12 - "ثرون" القائد العام لجيش سيريان


مرت ثلاثة ايام منذ ان غادر شاريوس و معه نصف ما طلبه من الجنود معه الي الجنوب ..

مرت ثلاثة ايام و لم تتغير العاصمة كثيرا علي ما كانت عليه قبل ماغدرة شاريوس قبل ثلاثة ايام ..

" صباح اليوم الثالث"

يستيقظ الملك بذعر ..

يستيقظ بهلع عندما تحدث احد حراسه الذين ايقظوه قائلا ..

" الاتجاه .. الاتجاه الذي توجهوا إليه ..

انها تحترق .. هناك حريق قادم من جهة الجنوب .."

"انه الاتجاه الذي ذهب إليه شاريوس و من معه من الجنود .."

بالكاد الملك قد تمكن من فهم تلك الكلمات .. يخرج من غرفته و يغادرها ليوجه نظره الي جهة الجنوب ..

ومن بعيد بدا الامر كأعمدة من الدخان كانت تتصاعد وبكثافة ..

ظنا منه ان تلك كانت علامة علي نهايتهم استجمع شجاعته و حاول الحديث لجنوده وحراس قصره قائلا ..

الملك : ابدائوا بتحصين الاسوار الخارجية للعاصمة .. وقوموا بمضاعفة عدد الحراس كذلك ..

و اعطوا الاوامر للمدنيين بالتجهيز للاخلاء بسرعة ..

يقف كلا من الوزير و قائد الجيش و كلا منهما بقرب الاخر ..

يقف كل منهما ليشاهد كلاهما ما شاهده الملك توا ..

يصل كلاهما و علامات الدهشة علي وجهيهما .. يلتزم قائد الجيش الصمت ..

بينما الوزير التزم الصمت ليفكر مليا بالامر ..

الوزير :ان سمحت لي يا سيدي .. سيكون من الافضل لنا الا نتسرع الان ..

سيكون من الافضل لنا الانتظار قليلا و ان نرى ما سيجري لاحقا ..

الملك : ما الذي تحاول ان تقوله .. ؟!

الوزير : ما يثير قلقي حاليا هي تلك النيران يا سيدي ..

جميعنا يعلم انهما لن يقوما بحرق الجنود بهذه الطريقة ..

وجميعنا يعلم انهما ذلك النوع من الناس ..

سيستمتعان بقتل و تقطيع الجثث كل منها علي حدي .. لا أحراقها ..


الملك : اذا ما هي اقتراحاتك ..

الوزير : اظن انه لن نخسر شيئا ان ان اتخذنا بعض الاحتياطات ..

سنقوم بمضاعفة عدد الحراس كما امرت .. و سنزيد من عدد التحصينات علي الاسوار الخارجية ايضا ..

ما سنفعله لاحقا هو الانتظار ... ان تأكد لنا ان ذلك الشاب هو من سيعود فسيكون ذلك جيدا ..

و ان كان العكس فيمكننا كسب بعض الوقت لاخلاء المدنيين خارج العاصمة ..

يفكر الملك مليا بما قاله الوزير و يبدوا انه قد اقتنع اخيرا بما قال ..

فلقد بدا له ان الوزير علي حق فيما قال ..

مرت ثلاثة ايام اخري منذ ذلك الحين و يكاد شاريوس ان يصل الي العاصمة اخيرا ..

اصبحت العاصمة علي مرمي من البصر ..

سرعان ما وصل خبر عودته هو و جنوده الي الملك بسرعة ..

فما كان منه الا و اعطاء الاوامر للجنود بأدخالهم للعاصمة بسرعة ..

ظل شاريوس يتقدم رفقة جنوده ببطئ الي العاصمة ..

ظل يتقدم رفقة جنوده الي العاصمة الي ان دخلها اخيرا ..

يسير و سط الشوارع التي كانت ممتلئة بالسكان ..

اينما نظر هو و جنوده رآى الكثير من الناس بأنتظارهم ..

الصمت يملئ المكان ..

لكن عند نقطة ما تحول صمتهم الي صيحات فرح كانت تعم الارجاء ..

شاريوس الذي بدا غير مهتم بما يجري حوله .. ظل يتقدم بصمت و نظره منصب نحوا الامام ..

ظل يتقدم بصمت الي ان وصل الي القصر اخيرا ..

وصل القصر و خلفه الجنود الذين غادروا رفقته من البداية ..

دخل القصر و انظار من فيه جميعها له .. و سرعان ما اعطى الامر لجنوده بالراحة

بينما هو لم يجد وقتا للراحة .. ترجل شاريوس من علي جواده و اخذ يبداء بالسير ..

بداء بالسير ليتوجه الي غرفة العرش لرؤية الملك فور عودته ..

يدخل احد الحراس القعة و كان بها الملك و قائد جيشه ووزيره ..

دخل القاعة و بصوت عالي بداء الحارس حديثه قائلا ..

" سيدي لقد عاد شاريوس توا .. انه الان يريد رؤيتك .. "

اوماء برأسه الي الحارس قائلا ..

الملك : أدخله حالا ..

دخل القاعة و كما كانت اول مرة ..

دخل القاعة و رأسه للاعلي يسير بصمت و بخطي هادئة ..

ظل يتقدم ببطئ الي الملك و بيده تلك الحقيبة القماشية ..

ظل يتقدم الي ان وصل إليه اخيرا ..

شاريوس : لقد عدت ..

عدت ومعي ما وعدتك به ..

ألقي شاريوس بالحقيبة التي كانت بيده و كان نظره إليه ..

شاريوس : كما وعدتك تماما احضرت إليك رأسيهما ..

يشير الملك الي الحارس بألتقات الحقيبة و أخذها ..

بينما بداء شاريوس بسحب السيف الذي كان بحوزته ببطئ ..

يسحب سيفه ببطئ و يمسكه من نصله ليشير بمقبض السيف الي الملك ..

يبتسم الملك بصمت .. فيبداء بالوقوف و التقدم إليه شيئا فشيئا ..

الي ان يمسك اخيرا بالسيف و يتمعن النظر إليه ..

الملك : لم يعد احدا حيا بعد ان غادر الي الحرب و بحوزته ذلك السيف ..

انت اول من حمل السيف وغادر للقتال وعاد حيا ..

يبتسم الملك له بعد ان أنهي حديثه إليه ..

بينما شاريوس رد علي كلماته قائلا ..

شاريوس : اذا كنت تتمنى موتي عندما أعطيتني أياه .. ؟!

ضحك الملك علي كلماته تلك بشدة ..

ضحك و بدا انه لم يستطع التوقف الا بعد مدة ..

الملك : لم يكن هذا ما كنت أقصده ..

علي أي حال ..

الان و بعد عودتك اطلب ما تريد ..

اطلب ما تريد و تأكد من انني سأحققه لك ..

كانت تلك هي الكلمات التي قلتها لك قبل ان تغادر أتذكر .. ؟!

بداء يتحدث بهدوء بعد ان نظر له ..

شاريوس : أذكر جيدا انني أخبرتك بأنني لن أطلب منك مالا ..

ولن اطلب منك شئ .. لكن ..

لكن ان كان ذلك ممكنا .. أريد طلبا واحدا لا ثاني له ..

الملك : و ما هو طلبك اذا .. ؟

شاريوس : أريد منك ان تعفوا عن "ماركو" ..

تتغير تعابير وجه الملك بعد ان ذكر شاريوس ذلك الاسم ..

الملك : و ما هي علاقتك بذلك الوغد .. ؟!

شاريوس : انه شخص انا أدين له بالكثير ..

الملك : أخبرتك انني سأفعل أي شئ تريد ..

ما تطلبه الان أمر مستحيل .. فذلك الرجل لم يعد حيا لأعفوا عنه ..

يتابع شاريوس الحديث إليه ..

"و في نفس الوقت"

ووسط صحراء قاحلة كانت تلك المدينة قائمة ..

وسط تلك المدينة التي بدت مزدهرة .. تحديدا بقصر العاصمة في "سيريان"

كان ذلك الشخص جالسا بينما جميع من حوله ينحنون إليه ..

بدا "ذلك الشخص" نقيضا لشاريوس ..

له شعر أسود قصير .. كان يبقي عينه اليمني مغلقة و ينظر لمن حوله باليسرى ..

عينه اليسرى ذات لون بني او ذات لون قريب منه ..

ينظر لجنوده بصمت الي ان بداء بالتحدث ..

ثرون : اذا .. هل قام ذلك الشخص بالرد علي رسالتنا إليه .. ؟!

تحدث أحد رجاله إليه بينما كان ينحني ورأسه الي الاسفل ..

" أجل يا سيدي .. لقد رد علي رسالة رسولنا إليه اخيرا و يبدوا انه قد وافق أخيرا "

ثرون : اذا كم عدد الجنود الذين سيكونون رفقة "عذراء الجليد" .. ؟!

" قال أنهم سيكونون قرابة السبعون ألفا ياسيدي "

ثرون : سبعون ألفا فقط ..

قد يفي ذلك العدد من الجنود بالغرض ..

ماذا عن التوأم .. ؟!

كان من المفترض بهما ان يقوما بأرسال رسالة إلي البارحة ..

" في الواقع يا سيدي .. وصلنا خبر مزعج من الجنود علي الحدود مع "كيريان" قبل قليل "

ثرون : و ما هو ..؟!

" ....... "

ثرون : تكلم ..

بدا ان الجندي كان خائفا بشدة عندما بداء بالتحدث ..

" لقد أبيد الجنود الذين قمنا بأرسالهم رفقة التوأم ولم ينجوا منهم ألا القليل يا سيدي "

ثرون : و ماذا عن التوأم .. ؟!

" لقـ ... قتلا ... يا سيدي "

ثرون : كم عدد الجنود الذين أرسلتهم "كيريان" اذا .. ؟!

بدا الجندي مترددا جدا و خائفا بشدة ..

جسده كان يرتجف عندما بداء بالتحدث إليه ..

" كـ..كـ.. كان رجل واحدا يا سيدي ..

كان رجل واحدا من اباد ذلك الجيش يا سيدي .. "

يبتسم بهدوء بعد ان تحدث الجندي إليه ..

رفع احدي قدميه ووضعها فوق الاخري و أمال برأسه ليقوم بأسنادها علي احدي يديه ..

ثرون : كم عدد الجنود الناجين الذين كانوا رفقة التوأم .. ؟!

" أ..أ.. أقل من الالف جندي بقليل .. "

ثرون : أعطي الامر للجنود علي الحدود بقتل الناجين ..

" لـ.. لكن يا سيد... "

لم يكد الجندي يكمل حديثه إليه ..

بدا " ثرون" غاضبا .. و بدا انه يكاد ان يفتح عينه اليمني لينظر إليه ..

كان الجندي يرتجف من الخوف ..

" .. أ.. أمرك يا سيدي .. "

ينظر لاحد جنوده الاخرين ..

ثرون : أعطي الامر لسبعين ألفا من الجنود بالاستعداد ..

اعطهم الامر للاستعداد لغزو قلعة "ريفال" الغربية ..

" أمرك يا سيدي "

يشير إلي جنوده للمغادرة .. و يغادر الجنود بصمت بينما ظل هو جالسا وحيدا ..

أحدي قدميه كانت ما تزال فوق الاخري .. و رأسه مسندة علي أحدي يديه كذلك ..

ثرون : رجل واحد أذا .. ؟!

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

2018/12/02 · 606 مشاهدة · 1425 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024