{تقنية واحدة ذات مرتبة بشرية}

استغرَب آيدين وسألها

[بشرية وليسَت سماوية ؟]

قالت

{هذه التقنية مُقسّمةٌ إلى تِسع مُستويات، المستويات بين الأول والثالث تُعتبر ذات مرتبة بشرية، والمستويات بين الرابع والسادس تُعتبر ذات مرتبة أرضية، والمستويات بين السابع والتاسع تُعتبر سماوية، لذلك فهي تقنية بشرية أرضية وسماوية في نفس الوقت}

فهِم آيدين بِأن هذه التقنية الغريبة تتصاعَد كلّما تقدّم فيها، لكنّه لم يفهَم كيف تكون لِوحدِها في مجموعةٍ مُقابل ثلاث تقنيات سماوية أخرى، وما الذي تعنيه فايري حول شرف المُحارِب، لذلك سألها فأجابَت

{هذه التقنية تُسمى تقنية الظلال التسعة، وهي مُصنّفة بين التقنيات الشيطانية، ويوصَف المُتدرّب على هذا الصّنف بِالظلامي والثّوري والإرهابي.. وغيرِها من الأسماء، وكل الدول التي تدَّعي الصلاح تسعى للنيل من الظلاميّين والإرهابيّين، وهذا الصراع قديمٌ جداً بين الطوائف الصالحة والطوائف الشيطانية}

ابتسم آيدين قليلاً ثم قال

[إذن فهذه الدول المُجرِمة تُسمّي نفسَها صالِحة ؟]

قالت

{التاريخ يكتُبه الأقوياء، لذلك يستطيعون ادّعاء الصلاح رغم جرائمِهم}

فكّر قليلاً ثم سألها

[ما هو الجيّد في هذه التقنية حتى يترُكَها لي عمّي ؟]

قالت

{هي تقنية مُخصّصة للاغتيال وتمنحُك السرعة وخفّة الحركة، ومع تقدّمِك في التدريب ستكون قادراً على الاندماج مع المُحيط والاختفاء عن الأنظار والانتقال الآني والعبور عبر الجدران..، وكل هذا يمنحُك الفُرصة لاغتيال مَن هُم أقوى مِنك، لكنّها ليسَت جيدةً في القتال المُباشِر بِسبب ضُعف خاصية الدّفاع، كما أنك لن تستطيع التدرّب على أي تقنيةٍ أخرى غيرِها حتى تُكمِل مُستوياتِها التسعة}

صمت طويلاً لِـهَضم هذه المعلومات ثم سألها مرةً أخرى

[وكيف سيعلَم الخصم بِأنها تقنيةٌ شيطانية كما يُطلِقون عليها ؟]

قالت

{يصعُب كثيراً التعرّف تقنية الظلال التسعة لِأنها تقنيةٌ مُخصصة للاغتيال، لكن غيرَها من التقنيات الشيطانية يُمكِن التعرّف عليها بِسبب لَون الهالة، فلَون الهالة الطبيعية يكون أبيضاً ويتحوّل إلى الأصفر كلما تصاعَد تدريبُك حتى يصير أصفراً عندما تصِل إلى مُستوى التمكّن، وبعدَها يتحوّل إلى البرتقالي والأحمر والبنفسجي.. كلما تقدّمتَ في مُستويات التدريب الأعلى، مثل طاقة شويلّو لونُها يميل إلى الحُمرة، ما يعني بأنه في المستوى الذي يُطلِقون عليه جنرال في هذه الأرض}

توقّفت قليلاً ثم أضافَت

{التقنيات الشيطانية عكس باقي التقنيات لِأن الهالة ستكون سوداء على الدوام مَهما تقدّمتَ في التدريب، وهذا سيجعَل الأمور أصعب عليك إذا تمّ إجبارُك على إخراج الهالة بِطريقةٍ ما}

تنهّد آيدين ثم قال بِشيءٍ من عدَم الرّضا

[لماذا ترك لي عمّي تقنيةً خطيرةً مثل هذه ؟]

قالت

{لأنها أقوى مِمّا تتصوّر، لكن الأمر بين يدَيك إن كُنتَ ستختارُها أم لا، عِلماً بأنك لا تستطيع اختِيار المجموعتَين بِسبب تعارُض الطاقة في مركز الطاقة الخاص بِك}

قهقه آيدين ثم قال

[وهل أملِك مركزاً للطاقة يا فايري ؟]

لم تُجِبه فايري فعلِم بأنها مهما كانت ذكيةً إلا أنها تبقى مُجرّد ذكاء صناعي وتتبع القواعِد التي تعرِفها، أغلق عينَيه وبدأ يُفكّر في تقنية الظلال التسعة، وأخيراً.. سألها

[هل تملكين تقنياتٍ سماوية غير هذه التي تركَها لي عمّي ؟]

قالت

{أملِك العديد من التقنيات في أرشيفي، كما أستطيع شِراء التقنيات مِن خلال المتجر، لكنّها لن تكون بِقوّة التقنيات التي اختارَها لك عمّك}

همهم بِصمتٍ ثم قال

[إذن.. سأختار تقنية الظلال التسعة رغم صعوبتِها]

قالت بِنبرةٍ تحذيرية

{تذكّر بِأنك لن تستطيع إظهار هالتِك أمام الآخرين وأنك لن تستطيع التراجُع عن التدريب عليها حتى تُنهي مُستوياتِها التسعة}

ابتسم وقال

[لا بأس، أنا أثِق في التقنية التي اختارَها لي عمّي]

قامَت فايري مُباشرةً بِتمرير التقنية إليه وحفرَتها في ذاكِرتِه فقام بِتعميم الشطر الأول مِن التقنية على مركز الطاقة الوهمي، وبعد عشر دقائق.. بدأت الطاقة في مركز الطاقة الوهمي تتغيّر بِطريقةٍ غريبة، شعر بِبعض الإزعاج فقالت فايري

{هذا أمرٌ عادي، فالطاقة بدون تقنياتٍ تكون نقيةً خالِصة، وبعد استخدام التقنيات تتّخِذ شكلاً جديداً حسب نوع التقنية، حيث هناك تقنيات نارية تُحوّل الطاقة إلى نار وأخرى تحول الطاقة إلى جليد ومثل ذلك من التقنيات المُخصّصة للاستخدام العناصِر الأخرى}

سمِع آيدين هذا فبدأ يُفكّر في كل هذا التنوّع الذي كسبَته البشرية بعد كارثة الموادّ السامّة، وبعد تفكيرٍ طويل.. سأل فايري

[كيف يتم صُنع التّقنيات القتالية ؟]

قالت

{الأمر يحتاج إلى فَهم الطاقة البِدائية أولاً، فهي طاقةٌ هجينة موجودة بين السماء والأرض وتحتوي على الكثير من أنواع الإشعاعات المُختلِفة، لكنّها لم تكُن موجودةً في الماضي لِأنها كانت مُجرّد عناصِر جامدَةٍ أو سائلةٍ غير مُتفاعِلةٍ كيميائياً، وبعد تفاعُلِها كادَت تقضي على البشر، والآن يقوم البشر بِنفس ما قاموا بِه عندما صنعوا تِلك الأسلحة الفتّاكة، لكن هذه المرّة لا يقومون بِالعمليات الكيميائية داخِل المُختبرات وإنما يُجرون عملياتِهم مُباشرةً على مركز الطاقة البِدائية، وبعمليات خَلط ومُعالَجة مكوّنات الطاقة البدائية.. يستطيعون الحصول على العناصِر الجديدة عبر التفاعُلات الكيميائية، لذلك ستجِد أن النار مثلاً مُختلِفةٌ مِن تقنيةٍ لِأخرى حسب مدى اطّلاع صانِع التقنية، فالتقنيات ليسَت أكثر مِن سِجلٍّ يجمَع الطُّرق الآمِنة لِجعل الطاقة تتفاعَل بِطريقةٍ مُعيّنة، وكلّما كان مركز الطاقة قوياً.. كانت التفاعُلات أقوى وحصل المُتدرّب على قوةٍ أكبر}

كانت فايري تشرَح له عبر الرسوم التوضيحية المُعقّدة فسألها

[أنتِ تملكين الكثير من المعرفة، فهل تستطيعين صُنع التقنيات أيضاً ؟]

قالت

{أنا لا أملِك القدرة على التحكّم في الطاقة البِدائية، كل ما أستطيع فِعلَه هو التحكّم في الطاقة الذّهنية، لكن مركز الطاقة الذهنية الذي زرعتُه في جسدِك قد اختفى الآن}

عبس آيدين قليلاً لأن آمالَه كانت أقصر من المُتوقّع، لكنّه فكّر فِي شيءٍ ما فسألها

[ربما يحتاج مركز الطاقة الذهنية إلى الاستيقاظ مثل مركز الطاقة البدائية، هل توجد موارِد للطاقة الذهنية مثل البِلّورات الحمراء ؟]

قالت

{توجد عقاقير طبّية مُغذّية في المتجَر، لكني لا أعلم إن كانت ستنفَع أم لا}

قال

[إن كانت لا تضرّ فلا بأس باستخدامِها كتجرِبة]

فتحَت فايري المتجَر وبدأت تستعرِض بعض العقاقير القوية وكانَت أسعارُها عاليةً مُقارنة بالبِلّورات الحمراء، ومع ذلك اشترى آيدين أفضلَها والتي هي مُخصّصةٌ في العادة للمُتقدّمين في الطاقة الذهنية، اشترى كميةً كبيرة وخسِر عدّة ملايِين والتي تُمثّل أكثَر مِن نِصف أموالِه، ولم يكتفي بِهذا وإنما اشترى أشياء أخرى سيحتاج إليها في تنفيذ خطّةٍ مُستقبلية، ولم يقلَق حول نَفاذ المال لِأنه سبق ودفع الكثير من السّلع إلى ماليان وسيكون هناك المزيد مِن الأموال في الطريق.

بعد هذا.. طلب آيدين مِن فايري أن تمنحَه جميع المعلومات التي تتعلّق بصِناعة التقنيات، ليس لِأنه يُريد صناعة تقنيةٍ جديدة وإنما لِأن مثل هذه المعرِفة ستجعلُه يفهَم أكثر حول الطاقة وكيفية عملِها، وهذا زاد مِن سُرعة تدريبِه على تقنية الظلال التسعة، ورغم أنها تقنيةٌ شيطانية إلا أن شويلّو لم يشعُر بأي شيءٍ غريب لِأن جسَد آيدين لا يُسرّب أي هالةٍ مِثلما هو الحال عِند الآخرين، كما أن هذه تقنِية اغتِيال وليسَت مُجرّد تقنيةٍ شيطانية، لذلك لا تظهَر الطاقة حتى وإن قام باستِخدامِها، وإلا فلَن تصلُح للاغتيال من الأساس، ناهيك عن أنها تقنيةٌ جسدية غير صالحةٍ للقتال ويحتاج صاحِبها إلى سلاحٍ خاص بدل استِخدام أطرافِه، أما تحذير فايري فهو عن نشر الهالة بِطريقةٍ عادية وليس عبر استِخدام تقنية الظلال التسعة.

بقي آيدين في قاعة شويلّو لِأكثر مِن أسبوعَين ولَم يتّخِذ أي خُطوةٍ فيما يخُصّ مَقتل روشان وأمّها، وهذا جعل شويلّو يهدأ لأنه كان قلِقاً من اندِفاع آيدين والتسبّب بِالمشاكِل، خاصةً أنهم لا يعلَمون مَن وراء مُحاولة اغتِيال آيدين وما إن كان صديقاً أم عدواً.

في هذَين الأسبوعَين.. كان آيدين يُعزّز مركز الطاقة الوهمي الذي أنشأه وتقدّم إلى مُنتصَف المستوى الأول من تقنية الظلال التسعة، ما منحَه سُرعةً جيّدة عبر استِخدام حركات الأقدام للانسياب مع الهواء، وهذا ساعدَه قليلاً لِتحسين مهاراتِه القتالية السابقة، لهذا قرّر الخروج من القاعة وبدء التحقيق، لكنّه فكّر في حاجتِه إلى سلاحٍ جيد فبحَث في المتجر قبل أن يُفاوجأ لِأن أسعار الأسلحة كانت فوق الخيال، لذلك سأل فايري

[لماذا أسعار الأسلحة في المتجر مُرتفِعةٌ جداً ؟]

2020/03/05 · 866 مشاهدة · 1157 كلمة
abox33
نادي الروايات - 2024