هالاتهم ضغطت على جسده، دافعة إياه إلى الأسفل.
انطلق الدخان بعنف عندما قامت القوة غير المرئية بتثبيته، وصدرت عظامه صريرًا تحت وطأة ذلك الثقل.
"كيف يجرؤ حشرة مثلك على أن تُخبرنا ما نفعل؟" دوّى كرام، صوته يجلجل كأنّه انهيار جليدي. "ينبغي أن نقتلك حيث تقف".
تأوّه الرجل.
تهشّم جسده على الجدار الرخامي بصدمة عنيفة.
وانزلق جسده إلى الأسفل.
"يمكنكما قتلي"، قال بصوت مبحوح، "لكنّ ذلك لن يؤذي إلاكما. ستكون خسارتكما، لا خسارتي".
تجمّد التنانين القديمة.
وتبادلت نظراتهم الخاطفة.
ولوهلة طويلة، لم يُسمع سوى صدى هالاتهم يزأر في أرجاء القاعة.
ثم تأوّه كرام بحدة، وسحب جزءًا من هالته بما يكفي لتحريره.
انتُزع جسده إلى الخلف بقوة خفية، مُرتطمًا مرة أخرى بالجدار قبل أن يتركوه تمامًا.
تساقط الغبار من السقف.
"في المرة القادمة"، هدر كرام، "ستموت إن تجرأت على إصدار الأوامر لنا مجددًا".
سعل الرجل بعنف لكنه انتزع ضحكة.
"شكرًا على كرمكما في السماح لي بالعيش".
رفع نفسه، قافزًا بخفة من الجدار المحطّم.
نفض الغبار عن ثيابه، رغم أنّ الضباب من حوله ما يزال يحجب هيئته.
التقط نظرة رايغور-كول الحادة وضحك قليلًا. "أرجوك، القائد الأعلى، لا تأخذ الأمر على محمل شخصي. التوترات عالية، هذا كل ما في الأمر".
بقي الهواء ثقيلًا، لكن خفّت حدّة الأجواء أخيرًا بما سمح للكلام أن يستمر.
ظل رايغور-كول صامتًا، ولم يفعل شيئًا سوى طي ذراعيه الضخمتين أثناء انتظاره.
تحدّث الرجل أولًا. "لا يمكنني الكشف عن اسمي لعدة أسباب. لكنني سأقول هذا: لقد جمعتُ جميع الأطراف هنا اليوم لسبب ما".
ازدرى التنانين القديمة بنفَسٍ ساخر، لكنهم لم يقولوا شيئًا بعد.
ضاق بصر رايغور-كول.
ولم يقاطع.
"التنانين القديمة تريد قتل أبناء الموت الأول"، تابع الرجل. "وكذلك التحالف. أهدافنا تتقاطع في هذا".
علقت كلماته في الهواء.
"لكن"، واصل، "التنانين القديمة لا يمكنهم التحرّك بسبب المقيّدين بالموت. إن تحركوا مباشرة، فلن يتمكنوا من قتل أبناء الموت الأول بسهولة. والتحالف، رغم موارده، لم يحدّد بعد موقع الموت بلا اسم".
"أنت تعرف موقعه". حِدّة عيني رايغور-كول اشتدّت.
"نعرف. لكن كشف ذلك وحده لا معنى له. حتى لو ذهبتم إليه، فثمة احتمال كبير أن يتمكن من الهرب. وعندما يفعل، فسيعود. والانتقام سيكون حتميًا".
"التحالف قادر على التعامل معه".
ضحك الرجل، مهزًّا رأسه ببطء. "أنت لا تفهم."
"إنه قادر على نسخ أي تقنية. ويمكنه خلق مضاد لأي شيء ترمونه نحوه."
"ويقوى في كل لحظة، بصورة سلبية، دون أن يرفع إصبعًا."
"يستطيع التهام أي شيء، واكتساب وجودهم، وذكرياتهم، ومفاهيمهم، وقدراتهم."
"وهو لم يصل بعد حتى إلى الخطوة الثانية لكاسر السماء، ومع ذلك فهو قوي بما يكفي لقتل أضعف قادة التحالف."
"لا يمكنكم قتله. هذا مستحيل. لديه أكثر من خمسة أنواع من الخلود. وسيتمكن من إحياء نفسه مهما فعلتم."
"وحتى لو تمكنتم بطريقة ما من تحطيم إرادته — وهو أمر مستحيل — وإجباره على قتل نفسه، فسيعود متجسّدًا من جديد. قد ينتهي هذا الكون، لكنه لن يموت."
"وفي الحالة النادرة التي تتمكنون فيها من إخراجه من هذا الكون حتى لا يزعجك بعد الآن، فإن السامية الظلام ستسحق هذا الكون فورًا"، شرح الرجل."
م.م:انتظر وات...... كيف يعرف كل هذا 💀💀
ساد الصمت في القاعة.
"...ماذا؟"
كان صوت رايغور-كول منخفضًا، أقرب إلى عدم التصديق.
ضيّق عينيه كما لو أن الكلمات ذاتها مجرد أكاذيب.
كل قدرة ذُكرت كانت تبدو بالفعل سخيفة، شبه مستحيلة.
لكن الجملة الأخيرة جمدته.
لم يتزعزع صوت الرجل. "إنه المحبوب لدى السامية الظلام. وهو رسول الشراهة".
كانت الكلمات أدهى من أي هالة.
تجمّد رايغور-كول في مكانه، محبوس الأنفاس. وللمرة الأولى، ظهرت عليه الدهشة.
لم يقل شيئًا لعدة ثوانٍ.
وأخيرًا، دوّى صوته العميق من جديد. "كيف؟"
هزّ الرجل كتفيه داخل الدخان. "إنها قصة طويلة. معرفتها لن تغيّر شيئًا. ما يهم هو التهديد الذي نواجهه. ما يهم هو القضاء على الموت بلا اسم".
تحرّكت عيناه — أو ما بقي من ومض وجوده — نحو التنانين القديمة خلفه.
اهتزت أجسادهم الهائلة، تتلألأ قليلًا بينما بدأت عوالمهم في الانبساط.
أصبح رايغور-كول متيقّظًا.
ومضت هالته فورًا. كان مستعدًا للاشتباك.
"من فضلك"، قال الرجل بسرعة، "لا تقلق. لقد نشروا عوالمهم فقط للتأكد من أن لا أحد يتنصّت على ما سأقوله الآن".
لم يُنزل القائد الأعلى حرسه، لكنه بعد لحظة طويلة، أومأ ببطء.
"تابع. أنا أستمع".
اشتدّ صوت الرجل. "أحتاجك لخلق أكبر قدر ممكن من الفوضى عبر الكون. التنانين القديمة سيساعدونك في هزيمة الشموس المنسيّة. وبينما يحدث ذلك، سأتولى أنا التعامل مع كاسر سماوات الموت بلا اسم".
تكشّرت جبين رايغور-كول، وخرج منه شخير حاد.
"إذن هذه هي خطتك العظيمة؟ ظننت أنها ستكون استراتيجية ضخمة، لكن هذا؟ هناك الكثير من المشاكل. أولًا، خلق الفوضى عبر الكون مستحيل. إن تسبّبنا بالكثير من المعاناة، إن مات الكثير من الأبرياء، سيستيقظ الموت الأوّل. و—"
"ماذا لو أخبرتك أنه لا يمكنه الاستيقاظ؟"
قاطعه الرجل بصوت هادئ.
لم يغضب رايغور-كول من المقاطعة.
بل ارتسم على وجهه تعبير مختلف. شيء بين الإدراك والرعب.
وببطء، أدار رأسه، محدّقًا في التنانين القديمة. تنانين كان ينبغي أن يختبئوا، لئلا يأتي الموت الأوّل بنفسه من أجلهم.
"...كيف يمكنهم التحرّك بهذه الحرّية؟"
فتح الرجل الدخاني يديه.
ابتسم، وقال،
"لأن الموت الأوّل ميت".
سقطت الكلمات كالصاعقة.
"الموت الأوّل ميت...؟"
بدت الكلمات سخيفة لدرجة أن رايغور-كول شعر بالغرابة وهو ينطقها.
"هذا غير ممكن. الموت الأوّل كائن سماوي. لقد هزم السامية الظلام وشيطان الزمن. إنه أبدي. كيف يمكن أن يكون ميتًا".
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.
اعطوني نظرياتكم عن هذه شخص لانه حرفيا يعرف كل شيئ عن نيو💀💀