أقرّ بارباتوس في داخله بتفوّق الموت بلا اسم في المعركة الاستراتيجية.

ومع ذلك...

"إذا لم تتمكن من إيقاظ مسارك بالكامل، فلا داعي لنا أن نخاف منك."

كان بارباتوس يدرك أنه إن اضطرّ الموت بلا اسم لتزييف حالة الاستنارة، فهذا يعني أنه لم يقترب بعد من الاستنارة الحقيقية.

ومن دون مسار، فلا شيء يدعو للقلق.

انطلق بارباتوس نحو الموت بلا اسم.

لم يحاول أن يُبطل صمت زاجيروس.

لم يكن لذلك أي جدوى.

زاجيروس لم يكن يتذكر الجداول الزمنية السابقة.

ولن يعرف ما فعله الموت بلا اسم أو كيف يواجهه.

حتى لو أعاد بارباتوس الزمن لإزالة السحر، فالموت بلا اسم كان قادرًا على إسكات زاجيروس مجددًا قبل أن يفهم ما يحدث.

كان الهائج يراقب ما يجري بعينين ضيّقتين.

ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة ببطء.

"هذا هو ما كنتُ أترقبه،" تمتم لنفسه، بالكاد قادرًا على كبح الحماسة في صوته. "هذه هي المعركة التي انتظرتها."

لم تكن مجرد معركة بعد الآن.

لقد أصبحت صراعًا حيث كل حركة تحسب، وحيث القوة وحدها لا تكفي لتحقيق النصر.

كلهم كانوا أقوياء.

كلهم كانوا يملكون أوراقًا خفية لم يكشفوها بعد.

وكانوا جميعًا يسيرون على حبل مشدود، حيث أي خطوة خاطئة قد تعني الهزيمة الفورية.

اتسعت ابتسامة الهائج.

"قتال حقيقي."

وبضحكة عالية، اندفع نحو زاجيروس.

حتى مع إسكاته، كان دم التنين القديم الذي يجري في عروق زاجيروس يمنحه قوة هائلة.

صدّ الضربة الأولى، ومخالبه تمزّق الأرض وهو يثبّت نفسه، لكن الهائج لم يتوقف.

في الوقت نفسه، هاجم بارباتوس الموت بلا اسم مجددًا.

اندفعت خيوط الظل كالسياط، حادّة وسريعة، محاولة تثبيته أو تمزيق أطرافه.

قاتل الموت بلا اسم بعنف.

وحين كان على وشك أن يُطغى عليه، كان يستخدم [كل الظل] لينزلق مجددًا إلى الماضي في اللحظة التي تسبق إصابته مباشرة.

كان يعلم أنه لن ينتصر بمواصلة ذلك للأبد.

كانت مجرد وسيلة لكسب الوقت.

ما كان يهمّ حقًا هو ما كان يركّز عليه في تلك اللحظات الفاصلة.

'عليّ أن أُحسّن صدى'

فقد الزمن معناه داخل ساحة المعركة.

من الخارج، ربما بدا وكأن ثوانٍ قليلة تمرّ فقط.

لكن داخل فقاعة الزمن المتكرر والانقلابات المستمرة، امتدّ القتال إلى أيّام.

مرّة بعد مرّة، ألقى الموت بلا اسم بنفسه في المعركة، ليعيد الزمن قبل لحظة الهزيمة.

لكن في كل مرة، كان ذهنه يغوص أعمق في تقنيته.

'صدى وُلد من اتحاد جميع مفاهيمي،' فكّر بينما ينخفض متفاديًا شفرة، تاركًا مخلب ظل يمزق جانبه قبل أن يُفعّل [كل الظل] مجددًا.

تناثر الدم في الهواء، لكنه لم يبدُ عليه التأثر.

'والنتيجة كانت طاقة تدميرية خام.'

لطالما استخدم تلك الطاقة التدميرية كجوهر الرنين.

لكن الآن، وسط هذا الفوضى، رأى ما لم يره من قبل.

'ليست مخصّصة للتدمير فقط. فذلك ليس استخدامها الوحيد.'

تعمّق فهمه مع كل دورة.

بدأ بارباتوس يشعر بأن ثمة خطبًا ما.

ازدادت هجماته شراسة ويأسًا.

استحضر جيوشًا من وحوش الظل، كل واحدة منها مصوغة من عقول حكام ووحوش مذبوحة.

أما زاجيروس، الذي لم يكن قادرًا على الكلام بعد، فقد خلق عددًا لا يُحصى من الأسلحة، وأمطر السماء بقصف لا نهائي.

لم يكن الألم العقلي كفيلًا بقتل الموت بلا اسم، لكنه كان كفيلًا بتجميد ذهنه ولو للحظة.

'يبدو أنه يقترب من الاستنارة. علينا إيقافه.'

لم يكن لديهم وسيلة لمعرفة إن كان الموت بلا اسم حقًا يحقق استنارة أم يزيّفها مجددًا، لكن المخاطرة كانت كبيرة جدًا لانتظار التأكد.

لكن هذه المرة، رفض الموت بلا اسم أن يدعهم يشتتونه.

قاتلهم، حتى مع تحطم جسده مرارًا وتكرارًا.

حتى بينما كانت عظامه تتكسر ودمه يتناثر عبر ساحة المعركة المحطمة، لم يسمح لعقله أن يتشتت.

'المخرجات التدميرية صصدى تشبه احتراق الوقود.'

'الوقود ينفجر ويسبب ضررًا.'

'لكن الوقود لم يُخلَق لينفجر. صحيح أن ذلك يُحدث ضررًا، لكن هناك طريقة أفضل لاستخدام الوقود.'

'إنها في أن يُستخدم لتشغيل شيء.'

لم يعد يستخدم صدى كسلاح فحسب.

'المفاهيم المندمجة — الطاقة الناتجة عنها — يمكن استخدامها لتمكين مفهوم آخر'

لقد كان يهدر طاقة صدى، مستخدمًا إياها كأداة قتال غاشمة بدلًا من تسخيرها لتقوية مفاهيمه.

اشتدت قبضته على سيفه.

زفر بهدوء.

ثم، ولأول مرة، وجّه طاقة صدى إلى نيرانه الآكلة للعوالم.

تلوّت النيران حول نصل سيفه، سوداء وقرمزي، كثيف بالإمكانات.

ثم لوّح به.

اخترق النصل جسد بارباتوس.

في البداية، ظنّ بارباتوس أن الضربة فشلت، وأن الموت بلا اسم لم يبلغ الاستنارة.

لكن عندها... بدأ العالم بالاحتراق.

تشبثت النيران بعالمه، تنتشر كأنها لعنة.

كانت النار تلتهم جوهر عالم بارباتوس ذاته.

ارتدّ ذهنه من شدّة الصدمة، لكن عينيه بقيتا مثبتتين على الموت بلا اسم، تملؤهما الدهشة والفهم المتأخر لما حدث.

لاحظ زاجيروس أيضًا. توقف في منتصف اندفاعه.

كانت قبضتاه مرفوعتين، لكنه لم يهاجم.

لأنه كان قد فات الأوان.

لقد تعلّم الموت بلا اسم تقنية تفوق ما يُفترض أن يُمكن تعلّمه في مرحلته الحالية.

لقد رأوا ذلك.

الضغط الساحق المنبعث منه لم يكن مجرد قوة.

كانت وضوحًا.

كان تجاوزًا.

لقد حطّم حدوده.

وبذلك، وجد ما كان يبحث عنه.

مساره...

...الذي سار عليه ليصبح أقوى.

...الذي سار عليه لهزيمة أعدائه.

...الذي سار عليه لتخطي حدوده.

...الذي سار عليه لدهور، وسيواصل السير عليه حتى يبلغ الذروة.

كان ذلك هو المسار الذي لن يتوقف الموت بلا اسم عن السير عليه أبدًا.

وإن أصبح الموت بلا اسم الأقوى في كونه، فسوف يذهب إلى أكوان أخرى.

وسيستمر في ذلك حتى يصبح الأقوى في جميع الأكوان.

وحين يصبح الأقوى في جميع الأكوان، فسيسعى لتجاوزها، إلى حيث يتخطّى كل وجود.

سيواصل الموت بلا اسم السير في مساره حتى نهاية الأبدية.

ذلك كان مسار الموت بلا اسم.

أن يتجاوز حدوده باستمرار.

حتى نهاية الأبدية.

لقد كان...

مسار التسامي الأبدي.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/10/13 · 22 مشاهدة · 860 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025