19 - إله الحرب "الجزء الثاني"


مع أحتدام القتال بين كلا من جيش "رييا" و جنود القسم الثالث
الذي كان قد توسط تشكيلة جيش "ثرون"


كان "ثرون" قد أعطي أخيرا أمرا لجنوده بالتراجع لاعادة تنظيم صفوفهم ..
و ظننا منها أنه كان ليكون أنتصار قريب ..


أعتطت "رييا" الامر لجنودها بملاحقة جنود القسم الثالث سريعا ..
غير مدركة لما كان يخطط له "ثرون" و ما كان يفعله جنوده من حولها ..


أدركت أخيرا "رييا" خطئها
لكن كان قد فات الاوان عي تداركه بالفعل ..


بيأس شديد بعد أن تمت محاصرتها من ثلاثة جهات ..


تعطي "رييا" أمرا لجنودها بمتابعة التقدم ناحية القسم الثالث لجيش "ثرون"
كانت تلك محاولة يأسة أخيرة منها ..


أما أن تحاول أختراق القسم الثالث الذي كان قد عاني من خسائر كبيرة بعدد الجنود
و الوصول الي "ثرون" و محاولة قتله قبل أن تتم محاصرتها بشكل كامل ..
أو أن تموت هي قبل أن تحاول ..


لكن قبل دقائق فقط من أشارة "رييا" بالتقدم ..
من بعيد ناحية الغرب ..


بأتجاه القسم الثاني " الجناح الايسر " لجيش "ثرون"
يتقدم جيش صغير بأتجاه أرض المعركة متوجها الي الامام دون أن يتوقف ..


تابع أولائك الجنود التقدم غير مهتمين لكثرة عدد جنود "ثرون"
كان من الواضح لجنود "ثرون" أن الاتجاه الذي جاء منه أولائك الجنود ..
كان من الواضح لهم أنهم ليسوا بدعم جاء من "أيزان"


فالاتجاه الذي جائوا منه بالاضافة لهيئتهم ...
كان من الواضح لهم أنهم جنود قد تم أرسالهم من "كيريان"



"ما الذي جاء بهم الي هنا .. ولم .. ؟!"


يدرك الجنود و كذلك الضابط المسؤل عن الجناح الايسر جيدا ..
حتي و أن كان عدد أولائك الجنود قليلا لا يمكنه تجاهل أمرهم ببساطة ..


يعطي الضابط الامر لكافة جنوده بتاجهل التشكيلة التي أمر بها "ثرون" سابقا ..

يقرر عدم محاصرة "رييا" و جنودها ..
و يعطي أوامره الجديدة بالاستعداد لمقاتلة الجنود الذين يتقدمون خلفهم تماما ..

و دون تردد ..
يلتفت الجنود هناك متجاهلين تماما جيش "أيزان" الذي كان قد بداء بالتقدم حينها
بأتجاه "ثرون" مستغلا فرصة أنه ستتم محاصرتهم من جهتين فقط وليست ثلاث جهات كما كانت اسبقا ..


كانت أنظار جنود القسم الثاني موجهة الي الغرب نحو الجنود الذين كانوا يتقدمون ..
كانوا علي أستعداد لمقاتلتهم ولاعتراض طريقهم لكن بالجهة المقابلة ..


لم يكن لدي أي من أولائك الجنود الذين كانوا يتقدمون نية لمقاتلتهم ..
فلقد قاموا بالانقسام بينما كانوا يتقدمون إليهم ..


بداء جنود "كيريان" بالانقسام بينما كانوا يتابعون التقدم الي قسمين أثنين ..
في محاولة منهم للمرور عبر جنود الجناح الايسر لجيش "ثرون"


و في محاولة منه لمنعهم من أقتحام أرض المعركة ..
يعطي الضابط أمرا لجنوده بأيقاف تقدم أولائك الجنود و أعتراض طريقهم ..
ولكن سرعان ما يعطيهم أشارة بالتوقف دون أن يعترض أي منهم طريق جنود "كيريان"


فلقد أدرك أخيرا أن المشكلة الحقيقة لم تكن تكمن بأولائك الجنود ..
كانت المشكلة الحقيقة تكمن بين أولائك الجنود ..


يتقدم كلا القسمان من جيش "كيريان" بسرعة حول جيش "ثرون"
الا جندي واحدا أختار ان يتقدم مباشرة إليهم دون أن يغير من مساره ..
أختار ان يتقدم إليهم وحده دون أي من رجاله ..

بالنسبة لجنود "سيريان" الذين كانوا ينظرون له ..
كانت هيئته و مظهره مألوفا .. مألوفا للغاية ..


درعه الاسود و شعره الابيض و عينه اليمني ذات اللون الفضي
بالاضافة الي الندبة التي كانت واضحة علي عينه اليسرى ..


لم يمضي وقت طويل لهم علي رؤيتهم له و أذا ببعض الجنود يصرخون ..
" إنه هو .. إنه هو .. بلا شك إنه هو "


يدرك الضابط جيدا من كان فلقد سمع هو أيضا عنه ..
كان يدرك جيدا أن من كان يتقدم إليه كان الرجل الذي قتل الـ"توأم" ..
و أنه هو من قام بأيقاف زحف جنودهم أيضا ..


بينما جنود "كيريان" كانوا يتقدمون .. يعطي الضابط المسؤل عن جيش "ثرون"
"الجناح الايسر" أمرا لكافة جنوده بالتقدم و أيقاف تقدم ذلك الجندي ..

يتقدم عدد كبير من الجنود إليه ... يتقدم عدد كبير من الجنود إليه دون تردد أو خوف ..
بينما أختار هو متابعة التقدم إليهم ببطئ ...


كان يتقدم ببطئ و بهدوء بنيما بداء بالحديث ..

شاريوس : الدائرة الثاني ..

المستوي الثاني ..
" نار الجحيم التي تلتهم كل ما هو حي "


كان يتقدم بينما كانت تلك النيران داكنة اللون تشتعل بالجنود حينها ..
كان يتقدم بينما كانت تنتشر تلك النيران بسرعة و تستعر بينهم ببطئ حينها ..


تابع التقدم بينما كانت ما تزال تلك النيران تستعر بهم ..
تابع التقدم بينما كانت تلك النيران تستعر أكثر و أكثر مع كل سقوط لكل جندي حينها ..


لم يمضي كثير من الوقت حتي سقط أخر الجنود الذين كانوا يحاولن التقدم إليه ..

لم تحترق أجسادهم و لم تكن حرارة النيران عالية ..

ولكن رغم ذلك لم ينجوا أي منهم حينها ..

كلا الجنود من كلا الطرفان ينظرون لما يحدث بصمت شديد ..
فبلنسبة للذين كانوا ينظرون من ساحة المعركة حينها ..


بدا الامر بالنسبة لهم أن تلك النيران التي كانوا ينظرون لها
كانت كنيران كانت تحرق الارض و تكاد أن تحرق السماء ..


دخل جنود " كيريان " أخيرا ساحة القتال ..


بينما كانت أنظار "رييا" و جنودها و كذلك جنود "ثرون" إليهم ..
تابع الجنود من كلا الطرفان النظر بصمت الي أن دخل أخر الجنود ..


أختلف الحديث بين الجنود .. و أختلفت الأراء ..
ولكن الاسئلة التي ترحت كانت متشابهة ..


" من يكون أولائك الجنود ولم أتوا الي هنا .. ؟ "
" هل هم اعداء لنا .. ؟! "


ولكن رغم ذلك .. لم تكن تلك النهاية ..
فمن وسط تلك النيران التي كانت تستعر ..

وسط جثث الجنود التي كانت تحترق .. كان ذلك الصوت الخافت يقترب
كان كصوت درع أحد الجنود و هو يقترب ..


يقترب ببطئ شديد و صوته يعلو ويقترب بثبات شديد ..
يقترب الصوت ببطئ و ظل خافت يظهر من بين تلك النيران ..
يقترب الظل و يستمر بالتقدم ببطئ و صوت درعه يعلوا مع تقدمه من وسط تلك النيران


من وسط تلك النيران التي كانت تحترق خرج أخيرا ذلك الجندي ..
لكن لحظة خروجه كانت ملفتة حقا للانظار ..


مع خروجه كان من الواضح أن يده اليسرى كانت تحترق بتلك النيران ..
ولكن بدا أنه لم يتأثر بها ..


أنظار الجنود من كل الاطراف كانت موجهة إليه ..
درعه يبدوا عاديا و لكن ما يجعله مميزا لونه الاسود الداكن ..


شعره مميز اللون فلقد كان مشابهة للون شعر "رييا" تماما ..
بالاضافة الي الندبة التي كانت علي عينه اليسرى و التي كانت تمنعه من الرؤية بها ..
ولون عينه اليمني الفضي ..


يدرك الان معظم جنوده الاجابة بالفعل .. ولكن ..
و لكن علي خلاف جنوده تابع "ثرون" النظر بصمت و بتمعن شديد إليه ..
الي أن يشير أخيرا لاحد رجاله بالاقتراب منه ليتحدث إليه ..

ثرون : هل هذا هو .. ؟!


" أ.. أجل يا سيدي .. أنه هو "

ثرون : هكذا .. أذا ..

أعطي الاشارة لكل الاقسام بالتراجع الان ..
أمام شخص كهذا كثرة عددكم ستكون بلا قيمة .. تارجعوا الان ..


يتابع "ثرون" النظر إليه بصمت ..
و كذلك تابع "شاريوس" النظر له بصمت ..


كلاهما ينظر الي الاخر ..
خلال اللحظات التي نظر فيها كلاهما الي الاخر ..
يدرك كلاهما أنه لا يمكنه تقبل فكرة وجود الاخر ببساطة ..

فمنذ اللحظة التي ألتقت فيها أعين كلاهما ..
بدا واضحا أن كلاهما قد كره الاخر ..

فكلاهما ببساطة نقيض للاخر ..


يشير شاريوس الي جنوده بالتراجع و الابتعاد عنه ..
بينما ثرون يعطي أمرا للجندي الذي كان ما يزال بقربه ..


ثرون : أعطي أشارة التراجع للجنود ..
و شئ أخير ..

" ... "

يحرك "ثرون" يده اليسري الي الجندي و يدرك الجندي بسرعة ما كان يريده "ثرون" ..
يحرك الجندي يده و يسحب سيفه و يعطيه إليه بسرعة ..


رغم أنه كان يمتلك سيفا بحوزته من البداية ألا أن "ثرون" بدا انه لم يرد أن يستخدمه حينها ..
و لم يكن الجندي بحاجة لاجابة ليعلم ماذا ينوي أن يفعل "ثرون" بسيفه علي أي حال ..

أستغلت "رييا" فرصة تراجع الجنود اخيرا لصالحها ..
و تعطي أمرا لجنودها بالتراجع بدورها ..


بينما بداء شاريوس بالتقدم أخيرا ..
وبدوره يبداء "ثرون" بالتقدم بعد أن حصل علي السيف من الجندي أخيرا ..


يتقدم كلاهما ببطئ الي الاخر و بخطي هادئة ..
يتقدم ببطئ كلاهما الي الاخر و كلاهما مقابل للاخر ..
من بعيد يدرك الجنود التناقض الشديد بينهما ..


شاريوس ذو الشعر الابيض و عينه اليمنى ذات اللون الفضي وعينه اليسرى التي كانت مصابة ..
وثرون بالجهة المقابلة ذو الشعر الاسود و عينه اليسري ذات لون بني

عينه اليمني لم تكن مصابة و لكن ثرون كان يبقيها مغلقة بملئ أرادته ..


يتقدم كلاهما ببطئ الي الاخر الي أن بدا كلاهما قريب جدا من الاخر ..
تتسارع خطي كلاهما ببطئ و بوتيرة ثابتة و متزامنة ..


يسير كلاهما بسرعة الي أن بداء كلاهما الركض بأتجاه الاخر ..
مع تقدم كلاهما .. و تصادم سيوف كلاهما ..
يدرك الجنود من كل الاطراف الان أن كلاهما لا ينوي ترك الاخر علي قيد الحياة ..


علي عكس ما كان "شاريوس" عليه عندما كان يقاتل التوأم ..
بدا أنه كان يلهوا بهما و لم يكن يقاتل أي منهما بجدية حينها ..


لكن بقتاله لـ"ثرون" الان .. الوضع مختلف تماما عن ما كان عليه سابقا ..
فـ"شاريوس" يبدوا جادا بالقتال ..

و نفس الامر كان ينطبق علي "ثرون"
كلاهما ينوي قتل الاخر و لكن ما يمنعهما عن قتل الاخر كان تكافوء القوى بينهما ..


مهما كانت عدد المرات التي يلوح بها "شاريوس" سيفه الي "ثرون" ..
يقوم "ثرون" بصعوبة برد الهجوم ..


مرارا و تكرارا ..


مهما كانت عدد المرات التي يرد فيها "ثرون" الهجوم ..
يقوم شاريوس بصده بسرعة ..


حركاة كلاهما بدت سريعة ..
حتي أن عدد كبيرا من الجنود ألتزم الصمت بينما كان كلاهما يتقاتل ..


بدا الامر لعدد كبير من الجنود أن كلاهما بمستوى مختلف ..
فكلاهما يتقن فن أستخدام السيف ..


يدرك جنود "كيريان" ذلك جيدا ..
فلقد كانوا يدركون أنهما أشد مهارة من "عذراء الجليد" نفسها ..


كلاهما متساوي بالمهارة و بسرعة الهجوم و صد الهجوم كذلك ..
بدا أن قتالهما سيستغرق وقتا أطول مما توقعاه بكثير ..


و بدا أن قتالهما لن ينتهي بالسرعة التي تمناها كلاهما قبل بداية القتال ..
يتراجع كلاهما الي الوراء ببضعة خطوات ..


بعد أن تراجع شاريوس للوراء يرفع سيفه ليكون بمستوي يده اليسرى ...
التي كانت ما تزال تحترق حينها ..


يرفع سيفه و يحرك يده اليسرى ببطئ الي نصل سيفه ..
و ببطئ شديد يحرك يده من بداية نصل سيفه و يحركها ببطئ الي نهاية النصل كذلك ..


بدا و كأنه كان يبقي تلك النيران بحوزته لانه أعتقد أنه سيكون بحاجة إليها ..
و لقد كان علي حق فيما فعل ..

نقل شاريوس النيران التي كانت تحرق يده ببطئ من يده الي نصل سيفه ..

بينما كان يحرك يده تنخفض النيران ببطئ و بالمقابل كانت تغطي السيف ببطئ حينها ..


بينما ألتزم ثرون الصمت و أكتفي فقط بالمراقبة ..
و أبتسامة شديدة علي وجهه ..

كان يبتسم بشدة ..

كما لو أنه كان يشعر برضى شديد عندما كان يقاتله ..


يتقدم كلاهما ببطئ الي الاخر مرة أخرى ..
و يتقاتلان مرة أخرى ..


كلاهما ينوي قتل الاخر بالفعل مرة أخرى ..
ولكن حركة شاريوس هذه المرة بدت أسرع مما كانت عليه ..


و علي عكس قتاله بالجولة السابقة ..
التي بدا فيها شاريوس يحاول فيها تحريك سيفه فيها الي عنق ثرون ..
هذه المرة يحاول شاريوس التسبب بأي ضرر ممكن بجسد ثرون ..


ثرون يتراجع الي الوراء غير قادر علي التصدي لكل تلك الهجمات دفعة واحدة ..
بالكاد هو قادر علي صدها و تفاديها ..


دون أن يدرك ذلك حتي ..

منذ أن تصادم سيفاهما ..

و خلال المرات التي كان شاريوس يقوم فيها بتسديد الهجمات في الجولة السابقة ..


خلال المرات القليلة التي كان يتصادم فيها سيفاهما ..
كان سيف ثرون يتصدع ببطئ خلال قتالهما ..


و دون أن يدرك كان قد تلقي السيف بالفعل أضرارا بالغة ..
بدا أن السيف لن يتحمل لوقت أطول و لكن الي الان لم ينتبه "ثرون" لما كان يحدث ..
أستمتاعه بالقتال منعه من أدراك ما يحدث ..


أدرك أخيرا ما حدث عندما قام "شاريوس" بالتلويح بسيفه إليه ..
بالكاد أستطاع ثرون تحريك السيف و صد الهجوم و لكن سيفه كان قد أنكسر أخيرا ..


أستغل شاريوس تلك لفرصة التي طالما انتظرها و يحرك سيفه بسرعة إليه ..
بينما أكتفي ثرون بالتراجع الي الوراء واضعا يده اليمني علي سيفه الذي كان يبقيه بحوزته منذ بداية قتالهما ..


يتحرك الوقت ببطئ شديد علي كلاهما ..
شاريوس قام بتسديد الهجوم اليه بينما ثرون قام بتفاديه ..
ولكن ثرون أرتكب خطاء ..


ظنا منه أن كل شئ سيكون علي ما يرام ..
أكتفي ثرون بالتراجع و لكن يده اليسرى كانت قد جرحت بالفعل من سيف شاريوس ..


أدرك ثرون أخيرا ما حدث ..
و أدرك أخيرا ماهية تلك النيران التي رآها سابقا ..
و أدرك أخيرا ما حدث لرجاله قبل وقت قصير ..


الجرح الذي أصاب يده بدا صغيرا و لكن الجرح لم يكن المشكلة ..
بل كانت المشكلة بالنيران التي كانت تحترق بيده حينها ..


خلال لحظات يدرك ثرون أن تلك النيران قد تنتشر بكامل جسده أن لم يتصرف ..
و عوضا عن سحب سيفه و تسديد هجوم اخير الي شاريوس
يحرك ثرون سيفه ليقطع ذراعه اليسرى كاملة دون تردد


الجنود جميعهم ينظرون بصمت الي ما كان يحدث و الصمت فقط هو ما كان يملئ المكان ..

ينظر "شاريوس" لـ"ثرون" بصمت ..

شاريوس : لم تتردد حتي بذلك ..


يتنفس "ثرون" بصعوبة ... ورغم ما حدث له و رغم ما فعله ..
بدا أنه كان ما يزال مستمتعا بقتاله ..


بينما شاريوس مرهق بشدة ..
و بالكاد هو قادر علي التنفس ولكن بصعوبة ..

عندما عاد ليقف من جديد لاستئناف القتال من جديد ..
كانت النيران قد أنتشرت بكامل ذراع "ثرون" التي قطعها سابقا ..


للمرة الثالثة يتحرك كلاهما الي الاخر من جديد ..
و للمرة الثالثة ينوي كلاهما قتل الاخر من جديد ..
لكن هذه المرة أختلف الوضع كثيرا عن ما كان عليه قبل جولتين فقط من قتالهما ..


رغم أن قتلاهما لم يدم لوقت طويل ..
"شاريوس" هذه المرة بدا أنه مرهق بشدة من قتاله لـ"ثرون" ..
و هو الذي بداء بالتراجع أمام هجمات "ثرون" ..


بالجهة الثانية "ثرون" الذي كان قد فقد ذراعه بالفعل ..
بدا أنه غير متأثر بما حدث له قبل قليل ..


كانت الابتسامة ما تزال مرسومة بالفعل علي وجهه ..
أبتسامة رضى شديد ..


يتقاتل الاثنان بتكافئ .. رغم أن حقيقة كون "شاريوس" يتراجع بدت واضحة للجميع ..
يتقدم أحد الجنود من الخلف يحمل قوسا و سهما بحوزته ..

ويرفعهما ليستعد للاطلاق ..


بينما شاريوس غافل تماما عن ما كان يجري ..
و كذلك ثرون ..


كلاهما منهمك بالقتال غير منتبه لما يحدث الان ..
لم ينتبه أي منهما الي السهم الا متأخرا ..


لم يستطع "ثرون" رؤية السهم قد أطلق الا بعد أن رأه و هو يمر من جانبه الايسر حينها ..
ولم يستطع "شاريوس" الرد أو تفادي الهجوم ..


لم يكن لديه خيارت أخرى ..
أن تحرك و قام بتفادي السهم بسرعة سيكون عرضة لتعرضه للهجوم من قبل ثرون ..
و كذلك الحال أن قام بصد الهجوم ..

لم يكن لديه الكثير من الاختيارات حينها ..
أختار أكثرها خطورة و لكن أختار أكثر الحلول فعالية ..


لم يتجنب السهم و كذلك لم يقم بصده ..
بل تلقي الضرر مباشرة الي كتفه الايمن ..


بدا أن القتال قد حسم حينها ..
ولكن ما حدث كان غير متوقع حينها ..


يبدوا أن "ثرون" غاضب بشدة .. فالسهم الذي أطلقه الجندي ..
أطلق من خلفه هو .. أطلق من ناحية جنوده هو ..


يلتفت "ثرون" ببطئ الي الخلف من جهة عينه اليسرى لينظر الي جنوده ..
ولينظر الي من كان قد أطلق السهم ..
و جنوده يبدون خائفين ..


شاريوس ماكث علي الارض غير قادر علي رفع السيف بيده اليمنى ..
و لا يستطيع الحراك كما كان سابقا ..


يرفع رأسه ببطئ لينظر إلي "ثرون"

بينما ببطئ يعود ثرون ليلتفت إليه بدوره ..


ثرون : كان قتلا مذهلا ..
أخبرني بأسمك يا فتى ..


شاريوس : شاريوس ..


ببطئ و بألم يحرك "شاريوس" سيفه ليحاول حمله بذراعه اليسرى
و يحاول أن يعود ليجبر جسده علي الحراك و لكن جسده يتحرك ولكن بصعوبة ..


بينما "ثرون" عاد ليبتسم من جديد ..
يرفع سيفه ببطئ و يحرك يده لكن رغم ذلك بدا أنه لم يكن لديه أي نية لاكمال القتال ..
يرفع يده ليعيد سيفه الي غمده ببطئ و يبتسم بشدة بينما كان ما يزال ينظر له ..


ثرون : كآلهة الحرب التي كانوا يروون قصصها لنا منذ زمن بعيد ..
كتلك الآلهة التي نحن نؤمن بها .. أنت هو الاقرب لتبدوا مثلها ..


كن فخورا بما حققته .. و كن فخورا بما وصلت إليه يا "فتي" ..
أنت أول من يجبرني علي الابتسام هكذا أثناء القتال منذ وقت طويل ..


و أنت أول من يجبرني علي التراجع خلال القتال ..


لا تقلق سيكون لنا لقاء قريب .. أبقي علي قيد الحياة ..
و عش حياتك كما تريد .. ولكن أياك و أن تنسى ..


في المرة المقبلة التي ستلتقي فيها سيوفنا بالاخرى من جديد ..
سأكون أنا من يقطع فيها رأسك عن جسدك يا فتي ..

يلتفت ببطئ الي الخلف و يستدير ..
ظهره الي شاريوس و يتراجع الي الوراء ..
يرفع يده لجنوده مشيرا لهم بالتراجع أخيرا ..


بينما "جنوده" الذين شاهدوا القتال ..
وكذلك جنود "أيزان" الذين لم يستطيعوا مغادرة ساحة قتال و الابتعاد ..
رآى كل منهم ما حدث خلال القتال و ما حدث كذلك بعد القتال ..


يحاول جنوده التقدم إليه و لكن يبدوا أنه ثمة من سبقهم بالفعل إليه ..

بينما كان ما يزال ماكثا علي الارض غير قادر علي الحراك مستلقي تماما علي الارض ..
ذراعه اليمني لا يمكنه تحريكها .. و سيفه ملقي علي الارض ...


يحاول تحريك رأسه ببطئ لينظر الي من كان يتقدم خلفه ..
ينظر ببطئ الي الخلف لينظر لها بينما كانت تبكي بينما كانت تنظر له ..

كانت عيناها تدمعان بعد رؤيتها أخيرا له ..


رييا : شاريوس ..

.

.

.

يتبع

2019/03/17 · 645 مشاهدة · 2868 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024