تغيّر صدى بارباتوس.
أصبح أثقل.
لوّح مجددًا.
ارتفعت سيف الموت بلا اسم في اللحظة المناسبة، لكنه طُرح إلى الخلف مثل دمية.
تقلّب جسده في الهواء قبل أن يتحطم على عمود.
نصف جسده تبخّر بضربة واحدة.
الآن، صار بارباتوس يمتلك صدى.
ولم يكن تقليدًا رخيصًا.
لقد نسخ بارباتوس اندماج المفاهيم التي لا تُحصى التي جعلت من صدى ما هو عليه.
استطاع الموت بلا اسم أن يشعر بذلك في إيقاع حركات بارباتوس وصدى الطاقة العالق في الهواء.
كان بارباتوس بالفعل الأعلى مرتبة بينهم الثلاثة.
وكان الموت بلا اسم والهائج يقاتلانه مستخدمَين أوراقهما الرابحة الخاصة.
بالنسبة إلى الهائج، كانت ورقته هي 'هويته' كالسامي الفراغ.
أما بالنسبة إلى الموت بلا اسم، فكانت صدى.
والآن، كان حاصد الأرواح في المرحلة الخامسة يمتلك صدى الموت بلا اسم — التقنية التي سمحت للموت بلا اسم، الأضعف بين الثلاثة، بأن يقاتل إلى جانبهم.
كان الأمر واضحًا للثلاثة جميعًا.
في هذه اللحظة، كان بارباتوس هو الأقوى.
وقف بارباتوس وثلاثة أجنحة من الظلال المشتعلة خلفه.
جالت عيناه بهدوء على ساحة المعركة.
ثم استدار نحو الهائج واندفع للأمام.
تصادما من جديد، والهواء ينبض مع كل ضربة.
لكن بارباتوس الآن لم يكن فقط يصمد، بل كان يدفع الهائج إلى التراجع.
كانت الكفة لصالحه.
تطور الهائج لم يعد قادرًا على مجاراته.
حاول الموت بلا اسم النهوض مجددًا.
كان جسده حطامًا، لكنه ما زال يتجدد.
"أيها الهائج!" صرخ، والدم يسيل من شفتيه. "ما رأيك بهدنة؟"
توقف الهائج في منتصف الضربة.
نظر من فوق كتفه.
كان يعلم بالضبط ما الذي يقترحه الموت بلا اسم.
أن يتعاونا معًا، يطيحان ببارباتوس أولًا، ثم يسوّيان الأمور بينهما بعد ذلك.
ضحك.
"هدنة؟ حقًا؟" صرخ مجيبًا. "الآن بعدما بدأت الأمور تزداد إثارة، تريد أن نتحالف؟ لا فرصة لذلك!"
رفع قبضته، وتغيّر شيء في الهواء.
بدأ الفراغ والفوضى بالالتفاف حول ذراعه.
امتزجت الطاقة تمامًا، تهتز بتردد مرعب.
تعرّف الموت بلا اسم على تلك التقنية.
إنه يستخدم صدى خاص به.
تحرّك بارباتوس فورًا، مدركًا الخطر.
ارتفعت منجله، وانتشرت أجنحته، وتشكل حاجز من الظلال أمامه.
لكن ذلك لم يكن كافيًا.
زأر الهائج ولوّح بقبضته إلى الأمام.
انفجر شعاع أحمر من مفاصله، مملوءًا بانصهار الفوضى والفراغ.
كانت تلك ضربة صاغها سامٍ أتقن الفوضى وخلق الفراغ.
وكان بارباتوس في مسارها مباشرة.
ولسوء الحظ، كذلك كان الموت بلا اسم.
لم يرتجف الموت بلا اسم.
ابتسم.
بالطبع سيفعل الهائج شيئًا كهذا.
كان هذا بالضبط ما كان يأمله.
كان يعلم أن الرجل لن يقبل بالهدنة.
بمجرد اقتراحها، كان الموت بلا اسم قد أثار غضبه، وتحدّى كبرياءه، وضَمِن أنه سيقذف بكل ما يملك نحوهما معًا.
ذلك كان الهدف.
كان بحاجة إلى الضغط.
بحاجة إلى شيء يسحقه.
فقط حينها يستطيع أن يتجاوز الجدار الذي يسدّ مساره.
نهض الموت بلا اسم على قدميه، رافعًا سيفه بكلتا يديه.
اشتعل وجوده، متوهجًا بالموت.
اقترب الشعاع، ممزقًا الأرض، محطّمًا كل ما في طريقه.
إن لم أستطع صدّ هذا، فسأموت.
لكن إن فعلت—
قد أرى أخيرًا ما وراء حدودي.
تقدّم خطوة، مغروسًا قدميه في الأرض المتشققة.
اندفع صدى منه في موجات، يلتفّ حول سيفه.
ساعة العدم.
كل الظل.
الموت الأبدي.
لهيب نهاية العالم.
جذور التهام العالم الأثيري.
شظايا الأموات.
كل المفاهيم التي لمسها طوال حياته تدفقت إلى السيف، امتزجت معًا، واحترقت، وأعادت تشكيل نفسها.
ارتجفت النصل.
والتوى الهواء من حوله.
ومع ذلك... كان يعلم.
ما زال ذلك غير كافٍ.
لا يمكنه الفوز بهذا.
لكنّه لم يتوقف.
لوّح بسيفه.
وفي اللحظة التي هبط فيها نصله، انشقّ السماء.
تشقشق الفراغ، وعوت الفوضى، وانفجرت الأرض تحت أقدامهم.
تهيّأ سيفه لملاقاة لكمة الهائج المفعمة بالفوضى، ولبرهة وجيزة، بدا وكأن الزمن نفسه قد تجمّد.
لكن من أوقف الضربة لم يكن الموت بلا اسم.
بارباتوس، الذي كان يُقذف بعيدًا بفعل الشعاع، فجأة أطلق ضغطًا هائلًا لا يُقاس.
تلألأت نصل منجله بلونٍ أحمر دمويّ عميق.
ولوّح.
وقع انفجار.
مزق الانفجار أجزاء من ردائه، وكشف عن ظل لا نهاية له تحته
تقطّر الدم الأبيض من أصابعه العظمية المتكسّرة.
ارتجفت ذراعه، واهتزّ جزء من جسده بشكلٍ غير طبيعي.
لقد صدّ الهجوم، ولكن بالكاد.
صفّر الهائج وخفّض يده.
"هذا كان مفاجئًا. لم أظن أنك قادر على صدّ هجوم كهذا، خصوصًا وهو يأتي من العدم."
أطلق ضحكة خشنة وفرقع مفاصله.
"لكن يمكنني فعل هذا طوال اليوم."
سحب قبضته إلى الخلف مجددًا، والطاقة تتجمّع حوله.
اندفع الفراغ والفوضى وبدآ بالاندماج.
صدى نسج بينهما.
كانت نفس الحركة. ورغم استخدامه لتقنية بهذه القوة قبل لحظات، لم يظهر على الهائج أي إرهاق.
لم يرتجف بارباتوس، لكن صوته كان هادئًا. "أعلم."
"إن كنت تعلم، فعليكما أن البدء بالقتال بجدية." ابتسم الهائج.
قطّب الموت بلا اسم حاجبيه على تلك العبارة.
القتال بجدية؟
هل يظن أنني لم أفعل ذلك بعد...
تجمّد الموت بلا اسم.
لقد قال "أنتما الاثنان". هل يقصدني وبارباتوس... أم شخصًا آخر؟
"انتظر"، تمتم. "هل كان يقصدني وبارباتوس... أم شخصًا آخر؟"
عندها داهمه إدراك مفاجئ.
أين زاجيروس؟
وفي اللحظة ذاتها، بدأ الموت داخله يحذّره من خطرٍ وشيك.
وكان ذلك الخطر أشدّ فظاعةً من الأجنحة التي سمحت لبارباتوس بنسخ صدى الموت بلا اسم.
وفي الأثناء، مسح بارباتوس الدم عن يده وواجه الهائج مجددًا.
"إذًا، كنت تعرف عن خطتنا مسبقًا."
"كنت."
"...غرورك لا يعرف حدودًا. ما الذي يجعلك تظن أنك قادر على الفوز؟ حتى بعد كل استعداداتنا؟"
بدل أن يجيب، اكتفى الهائج بابتسامة متسعة.
ثم... تغيّر العالم.
ظهرت هالة جديدة في ساحة المعركة.
زاجيروس.
دخل ميدانهم ببساطة، عابرًا حدود العالم. بارباتوس، صاحب هذا العالم، قد سمح له بالدخول.
تحرك بصره فوق الموت بلا اسم، ثم نحو الهائج.
لم يكن في عينيه أي انفعال. مجرد برودة هادئة.
ثم استقرّ نظره على بارباتوس.
"عمل جيد في الصمود حتى كنا مستعدين."
انحنى بارباتوس قليلًا.
تصلّب وجه الموت بلا اسم.
ذلك الضغط...
المرحلة الخامسة.
لم يكن هناك شك في ذلك.
هل استعار مزيدًا من قوة ذلك الشيطان؟
فمرحلة خامسة عادية لم تكن كافية لتفعل شيئًا في معركتهم الحالية.
حتى بارباتوس نفسه لم يكن كافيًا، إلى أن نسخ صدى الموت بلا اسم.
فإن كان كل ما فعله هو رفع قوته إلى المرحلة الخامسة... فلماذا هو واثق إلى هذا الحد؟
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات