لم يمضي وقت طويل علي وصول كلا من "شاريوس" و رييا" الي العاصمة ..
ولكن أنتهي وقت الغروب بالفعل وبقيت بضعة ساعات فقط علي الشروق التالي ..


سماء الليل كانت شبه صافية و القمر ذا لون فضي مكتمل ..
تأخر الوقت و رييا ما تزال بالقصر لم تخرج بعد


بينما شاريوس برفقة عدد من جنوده متواجدين خلف القصر
يحرك كتفه الايمن ببطئ ولكن بدا أنه كان يعاني أثناء تحريكه إياه ..

يقوم بنزع الضماضات القديمة ببطئ و يعود لوضع ضماضات جديدة
و يحاول ربطها بكتفه المصاب من جديد و ببطئ


سرعان ما تعود "رييا" إليه .. تقترب ببطئ من الخلف
بينما يلتفت بدوره ببطئ لها و يحاول أن يتحدث لها ..


شاريوس : هل يمكنكِ مساعدتي .. ؟!

رييا .. لدي طلب ..


كانت تبدوا مترددة بينما كانت تنظر له ولكن رغم ذلك
تتابع الاستمع له بصمت بينما يتابع الحديث إليها


رغم ما قاله لها الي الان يبدوا عليها الارتباك ..


شاريوس : أعلم أن ذلك يبدوا كطلب صعب
ولكنكِ الوحيدة التي يمكنني ان أثق بها ..


رييا : حسنا لا بأس بذلك ..


لم يكن شاريوس قد أرتدي درعه بالكامل بعد أن قام بأعادة وضع الضماضات حول كتفه ..
يحرك كتفه الايمن محاولا رفع يده و لكن سرعان ما يعود ليحرك يده اليسرى عوضا عن اليمنى مشيرا بها لاحد رجاله


شاريوس : اجمع الجنود و أخبرهم أن ينتظروا امام الساحة الامامية للقصر ..
و أخبرهم أن ينتظروا هناك ..


يعود ببطئ ليلتفت اليها ..

يتقدم كلاهما الي البوابة الخلفية للقصر ..
يتقدم كلاهما الي الامام بأتجاه الجنود الذين كانت مهمتهم حماية القصر ..


يتقدم كلاهما بينما يرفع شاريوس ذراعه اليسرى مشيرا بها الي سيفه ..
بينما تتقدم رييا طريقه محاولة التقدم و التحدث الي الجنود الذين كانوا يحرسون باب القصر الخلفي ..


يبدوا الجنود بحالة أرتباك و لكن سرعان ما يبتعد الجنود عن طريقهما ..
ليسمحا لهما بالمرور لدخول القصر ..

تتابع "رييا" التقدم الي الامام بينما يعود شاريوس لينزل يده اليسرى عن سيفه
و يعود ليكمل تقدمه بينما كان يسير بجانبها ..


ما ان دخل كلاهما الي القصر يلتفت شاريوس ببطئ لها قائلا ..

شاريوس : أذهبِ و "أحضريه" إلي ..
و أنا سانتظركِ بالحديقة الامامية بعد أن أنتهي


غادر كلاهما باتجاه مختلف عن الاخر و أفترقا ..
يمر الوقت ببطئ و سماء الليل ما تزال صافية


القمر مكتمل و لكن تكاد أن تغطيه الغيوم ..
يتقدم شاريوس بأرجاء القصر بين الغرف التي بدت متشابهة ..

يتقدم ببطئ باحثا عنه ..


الكاهن بغرفته و لكن ..
رغم أنه كان وقتا متأخر من الليل الا أنه لم يكن وحيدا بغرفته ..
كان هناك من كانت برفقته في غرفته ..


أينما حاول الاقتراب كانت تبتعد عنه ..
و كلما حاول أن يقترب إليها كانت تحاول أن تبعده عنها ..

سرعان ما نفذ صبره و بدا بالاعتداء عليها ..
يمزق ملابسها ببطئ بينما كان ينظر إليها ..
تبداء تلك المرأة بالصارخ و البكاء ولكن بدا أن لا أحد قد يستجيب لها ..


الكاهن : أبدائِ بالبكاء كما تريدين
و أصرخي و أطلبي النجدة كما تريدين ..


و لكن مهما على صوت صرخاتكِ
و مهما كثرت عدد المرات التي تطلبين فيها النجدة ..
لن يجروء أي من الجنود علي المجئ

لم يمضي وقت علي بكائها و صراخها و اذا بأحدهم يقوم بكسر الباب
و يقتحم الغرفة دون سابق أنذار ..


المرأة علي السرير و ملابسها ممزقة بالكامل
بينما الكاهن كان جالسا فوقها ..

دخل شاريوس الغرفة وتابع التقدم بصمت بينما كان ينظر لهما
بدا أنه لم يكن مهتما لما كان يحاول "الكاهن" أن يفعله ..
و بدا أن أمر تلك المرأة لم يكن يعني له شئ حينها


ينظر "شاريوس" لهما ببطئ بينما يتراجع "الكاهن" عن تلك السيدة

الكاهن : كيف تجروء علي أقتحام الغرفة هكذا ..

بعد أن أبتعد عنها تحاول المراة أن تلف جسدها
بينما كانت تبكي بشدة بسبب ما حدث لها ..

يتقدم شاريوس ببطئ إليه و تعابير وجهه هادئة ..
بينما يعيد الكاهن طرح سؤاله عليه مرة أخرى


الكاهن : كيف تجروء علي أقتحام الغرفة هكذا ..
و ما الذي تفعله هنا .. أين الحراس .. أيـ..


قطرات من الدماء كانت تتساقط بالفعل بينما كان الكاهن يتحدث إليه ..
كانت تلك دمائه هو ..

بالكاد قد أنتبه أن شاريوس قد قام بقطع يده ..


يسقط أرضا و بالكاد بقي هادئا بعد أن قطعت يده ..
يحاول التراجع ببطئ الي الخلف بينما كان ينظر لـ"شاريوس" حينها ..

وعلامات الاستياء كانت علي وجهه ..


الكاهن : أيها الوغد .. لم فعلت ذلك .. ؟
ماذا تظن نفسك فاعلا .. ؟


بدا أن شاريوس لم يكن لديه نية للحديث إليه حينها
ينظر لتلك المرأة بعينه اليمني ببطئ و بهدوء إليها
بينما كانت تدرك هي ما كان يقصده هو بنظرته إليها ..


تغادر تلك المرأة الغرفة بسرعة و مع خروجها يلتفت شاريوس إليه مرة اخرى ..
يتقدم إليه ببطئ مرة أخرى .. و يرفع سيفه بيده اليسرى مرة أخرى ..

يحرك سيفه مرة أخرى و لكن هذه المرة قد قام بقطع أحدى ساقيه ..
ليمنعه عن التراجع أكثر ..


يتألم بشدة بينما ينظر شاريوس له بصمت ..
و يعود ليحرك سيفه مرة أخرى بأتجاه عنقه و لكن هذه المرة بداء الحوار بينهما ..


الكاهن : أرجوك .. أتوسل إليك لا تفعل .. أرجوك توقف ..
سأعطيك كل ما تطلبه أن كنت تريد المال فيمكنني أن أقدم لك الكثير ..
أن كنت ترغب بالنساء فأيضا لدي الكثير ..


أن كنت تبحث عن السلطة فسأمنحك ما تريد ..
لكن أرجوك .. اتوسل إليك .. أعفوا عن حياتي .. أرجوك ..


ينزل شاريوس سيفه ببطئ و يبعده عن عنقه و يبداء بحديثه إليه
شاريوس : لسوء حظك .. لم أهتم يوما بأي من تلك الاشياء ..
أجب فقط عن سؤالي ..


لم .. لم أرسلت "رييا" الي الحرب و أنت تعلم جيدا أنها ستموت ..
لم أرسلتها الي الحرب و معها سبعون ألفا من الجنود و انت تعلم أن لا أحد منهم سيعود


الكاهن : لم يكن لدي خيار أخر
فعلت ذلك لأجل الحفاظ علي هذه البلاد ..


ولاجل الابقاء علي حياة سكانها .. لم يكن لدي خيار أخر ..
طلب مني أن أسلمه رأسها في مقابل ذلك
سيتغاضى عن ما قمت به سابقا و لن يقوم بغزوا "أيزان"

شاريوس : هل تقصد بكلامك "الطاغية" .. ؟


الكاهن : لا .. لا ليس هو بل "قائد جيشه" ..
"ثرون" هو من طلب أن أسلمه "رأسها" ..

"ذلك الرجل" .. "ذلك الرجل" .. "ذلك الرجل"

أنه .. أنه كـ"شيطان" بجسد بشر ..

أن شعر برغبة فقط بفعل ذلك سيقتل جميع من يقفون حوله ببساطة ..
لن يهتم ما أن كانوا حلفاء له أم اعداء


لن يهتم ما أن كان سيقطع رجل أم امراة او حتي طفلا
سيقتل الجميع دون تمييز او أستثناء ..

سيقتل الجميع دون رحمة أن شعر أنهم سيسلونه متعته ..

ذلك الرجل .. ذلك الرجل ....


يتابع الكاهن الحديث إليه و شاريوس لا يمكنه تصديق ما يسمعه للتوا
يده تتراخى ببطئ عن سيفه بينما يتابع الكاهن التحدث إليه
السماء مقمرة و لكن الغيوم كانت قد حجبت ضوء القمر بالكامل حينها ..

بتلك الاثناء بعيدا عن عاصمة "أيزان"


داخل قلب عاصمة "كيريان"
و قرب البوابة الامامية للقصر


المكان مظلم تماما دون ضوء القمر تقريبا ..
لا شئ يضئ المكان الا ضوء المشاعل التي كانت تنير للجنود المكان ..
ثمانية جنود فقط من كانوا يحرسون بوابة القصر الامامية حينها ..


و لا يمكن لاي منهم رؤية ما هو حولهم من شدة ظلمة المكان
يقفون بتراخى شديد و لكن صوت وقع اقدام أحدهم و هي تقترب
هي ما جعلتهم يعودون لحذرهم ..


صوت الاقدام لم تكن لشخص واحد بل كانت لشخصان ..
يتابع كلاهما التقدم الي الامام

الي ان يتوقف أحدهما عن التقدم بينما تابع الاخر التقدم نحو الجنود الي الامام ..
يتابع التقدم بينما لا شئ واضح من ملامح وجهه الا لون عيناه ..
لون عيناه "الارجوانيتان" كانتا واضحتان ..


يتساقط الجنود واحدا تلوا الاخر ببطئ بعد رؤيتهم له
تساقط الجنود بالفعل الا جندي واحدا ..


بالكاد الجندي كان قادر علي النظر إليه ..
و بالكاد كان ذلك الجندي قادرا علي البقاء بوعيه امامه الي الان ..


ينظر له بعيناه الي الجندي بصمت الي ان بداء الحديث إليه ..
زائر : " يبدوا أنك أكثر قوة من أولائك الرجال "

بالكاد كان الجندي قادرا علي البقاء بوعيه و بالكاد كان قادرا علي النظر إليه ..
يبتسم الزائر إليه بشدة و أبتسامته لم توحي للجندي بالخير ..


زائر : " بما أنك ما تزال مستيقظا ستجعل عملي أسهل ..
أتيت لالقي التحية ثمة صديق لي "قيل" لي أنني سأجده هنا .. "


" و... و .. من يكون .. "
بالكاد كان الجندي كان قادرا علي الحديث إليه

زائر : " "كاييريث" "

" أعـ... أعـ.. أعمل بهذا القصر منذ وقت طويل ..
لم أسمع بأسم كهذا من قبل .. لا أحد من الجنود لديه أسم أو لقب كهذا ..
و كذلك الخدم الذين يعملون بالقصر .. لا أحد منهم لديه لقب او اسم كهذا "


زائر : " اذا لنغير الاسم قليل .. أن قلت "شاريوس"
هل سيكون الاسم مألوف لك .. "


يرتعد الجندي بخوف .. بعد أن سمع ذلك الاسم ..
لا يمكنه منح رجل كهذا ما يريد .. او هذا ما كان يفكر فيه ..


يقترب صوت أقدام من كان معه و يتقدم ببطئ ..
يتقدم ببطئ بينما بدأت بالتحدث إلي من جاء برفقتها


" أنتبه لطريقة حديثك تلك ..
طريقة حديثك تجعلك تبدوا كوغد "

بلا شك كان صوت من كانت معه كصوت امرأة كانت تتحدث له ..
لكن لسبب ما كان صوت تلك المرأة التي تحدثت لتوها كفيلا بجعل الجندي يهداء قليلا بعد سماعه لها ..

زائر : "حقا .. هل بدوت حقا هكذا .. ؟ "


" طريقة حديثك تجعل منك كوغد شرير .. تلك عادة سيئة فيك
أيضا .. سيطر قليلا علي تدفق المانا الخاص بك ..
بالكاد ذلك الرجل قادر علي النظر إليك "


زائر : " أه أعتذر .. تعلمين أنني سئ بالتحكم بالمانا بالفعل ..
لا يمكنني الشعور بها ناهيكِ عن التحكم بها "

" أذا عليك أن تتعلم كيف تتحكم و تشعر بها "


تعود لتقترب من الجندي بدورها لتتحدث إليه ..

" أنه لا ينوي شرا .. نحن فقط أتينا لنسأل عن رفيق لنا "قيل" لنا أننا سنجده هنا ..
أسمه "شاريوس" هل تعلم أين هو .. ؟ "


" لا اعلم كثيرا من التفاصيل .. ولكنه قام بأرسال رسالة الي الملك
ولقد وصلت اليوم قبل الغروب مع أحد الجنود "


" و ماذا بها .. ؟! "


" سمعت أنه توجه الي عاصمة "أيزان" هذا كل ما أعلمه .. "

كان الجندي قد هداء بالفعل بعد أن تحدث لها ..
و سرعان ما تعود لتلتفت الي الرجل الذي جاء برفقتها

" أذا .. ماذا علينا أن نفعل .. هل ننتظر "عودته" .. ؟ "


زائر : " لا .. سنغادر لنذهب نحن لـ"رؤيته" "

بدت الليلة طويلة لكن الاحداث الي الان كانت متتالية ..
بعيدا جدا عن عاصمة "أيزان" و بعيدا أيضا عن عاصمة "كيريان"


القمر مكتمل و الغيوم تكاد أن تنقشع عنه ببطئ ..
الرياح شديدة و كذلك الرمال كانت كثيرة ..

حتي خلال اوقات متأخرة من الليل بدت تلك المدينة ما تازل مزدهرة ..
ولكن قصر العاصمة لم يكن كذلك ..


بدا القصر هادئ .. بدا القصر هادئ بطريقة مثيرة للريبة ..
وصوت وقع أقدامه الهادئة كان طاغيا بأرجاء القصر حينها ..


القصر هادئ و لا يبدوا هناك أثر لوجود حياة فيه ..
فأينما نظرت داخل القصر ستجد الدماء ..


أينما نظرت ستجد القصر غارقا بالدماء
و صوت خطي أقدامه هو الذي كان يطغي علي ارجاء المكان ..


يتقدم ببطئ بينما ما تزال تغطيه الدماء ..
يتقدم ببطئ بينما كانت الجثث منتشرة بالارجاء


جثث لجنود كانوا يحرسون القصر و خدم كانوا يعملون به ..
يتابع التقدم و صوت خطي قدماه ما يزال مسموعا الي الان ..


يتقدم بينما احد الجنود ماكث علي الارض أمامه

يرتعد و بخوف شديد غير قادر علي الحراك


" سيدي .. أتوسل إليك .. توقف "


يتقدم إليه و سيفه بيده اليمنى مغطى بالكامل بالدماء ..
كان الظلام حالكا داخل القصر ولا يمكن رؤية الا القليل من جسده حينها ..
يرفع يده اليمنى ببطئ ..

الجندي بالكاد لا يستطيع ان يبعد نظره عن السيف الذي كان فوق رأسه مباشرة ..
و لحظة يأس اخيرة لذلك الجندي ..


كان صوت صرخات الجندي قد ملئ المكان ..
و سرعان ما هدئ الصوت خلال لحظات مع صوت القطع .. !


ما يزال ذلك الرجل واقفا الي الان و تغطيه الدماء ..
يلقي بسيفه أرضا بعد أن قتل جميع من كانوا بالقصر ..


قتل الجنود و الخدم دون تمييز او أستثناء ..
يتقدم ببطئ و يخرج الي ساحة القصر بينما كان ينظر للسماء ..

تنقشع الغيوم أخيرا و ببطئ لتضئ ساحة القصر بينما كان هو واقفا هناك ..
الجثث كانت تملئ الارجاء .. داخل و خارج القصر ..


كان يمكن رؤية الجثث منتشرة بكل مكان ..


رأسه مرفوعة للاعلي يتابع النظر ببطئ و عينه اليسرى لا تزال تلمع بنية قتل صافية ..
يرفع يده اليمنى مشيرا بها الي ذلك القمر الازرق و تغطي يده نصف وجهه الايمن
و يبتسم بشدة ...


ثرون : غير كافٍ .. لا احد منهم الي الان كافٍ ..
مهما أرقت من دمائهم لا يمكنني أن اشعر بالاكتفاء ..


لا يمكنني الانتظار ..
أريد رؤيته بسرعة .. أريد قتله بسرعة ..
أريد أن أقتله بيداي هاتين بسرعة ..



لا يمكنني الانتظار لرؤيتك و أنت غارق بدمائك مرة أخرى ..

" شاريوس "

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون عجبكم

2019/04/01 · 471 مشاهدة · 2142 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024