أومأت أميليا دون أن تنطق بكلمة.

تحركت نظرات نِيو بينهما.

ذلك التبادل الصامت لم يَفُتْه.

تحركت عينا جاك مرة أخرى.

نظر إلى الأرض لجزءٍ من الثانية فقط، فتحوّل تعبيره إلى البرودة والحزن في آنٍ واحد.

ثم أخيرًا، عاد تركيزه إلى نِيو.

"إذًا، هذا هو الدعم الذي كنتِ تنتظرينه"، قال نِيو موجّهًا كلامه إلى أميليا.

لكن الذي أجابه لم يكن أميليا، بل جاك.

"قبل أن نبدأ، أريد أن أعرف شيئًا واحدًا. من أنت، ولماذا تهاجم كوكبنا؟"

لم يُكلّف نِيو نفسه عناء الرد.

رفع يده، ثم نقر بأصابعه.

اهتزّ الهواء.

لقد تخلّى عن فكرة الهدوء منذ اللحظة التي رأى فيها جاك.

انفجرت صواعق حمراء من جسده.

تمدّدت الومضات إلى خطوطٍ عملاقة، تمزّق صفوف الموتى الأحياء بسرعةٍ مرعبة.

ظل نصف قطر الانفجار البرقي يتّسع كأنه يريد ابتلاع ساحة المعركة بأكملها.

بقي جاك هادئًا.

"لا يمكنك قتل الموتى بالموت. إنهم أموات بالفعل."

"لو كانوا أمواتًا حقًا، لما استطاعوا القتال لأجلك."

انفجر البرق مجددًا، وهذه المرة الموتى الذين لامسهم لم يسقطوا فحسب.

بل أخذت أجسادهم تتشنّج بعنف.

لم يعودوا قادرين على التجدد.

ثم انفجروا، واحدًا تلو الآخر، فاهتزّت ساحة المعركة بالموجات الصادمة.

تفاجأ جاك، لكنه تصرّف بسرعة.

استغلّ لحظة الفوضى وانطلق إلى الأمام.

"العالَم!" قالت أميليا بسرعة. "سأساعد أيضًا."

ظهر السماء القرمزية من جديد.

كانت تجاويف التوابيت متصلة الآن ببحر الدم.

اندفع الدم الأحمر، متسرّبًا من التوابيت المنتشرة في عالم المقبرة.

ارتفعت الحاكمة العملاقة مجددًا.

جسدها الشاهق تشكّل خلف أميليا كأنه يستجيب لندائها.

"اسقط." قال نِيو.

كلمة واحدة فقط.

ضغطٌ لا يُقاس سحق ساحة المعركة.

تكاثف الهواء.

بدا أن الواقع نفسه ينحني تحت ثقل أوامره.

جسد جاك ارتطم بعنف.

تحطمت عظامه تحت القوة المستحيلة.

لقد سُحِقَ حتى الموت على الفور، جنبًا إلى جنب مع الموتى الأحياء الأقرب إليه.

تعثّرت أميليا.

جسدها أوشك أن ينهار تحت نفس الثقل الخانق.

تحركت الحاكمة خلفها بلا تردد، مغطية جسدها بإطارها الهائل.

ارتجف جسد العملاقة بينما انتشرت فيه الشقوق، لكنها تمكّنت من حماية أميليا من السحق التام.

بعيدًا عن نِيو، ارتجف أحد الموتى الأحياء.

تحرّف شكله بطريقةٍ غير طبيعية قبل أن يتحطم ويتكوّن من جديد على هيئة جاك.

وقف مجددًا، يتنفس بصعوبة، ومنحنيًا إلى الأمام.

ضيّق نِيو عينيه.

راقب الضباب الأسود واللهب الأخضر المريض يرتفعان حول جاك، يلتفان في دواماتٍ من الطاقة المميتة.

"مستحضر الأرواح سماوي" تمتم نِيو.

م.م: انا ليست متؤكذ تماما من ترجمة Necromancy Divinity لانها مره تترجم السحر الأسود سماوي و مره مستحضر الأرواح سماوي😅

رفع جاك يديه، وبدأ تلاوة أخرى.

اهتزّ الهواء بخفة بينما بدأ الموتى الأحياء من حوله بالاندماج معًا.

اصطدمت أشكالهم لتكوّن مخلوقاتٍ أكبر وأكثر بشاعة.

"بطيء جدًا."

قبض نِيو على الهواء، ساحقًا الموتى الأحياء البعيدين عنه وكأن المسافة بينهما اختفت.

انتزع الرمح الطويل من أحدهم، وأدارَه مرة واحدة، ثم قذفه نحو جاك.

تفاعلت أميليا فورًا، وهمست بتعويذةٍ سريعة.

اندفع بحر الدم إلى الأعلى، متشعّبًا إلى جداول لا تُحصى نسجت درعًا كثيفًا أمام جاك.

تصلّبت الأمواج، مكوّنة جدارًا قرمزيًا أمامه.

"تجاوز." همس نِيو.

مرّ الرمح عبر الدرع كما لو أنه لم يكن موجودًا أصلًا.

اخترق صدر جاك مباشرة.

اهتزّ جسده إلى الوراء، عالقًا في الهواء للحظة، قبل أن ينهار جثةً بلا حياة.

ارتجف أحد الموتى الأحياء مجددًا والتوى.

انشقّ جلده.

ومن قشرته الممزقة خرج جاك مرة أخرى، يسعل وهو يعتدل واقفًا.

"إذًا هكذا يشعر الناس حين أستمرّ أنا في إحياء نفسي. حقًا مزعج." تمتم نِيو.

رفع يده مجددًا، عاقدًا العزم على إنهاء الأمر دفعةً واحدة.

تجمّعت نبضة تدميرية في كفّه، وانتشرت إلى الخارج، حاملةً قوةً كافية لمحو ساحة المعركة بأكملها.

اتّسعت عينا أميليا.

لقد تعرّفت على الهجوم.

لو أتمّها، لتمّ محو كل ما في هذا المكان.

خفق قلب أميليا بعنف وهي ترمي بنفسها إلى الأمام، يائسة في محاولةٍ لوقفه قبل أن يُطلق الهجوم.

صرخ جاك بأمرٍ واحد.

فوقهم، تحرك فيلق التنانين العظمية بانسجامٍ تام.

فتحت أفواههم على مصراعيها، وتدفقت موجات من النار الميتة إلى الأسفل، فغمرت ساحة المعركة بلهب أخضر أسود.

تجاهل نِيو الهجوم تمامًا.

عيناه لم تتركا جاك لحظة واحدة.

أمال رأسه قليلًا، وتقلّصت شفتاه بابتسامةٍ خافتة، وبدأ في خفض يده.

ثم—

انفتح بُوّابة صغيرة قرب صدغه.

انطلقت منها رصاصة واحدة، واخترقت جمجمته.

انفجر رأسه.

تبددت الطاقة التي كان يجمعها على الفور، متناثرة في الفراغ بلا أثرٍ مؤذٍ.

هجمات أميليا وجاك أصابت في الوقت نفسه، لكنها بالكاد خدشته.

لم يتوقعا أن يقتلاه بتلك الضربات.

كل ما أراداه هو أن يُبقياه مشغولًا، ليمنعاه من التجدد أو الرد فورًا.

فمع شخصٍ مثله، قد يمتلك قوة إحياء نفسه، كانت تلك فرصتهما الوحيدة.

جسد نِيو لم يتحرك.

وقف جسده بلا رأس، صامدًا في مكانه.

أطلق جاك تنهيدة طويلة، وهو يخفض يديه.

"لقد مات."

تنفّست أميليا ببطء لتستعيد أنفاسها.

ارتفع كتفاها وهبطا.

ثم أدارت رأسها إلى الجانب. "شكرًا، ليلى. فيليكس."

"لا مشكلة"، جاء صوتٌ من الفراغ.

كانت الخطة بسيطة.

أميليا وجاك سيُبقيان نِيو منشغلًا، وهما يعلمان تمامًا أنه لا يمكنهما هزيمته مباشرة.

أما دور ليلى فكان حماية فيليكس.

وفيليكس كان سلاحهم.

"فينيث."

سلاح روح فيليكس.

رصاصاته المستمدّة من بحر الدم كانت قادرة على قتل أيٍّ كان، مهما بلغت قوته، طالما أصابت الهدف.

لقد وضعوا كل جهدهم في خلق فرصةٍ واحدة، تلك اللحظة التي حانت أخيرًا.

تجهّمت ملامح جاك بينما استقرّت عيناه على جثة نِيو.

كان الجسد ساكنًا تمامًا، متجمّدًا في مكانه.

"لِمَ تعبس؟" سألت أميليا بعدما لاحظت تعبيره.

انزلقت نظرات جاك إلى الأسفل، نحو السيف الذي لا يزال مستقرًا في غمده عند خاصرة نِيو.

"فقط... إنه لم يستخدم سيفه مطلقًا. لمرة واحدة حتى. كان يرحمنا، ومع ذلك انتهت المعركة بهذه السرعة."

"لابدّ أنه خفّض حذره"، جاء صوت فيليكس من العدم.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.

2025/11/09 · 49 مشاهدة · 870 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025