رواية ساقط - شاريوس إله الحرب

روجا : تذكرت .. الان تذكرت ..

تلك الندبة علي عينه اليسرى .. و ذلك الشعر الابيض و العين الفضية ..

أخي .. انه ذلك الفتي الناجي من قرية " كورونا " ..

قالها بصوت مرتفع .. فسمعه اخوه ..

سمعه اخوه و سمع كذلك جنود " كيريان " تلك الكلمات ..

بينما شاريوس بدا عليه الغضب اكثر و اكثر و لم ينطق بكلمة ..
و بينما هو غاضب .. ابتسم كوجا بشدة و تراجع للخلف ليبداء بالضحك ..

كوجا : أ.. أنت ذلك الفتي الصغير من تلك القرية البأسة ..

مر حقا وقت طويل .. لا زلت اذكر ذلك اليوم جيدا .. اذكر اليوم الذي منحتك فيه تلك الندبة علي عينك اليسرى ..

و لاكون صادقا انها تناسبك جدا الان ..

تذكر وجهك و انت صغير و تذكر تلك القرية و هي تحترق ..

و تذكر رؤية جثث النساء و الاطفال هنا و هناك لا يزال يجعلني سعيدا الي اليوم ..

كلما أتذكر تلك القرية الي اليوم ادرك انني احببت ما اقوم به ..

كانت فكرة جيدة حقا تركك لتعيش الي اليوم .. و لكن من المؤسف ان حياتك ستنتهي هنا ..

بينما التزم الصمت .. غضبه قد وصل اخيرا الي اقصاه .. فبداء يتحدث بغيظ ..

شاريوس : يبدوا انكم مررتم حقا بالكثير .. لم تكن تلك الندوب تملئ جسدك منذ اخر مرة رآيتك فيها ..

من الذي تمكن من اصابتك بكل تلك الندوب ..

بدا كوجا مستمتعا بذلك فضحك .. ضحك بينما كان يقف بعيدا عنه ببضع خطوات .. تحدث إليه قائلا ..

كوجا : كانت أول مرة بحياتي اجبر فيها علي الانسحاب من قتال .. و كانت اول مرة بحياتي امر بذلك الاذلال ..

كانت تلك هي هدية تلك العاهرة " عذراء الجليد " من " أيزان " .. سأقتلك اليوم و سأقتل جميع من في " كيريان " عما قريب ..

سأقتل ذلك العجوز اللعين و سأقتل أبنته عما قريب ..

شاريوس : ان كان احدهم سيموت حقا .. فسيكون انت و شقيقك من سيموتان اليوم ..

سأقتل كليكما بيدي هذه و سأخذ رأسيكما معي الي .. و كذلك سأفعل مع قائدكما و كذلك " الطاغية " ..

ضحك الاخوان بشدة .. ضحكا بشدة فلم يستطع اي منهما التوقف عن الضحك ..

توقف شاريوس عن الحراك بينما هما استمرا بالضحك ..

بداء الاصغر بالحديث قائلا ..

روجا : انت تقتل " الطاغية " ..

لم يستطع ان يكمل جملته فلقد طغي صوت ضحكاته علي ما كان يقوله ..

بينما تحدث الاكبر إليه قائلا ..

كوجا : ناهيك عن قتلنا و قتل قائد جيش " سيريان " سيكون قتل الطاغية مستحيلا بالنسبة لك ..

التزم الصمت و بقي مكانه ساكنا .. بينما استمر كلاهما بالضحك لوقت ليس بطويل .. الي ان توقف كلاهما عن الضحك بالفعل ..

عاد كوجا لاستأناف قتاله مع شاريوس لكن هذا المرة بدا القتال مختلفا ..

شاريوس الذي كان يتلقي الهجمات و كان يكتفي بالدفاع هو من يقوم بالهجوم بينما كوجا بحالة دفاع تام ..

روجا يشاهد و كان يعلم ان اخيه من البداية لم يكن له فرصة للفوز ..

روجا : " كنت علي حق عندما ظننت ان أخي لن يكون له فرصة "

وضع يده خلف ظهره ليمسك بسهمه .. امسك بسهمه و وضعه علي قوسه ليتجهز للاطلاق ..

كان جنود "سيريان" علي حق عندما قالوا انهما لن يقاتلا بشرف ..

اخرج روجا سهمه واستعد للاطلاق .. بينما كان شاريوس يقاتل كوجا ..

يتقاتل الاثنين بالفعل و كوجا كان مستمتعا حقا بالقتال ..

كوجا : كنت علي حق .. انت قوي .. قوي جدا ... لكنني لن اموت .. و ليس لدية نية بالانسحاب ..

سأقتلك و سأقتل جميع من في كيريان .. سأقتلك و سأقتل تلك العاهرة .. من "أيزان"

تلك العاهرة التي كان أسمها " ريي.."

تغيرت ملامح وجه شاريوس ليندفع اليه بسرعة .. بعد ان سمع تلك الكلمات

حركة سيفه كانت سريعة .. سريعة جدا و بلكاد تمكن كوجا من رؤيته يحرك سيفه ..

و بلكاد تمكن من صد هجمته ..

ارتدت يد كوجا التي كانت تحمل السيف الي الاعلي و لم يعد قادرا علي الحاراك بسرعة ..

بينما شاريوس استغل تلك الفرصة ليحرك يده ليقطع ذراع كوجا التي كانت تحمل السيف ..

قطع شاريوس بافعل يد "كوجا" التي كانت تحمل السيف

و كوجا يبدوا عليه الخوف .. يبدوا عليه الخوف الشديد ..

بينما شاريوس يكاد ان يتكلم ..

اطلق روجا السهم بأتجاهه بسرعة و الجنود من كلا الطرفين يرون ما يجري ..

يبتسم جنود سيريان " حسم الامر اخيرا .. استغرق ذلك سبعة دقائق منهما .. "

و علي عكسهم تماما جنود " كيريان " يبدوا عليهم الخوف واضحا لما كانوا يرونه ..

كان شاريوس من البداية مدركا انهما لن يقتلا بعدل .. كان حذرا منهما و لقد كان علي حق ..

صد السهم القادم من اتجاه روجا بسيفه .. و بحركة سريعة حرك سيفه مشيرا الي عنق كوجا ليقطعها ..

ادرك كوجا الامر فما كان منه الا محاولة حماية عنقه ..

لكن فات الاوان بالفعل علي ذلك .. سيفه كان بعيدا عنه .. فما كان منه الا التضحية بذراعه الاخري ليحاول البقاء ..

بينما روجا كان يشاهد أخاه و هو يتم تقطيعه أمام عيناه .. سحب سهمين اخرين و قام بأطلاقها متتالية ..

لكن الاوان قد فات بالفعل علي أنقاذه لأخيه ..

قطع شاريوس يد كوجا الاخري .. و قطع عنقه فسقط علي الارض بلا حراك ..

وصلت الاسهم أليه و لكن متأخرة .. وكما المرة الماضية ..

كانت حركات يده سريعة .. سريعة جدا .. صد الاسهم بشكل مذهل ..

نظر شاريوس لـ"كوجا" ..

شاريوس : تلك المرأة لن تموت علي يدي أي منكما .. لا اليوم ولا غدا و اليم الذي سيليه ..

لن أسمح لها حتي بأن تفكر ف الامر ..

شاريوس : الان وقد سقط الاول و بقي الثاني ..

تغيرت انظاره الي الاخ الاصغر ليبداء بالتقدم اليه .. تقدم اليه خطوة و تلتها الاخري ..

خطوة تلو الاخري الي ان بداء يجري بسرعة اليه ..

بينما الاخ الاصغر بدا عليه الخوف ..

و بدون ان يدرك جسده يتحرك من تلقاء نفسه بداء "روجا" باطلاق سهامه واحدا تلو الاخر ..

ظل يطلقها جميعها بأتجاهه و لم يخطئ سهم من سهامه قط ..

لكن شاريوس كانت حركته اكثر سرعة .. فلقد قام بصدها جميعها ..

و بدون ان يلحظ الامر اطلق روجا جميع سهامه و لم يعد بحوزته شئ ..

روجا : " سحقا .. اطلقتها جميعا .. ؟! "

وصل شاريوس أليه بالفعل .. و عينه الفضية لا تري اي شئ اخر سواه امامها ..

حرك سيفه و كما هو الحال مع الاخ الاكبر حاول قطع رأسه ..

حرك سيفه مشيرا به الي عنقه .. فما كان من روجا الا ان يحرك كلاتا يديه ليحاول حماية عنقه ..

قطع شاريوس كلاتا يديه و جزء كبيرا من عنقه ..

سقط روجا ارضا اخيرا ..

بالكاد هو قادر علي الحراك .. يحاول التراجع للخلف بأتجاه جنوده ظنا منه بالامان معهم ..

لكن لا احد من جنوده قد تقدم لنجدته كما تمنا ..

ظل يقترب شاريوس منه الي ان قطع عنقه و كانت تلك هي نهاية الشقيقين بالفعل ..

جنود " كيريان " منبهرين بما كانوا يرونه .. و بينما جنود "سيريان" بدت الدهشة بادية علي وجههم ..

" قتلا .. ؟! "

" لقد قتل توأم الحرب "

هذا ما كانوا يرددونه فيما بينهم ..

و سرعان ما تحولت تعابير وجههم الي الضحك و الابتسام ..

جنود "كيريان" ينظرون أليهم ..

" يضحكون .. يضحكون علي الرغم من فقدانهم لقائديهما الان .. ؟! "

هذا ما قاله احد جنود كيريان بينما كان ينظر لهم ..

لم ينظر شاريوس لاي من جنود "سيريان" ..

التزم شاريوس الصمت و بداء يتحرك .. بأتجاه جثة الاخ الاصغر فقام بقطع رأسه ..

فألتفت ليعود ادراجه الي جثة الاخ الاكبر ليفعل بها المثل ..

و جنود " سيريان " ينظرون ..

" انه يتجاهلنا ..."

" انه يحاول السخرية مننا .. "

" أيظن انه بقتله لهما سنتراجع بعد ان أتينا الي هنا .. ؟!

انظروا جيدا لعددهم و انظروا جيدا لعددكم ..

انهم بالكاد خمسمئة جندي و نحن خمسون ألفا .. أقتلوه و أقتلوا جنوده ..

أقطعوا رؤسهم و أملئوا الارض بدمائهم .. و أجعلوا آلهة الحرب تفخر بكم "

بينما كان ظهره موجها لهم .. ألتفت إليهم و نظر بأتجاههم ..

ألتزم الصمت لبعض من الوقت بينما كان ينظر لهم و هم يتقدمون إليه ..

كل شئ يسير ببطئ بينما كانوا يتقدموت .. و عينه بدت وكانها تحترق بلون فضي ..

شاريوس : اذا اختار كل منكم ان يموت بالفعل .. لكم ما اردتم اذا ..

احترقوا مع هذه الارض الي ان تتحول اجسادكم و عظامكم لرماد ..

لتحترقوا جميعكم و انتم أحياء ..

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائة