وجهة نظر نيو
نظر نيو إلى كيفن
ثم تحوّل نظره إلى سيفيرانت، ثم إلى الرمح والسيف العظيم العائمين حول كيفن.
كان السلاحان يبعثان ضغطًا ثقيلًا غير طبيعي.
لم يكونا عاديين.
كانا شياطين، تمامًا مثل سيفيرانت.
استطاع نيو أن يدرك ذلك من الطريقة التي كان الفضاء من حولهما يلتوي بها قليلًا.
وإذا كانا شياطين، فلابد أن لديهما سلطات.
لكن أي سلطات؟
لم يكن يعلم.
اندفعت موجة من طاقة العالم من جسد نيو.
كان يخطط لابتلاع كيفن وسحبه إلى كونه.
كان في السابق حذرًا بشأن من يُدخله إلى داخله.
آنذاك، كان حاكم في ذروة المرحلة الخامسة قادرًا على التسبب بمشكلات داخل كونه.
لكن بعد أن اطّلع على ذكريات التنانين القديمة، تلاشت تلك المخاوف.
'هاديس سيتكفّل بالأمر،' فكّر نيو.
إن نسخة هاديس التي تعيش داخل كونه قد لا تكون سوى قصد، لكن ذلك كان كافيًا.
كان ذلك القصد قويًا بما يكفي لقمع أي رسول أو حاكم من المرحلة السادسة يجرؤ على إثارة الفوضى في الداخل.
تحدث كيفن فجأة. "لا ينبغي لك أن تتشتت أثناء القتال."
اندفع السيف العظيم خلفه إلى الأمام.
اصطدم بموجة طاقة العالم لدى نيو كما لو كانت صلبة، فتجمّدت الموجة بأكملها لثانية واحدة.
ضاقت عينا نيو.
'ذلك الشيطان قادر على اكتشاف نقاط الضعف وضربها مباشرة. إنها سلطة إصابة مضمونة.'
لكن ذلك لم يكن مهمًا كثيرًا.
إن لم تكن نقطة الضعف قاتلة، فسيكون تأثير السلطة محدودًا.
تجمّدت طاقة العالم لدى نيو لحظة، ثم بدأت بالاندفاع من جديد.
تحرك كيفن بسرعة، ولوّح بسيفيرانت.
شقّ النصل طاقة العالم المتصلبة، ومزقها إلى عدد لا يُحصى من القطع حتى فقد نيو السيطرة عليها.
وطوال ذلك الوقت، لم يشن نيو أي هجوم مضاد.
ثم أمسك كيفن بالرمح.
هوى به إلى الأسفل، فانطلقت موجة من طاقة فاسدة باتجاه نيو.
عبس نيو.
شعر أن تلك الطاقة غريبة.
لم تكن مثل الطبيعة الفاسدة للفراغ، التي تتسبب بتطور غير منضبط.
هذه كانت تدمر من الداخل.
كانت تتآكل كل ما في طريقها، حتى مفهوم الذات نفسه.
رفع نيو يده واستدعى شمسًا سوداء أمامه.
ثم طُوي الفضاء، مُشكّلًا فضاءً مستقلًا صغيرًا حول الانفجار.
اصطدمت الطاقتان — طاقة السلطة الفاسدة والشمس السوداء.
ملأ انفجار عنيف الحيّز المختوم، لكن الفضاء المستقل احتواه.
لم يتوقف كيفن.
واصل الهجوم من جميع الاتجاهات.
تحرك السيف العظيم، والرمح، وحتى سيفيرانت بتناغم مثالي.
أطلق الرمح المزيد من الضربات الفاسدة.
دار السيف العظيم ومزّق شقوقًا صغيرة في الفضاء، محاولًا حبس نيو.
وتبعهم سيفيرانت، قاطعًا عبر تلك الفتحات، محوّلًا الشقوق إلى شفرات دمار.
صدّ نيو أحد الهجمات باستخدام أوبيتوس، تاركًا النصل يرنّ.
ابتلع حاجز ظل هجومًا آخر.
أما الهجوم الثالث، فقد اختفى داخل كونه.
في وضعٍ عادي، مواجهة ثلاثة شياطين ورسول في الوقت نفسه كان يمكن أن تكون خطيرة.
لكن نيو لم يشعر بالخطر.
وهذا ما أزعجه.
لم يكن متوترًا. ولم يكن قلقًا حتى ولو قليلًا.
لماذا؟
هل كان ذلك ثقة؟ أم غرورًا؟
لم يستطع الجزم.
لكن الفكرة لم تفارقه.
'هل لا آخذ هذا بجدية لأنني أعلم أنني أستطيع الفوز؟'
لم يكن ذلك يبدو صحيحًا.
فالشياطين يمتلكون سلطات.
كان ينبغي أن يكون أكثر حذرًا.
'انتظر… ما هي السلطات فعلًا؟' فكّر نيو.
مما رآه، كانت السلطات قوى مطلقة تضمن نتائج معينة.
على سبيل المثال، إذا تقاتل ساحر ماء وساحر نار، ففي العادة سيفوز صاحب الإتقان الأعلى.
لكن إن كان ساحر الماء يمتلك سلطة الماء، فسيفوز دائمًا، مهما بلغ إتقان ساحر النار.
السلطة هي من تملك الكلمة الأخيرة دائمًا.
'إذًا كيف دمّرتُ طاقة الفساد الناتجة عن سلطة الشيطان قبل قليل؟'
فكّر نيو في الأمر.
'هل يمكن التغلب على سلطة ما إذا كانت القوة النارية كافية؟'
هزّ رأسه.
كان ذلك غير ممكن.
فكيف استطاع فعلها إذًا؟
ما المختلف فيه هو؟
'أنا كاسر سماوات..'
كان كاسرو سماوات مميزين. فهم يكسرون حدود الكون ذاته.
'سلطات هؤلاء الشياطين لا بد أنها مُنحت لهم من قبل المستحق السماوي.'
وهذا يعني أن كاسر سماوات يمكنه خلق سلطات.
هل كان هذا صحيحًا؟
لا، في الوقت الحالي، قرر نيو أن يصدق أن هذا صحيح.
أوبيتوس كانت تمتلك سلطة أيضًا.
سلطة جزئية (غير مكتملة)، لكنها مع ذلك سلطة.
سلطة النهاية.
'لكن ما الذي يجعل السلطة مميزة إلى هذا الحد؟' تساءل نيو.
لم يكن نيو يفهم.
كان يشعر وكأنه يفوّت أمرًا أساسيًا.
شدّ قبضته على أوبيتوس ولوّح بها.
انطلق قوس أسود.
اصطدمت سلطة النهاية غير المكتملة بالسلطة الفاسدة للشيطان.
دُفع القوس الأسود إلى الخلف على الفور تقريبًا.
شعر نيو بالفارق.
كانت سلطته غير مكتملة، لذا لم يكن بوسعها أن تفوز.
وهذا أثار سؤالًا. كيف يمكنه التغلب على سلطة؟
هل كان الجواب هو إكمال سلطته الخاصة؟
وهذا أعاده مرة أخرى للتساؤل عمّا تكونه السلطة أصلًا، ومن يستطيع امتلاك سلطة.
هذه المرة، قرر نيو أن يعتقد أن السلطة ليست حكرًا على كاسري سماوات.
كان ذلك منطقيًا.
ففي النهاية، لو كانت السلطات هي الأقوى، لما كان الشياطين والساحرات قد هُزموا على يد هاديس، الذي لم يمتلك أي سلطة واعتمد على القوة الخالصة.
كيف استطاع هاديس هزيمة سلطة ساحرة؟
بتقنية قوية؟
لا، كان نيو يعلم بغريزته أن سلطة لا يمكن أن تُهزم إلا بسلطة.
فكيف انتصر هاديس إذًا؟
'كان لدى هاديس سلطة أيضًا.'
لكن كيف؟
كان ينبغي لهاديس أن يمتلك تفردًا، بما أنه شيطان. وكان تفرده هو اللاموت.
في تلك اللحظة، تذكّر نيو شيئًا.
'كلما ترقّ الحكام في الرتب أكثر، أصبحوا مشابهين لكاسر سماوات.'
كان للسادة العنصريين كونٌ عنصري.
وكان لكونهم العنصري قوانينه ومفاهيمه.
'عندما يبلغ المرء رتبة السامي، يمكنه أن يبدأ بخلق سلطة،' أدرك نيو.
إذا كان السادة العنصريون وكاسرو سماوات قادرين على خلق سلطة، فلماذا لا يستطيع نيو فعل ذلك؟
هو كان كليهما.
'السبب في أنني لا أستطيع خلق سلطتي هو أنني لا أملك مجالاً ذهبيًا.'
لم يكن نيو قد بلغ بعد رتبة كاسر سماوات من الدرجة الثانية، رغم كونه في ذروة الدرجة الأولى.
كانت السجلات السماوية قد أخبرته أنه بحاجة إلى إنشاء مجال ذهبي — منطقة خاصة داخل كونه، غنية بالموارد وأفضل نوعيًا بكثير من بقية مناطق كونه.
كان المجال الذهبي يعمل كنقطة تركيز للكون/العالم، ولهذا كان ضروريًا لتغذية الكون والعمل كمثبّت يحافظ على تماسكه أثناء نموه.
كان نيو قد جعل كونه بأفضل صورة ممكنة.
هذا يعني أنه ما زال غير قادر على التوصل إلى طريقة لإنشاء منطقة أفضل يتم تخصيصها لتكون بمثابة مجاله الذهبي.
ولهذا لم يستطع بلوغ رتبة كاسر سماوات من الدرجة الثانية.
'تشكُّل المجال الذهبي ضروري للقدرة على خلق سلطة.'
لكن لماذا؟
لم يكن نيو يعلم.
لكنه كان واثقًا من استنتاجه.
لأنه لو لم يكن ذلك صحيحًا، لكان من المؤكد أنه كان سيستطيع خلق سلطات.
كان المجال الذهبي على الأرجح أساسًا تُبنى عليه السلطات.
وعلى العكس من ذلك، ألا يمكن إتلاف السلطات إذا دُمّر المجال الذهبي؟
اتجهت عينا نيو إلى الشياطين الثلاثة الذين كانوا يدعمون كيفن.
قرر أن يختبر نظريته عليهم.
ليرى إن كان يستطيع نزع سلطاتهم.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات.