انتهي اول يوم منذ ان عاد شاريوس و من معه من الجنود الي العاصمة بـ"كيريان" ..

بالكاد قد بداء اليوم الثاني و انتهت الاميرة الصغري من الحديث ..

ملامح الدهشة واضحة علي الملك فيبداء بالحديث ..

الملك : هل أنتِ واثقة مما تقولين .. ؟!

إيلا : هذا ما حدث حقا حينها ..

يمكنك أن تتأكد منه .. فهو كان حاضرا حينها ..

يبدوا علي الملك علامات الغضب فقد خرج بفكرة واحدة ...

و يبدوا ان الوزير الذي كان رفقته قد خرج بنفس الفكرة ايضا حينها ..

سرعان ما يفقد هدوء أعصابه و يعطي الملك أمرا للحراس ..

يعطي الملك أمرا لجميع الحراس بأحضارهم لشاريوس إليه بالحال ..

لم يمضي وقت طويل علي أعطاء الملك للامر بأحضار شاريوس ..

وسرعان ما قد وصل خبر رغبة الملك بلقائه إياه الي مسامع شاريوس ..

يترك شاريوس الاحياء الفقيرة و يتوجه الي القصر أخيرا ..

يدخل القصر بهدوء ولكن هذه المرة بعد ان دخل القصر

بدا انه كان مصدر ترحيب من قبل الجنود الذين مكثوا فيه منذ عودتهم ..

يدخل القصر و يتوجه لرؤية الحاكم ..

يدخل القاعة و يتقدم ببطئ إليه الي ان يقف اخيرا ساكنا دون حراك ..

شاريوس : أخبروني أنك أردت الحديث معي عن شئ ما ..

هل أتخذت قراراك الان .. ؟!

من صوته يبدوا الملك غاضبا من امر ما ..

الملك : لدي ما اريد ان اخبرك به ..

ولكن اولا اريد ان اتأكد من أمر ما ...

شاريوس : و ما هو .. ؟!

الملك : أريدك ان تخبرني بما حدث قبل ثلاثة اعوام .. !

يبدوا شاريوس هادئ جدا بعد سماعه إياه ..

يدرك شاريوس ما كان يقصده الملك بتلك الكلمات ..

يلتزم الصمت لبضعة دقائق ثم يبداء بالكلام ..

شاريوس : و ماذا تريد ان تعرف .. ؟!

الملك : الحقيقة ..

شاريوس : يبدوا انك ادركتها بالفعل اخيرا ..

و لن يغير الامر شيئا ان سمعتها مني الان ..

ولكن سأخبرك بما حدث ذلك اليوم علي أي حال ..

يبداء شاريوس الحديث قائلا ..

شاريوس : بعد موت "ماركو" لم يعد لدي مكان لاعود إليه بعاصمة كيريان ..

قضيت تلك السنين منذ ان توفي وحيدا ..

أتجول من مكان لمكان دون هدف او وجهة محددة .. الي أن رآيتها صدفة ..

من بعيد .. و بينما كانت تسير ..

كانت تتجول بشوارع العاصمة كما لو انها تستكشف المكان ..

من طريقة سيرها و ألتفاتها حولها بدا كأنها أول مرة تتجول بالمكان ..

أو يمكنكم القول انها كانت تائهة حينها ..

كانت تتجول و تغطي جسدها و رأسها برداء داكن اللون ...

كما لو انها لم ترد ان يرى أحدهم وجهها ..

رآيت جزء من وجهها عندما مرت من جانبي حينها ..

كدت ان أتجاهل الامر تمام .. و لكن شئ أخر أثر أهتمامي حينها ..

رؤيتي لها لم يثر أهتمامي حينها .. و لكن أثر شئ أخر أهتمامي حينها ..

فلقد كان هناك عدد من الجنود يسيرون خلفها ..

ربما من حماستها لم تلاحظ الامر الا متأخرا .. او ربما كانت قد لاحظت بالفعل ..

ولكنها أستمرت بالسير بأرجاء العاصمة ..

أثار الامر فضولي بشدة ..

فليس من الطبيعي ان يسير الجنود خلف احدهم بتلك الطريقة ..

لو كانت شخصا مشبوها للأقي الجنود القبض عليها منذ وقت طويل ..

و لو كانت شخصا مهما لكانوا يسيرون بجانبها من البداية ..

و لكنهم لم يفعلوا اي من هذا مطلقا ..

استمروا بالسير خلفها و استمروا بملاحقتها حتي النهاية ..

أظنها قد أدركت أخيرا انهم كانوا يحاولون التربص بها و لكن كان ذلك متأخرا ..

حاولت التخلص منهم و لكن عدم قدرتها علي معرفة العاصمة كان خطاء فادحا منها ..

أتجهت دون ان تدرك ذلك الي الاحياء الفقيرة و هناك انتهي بها المطاف بطريق مسدود ..

رآيت كل شئ حينها ..

رفعت الرداء عن رأسها و بدأت تحاول الحديث للجنود ..

رفعت الرداء عن رآسها و ادركت أخيرا من كانت تلك الفتاة التي رآيتها سابقا ..

أدركت أنها كانت الاميرة الصغرى و الابنة الوحيدة المتبقية للحاكم فور رؤيتها ..

ولكن رغم ذلك .. لم يتراجع الجنود فور رؤيتهم لها ..

سحب الجنود أسلحتهم و حاول كل منهم الاقتراب إليها ..

كان أولائك الجنود يعلمون سلفا من هي ..

لم يكن لدي خيارات أخرى سوي التدخل ..

أنتهي بي المطاف أحاول مساعدتها رغم انني لم أرد فعل ذلك حقا حينها ..

أصبحت تقف هي خلفي تماما بينما الجنود يقفون أمام نظري ..

" من أنت أيها الوغد .. ؟! "

شاريوس : ذلك السؤال يجب أن أوجهه لكم .. فتلك الفتاة التي تقف خلفي أميرة لـ"كيريان" ...

جميعكم ترتدون زي الجنود و لكن رغم ذلك تشهرون سيوفكم أمامها .. ؟!

دعني أطرح السؤال لكم هذه المرة .. من أنتم .. ؟!

" سحقا .. "

تقدم ذلك الجندي بسرعة و رفع سيفه ليحاول قتلي به حينها ..

الاميرة كانت خلفي تماما لم يكن لدي خيار أخر سوي القتال حينها ..

أخرجت سكينا كانت بحوزتي و أمسكتها ..

أردت أن ينتهي الامر دون قتل أحدهم و لكنه لم يتراجع حينها ..

مرارا و تكرارا أستمر بتوجيه الهجمات بسيفه نحوي ..

لم يكن لدي خيار اخر سوي قتله ..

قطت عنقه بالسكين التي كانت لدي حينها ..

و سرعان ما غطت دمائه المكان و ملئت جسدي كذلك ..

لم تستطع الاميرة تحمل الامر فسقطت أرضا حينها ..

بدت و كأنها ستفقد الوعي بأي لحظة بعد رؤيتها لتلك الدماء ..

و رغم موت أحد رفاقهم الا ان أولائك الجنود لم يتراجعوا ..

تقدموا جميعهم دفعة واحدة ..

كان من الصعب قتالهم دفعة واحدة بسكين صغير ..

لم يكن لدي خيار اخر سوي أمساك السيف الذي كان بحوزة الجندي الذي سقط مسبقا

و قتالهم به .. ولم يدم القتال وقتا طويلا ..

قتلت الجنود الذين كانوا يسعون ورأها حينها ..

و لم يبقي أي منهم كذلك حينها ..

حاولت الالتفات إليها أردت ان أقترب منها ..

أردت فقط الاطمئنان عليها و لكن صوت صراخ أحداهن منعني من ذلك ..

صرخت أحداهن لتحاول ان تنادي الجنود بسرعة ..

أردت الهرب و هذا ما حدث .. فأن جاء الجنود سأكون انا المتهم حينها ..

الاميرة كانت فاقدة للوعي و اشخاص يرتدون زي الجنود هم من لقوا حتفهم حينها ..

كل الادلة كانت تشير الي انني المذنب ولا احد أخر ..

هربت و سرعان ما بداء الجنود بملاحقتي ..

و أستمرت ملاحقتهم لي وقتا .. و لكن رغم ذلك .. كان الهروب بلا فائدة ..

فلقد رآى الجنود وجهي علي أي حال ..

شاريوس : لم يمضي وقت طويل حتي وضعت أنت مكافئة علي قتلي ..

يبدوا الملك غاضبا اكثر و لكن يبدوا ان ما كان يثير غضبه شئ أخر غير ذاك ..

.الملك : هل يمكنك ان تنتظر حتي يوم الغد .. ؟!

شاريوس : لم .. ؟!

الملك : سأخبرك بما سأقرره غدا ..

يحاول شاريوس المغادرة ولكن سرعان ما يناديه الملك ليقول له شئ أخير ..

الملك : لست مضطرا لتغادر القصر من جديد .. يمكنك البقاء ..

أيضا اعطيت أمرا للخدم بتجهيز غرفة لك لتبقي بها ..

شاريوس : حسنا .

يغادر شاريوس القاعة و الملك مشغول بما حدثه عنه شاريوس قبل لحظات ..

و يبداء الملك بمحادثة الوزير قائلا ..

الملك : هل تفكر بما أفكر به الان ..

الوزير : لم يتغير ما قاله عن ما حدثتنا عنه الاميرة سابقا ..

ولكن ان كان ذلك صحيحا .. فذلك يعني انه ..

الملك : يوجد خائن بالقصر ..

الوزير : كان يعلم متي ستغادر الاميرة ذلك اليوم .. حتي انه كان يعلم ما الذي كانت سترتديه ..

كان يعلم الي أين ستذهب و متي قد تعود ..

أراد ان يبدوا الامر كحادث سرقة بالاحياء الفقيرة ..

و لكنه اتخذ احطياطاته و جعل الرجال يبدون كل الجنود ..

الملك : ....

يغادر شاريوس القاعة ليتوجه الي حديقة القصر ..

يغادر القاعة و يسير بأرجاء القصر بصمت الي ان يصل اخيرا الي الحديقة ..

بدا و كأنه مرهق بشدة فمنذ عودته الي العاصمة لم ينل قسطا كافيا من الراحة

و لم ينم جيدا منذ عودته كذلك ..

يقترب من احدي الاشجار التي كانت بالحديقة .. و يجلس اسفلها تماما ..

يقوم بثني قدماه و يقوم بضم كلاتا يداه و يميل برأسه ليحاول ان ينام ..

منذ لحظة عودته الي العاصمة كان محط انظار الخدم و جنود القصر ..

و لكن هذه المرة اصبح اهتمامهم به اكثر مما كان عليه خلال أيام ..

فلم تمضي دقائق علي نومه و اذا بتلك الفتاة تقترب لتقف أمامه ..

شعرها ذا لون ذهبي لامع كلون الشمس في السماء لحظة اشراقها تماما ..

وعيناها بنيتان كلون عينا والدها كذلك ..

كانت جميلة .. كانت فائقة الجمال كشقيقتاها تماما ..

تقترب إليه و كانت تبتسم له .. و عيناها لا تنظران الا إليه ولا احد غيره ..

تقترب منه ببطئ و تجلس بقربه أسفل تلك الشجرة ..

تميل بدورها رأسها علي كتفه و سرعان ما تغط هي بالنوم ايضا بجانبه ..

كان الجميع يعلم من كانت هي ..

كانت تلك هي الاميرة الصغري لحاكم "كيريان"

سرعان ما تنتشر الاحاديث بالقصر ..

بمكان بعيد .. بعيد جدا عن عاصمة "كيريان"

حدث ذلك قبل لحظات فقط من الان ..

الرياح باردة و كل الاراضي حول تلك العاصمة متجمدة ..

و داخل القصر الملكي لعاصمة " أيزان "

كانت امرأة ذات شعر أبيض و عينان زرقاوتان و بشرة بيضاء شاحبة ..

ترتدي درعا خفيفا يغطي اجزاء بسيطة من جسدها ..

تمسك بسيفها بأحدي يديها .. و تقف وسط عدد كبير من الجنود ..

و كانت تعطي الاوامر لهم .. فلقد أعطي الكاهن اخيرا الامر للاستعداد لبداء القتال ..

رييا : بالكاد لدينا وقت كافي ..

عليكم بالاسراع .

و بصوت واحد يرد عدد من الجنود لها بثقة ..

" أمركِ سيدتي "

.

.

يتبع

2019/01/09 · 587 مشاهدة · 1536 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024