حين تحرّكت نحوه، لم يبدِ هاديس أي رد فعل غاضب أو دفاعي.
لقد وضع الوثيقة التي كان يقرأها بهدوء وقال بنبرة متزنة:
"إن كنتِ قد انتهيتِ، فعليكِ المغادرة. أنا مشغول."
وقبل أن تتمكن من قول أي شيء، أطلق بأصابعه نقرة واحدة.
اختفى المكان.
وجدت نفسها واقفة في غابة غريبة.
لم يختفِ الغضب.
كان يغلي داخلها، لكن الدموع لم تتوقف أيضًا.
حاولت أن تجبر نفسها على العودة إلى قصر هاديس لتطالبه بالحقيقة من جديد، لكن جسدها لم يتحرك.
خارت ركبتيها.
سقطت على الأرض وبقيت هناك ترتجف.
لقد كانت حالتها الجسدية تتدهور منذ قرن، والآن ومع انهيار قوتها الذهنية أيضًا، بدا أن جسدها لم يعد قادرًا على احتمالها.
ومع ذلك، حفرت بأظافرها الأرض وحاولت أن ترفع نفسها.
"لقد وعدني بأنه سيبقى معي إلى الأبد."
"لقد تجسّد بالتأكيد في العصر العاشر."
ربما حدثت مشكلة.
ربما استغرق الأمر وقتًا أطول هذه المرة لأن العصر قد تغيّر.
لابد أن هناك تفسيرًا.
بيدين مرتجفتين، أمسكت بالخنجر المعلّق عند خصرها. وضعته على صدرها، وأطرافها ترتجف من الجهد، ثم أنهت حياتها.
..
حين فتحت عينيها مجددًا، كانت ذكرياتها سليمة. انتظرت عشر سنوات.
لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها مجددًا.
..
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات.
لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
..
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات.
لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
...
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات.
لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات.
لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات.
لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ.
قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها.
استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها. استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها. استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها. استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها. استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها. استعادت ذكرياتها، وانتظرت عشر سنوات. لكنه لم يأتِ. قتلت نفسها.
في لحظة ما، أدركت.
كانت تعلم أنه رحل.
وأنه لن يعود أبدًا.
لكنها واصلت قتل نفسها.
لأن ربما—فقط ربما—سيجدها في التجسّد التالي.
ربما وُلدت في مكان ناءٍ جدًا يصعب تتبّعه.
ربما حدث خطأ آخر.
كانت الأسباب هشّة، شبه عبثية، لكنها تمسّكت بها.
لو توقفت، لكان ذلك اعترافًا منها بأنه مات حقًا.
صعدت أفكار متناقضة في ذهنها.
"كل ما عليّ فعله هو أن أتجسّد في العصر التاسع."
كانت تعلم أنه أمر مستحيل.
العصر التاسع قد اختفى.
حتى ساحرة الزمن لم تكن قادرة على إعادتها إليه.
لكنها لم تتوقف.
لم تستطع.
وفي النهاية، ضعف جسدها وروحها إلى درجة لم تعد قادرة فيها على رفع الخنجر.
لم تعد حتى قادرة على الوقوف.
كل ما أمكنها فعله هو الاستلقاء على السرير، عاجزة عن الحركة.
أصبح ثقل جسدها ذاته عبئًا لا يُحتمل.
والدموع ما زالت تتساقط.
"يـ… يؤلمني… هيك… لذا… أرجوك… عد…"
"عد… وعد و… هيك… واسني… كما كنت تفعل دائمًا…"
فقد الزمن معناه.
توقفت عن محاولة عده.
كانت معرفة أن يومًا آخر مرّ بدونه أمرًا لا يُطاق.
كان من الأسهل ألا تعرف.
"أنا… لن أشكو من التدريب مجددًا… لن أسرق البسكويت الذي تصنعه… هيك… فقط عد…"
"…أرجوك…"
تمسكت بذكرياتها، متشبثة بدفئها.
لكن استحضارها كان يمزقها.
تذكّر صوته، وجوده، كان أمرًا لا يُحتمل.
كان مؤلمًا أن تعلم أن ذلك الدفء قد اختفى.
لكن بطريقة ما، البقاء في عالم اختفى منه ذلك الدفء كان أشد ألمًا.
توقفت عن الخروج من المنزل.
بقيت في غرفتها، مختبئة في الظلام.
حتى عندما كانت تتجسّد في عائلة فقيرة، كانت تبحث عن مكان مظلمٍ فارغ لتعيش فيه حتى تموت.
رؤية الأماكن الجديدة كانت تذكّرها به.
كل مشهدٍ كان يجذب ذاكرتها إلى زمنٍ سافرَا فيه معًا بين العوالم، وكل تذكّرٍ كان يفتح الجرح من جديد.
كان الظلام والبرد أسهل.
حين كان جسدها يرتجف، كان الألم الجسدي يخفف وجع صدرها، ولو قليلاً فقط.
مرّ ألف عام.
توقفت عن الأمل.
كان جسدها حيًا، لكن عقلها سقط في حالةٍ لم يعد يسعى فيها إلى أي شيء.
مرّت عشرة آلاف سنة.
وفي أحد الأيام، حطّت بومة على حافة النافذة.
أمالت رأسها، تحدّق فيها بعينين لا ترمشان.
كانت مورين يومًا ما فاتنة الجمال.
جمالها كان من النوع الذي يجذب الأنظار أينما حلّت.
أما الآن، فقد كان شعرها جافًا ومتشابكًا.
شفتاها متشققتان تنزفان.
بشرتها شاحبة مشدودة على عظامها.
خدّاها غائرتان.
وجسدها لم يعد سوى ظلٍ لما كان عليه.
وأثناء مراقبة البومة لها، صعد باندا على الجدار من الخارج، متشبثًا حتى وصل إلى النافذة.
نظر إليها، ثم حوّل بصره بعيدًا، عضّ على شفته.
"من المؤلم دومًا رؤية ساحرة فقدت من تحبّ"، قالت البومة.
لم تتفاعل مورين مع تلك الحيوانات الغريبة.
عيناها بالكاد تحرّكتا.
رفرفت البومة إلى الداخل، وهبطت بجانبها.
"مورين."
بقيت بلا حراك.
"أنا فورناز، شيطان الخراب. وهذه إحدى تجلّياتي المختلفة—"
"عقد… م-معي…"
انكسر صوتها، لكن الكلمات خرجت دون تردّد.
حاولت أن ترفع نفسها، لكن جسدها خانها.
سقطت مجددًا على السرير.
ومع ذلك، مدّت يدها نحو البومة.
"…عـ… عقد…"
كانت المقاطع ضعيفة، لكنها واضحة.
نظرت البومة إليها لحظة طويلة.
ومض الألم في عينيها.
قد يكون الشياطين قد خُلقوا لنشر الخراب والدمار، لكنهم كفّوا عن الاهتمام بذلك منذ عصورٍ طويلة بعد مرور عصورٍ عديدة.
أما فورناز، الذي قضى سنين لا تُحصى إلى جانب "هو" ومورين، فقد كان النظر إليها الآن لا يختلف عن مشاهدة ابنته وهي تتحطّم.
تنهد، ثم قفز نحوها.
خفض رأسه، وغرس منقاره في إصبعها، ليمتص دمها.
ثم لعق الدم، وبدأ شكله يتغيّر.
تراجعت الريشات، وبرز الفولاذ.
تحوّلت البومة إلى سيف.
كان هو نفسه السيف الذي كان دومًا إلى جانب "هو".
تجاهلت مورين الألم في يدها وضعف أطرافها.
حاولت أن تلف أصابعها حول مقبضه، وبجهدٍ كبير فعّلت سلطته.
"ا-ابحث عن… هو…"
انطلقت السلطة.
شعرت بها تتحرك.
ثم…
لا شيء.
كانت النتيجة واضحة.
لم يكن موجودًا في هذا العصر.
لقد مات حقًا في العصر التاسع.
سقطت يدها بعيدًا عن السيف.
تجمعت الدموع في عينيها وانسكبت على خديها.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.