مر يومان منذ عودة شاريوس للعاصمة ..

و تكاد ان تشرق الشمس اليوم الثالث ..

يستيقظ شاريوس الذي أختار البقاء بالحديقة و قضاء ليلته أسفل أحدي الاشجار

يستيقظ ببطئ و يفتح عينه لينظر حوله ..

ويبدوا أن هناك خطب ما

فجميع من بالقصر يبدون بحالة هلع ..

فور أستيقاظه مباشرة ..

سرعان ما يقترب منه احد الحراس و يبدوا عليه القلق ..

يقترب منه الحارس الذي بدا عليه الاضطربا ..

" الملك يريد رؤيتك فورا "

بالكاد شاريوس قد افاق من نومه للتو و لم يفهم ما كان يجري ..

لزمه الامر وقتا حتي يستعيد كامل وعيه و يبداء بالتوجه الي القاعة ..

يدخل شاريوس القاعة ليجد بها الوزير و قائد الجيش و كذلك الملك

بالاضافة الي عدد كبير من الجنود بأنتظاره ..

كان شاريوس أخر الواصلين و مع دخوله بداء الملك الحديث ..

الملك : اعتذر علي أحضارك علي عجلة و لكن الموقف لا يمكن ان يتم تأجيله ..

وصلتنا أخبار قبل بضعة دقائق فقط و أردت أن تكون حاضرا لتسمعها ..

يلتزم شاريوس الصمت ..

بينما يشير الملك الي احد جنوده الذين كانوا بالقاعة ..

فيبداء الجندي حديثه قائلا ..

" وصلتنا رسالة قبل بضعة دقائق فقط من حصن "رايفال"

و يطلبون فيها الدعم ..

قبل بضعة ساعات من الان ... قام جيش كبير من "سيريان" بمحاصرة الحصن ..

عدد الجنود الذين يحاصرون الحصن الان .. يقارب عددهم السبعون ألفا ..

وبات الامر مسئلة وقت فقط حتي يسقط الحصن .. "

الملك : كم لدينا من الجنود هناك .. ؟!

يتحدث هذه المرة قائد الجيش بنفسه قائلا ..

قائد الجيش : لدينا ما يقارب الثلاثة ألاف جندي هناك يا سيدي ..

الملك : ثلاثة ألاف جندي فقط ...

بدا الملك منزعجا بشدة بعد سماعه لذلك العدد من قائد جيشه ..

بينما حاول قائد الجيش متابعة الحديث قائلا ..

قائد الجيش : لم نكن نظن انهم سيحاولون أسقاط ذلك الحصن ..

لذلك لم نضع عدد كبير من الجنود به ..

طبيعة المكان تجعل العبور منه شبه مستحيل ..

حتي و ان كان عدد الجنود الذين يحاصرون الحصن هناك سبعون ألفا او حتي كانوا اكثر ..

سيستغرق عبورهم منه وقتا طويلا ..

فتلك المنطقة عبارة عن مناطق جبلية وعرة ووديان ضيقة ..

أن كان هناك دعم سيكون لدينا فرصة لارساله ..

و لكن سيكون علينا الاسراع قبل فوات الاوان ..

لم تكن قد أشرقت الشمس حينها .. و لم يمضي وقت علي بداء الاجتماع ..

واذا بجندي أخر يدخل القاعة و يقاطع الاجتماع قائلا ..

" أعتذر بشدة يا سيدي علي المقاطعة و لكن لدينا أخبار و نريد منك سماعها .. "

الملك : تحدث ..

" جائتنا تلك الاخبار من أيزان للتو .. أنها معلومات مؤكدة ..

أعطي "ثرون" أمرا لعدد كبير من جنوده للاستعداد للحرب ..

يبدوا أنه ينوي غزو "أيزان" أيضا .. "

يتابع الجندي حديثه للملك و كذلك الذين كانوا متواجدين بالقاعة حينها ..

" في المقابل أعطي "الكاهن" الامر لـ"عذراء الجليد" بقيادة جيش لأيقاف الغزو ..

خلال بضعة أيام فقط من الان .. ربما خلال نصف شهر او اقل ..

ستكون منطقة الحدود بين كلا المملكتين ساحة للقتال .. "

يبدوا الملك متضايقا بشدة ... أكثر أنزعاجا مما كان عليه سابقا ..

بينما بداء وزيره الحديث قائلا ..

الوزير : منذ ان انضمت تلك الـ"مرأة" للجيش بـ"أيزان"

لم يعد الكاهن يستجيب لمطالب "الطاغية" .. أصبح متمردا عليه ..

توقعت ان الامر سيكون مسئلة وقت حتي ينقلب عليه خلال وقت ليس ببعيد

ولكن لأكون صادقا .. لم أتوقع أن يجري الامر بهذه السرعة ..

الملك : هل لديك المعلومات عن عدد الجنود من كلا الطرفان .. ؟

" للاسف .. لا يا سيدي ليس لدينا أرقام مؤكدة .. "

يبدوا الملك مستاء بشدة فيشير لرجاله و جنوده بالانصراف ..

سرعان ما يغادر الجنود و الحراس و كذلك الخدم الذين تواجدوا بالقاعة ..

ويبقي بالقاعة رفقة الملك فقط ثلاثة أشخاص .. كان قد أشار الملك لهم بالانتظار ..

شاريوس .. و الوزير .. واخيرا قائد الجيش ..

مع خروج الجميع يبداء الوزير الحديث الي الملك قائلا ..

الوزير : أن سمحت لي يا سيدي ..

لدي ما أقوله لك ..

الملك : ...

الوزير : اعلم ما تحاول أن تفكر فيه يا سيدي .. لكن ...

الامر مستحيل يا سيدي ..

لا يمكننا بداء اقتال علي ساحتي قتال منفصلتين ..

لا الوقت ولا حتي عدد الجنود سيسمح لنا بذلك ..

الملك : ما الذي تحاول قوله ..

يقاطع قائد الجيش الوزير و يتقدم بخطوة نحو الامام ويتحدث نيابة عنه قائلا ..

قائد الجيش : ما يحاول الوزير قوله يا سيدي ..

حتي و أن كان لدينا عدد كافِ من الجنود للقتال علي أكثر من جبهة قتال ..

لن يكون لدينا وقت كافي لتجهيز الجنود ..

فتجهيز عدد كبير من الجنود سيستغرق وقتا ..

و خير مثال علي ما كان يقول هو "شاريوس و الالف جندي" ..

استغرق تجهيز ألف جندي فقط ما يقارب الاثنتي عشرة ساعة تقريبا ..

ناهيك عن أرسال عدد كبير من الجنود للقتال بحصن "ريفال" ..

أيضا ... لا يمكننا ضمان عودة الجنود الذين سنرسلهم لمساندة "أيزان" احياء ام لا ..

فأنا أعلم و أظن أنك تعلم جيدا من يكون "ثرون" ..

الجندي ذكر ذلك سابقا .. قال أنه سيقود الجيش بنفسه هذه المرة ..

منذ ان اصبح ذلك الرجل قائدا للجيش بـ"سيريان" لم ينسحب من معركة قط ..

و لم يخسر أيضا معركة قط ..

بأستثناء شخصيته الملتوية و طريقة نظرته لجنوده و لمن هم حوله ..

لديه موهبة بقيادة الجيش و التأثير علي الجنود بساحة الحرب ..

لا يمكننا ضمان عودة الجنود الذين سنرسلهم لساحة القتال تلك أحياء ..

يدرك الملك جيدا ثقل تلك الكلمات ويدرك أنها كانت حقيقة يصعب عليه تقبلها ..

ومع شعوره الشديد بالعجز يبداء الملك بالحديث ..

الملك : لم أطلب الكثير .. منذ أن توفيت ..

منذ ان توفيت أبنتي .. كل ما تمنيته فقط هو رؤية طفلها ..

شاريوس : لذلك لدي أقتراح ..

بعد أن قاطع شاريوس حديثهم .. أصبحت أنظار ثلاثتهم إليه ..

بينما تابع هو الحديث بثقة


شاريوس : قبل أن أخبركم بما لدي ..

كم لديكم من الجنود في العاصمة الان ..

الوزير : خلال الستة أيام التي قضيتها خارج العاصمة ..

بالاضافة الي اليومان .. أقصد الثلاثة ايام التي قضيتها بالعاصمة ..

أستطعنا جمع عدد لا بأس به من الجنود .. تقريبا أكثر من خمسون ألف منهم ..

ولكن حتي مع هذا العدد من الجنود ..

لا أظن انه سيكون كافيا لارسالهم للقتال ... ففي النهاية نحن نتحدث عن "ثرون"

شاريوس : ولذلك سأقدم لكم ما لدي من أقتراح ..

أنوي التوجه الي حصن "ريفال"

وخلال الوقت الذي سيلزمه مني الامر من وقت للذهاب ..

أريد أن يتم تجهيز نصف ما لديكم من الجنود ..

أريدهم أن يتقدموا نحو الحدود المشتركة لكلا من "سيريان" و "أيزان"

ما أن أنتهي من "ريفال" سأذهب بأتجاه الشرق ..

سألتقي بالجنود خلال وقت تقدمهم الي هناك ..

يفكر الوزير مرارا و تكرارا بالامر و كذلك قائد الجيش ..

بينما الملك يبدوا متحفظا لسبب ما ..

الملك : حتي و أن كان الامر كذلك ..

الوزير : سيدي .. أنه خيارنا الوحيد الان ..

معه حق فأن أرسلناه هو لايقاف جيش سيريان عند حصن "ريفال"

يمكننا كسب الوقت لارسال الجنود الذين طلبهم نحو "أيزان"

الملك : ولكن ..

قائد الجيش : تجهيز خمسة و عشرون ألف من الجنود

سيستغرق تقريبا ستة أيام ..

أنه نفس الوقت الذي سيحتاجه شاريوس للذهاب الي قلعة "ريفال"

و أن سار كل شئ علي ما يرام .. مع وصول الجنود الذين سنرسلهم الي "أيزان"

سيكون شاريوس قد ألتقي بهم هناك قبل بداية القتال ببضعة ساعات ..

لقد بدا أن كلا من الوزير و قائد الجيش موافقان علي ما قد أقترحه شاريوس ..

بدا أنه لم يكن لديه أي خيارات أخرى سوي القبول برأيهما أيضا ..

سرعان ما أعطي الملك الامر له و كذلك الجنود بالاستعداد ..

الملك : أعطي الامر للجنود الذين طلبهم شاريوس للاستعداد ..

و ليتوجه شاريوس الي حصن "ريفال" الان ..

الوزير : أمرك يا سيدي و لكن أن سمحت لي ..

أريد أرسال أثنين من الجنود فقط رفقته ..

تحسبا ان حدث مكروه ..

يغير من أتجاه نظره الي شاريوس ..

بدا أنه لا يزال غير قادر علي ان يثق به الي الان ..

الوزير : لن يكون هناك ضرر من ذلك بالنسبة لك أليس كذلك .. ؟!

شاريوس : ما دام كلاهما لا يبطئان من تقدمي لا بأس بذهابهما معي ..

أنتهي الاجتماع و أعطي الملك الاشارة لكلا من قائد الجيش و الوزير بالخروج

الا شاريوس من بقي مع الملك كما المرة السابقة ..

يشير الملك له بالاقتراب ليمسك بالسيف الذي أعطاه أياه أول مرة ..

يشير له بالاقتراب ليمسكه .. ولقد حصل عليه شاريوس بالفعل ..

الملك : فلتعد إلي حيا ..

شاريوس : لن أموت .. و ليس لدي نية بذلك ..

أخبرتك بذلك سابقا و سأكرر تلك الكلمات ثانية ..

أشرقت الشمس أخيرا و ما هي الا لحظات حتي أنطلق شاريوس

و معه أثنين من الجنود رفقته بأتجاه الجنوب نحو حصن "ريفال" ..

فور مغادرة شارويس و من معه من الجنود من أبواب القصر ..

امرأة واحدة كانت قد أوقفتهم .. كانت تبكي و تصرخ بشدة ..

كادت أن تنهار من شدة حزنها ..

" أتوسل أليك .. أنقذ حياة أبني .. أنه كل ما قد بقي لي .. "

بالبداية حاول أن يبعد نظره عنها .. و لكن سرعان ما عاد لينظر إليها ..

شاريوس : أعدكِ أنني سأفعل ..

غادر شاريوس العاصمة بسرعة ليتوجه الي الجنوب و معه أثنين من الجنود ..

غادر العاصمة و لديه مهلة أقصاها ستة أيام ليصل الي "ريفال" ..

.

.

.

يتبع

2019/01/18 · 558 مشاهدة · 1527 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024