استمر شاريوس بالتقدم برفقة جنوده لوقت طويل .. استمر بالتقدم هو وجنوده و كان شارد الذهن يفكر بأمر ما .. كان يتقدم بينما تلك الصور تتبادر لذهنه .. قرية يكسوها الثلج و الجليد .. كانت قرية يكسوها الثلج و الجليد و الدماء .. الكثير من الدماء .. كانت القرية تحترق و سكانها يصرخون .. جثث ساكنيها تملئ المكان .. هنا و هناك .. اينما نظر وجد الجثث متناثرة .. و صوت امرأة تصرخ بصوت مرتفع .. " شاريوس .. أهرب .. " سيدي .. ؟! لم يكن قد انتبه شاريوس ان احد الجنود كان ينادي بأسمه.. استمر الجندي بمناداته الي ان انتبه اخيرا له.. شاريوس : ماذا هناك .. رد بهدوء اليه قائلا .. " تكاد ان تغرب الشمس عما قريب .. و معظم الجنود يشعرون بالتعب اظن اننا بحاجة لقسط من الراحة .. " شاريوس : هناك نهر قريب من هنا .. سنخيم بقربه لليلة و سنعاود المسير غدا مرة اخرى سنعود لنكمل غدا عند شروق الشمس من جديد .. رد الجندي عليه قائلا .. علي هذه الحال ان استمررنا بنفس الوتيرة سنصل الي قرية " يورا " غدا يا سيدي .. شاريوس : ا..اه هذا جيد .. كان من الواضح جدا ان هناك شئ اخر يشغل تفكيره .. مرت بضعة دقائق و قد وصل شاريوس و من معه من الجنود الي المكان الذي كان من المفترض به ان يكون مكان تخييمهم لليلة .. انقسم الجنود لعدة مجموعات .. فقد ذهب بعضهم لصيد بعض الاسماك .. و البعض الاخر ذهب لجمع الاخشاب من اجل اشعال النيران .. بينما من بقي قام بنصب الخيام .. لم يمر وقت طويل حتي الغروب .. فلقد اصبح المكان مزدحما بالجنود .. بداء الجنود بالاجتماع في مجموعات صغيرة .. تجمع كل الجنود بمجموعات صغيرة و كانو اما اقارب او اصدقاء قدامى .. اجتمعوا و كان يحاول كل منهم الحديث الي الاخر متناسين ما سيمرون به خلال الايام القادمة .. رآى شاريوس تعابير وجه جنوده جيدا .. رآى كل جنوده الذين لم تتغير معنوياتهم علي ما كانت عليه هذا الصباح .. التزم الصمت و اختار الابتعاد عنهم .. اختار البقاء وحيدا و بعيدا عنهم .. ذهب ليجلس اسفل احدي الاشجار ومن خلفه الجنود الذين كانوا يتحدثون فيما بينهم .. رفع رأسه الي السماء و نظر اليها بعينه اليمني .. ظل ينظر لتلك السماء التي كانت تزينها تلك النجوم و كانت عينه تلمع بلون فضي براق .. ظل ينظر لها لوقت طويل .. الي ان اغمض عينه اليمني .. اغمض عينه بينما كان جالسا اسفل تلك الشجرة .. و ما هي الا لحظات حتي عادت تلك الصور لذهنه من جديد .. قرية يغطيها الثلج و الجليد و الدماء .. كانت قرية تحترق و جميع من فيها كان يصرخ .. " أهرب .. أهرب من هنا .. شاريوس " بداء بالهرب بينما كان احدهم ممسكا بيده .. بداء بالهرب و كان يحاول مغادرة تلك القرية التي كانت تحترق .. كان يجري و برفقته ذلك الطفل بيده .. و ما هي الا لحظات حتي ألتفت الي قريته ليراها لاخر مرة بحياته .. ألتفت اليها ليراها و هي تحترق من بعيد .. وجد قريته تغطيها النيران و يغطي ارضها الجثث و الدماء ظل ينظر لقريته أسفا لما حل بها .. الي ان لاحظه ذالكما الاثنين .. و ما هي الا لحظات حتي وصلا اليه .. صدم حقا لرؤيته لهما ذلك اليوم .. جسده الصغير يرتجف من الخوف بسببهما .. امسك احدهما بالصغير الذي كان يمسك بيده و اخرج سكينا .. اخرج سكينا ليشير بها الي عنق ذلك الصغير بينما الاخر ابتسم و كانت ابتسامته تلك توحي بالشر .. ابتسم له بشدة قائلا .. " كننا ننوي قتلكما .. و لكن اظن ان لدي فكرة افضل .. " اخرج سكينا هو الاخر و امسك بها بيده اليمني .. امسك بالسكين بيده اليمني و تحدث له قائلا .. " ان صرخت .. ان صرخت سنقتله .. " و ما هي الا لحظات حتا اشار بسكينه ناحية عينه اليسرى .. فتح شاريوس عينه بخوف .. كانت تلك هي الرؤية التي راوضته بينما كان جالسا اسفل تلك الشجرة حينها .. رفع رأسه لينظر من جديد الي السماء التي نظر اليها قبل قليل .. و حرك يده اليسرى مشيرا الي الجرح الذي اصيب به في عينه اليسر و الذي منه من الرؤية بها .. حرك يده و وضعها علي عينه .. شاريوس : كم يوما مر منذ ذلك اليوم يا ترى .. نسيت حقا و لم اعد اهتم .. الي متي علي ان اعاني بسببهما .. و الي متي علي رؤيتهما بينما يقومان بسلب كل شئ اهتم لامره .. شاريوس : ولدت قبل زمن بعيد بـ" أيزان " و لدت بقرية كانت تسمي بـ" كورونا " كنت الناجي الوحيد منها .. مباشرة بعد ان اعطي ذاك الوغد امرا لجنوده بالذهاب الي " أيزان " رفض معظم جنوده ذلك الامر .. خوفا من الموت فلقد كان أمره اشبه بالانتحار .. ألا جنديين فقط قبلا بطلبه .. و في مقابل تلبية أمره طلابا منه المال .. الكثير و الكثير من المال .. و طلبا ان يتم ترقيتهما ارادا ان يتم ترقيتهما ليكونا تحت أمرة القائد للجيش في " سيريان " فما كان من الـ" طاغية " الا ان يوافق علي طلبهما .. وافق علي طلبهما و بدائا بالتقدم بالفعل الي " أيزان " عبرا الحدود و استمرا بالتوغل اكثر و اكثر داخل " أيزان " كانت أول قرية قاما بمهاجمتهما هي قرية " كورونا " شاريوس : كانت اول قرية قابلتهما هي قريتي .. . . . يتبع ياريت الفصل يكون نال اعجابكم و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية