"هل تعتقد أن الأمر سيكون سهلاً إلى هذه الدرجة؟" صوت زيوس كان مثل الرعد، وأجابته السماء.
التفّت السحب في دوّامات عنيفة، واهتزّت السماوات بينما تجمّعت الصواعق، وكان كل صاعقة منها أكثر سمكًا من أطول الأشجار.
حاول نيو أن يتحرّك، لكن جسده لم يُطِعه.
سقطت الضربة الأولى.
قوس مبهر من البرق مزّق القمّة، وضربه بقوّة شقّت الأرض من شدّتها.
كان لحمه يُمحى في لحظة، وعظمة بعد أخرى تُسحق وتذوب.
ومع ذلك، بالسرعة نفسها، كان جسده يعيد بناء نفسه، كأنّ الزمن نفسه كان ينسجه من جديد.
ضيّق زيوس عينيه.
تغيّر وجهه إلى شيء بين الفضول والانزعاج.
انحنى طرف فم نيو بابتسامة باهتة، رغم أنّ نصف وجهه كان قد ذاب بالفعل.
كان يستطيع التحرّك حتى دون جسد.
ومع ذلك، فهو يتحرّك.
في كل مرة يُحوَّل فيها إلى لا شيء، يعود شكله من جديد.
لم يكن يقاوم زيوس فحسب، بل كان يُريه أنّه قادر على الوقوف أمامه.
"كبرياء فارغ"، تمتم زيوس.
رفع ذراعه، فأجاب البرق إرادته.
انتشرت شرارات في السماء. تشابكت خيوط البرق حتى تشكلت شخصية هائلة.
رجل من البرق، نصفه العلوي فقط، لحيته تتدفّق كأنها سحابة عاصفة، وفي يده رمح ثلاثي ضخم من التيار الخالص.
قذف العملاق الرمح.
انطلق صارخًا عبر السماء، ممزقًا الصوت قبل أن يصطدم.
الانفجار ابتلع الجبل.
موجة الصدمة نسفت القمم الصغيرة، وجعلت الصخور تنهار وتتحوّل إلى غبار. بدا العالم وكأنه انتهى في تلك الضربة الواحدة.
ومع أن الغبار تلاشى ببطء…
كان نيو ما يزال يتقدّم.
كل خطوة أتت مع فرقعة العظام وهي تنكسر، واللحم وهو يلتوي بشكل غير طبيعي، مشوّهًا تحت سحب الجاذبية الهائلة وقانون عالم زيوس الذي يطبق عليه.
كان جسده يحاول أن يتفكك، لكنه كان يُجبِره على الالتئام.
خطوة واحدة.
خطوتان.
لم يتوقّف.
كان زيوس على وشك التحرّك عندما تغيّر شيء ما في الهواء.
خطر.
التفت بسرعة، في اللحظة المناسبة ليتفادى شفرة شقت الفراغ حيث كانت عنقه قبل لحظة.
كان هناك شخص يطفو أمامه، يرتدي درعًا أسود يخفي كل شيء. فارس بلا وجه، صامت، استدعته مورين. كان سلاحه موجّهًا نحو حنجرة زيوس.
قبض زيوس بيده.
جاءت الضربة الخلفية بصوت يشبه تحطّم العالم.
انغرس صدر الفارس للداخل، تحطّم الدرع، وقذفت الجثة إلى أسفل، نحو الجبل.
لم يتبعه زيوس.
راقب فقط بينما ظهرت خيوط ذهبية، منسوجة من جسد مورين.
امتدت إلى الفارس المحطّم، وتدفّقت داخل درعه المكسور، وأعادت جمعه.
انحنت الصفائح المكسورة لتعود إلى شكلها من جديد.
ببطء، جزءًا بعد جزء، وقف الفارس مرة أخرى.
عقد زيوس حاجبيه.
"ما هذا؟" جاء صوته أخفض الآن، لكنه مشحون بالخطر. "هل أنت تستخدمين القدَر لشفائه؟ كيف يكون ذلك ممكنًا—"
توقّف.
تغيّر تعبيره فجأة، كأن شيئًا استشعره قد اخترق عمقه.
"من أنتِ؟!" دوّى صوته من جديد، لكن هذه المرة لم يكن غضبًا فقط. كان إنذارًا. "كيف تملكين شيئًا كهذا؟!"
اهتز شكله.
لحظة كان في أعالي القمّة، واللحظة التالية كان أمام مورين، يده ممتدّة كالمخلب نحو عنقها.
لكنّه تجمّد عند سماع صوت.
"هذا كل شيء؟ لم يكن صعبًا."
استدار زيوس بقوة.
عند أعلى قمّة وقف نيو.
في اللحظة الوجيزة التي شتّتته فيها مورين، كان نيو قد وصل إلى القمة.
"ماذا لو وصلتَ إلى القمة؟" قال زيوس. "حتى لو لم أعد لا اقهر، ماذا بوسعك أن تفعل؟ أنت لا شيء بالمقارنة بي—"
قبل أن يُنهي كلامه، انشق الهواء.
اندفع من نيو سيل هائل من الطاقة، انفجر للخارج في موجة ابتلعت الجبل والسحب والسماء نفسها.
قطّب زيوس حاجبيه.
شعر بثقل الطاقة، لكنه لم يفهم ما الذي يحاول نيو فعله.
ثم استشعره.
الزمن.
كان نيو يقوم بتفعيل تقنية لالتواءه.
"إرجاع الزمن إلى الوراء؟ بلا جدوى. لا تملك طاقة كافية لتؤثر علي—"
وانتهت أفكاره عندما تغيّر العالم.
قطعت الظلمة حواسّه، وفي اللحظة التالية عاد وعيه فجأة. لم يكن داخل عالمه بعد الآن.
كان يطير عبر فراغ الفضاء.
نحو سفينة فضائية.
'لقد أُرجِع الزمن إلى الوراء' أدرك ذلك بينما جسده يرتطم بهيكل السفينة المعدني.
على عكس المرة السابقة، كان نيو بانتظاره.
قبضته كانت مشدودة إلى الخلف، ووقفته ثابتة، كأنه خطّط لهذه اللحظة منذ البداية.
"أطبق أسنانك، يا عمّي!"
سقطت الضربة.
ارتدّ رأس زيوس إلى الخلف عندما اصطدمت قبضة نيو بوجهه. حملته الضربة بعيدًا، قاذفةً إياه بسرعة لا يمكن تخيّلها.
لم يجد زيوس وقتًا كافيًا للتفكير، لكن أفكاره كانت تركض.
'هل أُرجِع الزمن إلى الوراء؟'
'كان يملك طاقة كافية ليفعل ذلك… بي؟'
الفرق بين رتبة ثالثة في المرحلة السادسة وذروة المرحلة السادسة كان أعظم من الفرق بين بشري ومرحلة سادسة.
الفجوة لم تكن واسعة فقط، بل لا تُصدّق.
ومع ذلك، فقد فعلها نيو.
'كيف؟'
'هل عقد اتفاقًا مع إيكرافيون؟'
قد يفسّر هذا الأمر. قوة ذلك الشيطان تسمح لنيو باقتراض الطاقة من المستقبل. إن كان ذلك صحيحًا…
'عليّ فقط أن أدفعه، وأجعله يحرق كل ما لديه. إذا استمدّ الكثير من قوّة نفسه المستقبلية، سينهار.'
وبينما مرّت هذه الأفكار، لم يمرّ في الواقع سوى جزء من ثانية.
تكيف زيوس فورًا.
اندفع إلى الأمام، جسده يتشوّه من السرعة وهو يستعد لضرب نيو مرة أخرى.
رنّ صوت نيو بهدوء.
"أيتها الفضاء، اقفلي المنطقة من حوله."
شعر زيوس بها.
عنصر الفضاء أجاب النداء.
سلاسل غير مرئية التفّت حوله، تضغط من كل اتجاه، تحاول تجميده في مكانه.
نفخ زيوس نفسًا قصيرًا.
"هذا عديم الجدوى. قوة العناصر تعتمد على وجودك. وبمستواك، لا يمكنها أن توقفني."
أنّت القيود.
أخذ زيوس خطوة إلى الأمام.
انحنى الفضاء حول قدمه، وصرخ الفراغ تحت الضغط.
قاومت القيود، لكنه تحرك بسهولة، يمشي بهدوء نحو نيو، كأنه يريد أن يظهر مدى تفوّق قوّته.
لكن قبل أن يخطو الخطوة التالية، اشتعلت طاقة نيو مجددًا.
كانت عنيفة. اندفاعًا شديدًا لدرجة أنه بدا وكأنه شوّه الكون كله من حوله.
ضيّق زيوس عينيه.
'يحاول إرجاع الزمن مرة أخرى' فكّر.
هذه المرة، قرر زيوس ألا يقاوم. ترك نيو يفعل. سينتهي به الأمر إلى استنزاف قوّته بنفسه، ليضعف حتى لا يبقى منه شيء.
لكن فجأة، تجمّد زيوس.
رفض جسده أن يتحرك.
'ماذا؟'
جاءت الفكرة حادة.
كان مصدومًا.
حاول أن يتقدم، أن يرفع ذراعه، حتى أن يرمش.
لا شيء.
لم يستطع فعل أي شيء.
'هل أوقف الزمن بالنسبة لي؟'
هزّ الاكتشاف كيانه. إرجاع الزمن شيء، لكن إيقافه—خصوصًا لشخص مثله ولفترة طويلة—يتطلب ثمنًا أعظم بكثير.
ومع ذلك، كان نيو يقف أمامه بهدوء.
مشى عبر الفراغ.
خطوة بعد خطوة، دون استعجال، مسخرًا الهدوء نفسه الذي استخدمه زيوس قبل لحظات فقط.
"والآن يا عمّي؟"
توقف نيو على بُعد خطوات قليلة فقط.
"هل هذا كل ما لديك؟ أتيت لقتال كاسر سماوات وأحضرتَ هذا المستوى فقط من الاستعداد؟"
لم يستطع زيوس الإجابة. الزمن نفسه كان قد قيّده.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.