رمش نيو.
ثم أطلق ضحكة قصيرة.
"هذا يفسّر الكثير."
أومأ لنفسه.
مع وجود ملايين الصفات، وكل واحدة تمنح حتى أقل زيادة، كان تضخيم بهذا الحجم منطقيًا.
سخيفًا، نعم—لكن منطقي.
كما أنه شرح كيف قفز من ذروة المرحلة الخامسة إلى بدايات المرحلة السادسة في القوة القتالية رغم االفجوة الهائلة التي عادةً ما تمنع التقدم.
[بصراحة، هذا لم يعد صفة بعد الآن.]
أمال نيو رأسه.
"ماذا تقصد؟"
[لقد جعلتَ ملايين النفوس تتناغم، وكل واحدة تحمل صفة مختلفة، ثم خزّنتها داخل رحم شيطاني جديد، صحيح؟]
"صحيح. ما المشكلة؟"
[ما رأيك في معدل الاختراق لهذه الصفات؟]
ضيّق نيو عينيه.
"…ماذا تحاول قوله؟"
[كل صفة ستستمر في التقدم. ومع موهبتك الحالية، ستستمر الاختراقات بالحدوث. ولكن بما أنك أغلقت القدرات الفردية، وأبقيت فقط القاسم المشترك ليظهر أثره، فهذا يعني أن زيادة قوتك الجسدية وحدها هي التي تبقى فعّالة. أي—]
توقف السجل لحظة قبل إكمال الجملة.
[قوتك الجسدية ستزداد بنسبة 1% يوميًا. وعندما ترتفع صفاتك إلى مراحل أعلى مثل المرحلة الرابعة وما فوق، سيزداد معدل النمو أكثر.]
اتسعت عينا نيو.
لقد كان يتوقع القوة، ولكن هذا... كان نموًا مستمرًا بلا حدود.
فرك ذقنه ببطء.
"هذا رائع جدًا."
اتكأ إلى الخلف، مطلقًا زفيرًا هادئًا من أنفه.
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه.
"لنسمّه جسدًا خاصًا."
[مفهوم.]
توهّج السجل بخفة ثم أنتج إدخالًا جديدًا.
[بنية متعالية (رتبة قديمة): المستوى 1]
قرأ نيو الكلمات، ثم أغمض عينيه.
"حسنًا، هذا جيد بما يكفي."
كان يريد اختبار قوته، لكنه أمسك نفسه.
"من المضحك أنني حاكم في ذروة المرحلة الرابعة، ومستوى وجودي في بدايات المرحلة الخامسة، ومع ذلك أستطيع قتال حكام من المرحلة السادسة."
هز رأسه، ثم قال، "أيها السلف الأول، كيف أصل إلى رتبة كاسر السماوات التالية؟ أنا بالفعل في ذروة [الخطوة الأولى]."
[تم رصد سؤال.]
[السؤال: هل ترغب باستخدام أحد خانات السلف الأول المجانية للحصول على الإجابة؟]
"نعم."
[تم استخدام خانة واحدة.]
[يُرجى الانتظار ريثما نؤكد قابلية التعديل.]
توقّف، ثم—
[دنغ! تم العثور على الإجابة!]
[الإجابة: للانتقال إلى الخطوة الثانية من رتبة كاسر السماوات، تحتاج لتطوير مسارك.
فئتك الأساسية من مسارك هي العراب. مستوى الفئة هو 1.
تحتاج لبلوغ مستوى 10 في فئتك الأساسي لتتمكن من محاولة اختراق الخطوة الثانية من رتبة كاسر السماوات.
أما كيفية رفع مستوى فئة العرّاب، فلا يمكن للسلف الأول تقديمها لأنه فئة فريد خلقه مسارك، ولا أحد يملك معرفة بشأنه سواك.
ولكن، وبالنظر إلى اسم فئة، يُفترض أنك تحتاج لزيادة عدد الخاضعين لحكمك، وزيادة جودة حياتهم وقوتهم.]
قرأ نيو التفاصيل وأومأ.
كان لديه فئاتان أساسيّان.
المدير، والعرّاب.
كان المدير في أقصى مستوى، والعرّاب في المستوى 1.
"أيها السجل السماوي، كيف أرفع مستوى فئة العرّاب؟"
[جارٍ التحليل….]
لو أراد نيو، لاستطاع بكل بساطة زيادة عدد خانة العرّاب في شاشة الحالة.
لكن ذلك لن يقوّي فئة فعليًا.
كان لا بد من وجود فرق ملموس بين المستوى 1 والمستوى 2 ليكون ذا قيمة.
تجاهل نيو قدر استطاعته اسم العرّاب المزعج، وركز على الشاشات التي تومض أمامه.
[اكتمل التحليل.]
[عدد سكان السماوات التسع الحالي: 314 تريليونًا، و27 مليارًا، و921 مليونًا، و120 ألفًا.]
[عدد سكان الكون الحالي: 1 كوادريليون، و289 تريليونًا، و482 مليارًا، و450 مليونًا.]
تفاجأ نيو قليلًا.
لم يكن يتابع الأرقام الدقيقة من قبل، لكن رؤيتها بهذه الطريقة ذكّرته بمدى المساحة التي أصبح يحكمها.
حتى لو كانت الكثير من تلك الكائنات مخلوقة أو مستحضرة أو مأخوذة عبر الحروب، فالنتيجة واحدة—كان نطاق حكمه شيئًا لا يحلم به إلا الوحوش القديمة.
[المطلوب للوصول إلى مستوى العرّاب 2: زيادة عدد السكان الكلي بعشرة أضعاف.]
تراجع نيو قليلًا إلى الخلف.
"عشرة أضعاف، ها؟ إذن… أحتاج تقريبًا إلى عشرة كوادريليونات في الكون، وثلاثة تريليونات في السماوات التسع، فقط للقفزة الأولى."
فرك فكه.
"هذا جنوني."
لقد جاءت بعض التعويذات في ذهنه من شأنها أن تساعده في تلبية هذا المطلب.
[المطلوب للوصول إلى مستوى العرّاب 3: زيادة عدد السكان الكلي بمقدار عشرة أضعاف مرة أخرى.]
ارتعشت جفنا نيو.
ثم تنهد، وفكّر في الأمر جيدًا.
أعداد كهذه لم تعد مستحيلة بالنسبة له، ليس بعد الآن، لكنه سيحتاج إلى التوسع بعنف وبشكل مستمر.
المشكلة الحقيقية كانت في الحفاظ على الاستقرار.
تدفّق هائل من السكان دون بنية مناسبة سيُسقط أنظمته أسرع من أي شيء آخر.
"سأحتاج إلى إنشاء بعض الحراس ومزيد من المشرفين،" تمتم وهو يشعر بالصداع القادم من كمية العمل.
[المطلوب للوصول إلى مستوى العرّاب 4: زيادة عدد السكان الكلي بمقدار عشرة أضعاف مرة أخرى.]
أومأ نيو، غير متفاجئ هذه المرة.
لكن عند هذه النقطة تغيّر نمط الرسائل.
[المطلوب للوصول إلى مستوى العرّاب 5: زيادة عدد السكان الكلي عشر مرات إضافية، وتحقيق حد الرضا المطلوب.]
[الرضا الحالي للكون: 60%. المطلوب: 65%.]
[الرضا الحالي للسماوات التسع: 40%. المطلوب: 50%.]
توقف نيو عن النقر على ركبته، وقطّب حاجبيه.
"مستويات الرضا؟ يجب أن أجعل حياتهم جيدة… وأجعلهم سعداء؟"
[نعم.]
[توضيح: من دون الولاء والاستقرار، لا يمكن أن يستمر حكمك. فئة العرّاب يعتمد على الحكم، لا على الملكية.]
هز نيو رأسه بنصف ابتسامة.
"صحيح، لا يمكنك فقط حشر الناس في قفص وتسمي ذلك قيادة."
أطلق زفيرًا بطيئًا.
"حسنًا، لماذا ارتفعت المتطلبات إلى هذا الحد؟"
[المكافأة: عند الوصول إلى مستوى العرّاب 5، سيتم منح مهارة جديدة فئة العرّاب.]
ارتفع حاجبه.
"أحصل على مكافأة؟"
[نعم، سيدي.]
[عند بلوغ مستوى العرّاب 5، ستحصل على مهارة ’الاستدعاء’.]
[ستمكّنك من استدعاء شخص من الكون أو السماوات التسع إلى الواقع.]
"هه؟"
لم يستطع منع نفسه من الشعور بالدهشة.
قدرة سحب الأشياء من كونه لم تكن جديدة عليه.
لقد كان يفعل ذلك منذ مدة.
لكن المشكلة أنها تنطبق فقط على الأشياء التي وضعها هو شخصيًا بالداخل.
إذا وُلد شخص داخل كونه، لا يمكنه إخراجه منه.
والأمر نفسه ينطبق على السماوات التسع.
لم يستطع إخراج أي كائن حي منها.
"كيف تعمل المهارة بالضبط؟"
[سيدي، وفقًا لحساباتنا، بمجرد تحقيق شروط الوصول إلى المستوى 5، سيظهر وجود في المرحلة السادسة في أحد مكانَيْ حكمك، الكون أو السماوات التسع.]
[وعندما يصل أحدهم إلى المرحلة السادسة، يستطيع حاكم الصانع—ما تسميه كاسر السماوات—سحبه من كونه الخاص.]
[هذا هو أساس مهارة الاستدعاء.]
فرك نيو مؤخرة عنقه.
"المرحلة السادسة، هاه. لكن… ألن يكون الذين يخرجون من كوني أضعف من حكام المرحلة السادسة هنا؟ بما أن كوني أضعف من الكون العنصري؟"
[هذا ما يُفترض أن يحدث، نعم.]
[لكن هذا لن يحدث في حالتك.]
"ولمَ لا؟"
[لأن مسارك أقوى بكثير من مسار الإيقاظ أو المسار العنصري. الفارق كبير.]
[ولهذا، كائن من المرحلة السادسة يخرج من كونك لن يكون أضعف من حاكم مرحلة سادسة في هذا الكون.]
كان ذلك خبرًا جيدًا لنيو.
فالطريقة الوحيدة ليصبح كونه أقوى من الكون العنصري هي أن يتجاوز نيو صانع كونه—إن كان له صانع من الأصل.
أما الآن، فمعرفة أن شعبه سيولدون بقوة تعادل سكان الكون العنصري رغم ضعف كونه نفسه… كانت مفاجأة سارة.
نقر نيو بأصابعه على ركبته، مفكرًا.
"هذا يغيّر الكثير من الأمور."
ظاهريًا، بقيت ملامحه هادئة.
لكن داخله… كان الحماس يغلي.
إمكانيات هذه المهارة كانت ضخمة.
الناس الذين يعيشون في السماوات التسع كلهم كاسرو سماوات.
بالنسبة للغرباء، هذا اللقب يحمل معنى عظيمًا.
أما نيو فكان يراهم كمبرمجين.
لغة البرمجة تمثّل مسارًا.
والبرامج المصنوعة بها تمثّل مهارات وقدرات.
كان على كل كاسر سماوات أن يطور لغة برمجة خاصة به (المسار).
ولأجل ذلك يحتاج إلى معرفة، أدوات، وبصيرة.
تمامًا كما فعل نيو.
ابتكر لغته الخاصة، مساره، ويستخدمها الآن لبناء برامج جديدة (مهارات وفئات).
سكان السماوات التسع يملكون الأدوات.
ويملكون الإمكانات.
لكنهم لا يملكون المعرفة بعد.
بل ولا أحد منهم يدرك أصلًا أنه قادر على ابتكار لغة برمجة جديدة (مسار).
ولم تكن لدى نيو أي نية لإخبارهم.
كاسر السماوات مميز فقط لأنه يشقّ مسارًا بنفسه.
إذا هداهم فلن ينموا حقًا.
وسيكون ذلك تبديدًا لقدرتهم.
"أتساءل متى سيتمكن أحدهم من إنشاء مسار بمفرده."
هل سأتمكن من نسخ ذلك المسار؟
وهل سيكون الكون الذي يخلقه ذلك الكاسر الجديد داخل كوني أنا؟
الاحتمالات بدت بلا نهاية لكن نيو أبعد تلك الأفكار قبل أن تشتته.
"حسنًا،" قال بعد لحظة. "استخدم تعويذة لزيادة معدل الخصوبة على مستوى الكون بأكمله والسماوات التسع."
"وصمّم هيكلًا جينيًا لعرق يشبه الكيوبيد. سأصنعهم بمجرد أن تزودوني بالأساس."
[سيّدي، السماوات التسع تعمل بالفعل عند أقصى تسريع زمني ممكن.]
[إذا طبّقنا تعويذة زيادة الخصوبة بهذا الحجم، فسنضطر لخفض التسريع الزمني.]
[وجودك لا يستطيع تحمّل عبء أقصى تسريع زمني ومعالجة خصوبة شاملة في الوقت نفسه.]
قطّب نيو حاجبيه قليلًا.
"لكن ألم أصبح أقوى بعد ابتكار البنية الجديدة؟ هذا يجب أن يسمح لي بتحمّل عبء أكبر."
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.