’لقد استدرج بارباتوس إلى موقعنا.’
لماذا؟
كانت الإجابة بسيطة.
من أجل معركة ثلاثية فوضوية.
لأن الفوضى هي مجال الهائج، وهي حيث يتفوق.
"ما جوابك؟" سأل بارباتوس.
ضغط الموت بلا اسم على أسنانه، ونظر إلى بارباتوس.
وقبل أن يطول الصمت، انطلق الهائج إلى الأمام.
كانت قبضته مشدودة إلى الوراء، والفوضى تلتف حول مفاصله كتنين متكوّر.
زفر بارباتوس.
"فليكن."
أدار منجله وواجه اللكمة مباشرة.
أثر الاصطدام دفع الهائج إلى الخلف عبر الرمال، مجبرًا إياه على الانزلاق لعدة أمتار قبل أن تغوص قدماه في الأرض وتوقفه.
ثم تمتم بارباتوس،
العالم.
فتحول المشهد بأكمله.
نزفت الظلال إلى العالم من حولهم، متموجة كزيت فوق الماء.
غاصت الأعمدة.
والسماء أظلمت.
ثم تحركت الظلال، وتشكلت على هيئة جنود، مئات منهم، جميعهم بعيون فارغة وسيوف مسننة.
اندفعوا نحو الهائج بلا تردد.
لكن بارباتوس لم يركّز عليهم.
عيناه كانتا مثبتتين على الموت بلا اسم.
تحرك في لحظة.
استجاب الموت بلا اسم مستخدمًا [صدى].
اهتز سيفه بتردد شق حتى الضوء، واندفع به.
اصطدم المنجل بالسيف، وتناثرت شرارات من الموت والظل من نقطة التصادم.
وعلى الرغم من أن العالم كان يقوّي بارباتوس، فإن الموت بلا اسم ثبت في مكانه، بل ودفعه خطوة إلى الوراء.
لكن عندها ظهر شيء.
جناح، أسود حالك، ينبض بالخبث، انبسط خلف ظهر بارباتوس.
غرائز الموت بلا اسم صرخت في داخله — ذلك الجناح خطير.
تراجع على الفور، مغيرًا وضعه.
ومن دون كلمة، استدعى سيفًا عملاقًا من الموت، مشكَّلًا من مفهوم الموت الأبدي.
ارتفع السيف في الهواء، وحوافه تتلألأ ببرق أحمر، ثم اندفع نحو بارباتوس كسقوط نجم.
اندفع بارباتوس إلى الأمام، أسرع من ذي قبل، ولوّح بمنجله.
انقسم السيف العملاق إلى نصفين كما لو كان ورقًا.
وكان على وشك أن يصل إلى عنق الموت بلا اسم حين سقط شيء من الأعلى.
الهائج.
كانت قبضته تهوي بالفعل، ملفوفة بالفوضى والفراغ.
’ماذا؟’ لم يجد بارباتوس وقتًا للمراوغة. ’هل هزم جنود الظل بالفعل؟’
اصطدم به الهائج بلكمة مدمرة دفنت حاصد الأرواح في الأرض.
لكن الهائج لم يتوقف هناك.
باستخدام الارتداد، دار في الهواء وركل ركلة موجهة نحو الموت بلا اسم.
استخدم الموت بلا اسم [كل الظل] ليتفاداها.
ذاب جسده في الظلال وظهر من جديد بجانب الحفرة التي سقط فيها بارباتوس.
لم يتردد.
تراكم صدى في سيفه مجددًا وهو يهوى بكامل قوته.
لم يجد بارباتوس وقتًا كافيًا لرفع منجله.
سقط الهجوم.
انفتحت جراحة سطحية عبر صدر بارباتوس.
ترنح، ثم—
ظهر جناح أسود ثانٍ خلفه.
تقلصت عينا الموت بلا اسم.
كان يشعر بذلك.
تلك الأجنحة كانت تجعل موته يغلي بجنون.
وتلك الأجنحة لم تكن تظهر إلا عندما يهاجم.
لكن قبل أن يتمكن من تحليل الأمر أكثر، قبضت الفوضى على جمجمته.
أمسك الهائج رأسه وضربه مباشرة على الأرض.
"أنت تكبح نفسك،" قال الهائج لبارباتوس وهو يضغط قدمه على صدر الموت بلا اسم.
اندفعت عناصر الفوضى والفراغ، معطّلة قدرة الموت بلا اسم على التجدد.
لم يستطع الموت بلا اسم الحركة.
تقلّب محاولًا المقاومة، لكن الضغط كان هائلًا.
في تلك اللحظة، تعافى بارباتوس وقفز إلى السماء مجددًا.
اصطدم هو والهائج في منتصف الهواء، وانفجرت المعركة من جديد.
لم تعد هذه مبارزة.
بل كانت صدامًا بين حكام متجاوزة.
تحرك بارباتوس كظلٍ مُنح إرادة، متنقلًا بين طيات عالمه.
كان منجله يرقص بزوايا مستحيلة، وكل تأرجح منه يستدعي عشرات تقنيات الظل المختلفة — نسخًا، وسيوفًا، وسلاسل، ووحوشًا، ودروعًا.
كانت تتدفق معًا بانسجام تام.
لكن الهائج تكيف.
في كل مرة تصيبه فيها تقنية، كانت تعمل مرة واحدة فقط.
تغيّرت بنية جلده، والتوى هالته، وفي الضربة التالية — مهما بلغت قوتها — كانت تنزلق عنه.
زأر ضاحكًا، حتى بينما مئة شفرة ظل تخترق جسده.
وفي اللحظة التالية، ذابت عنه كما يذوب المطر.
ظهر بارباتوس خلفه، ملوّحًا بدقة قاتلة.
انحنى الهائج، استدار، وغرس مرفقه في أضلاع بارباتوس.
سعل حاصد الأرواح واختفى في دخان، ليظهر مجددًا على بعد عدة أمتار.
رفع الموت بلا اسم نفسه عن الأرض، والدم يسيل من صدغه.
كانت رؤيته مهزوزة، لكن عقله أكثر صفاءً من أي وقت مضى.
ليس كافيًا.
قبض قبضتيه، يسحب أنفاسًا متقطعة.
صدى لم يعد كافيًا بعد الآن.
كان يشعر بذلك.
كلٌّ من الهائج وبارباتوس كانا يقاتلان عند مستويات تتجاوز ما يمكن لقوته الحالية بلوغه.
ربما كان يستطيع مقاتلتهما على قدم المساواة لو تمكّن من استخدام مساره.
لكنّه فقد 'جوهر' مساره حين حطّم بارباتوس استنارته.
الصفاء الذي ساعده على إدراك 'جوهر' مساره اختفى.
لم يعد يستطيع إيجاده.
إن لم أستطع استخدام مساري، فلابدّ أن أجد شيئًا آخر.
شيئًا أقوى من صدى.
ذلك هو السبيل الوحيد لمجاراة القتال ضدهما.
شعر الموت بلا اسم بذلك.
لن ينال الاستنارة مجددًا. ليس قريبًا على الأقل.
الطريقة الوحيدة لاستعادة جوهر مساره دون الاستنارة كانت بسيطة، لكنها صعبة.
سأخترقها بالقوة الغاشمة.
كان مساره هو تجاوز حدوده.
عليه أن يجسّد مساره ليستعيد 'الجوهر'.
بعبارة أخرى…
عليّ أن أتجاوز ذاتي الحالية.
لم يكن بحاجة إلا لشيء واحد.
إن استطعت ابتكار تقنية أقوى من صدى وتجاوزت حدودي، فسأستعيد الجوهر، وسأتمكن من إكمال مساري.
لم يعد هنالك مجال للقلق بشأن الأعداء أو الحلفاء.
ساحة المعركة لا تكترث بمن تقف معه.
إن أراد أن يحطم حدوده ويجد المعنى الحقيقي (الجوهر) لمساره مجددًا، فعليه أن يواصل القتال.
عليه أن يتجاوز ما بلغه من قبل.
وبينما وقف الموت بلا اسم غارقًا في أفكاره، بدأت جراحه تلتئم.
تبخر الدم. التأم اللحم. استقامت العظام.
كان بارباتوس أول من لاحظ.
تقلصت عيناه.
ومن دون أن ينبس بكلمة، انقسم إلى اثنين.
اتجه أحد نسخه نحو الموت بلا اسم وانقضّ عليه.
تحرك الموت بلا اسم على الفور.
لم يحتج إلى التفكير.
غرائزه أنذرته مجددًا.
لا تتصادم معه.
لا تستخدم صدى ضده.
كان بارباتوس يخطط لشيء ما.
تلك الأجنحة الظلية التي تظهر بعد التصادم مع صدى… هنالك خلل ما في ذلك.
تراجع الموت بلا اسم، دون نية للاشتباك مع بارباتوس مجددًا وزيادة عدد الأجنحة.
لكنّه لم يتمكن من الهرب بعيدًا.
"قاتل،" قال بارباتوس.
شعر الموت بلا اسم بجسده يُسحب إلى الأمام.
تحرك ذراعه دون إذنه، والسيف يرتفع، والهالة تتوهج.
قدماه أطلقتاه نحو بارباتوس.
حقيقة؟
تعرف على الإحساس.
لا، هذا ليس مفهوم الحقيقة العادي.
إنه… مفهوم الحقيقة مقلَّد.
هل يمكنه نسخ المفاهيم؟
لم يكن هناك وقت للتفكير أكثر.
المنجل كان يلوّح بالفعل.
تحكم حقيقة في الموت بلا اسم.
أُجبر على الرد باستخدام صدى.
اصطدم السيف بالمنجل.
تمزق الهواء حولهما، والضغط زلزل المشهد المحطّم تحتهما.
وكما حدث من قبل، دُفع بارباتوس إلى الخلف، وظهر جناح ظل ثالث خلفه.
لكن هذه المرة، حدث أمر آخر.
تم استيفاء الشروط. جاري نسخ [صدى]. الهدف: الموت بلا اسم.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات