه.

تشقق الرمل تحت قدميه، لكنه بقي متجذرًا في موقعه.

"يبدو أنك على وشك الوصول إلى الاستنارة." ضحك الهائج.

لم يقل الموت بلا اسم شيئًا.

لم يصبح أقوى.

ولم يتعلم تقنية جديدة.

الاختلاف الوحيد كان في وجوده.

لقد أصبح... متصلبًا. ليس أثقل، ولا أقوى، بل أكثر 'صلابة'.

تصادما مجددًا.

دوى صوت معركتهما عبر المشهد المحطم.

كل اصطدام كان يهز السماء.

استمرت عناصر الفوضى والفراغ لدى الهائج في التغير والتطور، لكن الموت بلا اسم لم يعد يتراجع بعد الآن.

كانت هجماته تصيب بدقة أكبر.

وسيفه يتحرك كما لو أنه فهم أخيرًا غايته.

من هذه النقطة، انخرطا في صراع وحشي متكافئ.

واصل الهائج تطوره، متكيفًا مع كل حركة وكل تقنية.

لكن الموت بلا اسم واجه ضرباته بقوة مماثلة.

تقنياته لم تصبح أقوى، لكنها أصبحت أكثر حدة.

وحركاته لم تصبح أسرع، لكنها غدت أنقى.

ومع تماسك وجوده أكثر، لم تكن هجماته 'أكثر فاعلية' فحسب، بل أصبحت تحقق غايتها بسهولة أكبر.

عوى الهائج ضاحكًا، مستمتعًا بالقتال.

كان يقاتل كعاصفة متوحشة فوضوية.

أما الموت بلا اسم فكان يقاتل بلا تحفظ.

لكن عقله لم يكن منشغلًا بالمعركة.

بل بمساره.

ما هو مساره؟

إنه المسار الذي سار فيه ليصبح أقوى.

المسار الذي سار فيه ليهزم أعداءه.

المسار الذي سار فيه ليتجاوز حدوده.

المسار الذي سار فيه لدهور طويلة، وسيتابع السير فيه حتى يبلغ الذروة.

إنه…

مسار الأبد—

وقبل أن يتمكن من إتمام الكلمة، دوّى صوت تشقق.

اهتز الهواء، ونزل ضغط ساحق من الأعلى.

كان ثقيلًا، عتيقًا، ومتسلطًا.

حتى الهواء نفسه صرخ.

كاد هذا الثقل أن يدفع كليهما، الموت بلا اسم والهائج، إلى ركبتيهما.

لقد انهار الواقع.

وانحنى الفضاء.

حتى عناصر الفوضى والفراغ ارتدت مذعورة.

استفاق الموت بلا اسم من أفكاره ورفع نظره للأعلى.

شق متعرج قد انفتح في السماء.

ومن خلال ذلك الشق، خرجت هيئة تمشي.

كان يرتدي عباءة سوداء متدفقة، تتحرك كما لو أن الرياح وُجدت من أجله وحده.

من يده تدلت منجل أطول من جسده، مشكل من مفهوم متصلب.

وجهه كان مخفيًا تحت قلنسوة عميقة، لكن حضوره كان أبلغ من أي كلمات.

بارباتوس.

حاصد الأرواح.

ذاك الذي يسير في الظلال ويحصد الأرواح.

لقد مزق الواقع بمنجله كما لو أنه ورق.

عيناه — المتوهجتان من ظلمة القلنسوة — نظرتا إلى الهائج، ثم تحولت نحو الموت بلا اسم.

"لديك فرصة أخيرة،" قال بارباتوس. "استسلم للأمير، وإلا فلن أكون رحيمًا كما كنت في المرة السابقة."

نظر الموت بلا اسم إلى الهائج بطرف عينه.

استطاع أن يرى الابتسامة الخافتة على وجه ذلك المجنون.

’لقد كان يعلم أن بارباتوس سيأتي.’

لا، هذا لم يكن صحيحًا.

’لقد استدرج بارباتوس إلى موقعنا.’

لماذا؟

الإجابة كانت بسيطة.

من أجل معركة ثلاثية فوضوية.

لأن الفوضى هي مجال الهائج، وهي حيث يتفوق.

"ما جوابك؟" سأل بارباتوس.

ضغط الموت بلا اسم على أسنانه، ونظر إلى بارباتوس.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/10/06 · 33 مشاهدة · 1035 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025