14 - "ماركو" الطبيب المحتال محب الحلوى (2)

مر الوقت منذ ان كنت رفقة ذلك الرجل و زوجته ..

مر الوقت و انا بقربهما .. عاملني كلاهما كما لو انني كنت جزء من عائلتهما ..

كان " ماركو " طبيبا .. كان واحدا من افضل اطباء العاصمة بكيريان ..

و كان هو اول من استطاع استخدام المانا للعلاج ..

عوضا عن استخدام المانا للقتال .. تمكن من ايجاد طرق بديلة لاستخدامها ..

و ما جعله من افضل الاطباء بالعاصمة بـ"كيريان"

كان استخدامه لكلا من المانا و الاعشاب بالعلاج

علمني ذلك الرجل كل ما أعرفه عن الطب حينها ..

لم يمضي وقت طويل علي بقائي معهما و بدأت بالفعل تعلم مهرات الطب عنهما ..

درست الطب بجد الي ان سمح لي اخيرا بالذهاب معه الي الاحياء الفقيرة لعلاج المرضي هناك ..

اعتاد الذهاب الي الاحياء الفقيرة لعلاج المرضي و بالاخص الاطفال المشردين بالاحياء الفقيرة ..

لم يكن يتقاضي مالا لقاء ذلك و لكنه كان يفعل ذلك كهواية ..

فلقاء علاجه للاطفال يقوم بأخذ الحلوي منهم ..

لم يمضي وقت حتي بداء الاطفال بمناداته بذلك اللقب

" ماركو المحتال محب الحلوي "

اصبح أسمه متداولا بسرعة بين الاطفال بالاحياء الفقيرة و كذلك بين سكان تلك الاحياء ..

" أن مرضت فسيأتي ليأخذ منك الحلوي .. "

" أياك و ان تمرض و الا سيأتي لسرقة الحلوي .. "

كان هذا ما كان يردده الاطفال فيما بينهم حينها ..

وهذا ما اعتادوا علي قوله عندما يروننا ..

و كانت رؤية الاطفال يتعافون امرا يثير الراحة بنفسهو كذلك بي ايضا ..

بدأت فكرة الانتقام تتلاشي من رأسي مع مرور الايام ببطئ حينها ..

كانت حياتي هادئة .. كانت حياة هادئة حقا حينها ..

مرت بضعة سنوات لاحقة و لقد اصبح اسم "ماركو" منتشرا بالعاصمة ..

لكن .. بأحد الايام جاء بعض الحراس لمنزله ..

فلقد قام الملك بدعوته الي القصر .. كانت أبنته الاميرة الوسطي مريضة جدا ..

عجز الاطباء الاخرون عن علاجها و كان " ماركو " اخر أمل له بنجاة ابنته ..

قبل ماركوا بطلبهم و ذهب الي القصر ..

رفض ان أذهب رفقته ورفض كذلك ذهاب زوجته رفقته ..

مر وقت طويل منذ ذهابه الي القصر ..

و لم تتغير حال الاميرة منذ ان ذهب الي القصر مطلاقا ..

و لكن بأحد الايام أنتشر ذلك الخبر ..

خبر موت الاميرة .. ماتت جراء مرضها أخيرا ..

ماتت الاميرة الوسطي ابنة الملك اخيرا بسبب مرضها ..

و رغم انها قد توفيت الا ان ماركو لم يعد للمنزل حينها ..

وسرعان ما انتشر خبر يقول انه كان سببا بموتها ..

مباشرة بعد موت أبنته أعطي الملك أمرا للجنود بأعتقاله وصدر لاحقا حكم بأعدامه ..

صدر لاحقا الحكم بأعدامه امام جميع من كانوا بالعاصمة ..

و لكن كان هناك رجل واحد رفض فكرة أعدامه و بشدة ..

كان ذلك هو الوزير .. كان هو الوحيد الذي حاول الدفاع عن "ماركو" حنها ..

و بحجة واحدة قد تمكن من تغيير قرار الملك ..

" أنه من أمهر أطباء العاصمة .. لا يزال بأمكاننا الاستفادة منه ..

عوضا عن قتله يمكننا ان نستفيد منه .. "

بطريقة ما تمكن الوزير من اقناع الملك بتغيير رأيه ..

و كان قرار الملك الاخير هو أرسال " ماركو " الي الخطوط الامامية لساحة القتال

و علاج الجنود هناك ..

بالنسبة لي و لزوجة ذلك الرجل الذي كنت و لازلت ادين له الي الان بالكثير ..

سماع تلك الاخبار عنه كانت مؤسفة جدا .. فذلك الرجل ما كان ليقوم بقتل مريض ..

كنت و لا زلت اثق ببرأته الي الان .. و لكن لم يصدقه احد حينها ..

صدر الحكم عليه حينها و أرسل بالفعل الي ساحة القتال مع " سيريان "

لم يمضي وقت علي أرساله الي هناك و لقد وصل خبر مزعج إلينا بالعاصمة ..

لم يمضي كثير من الوقت علي ذهابه الي هناك ..

و قد وصل أخيرا الخبر الذي ما كانت زوجته لتريد ان تسمعه ابدا ..

فلقد توفي زوجها .. توفي "ماركو" بعد ذهابه الي هناك ببضعة اسابيع فقط ..

و كان التوأم هما من قتلاه ..

لم يمضي وقت علي خبر موت زوجها .. لم تستطع تحمل خبر موته ..

خلال الاشهر اللاحقة توفيت بعد ان توفي زوجها ..

توفي كلاهما و عدت لاكون وحيدا مجددا ..

كانا التوأم هما من قاما بسلب حياة سكان قريتي ..

وهما من قاما بقتل " ماركو" بعدها ..

كما لو انهما كانا يستمتعان برؤيتي و انا اعاني ..

كنت حينها بالرابعة عشرة عندما فقدت كل شئ من جديد ..

بعد ان فقدت منزلي من جديد عدت الي حياتي التي كنت عليها قبل وقت ليس بطويل ..

شاريوس : ها انا ذا .. و هذا كل ما يمكنني ان اقدمه لك ايها العجوز ..

انا لازلت علي ما يرام الي الان و بصحة جيدة ..

حي بطريقة ما و لكنني لازلت وحيدا الي الان ..

ورغم انني قتلتهما اخيرا ..

رغم انني قتلتهما اخيرا و انتقمت لك و لسكان قريتي ..

الا انني لازلت وحيدا كما كنت .. و ذلك الشعور بالندم بداخل ..

ربما ..

ربما .. ربما كانت حياتك لتكون افضل لو ام ادخلها ..

ربما .. كنت لتعيش رفقة زوجتك لوقت اطول لو لم تقابلني ..

بدا شاريوس و كأنه يكاد ان يبكي حقا حينها .. و يده التي قد قام بجرحا قبل قليل ..

يقوم بضمها بقوة بينما يده ما تزال يقطر منها بعض من الدماء ..

شاريوس : لم استطع ان اقدم لك الكثير .. انا اسف ..

انا حقا اسف ..

بدا و كأنه يكاد ان يبكي حينها .. و لكنه لم يستطع ان يفعل ..

بقي هادئا و حاول كبح نفسه ..

بينما كان هناك اشخاص يقتربون منه و ببطئ ..

بينما هو يلتفت إليهم ببطئ ..

يلتفت للخلف ببطئ و بدا ان عينه اليمني تكاد ان تدمع ..

يلتفت الي الخلف لينظر لمن هم حوله ..

و لقد كان من يقفون خلفه كانوا سكان الاحياء الفقيرة التي اعتاد الطبيب علي الذهاب إليها ..

كان شاريوس يتذكر كل واحد منهم جيدا .. و لقد كان يتذكر أسماء كل منهم الي الان ..

فجميعهم اشخاص كانوا يدينون بالكثير الي ذلك الرجل الي الان ..

جميعهم كانوا مرضي قام ذلك الطبيب بعلاجهم فيما مضي ..

كبر الاطفال الذين قام الطبيب بعلاجهم الان ..

و كذلك الرجال و النساء ..

جميعهم .. كل منهم يقف بالقرب من شاريوس الان ..

و كل منهم يحمل بعضا من الازهار ليقدمها له ..

يقترب منه رجل كبير بالسن عندما توقف عن السير و بداء بالحديث ..

" لازلنا ندين له الي الان بالكثير .. جميعنا .. و لا احد مننا مستثني ..

رغم اننا لم نكن نملك مالا لنجازيه .. و لم يكن بيدنا اي حيلة لنحميه ..

كان هذا هو اقل ما كان يمكننا ان نقدمه إليه ..

بمرور اليوم يوكن قد مرت سبعة اعوام علي موته .. بكل عام كننا نجتمع و نقدم له

الزهور كتقدير لما فعله لنا .. كننا نأتي الي هنا كل عام ننتظر رؤيتك بفارغ الصبر ..

ففي النهاية انت كنت كطفل له ..

كان بالفعل يعتبرك كأبن له .. و أظن انه كان كذلك حتي أخر لحظاته ..

و أثق أنه حتي هذه اللحظة .. يعتبرك كذلك .. "

لم يستطع تحمل الامر ..

كانت تلك الكلمات كافية لجعله يبداء بالبكاء بينما كان ينظر لهم ..

شاريوس الذي اعتاد البقاء هادئا لم يعد بمقدوره تحمل ذلك بعد الان ..

عينه تدمع بشدة بينما كان ينظر لهم ..

مر أول يوم منذ ان غادر شاريوس القصر ..

و اشرقت شمس اليوم الثاني علي العاصمة بالفعل ..

خرجت الاميرة الصغرى من غرفتها لتتوجه الي غرفة والدها ..

لتتحدث إليه بشأن امر ما ..

دخلت القاعة و لم يكن بها سوي والدها و الوزير فقط حينها ..

عندما بدأت بالكلام إليهما ..

.

.

يتبع

ياريت الفصلين يكونو نالوا اعجابكم

2018/12/20 · 569 مشاهدة · 1229 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024