[لماذا أسعار الأسلحة في المتجر مُرتفِعةٌ جداً ؟]

أجابته فايري

{أنت تدخُل بحِسابٍ خاص إلى المتجر، حيث يتم خَفض أسعار الكثير من السّلع، لكن الأسلحة والعديد من السلع الأخرى ليسَت مشمولةً بِهذه التخفيضات}

عبس آيدين لأنها أول مرة يعرِف فيها حول الحِساب الخاص، لذلك قال بِأسف

[سأبحث في السوق المحلّية لعلي أجِد سلاحاً مُناسباً لي ريثَما أجمع المزيد من الأموال]

قالت فايري

{لقد ترَك لك عمّك خِنجرَين مُتكامِلَين مع تقنية الظلال التسعة}

فجأةً.. ظهر خِنجران قصيران بين يدَيه، حملهُما فشعَر بأنهُما خفيفان ومُتكامِلان مع يدَيه، لكنّه شعر بِبعض الأسف لأنهما مصنوعان مِن معدنٍ عادي وليسا مُصنّفَين حيث تُصنّف الأسلِحة بِنفس تصنيف التقنيات، والأسلحة البشرية أقوى بِكثيرٍ من الأسلحة العادية والمصنوعة من المعادِن غير المُعالجَة مثل هذين الخِنجرَين، لذلك لن يستطيعا التعامُل مع سِلاحٍ مثل سيف تالين الذي يُعتبر سلاحاً بشرياً.

الأسلحة السماوية غير موجودة في مثل هذه القارة الصغيرة، وأقوى أقوياء هذه الأرض يملِك سلاحاً أرضياً فقط، لكن هذا لا يعني تساوي الأسلحة مِن نفس المستوى لأن كل سلاحٍ له خصائصُه التي ينفرِد بِها، ويعتمِد في العادة على طريقة تعامُلِه مع الطاقة، حيث توجَد أسلحةٌ مُخصّصة للطاقة النارية مثلاً، وهذه لن تكون مُفيدةً كثيراً في يد مَن يستخدِم الجليد، والعكس صحيح.

شعرَت فايري باستياء آيدين فقالت له

[قُم بِضخّ بعض الطاقة في الخِنجرَين]

نفّذ اقتِراحَها دون أن يتوقّع الكثير، لكنّه فوجئ عِندما تغيّر لونُهما وصار أسوداً لامِعاً وكأنهما مصنوعان مِن الحجر النّيزكي، اقتربَ من آلةٍ رياضة قديمة مصنوعة من الفولاذ ولوّح نحوَها فقطَعها وكأنها مصنوعةٌ من العجين، ابتسم أخيراً وندِم لاحتِقارِه سلاحاً تركَه له عمّه، فمع أن الخِنجرَين يبدوان مثل الخُردة التي لا نفع مِنها إلا أنهما يتحوّلان في يدِه إلى سلاحٍ فتّاك، وهذا هو ما قصدَتهُ فايري عِندما قالَت بأنهما مُتكامِلان مع تقنية الظلال التسعة.

خرج آيدين من القاعة وتوجّه إلى المنطقة السكنية، وصل إليها فقام بِتعزيز جميع الحواسّ حتى لا تنجو مِنه أي حركةٍ مهما كانت صغيرة، ففي الغالِب أن القاتِل يعتقِد بأنه قد مات مسموماً، وعِندما يراه فسيتفاجأ بِالتأكيد ويفضح نفسَه، وحتى يبدأ تحقيقَه.. توجّه أولاً إلى منزِل روشان وأمِّها، دخل إليه وبحَث عن أي إشارةٍ تُساعِدُه، لاحظ آثار أقدامٍ كثيرة ولم يستطِع تميِيزَها عن بعضٍ حيث دخل الكثير من الأشخاص إلى المنزِل بعد موتِهما، كما أنها لم تكُن ظاهِرةً للعيان وإنما تحتاج إلى مجهودٍ كبير لرؤيتِها، ومع ذلك.. رصدَت الرؤية التحليلية آثار شخصٍ كان يَمشي بِخطواتٍ قصيرة، وبعد مُقارنة حجم أقدامِه مع خطواتِه تبيّن له أنه قد تسلّل عِندما دخل المنزِل.

قامت فايري بِتحليل حجم الخُطوة مع آثار أقدام الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة السكنية فحصلَت على أكثر من عشرين مُشتبَه، ظهرَت قائمة المُشتبهين بِصُورِهم أمام آيدين فركّز على خمسةٍ مِنهُم وقرّر البدء بهِم، وكان اثنان مِنهُم من حُرّاس البوابة الخارجيّة للمدرسة ويعملون طول اليوم ولا يرجِعون إلا ليلاً، بينما كان الثالث طباخاً حادّ الطّباع، أما الرابع فقد كان تلميذاً في مستوى الطمع وأبوه عامِل نظافة، وكان ناقماً على الوضع الذي يعيش فيه، والخامس كان المسؤول عن ميزانية المنطقة السكنية من حيث الإصلاح والنظافة وغير ذلك، وكان معروفاً بِحبّه للقِمار.

بدأ آيدين بالحارِسَين وكانا من الخمسة الذين استأجرهُم لِضربِه كل مساء، خرَج من المنطقة السكنية وعبَر الساحة العامة حتى وصل إليهِما، فرِح الاثنان بِرؤيتِه وبدآ يسألانِه عن سبب غِيابِه، وكانت تعابيرُهما صادِقةً جداً، ومع ذلك.. فتح معهُما بعض المواضيع الحسّاسة حول روشان وأمها وطريقة موتِهما، وبعد رُبع ساعةٍ من التحقيق.. تركَهما واتّجه نحو الطّباخ لأنهما لم يُظهِرا أي انفِعالات غير مُبرّرة.

زار الطّباخ وكانت طريقة حديثِه مُزعِجةً جداً، لكن الرؤية التحليلية قد رأت حُزناً عميقاً في عينَيه، ربما لأنه في الحقيقة طيب القلب أو ربما لأنه كان يملِك علاقةً جيدةً مع أم روشان أو مع روشان نفسِها، تركَه والتقى مع الطالب إلا أنه هو أيضاً لم يُظهِر ما يُدينُه، وأخيراً.. أراد الرجوع إلى المنطقة السكنية قبل أن يشعُر بأن أحدهُم يتبعُه مِن بعيد، نظر إليه وابتسَم ثم قال في نفسِه

'إذن فقد أتى إليّ قبل أن أذهب إليه'

كان هذا هو مُحب القِمار وأحد المُتّهمين الخمسة، ويبدو بأنه قد رأى آيدين مِن بعيد فتبِعَه حتى يتأكّد مِن أنه لا يزال حقاً على قيد الحياة، وعِندما التفتَ إليه آيدين.. ارتجَف مُحبّ القِمار وتغيّر لونُه، ابتسَم آيدين نحوَه ثم اقترَب مِنه فعدّل مُحب القِمار وقفتَه وتظاهَر بأن شيئاً لم يحدُث، وصل إليه وتحدّث معه باحترامٍ لِبعض الوقت حتى وصل إلى موضوع روشان وأمّها، عبس مُحب القِمار وتظاهر بالحُزن، لكنّ تعابير وجهِه ودقّات قلبِه قد فضحَته، ومع ذلك تظاهر آيدين بأنه لم يُلاحِظ شيئاً.

بعد دقيقةٍ أخرى.. افترَق عنه آيدين ثم أخرَج أداة الاتصال وتواصل مع شويلّو، أخبرَه عن المُتّهم ثم طلب منه مُراقبتَه أو اعتِقالَه والتحقيق معه لِمعرفة مع مَن يعمل، ومع أنه كان يُريد الحضور أثناء التحقيق إلا أنه لا يُريد زِيادة الضغط على شويلّو، لذلك ترك السلطات تقوم بِما تُريد، ومع ذلك ذكّرَ شويلّو بِما حدث لِراكب الزّلاجة ذاك حيث مات بِطريقةٍ غريبةٍ في الحجز، ما يعني بأن أرَوان قد تكون مُخترقَةً بِطريقةٍ غير مُتصوّرَة.

في المساء.. كان آيدين في شُقّتِه فاستدعاه شويلّو إلى القاعة الخاصة بِه، ذهب إليه فوجَد المُديرَ معه وكانت هذه أول مرّةٍ يلتقي بِه، نظر إليه المُدير طويلاً ثم قال له

"لقد خطَفنا المُتّهم دون أن يشعُر بِه أحد، حجزناه في قاعةٍ سرّية وحقّقتُ معه شخصياً لِعدّة ساعاتٍ دون أية نتيجة، هل يمكِن بأنك مُخطِئ ؟"

كان المُدير يتحدّث معه وكأنهما في نفس المقام، ليس بِسبب مهارات آيدين وإنما بِسبب اهتِمام شويلّو بِه، هزّ آيدين رأسَه ثم قال

"لا، لستُ مُخطِئاً، هذه المسألة تتعلّق بي أكثر مِنكم، لذلك يجب أن يخرُج هذا التحقيق بِنتيجةٍ مُفيدة، لهذا.. أُريد التحقيق معه بِنفسي"

عبس المُدير لأن آيدين قد طلب شيئاً يمسّ بسِيادة أرَوان، لذلك نظر نحو شويلّو فقال

"ربما لا يجب التسرّع في هذا، لِماذا لا نُواصِل نحن التحقيقَ معه لبِضعة أيامٍ أخرى ؟"

نظر إليه آيدين قليلاً ثم أخرج بِلّورةً ذهنية من النوع المُخصّص لحِفظ المعلومات وقراءتِها ذهنياً، رماها نحو المُدير ثم قال

"في المُقابل.. سأُعطيكم ثلاث تقنياتٍ سماوية وعشر تقنياتٍ أرضية"

كانت هذه التقنيات في ذاكِرة فايري ولا زالت تملِك العشرات غيرَها، ومع أنها لا تُساوي شيئاً بالنسبة له إلا أنها جعلَت أفواه شويلّو والمُدير تُفتح على مِصراعيها لأن أروان بأكملِها ليس لديها أكثر من خمس تقنيات أرضية كأقوى ما تملِك، أما التقنيات السماوية فهي ليسَت موجودةً أصلاً في كامل تحالُف الخمسة زائد واحد، نظر المُدير إلى البلّورة وقرأ ما فيها فتغيّرَت تعابير وجهِه وقال دون شعور

"أين وجدتَ هذه ؟"

ابتسم آيدين ولم يُجِبه فأخذَ شويلّو البلّورة وتحقّق من التقنيات وكانت كلّها قويةً جداً، نظر بِطريقةٍ غريبة نحو آيدين وقال

"هل ستتخلّى عن هذه التقنيات بِبساطة ؟"

أومأ آيدين وقال

"لقد أخبرتُك سابقاً بِأني أتذكّر الإحسان، ومع أن هذه التقنيات قد تركَتها لي جدّتي إلا أني سأمنحُها لكم بدون مقابل، فقط لا يجب أن يعلم أحدٌ عن مصدرِها"

نظر إليه الاثنان بعيون الاتّهام عِندما ذكر جدّتَه، أي جدّةٍ هذه التي تملِك مثل هذه التقنيات الرائعة ؟

أراد التهرّب مِن نظراتِهما فقال

"خُذاني إلى غُرفة التحقيق"

2020/03/05 · 833 مشاهدة · 1083 كلمة
abox33
نادي الروايات - 2024