واصل كيفن الحديث، غير مدرك لأفكار نيو.
"نحن نعرف من هي ساحرة الشهوة الجديدة. لقد كانت مختبئة، وربما تخطط لشيء ما، لكن تم التأكيد على أن شخصًا ما قد تم اختياره ليكون ساحرة الشهوة الجديدة. أما ساحرة الكبرياء… فلا فكرة لدينا من هي، أو إن كان قد تم اختيار أحد بعد."
شعر نيو بجفاف في فمه.
كان يعرف تمامًا من تكون.
لقد ساعدها على أن تصبح ساحرة.
إليزابيث.
كانت هي—
"ساحرة الكبرياء"، تمتم نيو.
ظن كيفن أن نيو يريد معرفة المزيد عنها.
فشرح قائلًا، "قد يكون شخص جديد قد اختار أن يصبح ساحرة الكبرياء، أو ربما لم يُختر أحد بعد. ليس لدينا أي أخبار عنها."
توقف نيو عن السير.
واصل كيفن التقدم بضع خطوات قبل أن يدرك أنه وحده.
التفت إلى الوراء ونظرة تساؤل تعلو وجهه.
"هل هناك مشكلة؟"
لم يُجب نيو على الفور.
الثقل في صدره ازداد عمقًا.
في كل مرة يفتح فيها كيفن فمه، تنسكب المزيد من الحقائق، وكل واحدة منها تبدو وكأنها صُممت لتدفعه أعمق في دوامة الجنون.
كاد أن يتمنى لو أنه لم يتبعه من الأساس.
"نيو؟" حثّه كيفن.
"…لا شيء"، تمتم نيو.
أراد الرحيل.
كان ذهنه غائمًا أكثر من أن يستوعب شيئًا آخر.
لم يُرِد أن يعرف ما الذي سيقوله كيفن بعد ذلك.
كل إجابة لم تكن سوى جرح آخر في قلبه.
بدا أن كيفن لاحظ التغيّر فيه، لكنه بدلاً من أن يتوقف، تابع الحديث.
"عليك أن تقابل الشراهة. أعلم أن لديك مشاعر تجاه عشيقتك الجديدة، لكن على الأقل أخبرها أنك ممتن. لقد أعادتك للحياة. إنها تستحق ذلك على الأقل."
"…لماذا تفعل هذا؟" سأل نيو. "لماذا يهمك ما أقوله لها؟ أليس أنك تكره مورين لأنها أخذت سلطة فيفيان؟"
"أنا لا أكرهها"، قال كيفن دون تردد.
"…لماذا؟"
"عندما تعيش لوقت طويل بما فيه الكفاية، فإن الكراهية تستهلك نفسها."
حدّق نيو به لبضع ثوانٍ، ثم استدار وبدأ بالمغادرة.
تبع صوته صوت كيفن.
"حتى إن لم تستطع مقابلة الشراهة حتى تصبح قويًا بما يكفي، فعلى الأقل قابل التي كانت معك طوال هذا الوقت."
لم يُجب نيو.
كانت أفكاره متشابكة.
لم يستطع أن يفهم ما الذي يعنيه كيفن.
ولم يُرِد أن يفهم.
لم يتبعه كيفن.
لكن صوته ما زال يصل إلى أذنيه، مجبرًا إياه على مواجهة كل ما كان يتجاهله طوال هذا الوقت.
"قبل أن تصبح الشراهة قوية جدًا، تنبأت بما سيحدث."
"كانت تعرف أنها لن تستطيع مقابلتك مجددًا."
"لذا استخدمت العقد الذي كان لدى سيفيرانت معك، وبواسطته… قطعت جزءًا من نفسها."
تجمّد نيو.
استدار ببطء.
"…ماذا؟"
"الجزء الذي قطعته كان أضعف بلا حدود من ذاتها الحقيقية"، شرح كيفن. "لكنه كان قادرًا على الوجود إلى جانبك. وبما أنه تم قطعه بواسطة سيفيرانت، فقد أصبح كيانًا مستقلاً. كان كيانًا هي نفسها، ومع ذلك يمكنه الوجود في هذا الكون دون أن يكون مقيدًا بها."
"…ما الذي تحاول قوله؟"
"لا بد أن هناك ساحرة كانت دائمًا من حولك. حتى إن أخفت هويتها، فهناك من كانت دائمًا موجودة، مهما كان مكانك. شخص ثابت. شخص وُجد في كل حياتك."
عضّ نيو شفتَيه.
اندفعت الذكريات في رأسه.
أميرة ملكية.
شرهة.
ملك.
شخص أحب طعامه.
شخص حماه.
شخص كان قد أحبّه بعمق ذات يوم، لكنه خاف أن يقترب منه كثيرًا.
انقبض صدره.
تابعه كيفن بعينيه بانتباه.
"هل تعرف من هي؟"
الملك مورغان.
و…
"يبدو أنك تعرفها إذًا. فاذهب وقابلها. حتى وإن كانت جزءًا لم يعد متصلًا بالشراهة، إلا أنها ما تزال الشراهة"
لم يتحرك نيو على الفور.
بدأ عقله يعيد عرض اللقاءات التي كان يظنها محض صدفة.
الآن، كل واحدة منها جعلته يفكر في مورين التي أرادت أن تبقى إلى جانبه.
…
وجهة نظر فيليكس (حاملة إحدى الأسلحة الروحية الأربعة)
كانت فليكس تُبقي عينيها على ظهر فلاد وهما يسيران على الطريق المحترق.
الأرض كانت جافة ومتشققة.
وامتدت الأرض القاحلة في كل الاتجاهات.
وكأن الحياة نفسها قد طُردت من هذا المكان.
الأفعى الملتفة بخفة حول كتفي فليكس تحركت قليلًا.
قشورها كانت باردة على عنقها.
لم يكن أحد سواها يستطيع رؤيتها.
كانت تحمل حقيبة طويلة على كتفها.
الأصوات الخفيفة المعدنية الصادرة من داخلها أشارت إلى أنها تحتوي على نوع من العتاد.
تنهدت، وهي تجرّ حذاءها قليلًا.
"إلى متى علينا أن نمشي؟"
أدار فلاد رأسه بالكاد لتلتقط نظرته الحادة بعينيه الحمراوين.
"اصمتي. وكوني ممتنة لأنك حظيتِ بفرصة مقابلة ذواتهم الموقرين."
"آه، آسفة," قالت بسرعة، وابتسامة محرجة على وجهها. "لم أقصد أن أبدو وقحة."
استدار التنين الدموي الضخم إلى الأمام مجددًا.
خطواته الطويلة لم تتباطأ أبدًا.
نقرة لسانه الخفيفة كانت إشارة واضحة إلى أن حديثها غير مرحب به.
عدّلت فليكس حزام حقيبتها وتابعت بصمت لفترة.
الهواء كان ساكنًا، والأصوات الوحيدة هي وقع أقدامهما على الأرض المحروقة.
شعرت وكأنهما كانا يسيران منذ أسابيع، رغم أن حسابها قال إنها بضعة أيام فقط.
وفي لحظة ما — لم تستطع تحديد متى تمامًا — عبرا إلى شيء غريب.
صدر صوت خافت، كأنها عبرت حاجزًا غير مرئي.
الهواء أصبح أثقل، ضاغطًا على جلدها، ثم بدا وكأن غشاءً رقيقًا أُزيل عن عينيها.
توقفت فليكس في منتصف الخطوة.
وفي البعيد، كانت تقف أشكال ضخمة إلى درجة أن الأمر استغرق منها لحظات لتدرك ما تراه.
تنانين.
تنانين قديمة.
كانت أجسادها تحمل ندوبًا، وأجنحتها بدت ممزقة.
ومع ذلك، فإن حضورها كان طاغيًا بلا شك.
جفّ حلق فليكس.
'انظروا إلى هؤلاء الحمقى، كان بإمكانهم تصغير حجمهم، لكن لاااا، غرورهم أكبر من أعضاءهم. اضطروا لزيادة حجمهم ليبدو مخيفًا..'
كادت فليكس ألا تستطيع الحفاظ على تعابير وجهها مستقيمة.
"فينيث، ليس الآن. إن ضحكت هنا فسأموت فورًا!"
حرّكت فينيث لسانها بكسل، كما لو أنها لا تبالي إطلاقًا بذلك.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.
من يكره فليكس يرفع يده✋( انا اكره بكل مره يطلع فيها🤢🤮 )