"كان من المفترض أن تكتشف التنانين القديمة وجود نيو بالفعل، خاصة مع علامة التنين التي أحملها. لا أفهم ما الذي يحدث أيضًا."
"ربما لا يستطيعون مغادرة موقعهم," قال جاك. "أو ربما هم أغبياء جدًا لدرجة تمنعهم من الهجوم. فيليكس أخبرنا عن لقائه مع التنانين القديمة، وبصراحة… بدوا لي مجموعة من الحمقى."
امتلأت قاعة الاجتماع بالوجوه المألوفة.
فيليكس، آرثر، أميليا، ليلى، جاك، نيو، إيليانا، مورين، وبرسيفال كانوا جالسين حول الطاولة الطويلة.
قادة الأرض الآخرون لم يُدعوا.
ولم يكن ذلك صدفة.
فقط الأشخاص الموجودون هنا يملكون القوة الكافية للجلوس في حضرة إيليانا.
أما قادة الأرض الآخرون فكانوا في أفضل أحوالهم في المرحلة الثانية.
وبعضهم يقترب من المرحلة الثالثة، لكن لم يصل أيٌّ منهم إليها.
"أعتقد أنه يجب علينا البدء بالتركيز على شؤوننا الخاصة الآن," قالت أميليا وهي تطوي ذراعيها. "لقد بقينا محبوسين وقتًا طويلًا، ننتظر التنانين القديمة. لكن إن كانوا لن يأتوا، فهذا يعني أنه حان الوقت لنسمح لشعبنا بالعيش بحرية. يجب أن نعلن أن الهجوم تم تجنّبه."
كلماتها أطلقت موجة من الضوضاء.
الأصوات تراكبت. انحنى آرثر للأمام ليجادل،
هزّ فيليكس رأسه، نقَر برسيفال الطاولة ليؤكد وجهة نظره، وارتفع صوت إيليانا أكثر وهي تردّ بقوة.
نيو بقي صامتًا.
وكذلك ليلى ومورين.
لاحظ نيو نظرات ليلى التي كانت تتجه نحوه بين الحين والآخر أثناء النقاش.
لقد مرّ عام كامل منذ عودته، وفي كل ذلك الوقت… لم يتحدث معها ولو مرة واحدة.
ليس لأنه لم يكن يريد ذلك.
بل لأنه لم يكن هناك أي وقت.
كانت تتدرب تحت إشراف أميليا، وكانت مشغولة دائمًا.
ومع تهديد التنانين القديمة المعلّق فوق رؤوسهم، لم يكن هناك أي مساحة للأمور الشخصية.
والآن، مع تراجع احتمالية التهديد، بدا الصمت بينهما أثقل.
ومرت الساعات في جدالات تدور حول نفسها.
لم يتم اتخاذ أي قرار.
وفي النهاية، وقف نيو.
وسكنت القاعة بالكامل في لحظة.
"سأغادر," قال. صوته وصل للجميع دون جهد. "سأحاول العودة، لكن لا أستطيع أن أعدكم بموعد."
"إلى أين أنت ذاهب؟" جاء السؤال من أميليا.
تفاجأ نيو.
من بين الجميع، لم يتوقع أن تكون هي من يسأل.
خلال العام الماضي، تغيّر مزاجها كثيرًا.
لم تعد تعامل نيو بعداء صريح.
اختفى الحقد الذي كان يشع من عينيها، واستُبدل بشيء أبرد… وأكثر كبحًا.
ما زالت لا تحبه، هذا واضح، لكنها لم تعد ترغب بقتله على الأقل.
"العمل," قال نيو ببساطة.
انحنى جاك للأمام، وتصلّب تعبير وجهه. لقد أدرك إلى أين يتجه نيو.
"سآتي معك."
"جاك—"
"لقد وعدت أننا سنذهب معًا," ذكّره جاك بنبرة حاسمة.
التقت نظرات نيو بنظراته، وبقي ينظر إليه طويلًا.
كان يأمل أن يردعه بالصمت وحده، لكن جاك لم يتراجع.
إصراره كان واضحًا.
أخيرًا، تنهد نيو. "حسنًا. فقط لا تلومنّي إن مت."
تغيّر الجو في القاعة دفعة واحدة.
الجميع فهم ما يعنيه هذا.
إن كان نيو سيغادر، فهذا يعني أن ما ينوي فعله ينطوي على خطر لا يستطيع أغلبهم حتى الاقتراب منه.
وإن كان قد تحدث بصراحة عن احتمال موت جاك، فهذا ليس تخمينًا. بل حقيقة.
"هل ستذهب إلى التحالف؟" سألت إيليانا. صوتها كان ثابتًا، لكن عينيها ضاقتا.
لقد علمت أنهم أسروه.
نظر نيو إلى القاعة.
كان يستطيع قراءة القلق على وجوههم، والشك، وثقل الأسئلة التي لم تُطرح بعد.
"لن يذهب أحد معي غير جاك," قال بحزم.
"لن أدع جاك يدخل أراضي التحالف معك وحدكما," قالت إيليانا بنبرة حادّة. "ثم إن شموس المنسية أعداء للتحالف. يمكننا دعمك رسميًا—"
"لا."
قاطعها نيو قبل أن تكمل.
صوته كان قاطعًا، لا يترك أي مساحة للنقاش.
"لهذا السبب أرفض مساعدتكم. لن أنضمّ إلى شموس المنسية، ولن أشارك في حربكم."
"إن ساعدني أي شخص هنا، فسيكون الأمر كما لو أنّ شموس المنسية ساعدوني. وهذا سيربطني بجهتكم. وأنا لا أريد ذلك."
أدار رأسه قليلًا، ونظر إلى جاك.
"جاك معروف كحاكم متجول. سفره معي لن يثير الأسئلة. يستطيع المجيء دون خلق مشكلات."
ضاقت عينا إيليانا.
"لماذا لا تريد الانضمام إلى شموس المنسية؟ نحن لم نؤذك. بل حَمينا عالمك."
"ثم إن هدف شموس المنسية هو المساواة. نريد حماية العوالم الضعيفة التي يؤذيها الحكام الأقوياء والمستيقظون المنحرفون. ما المشكلة في الانضمام إلينا؟"
لم يتردد نيو.
جاء جوابه بلا أي فراغ بين السؤال والكلمة الأولى.
"سأقتل أحد قادتكم."
سقطت الكلمات على الغرفة كضربة مطرقة.
تشنّجت إيليانا في مقعدها، واهتزّ نفسها.
قبض آرثر يديه تحت الطاولة.
حتى أميليا تغيّر وجهها، ضاقَت عيناها قليلاً واستقامت جلستها.
الجميع هنا كان يعرف تمامًا الشخص الذي يعنيه نيو.
قاتل احكام زيوس.
"لا تفكّر في ذلك حتى," قالت إيليانا، بصوت أكثر حدّة مما أرادت. "هل نسيت ما حدث قبل خمسة عشر ألف سنة؟"
"قاتل الحكتم جاء وحده. دخل أحد قواعد التحالف، قتل أحد قادتهم، أنقذ قائدنا الأعلى، وثم خرج معه. الأمر…"
توقفت، وصوتها فقد شيئًا من قوته.
"لا أعتقد أنّه حتى ممكن هزيمته."
كانت تتذكّر ذلك اليوم جيدًا.
إعدام القائد الأعلى لشموس المنسية كان يُبثّ على مستوى الكون كله.
مليارات شاهدت قائدهم مُقيّدًا ومُهانًا أمام التحالف.
انهارت آمالهم في لحظة.
الحرب خُسرت.
ثم ظهر زيوس.
جاء وحده.
لم يأتِ بأسطول، ولا جيش، ولا فرقة إنقاذ.
رجل واحد فقط.
وما حدث بعد ذلك أصبح محفورًا في التاريخ.
مزّق حصن التحالف كما لو كان ورقًا، وقتل أحد أعلى قادتهم، وحرّر القائد الأعلى، وخرج أمام أعين الكون بأكمله.
محاولة التحالف لإظهار قوّتهم انتهت بذلٍّ علني.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.