أبعد تلك الأفكار جانبًا.

في الوقت الحالي، كان يريد فقط أن يكون بقربها.

فتح نِيو الخزائن ليتفقد ما بداخلها.

كانت الأساسيات متوفرة: الأرز، البيض، الخضروات، اللحم المجفف، وبعض التوابل. لم يكن كثيرًا، لكنه كافٍ.

رفع كُمّيه وبدأ التحضير.

غسل الأرز ووضعه ليُطهى، ثم انتقل إلى الخضروات.

تحرك السكين بثبات في يده وهو يقطع البصل والفلفل والجزر إلى شرائح متناسقة.

وضعها جانبًا وكسر بضع بيضات في وعاء، وخفقها حتى صار المزيج ناعمًا.

سخن المقلاة، وبدأ الزيت يصدر أزيزًا خفيفًا حين سكب البيض أولًا. حرّكه قليلًا حتى تجمّد بعض الشيء، ثم أضاف الخضروات واللحم المقطّع.

انتشرت رائحة الطعام في المطبخ الصغير، دافئة ومألوفة. وحين نضج الأرز، خلط كل المكونات معًا ليصنع طبق أرز مقلي بسيط.

لم يكن بحاجةٍ إلى إعداد شيء فاخر. الطعام البسيط كافٍ لملء المعدة وتهدئة النفس.

رتّب نِيو المائدة.

صحنان من الأرز المقلي، مع بيضٍ إضافي على الجانب، وإبريق شاي صغير وجده مخبأً في إحدى الخزائن.

وضع أدوات الطعام بجانب كل طبق، ثم حمل كل شيء إلى الطاولة في غرفة الجلوس.

نظرت مورين إلى الطعام، لكنها لم تقل شيئًا. كانت عيناها ما تزالان محمرّتين، ووجهها ما يزال مبللًا بالدموع.

"كُلي," قال نِيو بهدوء وهو يضع صحنها أمامها.

ترددت قليلًا، لكن بعد صمتٍ طويل رفعت أدوات الطعام.

جلس نِيو أمامها.

لم يُجبرها على الحديث.

لم يحاول فتح أي موضوع.

فقط أكل بهدوء واتزان، منتظرًا منها أن تأكل بدورها.

لبرهة، كان الصوت الوحيد في الغرفة هو احتكاك أدوات الطعام بالأطباق.

وحين انتهيا، وقف نِيو.

جمع الأواني الفارغة وحملها إلى المغسلة.

كان بإمكانه أن يستخدم تعويذةً لتنظيفها في لحظة، لكن ذلك لم يكن ليمنحه سببًا للبقاء معها في الغرفة.

لذا غسلها ببطء، تاركًا الماء يجري وصوته يملأ المكان.

وحين انتهى، جفف يديه ونظر من النافذة إلى الخارج. السماء كانت قد أظلمت بالفعل. كان الليل قد حلّ.

"لقد تأخر الوقت," قال وهو يلتفت نحوها. "سأعود غدًا، و—"

توقف في منتصف الجملة.

إذ أمسكت مورين بكمّه.

كانت تحدّق فيه.

عيناها الذهبيتان ثابتتان، لكن شفتيها كانتا ترتجفان وهي تفتح فمها. لم يخرج أي صوت.

أغلقت فمها، ثم حاولت مجددًا، لكن لا شيء خرج من حلقها.

لم يحتج نِيو إلى سماعها. كان يعلم ما أرادت قوله.

"لا أستطيع أن أنام هنا. لا يمكن أن—"

"فقط لليوم," همست وهي تشدّ قبضتها عليه. "أنا لا أطلب أكثر من هذا. فقط ابقَ معي."

اشتعل الصراع في داخله. عقله أمره بالرفض، أن يرسم خطًا واضحًا، لكن قلبه لم يطاوعه.

وفي النهاية، أومأ ببطء.

"…حسنًا."

تراخت قبضتها قليلًا، لكنها لم تُفلت حتى اقترب منها.

دخلا غرفة نومها معًا.

كانت بسيطة لكنها دافئة، بسريرٍ واسع وأريكة صغيرة في الزاوية. ألقى نِيو نظرة سريعة قبل أن يتحدث.

"يجب أن تنامي على السرير. سأكتفي بالأريكة."

بدت مورين وكأنها تريد الاعتراض، إذ تحركت شفتاها لتتكلم، لكنها ترددت. لانَت نظرتها، وخفضت رأسها.

"…حسنًا."

لم يكن شعورًا جيدًا أن يرى مورين، التي كانت دائمًا تتصرّف كأميرة مدللة، وقد أصبحت بهذه الرقة والانكسار.

حوّل نِيو نظره بعيدًا.

لم تكن الأريكة مريحة كثيرًا.

كانت ضيقة وصلبة مقارنة بالسرير. لكن الأمر لم يكن مهمًا.

فبالنسبة له، كانت هذه أول نومةٍ له منذ آلاف السنين.

غفا بمجرد أن استلقى.

ولدهشته، رأى حلمًا.

لم يتذكر تفاصيله حين استيقظ، لكن الإحساس به بقي عالقًا.

دفء، وسلام، وإحساس بشيءٍ فُقد ثم وُجد من جديد.

وحين فتح عينيه، شعر بالانتعاش.

الصداع الذي عانى منه منذ عودته اختفى.

وكان بإمكانه أن يشعر بمزاج أوبيتوس يتحسن برؤيته في حالٍ أفضل.

جلس ببطء.

كانت الغرفة هادئة.

تسرّب ضوء الصباح الباكر خافتًا عبر الستائر.

أدار نِيو رأسه. كانت مورين ما تزال نائمة على السرير. أنفاسها منتظمة، وشعرها منسدل على الوسادة.

كان نِيو يتوقّع نصف التوقّع أن تكون قد انتقلت إلى الأريكة بعد أن نام،

لكنها لم تفعل.

بقيت حيث كانت.

نهض بهدوء، وعبر الغرفة ليفتح النافذة.

داعب الهواء البارد بشرته، حاملاً معه رائحة الندى الخفيفة. كان الفجر صافيًا، والسماء مرسومة بدرجات الأزرق والذهبي الناعمة.

"هوو…" زفر ببطء، طويلًا.

لأول مرة منذ عودته، شعر بالسكينة.

دفءٌ هادئ استقرّ في صدره.

ربما كان قرار عودته إلى الوطن صائبًا.

رغم كل ما حدث بالأمس، لم يستطع إنكار أن وجوده هنا مع مورين قد ساعده.

منحه توازنًا.

أبقاه بعيدًا عن الهاوية التي كانت تبتلعه في يأسه.

لو فقط أمكن أن تبقى الأمور هكذا.

لكنّه هزّ رأسه. السلام لا يدوم أبدًا. لديه الكثير مما يجب فعله. جبال من المهام تنتظره.

في تلك اللحظة، ظهر أمام عينيه إطار نظامٍ مضيء.

[المهمة: القلب العاري]

[الهدف: إقامة علاقة ودّية مع أميليا دي بوفورت، وإزالة عدائها تجاهك.]

[المكافأة: موقع شيطان الخراب، فورناز.]

[الفشل: ازدياد سخط أميليا دي بوفورت.]

[المدة المحددة: أسبوع واحد]

ضيّق نِيو عينيه.

"فورناز…" تمتم.

سلطة ذلك الشيطان كانت تسمح له بتحديد موقع أي شخص، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

تلك القدرة ستتيح له البحث عن إليزابيث، وعن فيفي.

لكن الشرط…

"إقامة علاقة ودّية مع أميليا…"

فرك صدغيه بتعب.

"قول أسهل من فعل."

كانت أميليا تطلب دمه.

ولم تكن أميليا الوحيدة التي عليه التحدث معها.

جاك. عليه أن يعرف ما الذي يحدث بينه وبين ليلى. كان هناك شيء مريب بشأنهما.

ليلى نفسها. لقد تجنّب تلك المحادثة وقتًا طويلًا بما يكفي.

هاديس وأمه في الكون.

فيليكس يحمل وسم التنين، إن كان ذلك اسمه حقًا. لم يكن بوسعه تجاهل ذلك الوشم بعد الطريقة التي تفاعل بها معه.

آرثر. ما كان يخطط له مع زيوس يجب أن يُواجه.

زيوس…

تصلّب فك نِيو.

اشتعلت مشاعره.

ذلك الرجل قتل جميع الحكام—الأصدقاء—الذين عرفهم نِيو في عصر الحكام.

كل الأرواح التي أنقذها هو ودانيال بتضحية كل ما يملكان، أبادها زيوس.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.

2025/11/12 · 50 مشاهدة · 867 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025