17 - وصول متأخر و مشاعر مختلطة


غادر شاريوس العاصمة بسرعة بعد ان اعطي الملك له امرا بالذهاب الي ريفال

ولكن قبل مغادرته طلب الوزير ان يذهب رفقته اثنين من الجنود

الملك : لم طلبت ان يرافقه أثنين من الجنود .. ؟!

الوزير : لاكون صادقا .. حتي و ان كان يقول الحقيقة ..

حتي و أن كان قد أنقذ حياة الاميرة ..

لا يمكنني الثقة به ببساطة ..

أرسلت الجنديان معه لسببين فقط ..

لم أكذب عندما قلت تحسبا ان حدث مكروه ..

كان ذلك السبب الاول لارسالهما

بينما السبب الثاني .. أرسلتهما ليراقباه عن كثب .. اريد فقط أن اعلم ..

أريد ان اعلم ما الذي ينوي عليه ذلك الفتي ..

الملك : ما الذي تحاول الوصول إليه .. ؟!

يلتزم الوزير الصمت يلتزم الوزير الصمت لبعض الوقت ..

وتبدوا ملامح القلق واضحة عليه ..

الوزير : أريد فقط ان أتأكد ما أن كان شخصا يمكننا الوثوق به حقا ام لا ..

الملك : أفعل ما تراه مناسبا و لكن تأكد من أنني بالفعل أثق به .

غادر شاريوس العاصمة و توجه جنوبا الي ريفال و معه جنديان فقط ..

مرت ستة أيام بالفعل منذ أن غادروا و يكادون يصلون اخيرا الي هناك ..

و بينما كانوا يتقدمون ناحية الجنوب يبدوا شاريوس منزعجا ..

منزعجا بشدة من امر ما.. فيرفع يده مشيرا للجنديان بالتوقف

توقف شاريوس و الجنديان عن التقدم و بيدو كلا الجنديان بحيرة من أمرهما ..

ينظر كل منهما الي الاخر بصمت .. فيتحدث أحدهما أولا ..

" هل هناك خطب ما يا سيدي "

" نكاد أن نصل الي هناك يا سيدي بقي القليل فقط ..

لم أمرتنا بالتوقف الان .. ؟! "

رغم عدم تحدثه إليهما ورغم ألتزامه للصمت بينما كان رفقتهما ..

يلتفت لهما بصمت .. و بدت تعابير وجهه واضحة جدا لهما..

كانت تعابير وجهه و صمته ذاك كان كافيا ليوصل للجنديان أجابته إليهما ..

و سرعان ما يحاول الحديث الي أحدهما ..

شاريوس : هناك قرية ليست ببعيدة عن هنا .. أليس كذلك .. ؟!

" أه .. أه هناك قرية ليس ببعيدة عن هنا .. مررنا بقربها سابقا .. "

شاريوس : أذهبا إليها ..

أذهبا الي تلك القرية و أحضرا معكما ما تستطيعان أحضاره من الرجال هناك ..

في البداية لم يفهم أي من الجنديان سبب أنزعاجه او سبب طلبه ذاك ..

ولكن .. سرعان ما يدركان أخيرا ما كان يحدث ..

الارض تهتز ببطئ من تحت أقدامهم .. و من بعيد ..

و من بعيد ناحية الجنوب بأتجاه الحصن الذي كان من المفترض بهم الذهاب إليه ..

كان عدد كبير جدا من الجنود بدائوا بالتجمع ..

كان من الواضح لكلا الجنديان ان حصن ريفال قد سقط أخيرا ..

و ان ذاك الجيش الذي كان يقف أمامهم و يجتمع بعد نزوله من تلك الجبال كان جيش "سيريان"

الذي كان يحاصر الحصن قبل أيام ..

كلا الجنديان يبدوان بحالة قلق شديد ..

يلتفت لهما مرة أخيرة ليكرر كلماته تلك لهما ..

شاريوس : .. ليذهب كلاكما بسرعة و أحضروا ما تستطيعان أحضاره من الرجال ..

ولتذهبوا بهم الي قلعة ريفال ..

جيش "سيريان" قد نزل أخيرا و أجتمعوا أسفل سلسلة الجبال الجنوبية لحصن ريفال ..

و ما أن أجتمعوا بدائوا بالزحف ببطئ بأتجاه العاصمة ...

و كان أول ما رآه الجيش أمامه كان شاريوس و الجنديان ..

يتراجع كلا الجنديان ببطئ الي الوراء وملامح الخوف بدت علي وجههم ..

يتراجعان ببطئ الي الوراء بعد رؤيتهما لذلك العدد الكبير من الجنود يتحرك بأتجاههما ..

كلاهما بداء بالتراجع أخيرا .. لكن شاريوس كان الوحيد الذي اختار البقاء ..

بينما جنود سيريان يزحفون بأتجاه شاريوس بسرعة ..

ينزل شاريوس ببطئ من علي ظهر حصانه و يبداء بالتقدم ..

كل شئ كان يسير ببطئ .. ببطئ شديد ..

السماء تظلم .. كانت السماء تظلم ببطئ و يتغير لونها ..

الشمس كان قد تغير لونها لتكون ذات لون أسود قاتم ..

ذات لون أسود .. و أشد ظلمة من سماء الليل نفسها

و لم يقتصر ذلك المشهد فقط بسلسلة الجبال الجنوبية ..

كان يمكن رؤية ذلك المشهد بوضوح من العاصمة بـ"كيريان" ...

و بكلا من عاصمة "أيزان" و كذلك "سيريان" كان ذلك حدثا لم يسبق لهم جميعا رؤيته سابقا ..

توقف جنود سيريان عن الحراك و أنظارهم كانت نحوا السماء ..

بينما تابع شاريوس التقدم ببطئ نحوهم ..

تعود أخيرا السماء ببطئ للونها الطبيعي .. فلم يدم ذاك الحدث لوقت طويل ..

جنود "سيريان" كانت أنظارهم للسماء حينها .. و كذلك كلا الجنديان ..

ولكن رغم ما حدث سابقا .. لم يتوقف شاريوس عن التقدم ..

تعود انظار جنود "سيريان" الي الشمال ..

أتجاه العاصمة و الاتجاه الذي كان يتقدم منه شاريوس حينها ..

سرعان ما عادوا ليكملوا تقدمهم كما لو ان شيئا لم يحدث سابقا ..

كل شئ يمر ببطئ شديد جنود "سريان" يتقدمون ..

و شاريوس لا يفصله عنهم سوي بضعة مأت من الامتار ..

شاريوس : " دائرة الجحيم الثالثة "

بالنسبة لجنود "سيريان" الذين أختاروا التقدم الي الامام حينها ..

كان قد فات الاوان بالنسبة لهم علي التراجع و الانسحاب

شاريوس : " مطر من الدماء المحترقة و النار "


توقف جنود "سيريان" عن التقدم و صيحات صراخهم كانت قد ملئت المكان ..

توقف كذلك الجنديان لينظر كلاهما الي ما كان يحدث خلفهم ..

كان صوت صرخات الجنود خلفهما هو ما جعلهما يتوقفان ..

بدا الامر كتساقط شرارات صغيرة من النار و الدماء كانت تتساقط من السماء ..

كانت تتساقط علي الجنود الذين كانوا يتقدمون قبل لحظات أسفل تلك الجبال ..

الجنود يصرخون بشدة و ليس لديهم مكان ليلجأوا إليه ..

ليس لديهم مكان ليحتموا به من تلك النيران ...

أجساد الجنود كانت تحترق و وجلودهم بدت و كأنها كانت تذوب ..

بينما الجنديان يقفان ينظران الي الخلف بصمت ..

ينظران الي ما كان يجري أمامهما بصمت و بخوف شديد ..

ينظران الي بقايا ذاك الجيش الذي أثار بهما الخوف قبل لحظات ..

كلاهما يقفان و ينظران إليهم بصمت ..

أستغرق الامر فقط بضعة دقائق حتي أنتهي الامر ..

و علي عكس ما أستخدمه شاريوس سابقا عندما كان يقاتل التوأم ..

لم يكن هناك أي ناجين هذه المرة ..

بداء بالتقدم ببطئ وسط جثث الجنود و أشلائهم التي كانت ما تزال تحترق ..

يتقدم بينهم ببطئ و يعبر من خلالهم ليكمل السير الي القلعة ..

القلعة التي كان من المفترض به الوصول إليها سابقا ..

بينما يشير احد الجنديان الي الاخر بمتابعة السير ..

كما أخبرهما شاريوس سابقا ..

يصل شاريوس أخيرا الي الحصن بعد ان استمر بالتقدم لوقت طويل ..

يصل ليدرك أخيرا ما حدث للحصن سابقا .. وكذلك بالجنود الذين كانوا فيه ..

جثث الجنود الذين كانوا بالحصن كانت تملئ المكان ..

أجسادهم كانت مقطعة بشدة و دمائهم كذلك كانت قد ملئت المكان ..

وتكاد دماء الجنود أن تجف ..

يستمر شاريوس بالتجول بأرجاء المكان ..

يتجول بأرجاء المكان ..

و صور القتال الذي حدث سابقا بالمكان ..

و ما أصاب الجنود أيضا كان يدور بذهنه حينها

يتكرر الامر مرارا و تكرارا مع رؤيته لكل جثة علي حدي ..

بينما كان يتجول محاولا العثور علي ناجين او علي الاقل مصابين ..

ولكن كان ذلك بلا فائدة .. فجميع الجنود الثلاثة ألاف الذين كانوا بالحصن ..

جميعهم قد فقدوا حياتهم بلا أستثناء ..

تكاد أن تغرب الشمس .. و يكاد ان ينتهي اليوم السادس ..

و بينما كان شاريوس يتجول بأرجاء المكان يقف أمام جثة لاحد الجنود ...

وقف امام جثة لجندي شاب و بقي ينظر لها بصمت ..

أصيب ذلك الجندي بأماكن متفرقة من جسده ...

و دمائه كانت قد ملئت الارض التي كان يقف عليها ..

ما لفت أنتباهه الي ذاك الجندي دون غيره هو أنه كان ممسكا بقلادة فضية ..

كان ممسكا بها بيده و تكاد تلك القلادة أن تسقط من يده ..

بداء بالتقدم ببطئ إليه و يحاول ألتقاطها و يمسكها بيده عنه ..

يفتح تلك القلادة ليلقي نظرة علي ما كان يوجد بداخلها ..
و تعابير وجهه بدت حزينة جدا و كانت واضحة

سرعان ما يصل الجنديان الذان أرسلهما شاريوس سابقا ..

يصل كلا الجنديان و معهما عدد من الرجال تمكنا من أحضارهما من تلك القرية

التي كانت قريبة منهم سابقا

يصل كلا الجنديان و معهما عدد لا بأس به من الرجال ..

يدرك كل منهم بالحقيقة التي كانوا مجبرين علي رؤيتها حال دخولهم الي القلعة مباشرة ..

" ما الذي حـ.... حدث هنا .. ؟! "

خرج شاريوس لملاقة الرجال الذين أتوا رفقة الجنديان سابقا ..

شاريوس : أريد منكم دفن الجنود رجاء ..

هذا ما قاله لهم .. و لم يقل شئ أخر حينها ..

كان يتحدث للرجال عندما طلب ذلك منهم أولا ..

و يعود ليكمل حديثه مرة أخرى و لكن هذه المرة

الي الجنديان الذان أتيا معه سابقا

شاريوس : بعد أن ينتهي دفن أخر الجنود هنا ..

تأكدا من أن يعود الرجال الي قريتهم بسلام

وليعد كلاكما كذلك الي العاصمة بعد أن تنتهيا ..

ترك شاريوس القلعة خلفه و ترك كذلك خلفه جثث الجنود الذين كانوا هناك ..

غادر القلعة وتوجه شرقا الي الحدود المشتركة مع كلا من " سيريان " و " أيزان "

لملاقاة جنوده هناك و أستعدادا لبداية القتال ..

.

.

يتبع

2019/01/27 · 512 مشاهدة · 1439 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024