9 - توأم الحرب " الجزء الثالث "


عاد الجنود الذين ارسلهم شاريوس للاستطلاع ..

عاد كل منهم و بيدوا عليهم الهلع الشديد ..

نزل احدهم من علي جواده و اقترب بسرعة اليه و ظل واقفا امامه ماحاولا التقاط انفاسه ..

استغرق منه الامر وقتا لذلك .. الي ان هداء و تحدث .

" انهم .. انهم اكبر من أربعين ألفا ..

عدد الجنود الذين سنقابلهم غدا اكثر من ذلك .. انهم خمسون ألفا .. "

ظل شاريوس هادئ و لم يبدوا عليه الاضطراب ..

شاريوس : و ماذا في ذلك . معظمكم أتي و هو يعلم انه قد يموت بالفعل ..

سواء كانوا اربعين ألفا ام خمسين .. عشرة ألاف لن يشكلوا فارقا بالنسبة لكم ..

الاهم من ذلك .. هل استطعتم معرفة عدد ما لديهم من الجنود ..

هادء الجندي و تحدث من جديد ..

" لقد قاما بتقسيم الجيش لجناحين بالفعل ..

بكل جناح ما يقارب الخمسة ألاف من الفرسان .. و عشرة من المشاة و عشرة ألاف أيضا من الرماة ..

و يتقدم كلا الجناحين التوأم .. نظن انهما لاحظا وجودنا .. لذلك لم نستطع البقاء لوقت طويل .. لم يرد أي مننا المخاطرة .. "

شاريوس : هل هذا هو عددهم فقط من الجنود .. ؟!

هل أتي معهم أي من السحرة .. ؟

رد قائلا ..

" لا .. لم نرى برفقتهم أي من السحرة .. "

ألتفت شاريوس حوله و نظر جيدا لجنوده الي ان تحدث من جديد قائلا ..

شاريوس : يمكنكم ان تستريحوا الان .. فغدا سيكون يوما طويلا علي اي حال ..

تحدث اليه احد الجنود بتردد ..

" و الي اين انت ذاهب .. "

التفت إليه .. التفت إليه و نظر له بعينه اليمني ..

شاريوس : ذاهب كي أنال قسطا من الراحة .. لن استطيع القتال ان لم انل قسطا من الراحة ..

لم ينطق أي من الجنود بحرف .. و لم يعقب أحدهم علي ما قاله توا ..

اختار شاريوس ان يكون بعيدا عنهم و اختار ان يختلي بنفسه لبعض من الوقت ..


يمر الوقت ببطئ و الجنود نال منهم الارهاق .. لكن خوفهم منعهم من النوم او نيل قسط من الراحة ..

بينما شاريوس جالس علي اطراف القرية بأتجاه الجنوب .. الاتجاه الذي سيأتي منه توأم الحرب و جيشهما ..

اغمض عينه لوقت ليس بطويل .. الي ان استيقظ من جديد .. السماء ستشرق عما قريب ..

فتح عينه و لم يمضي كثير من الوقت ..

شاريوس : " اخيرا .. يكاد ان يقترب الوقت .. "

لم تمر سوي دقائق علي قولها ..

و الارض تهتز من حوله .. الارض تهتز بينما السماء كانت تشرق ببطئ شديد ..

الارض تهتز و جنود شاريوس بدأو يتجمعون واحدا تلو الاخر .. اجتمع جميع جنوده بافعل .. و تجهزوا ..

نظر لهم .. فتحدث بثقة ..

شاريوس : غادروا القرية و ابتعدوا عنها بضعة امتار للخلف ..

لم يفهم أي من جنوده سبب طلبه الغريب ذلك لهم .. و لكن لم يستطع اي منهم معارضته علي طلبه لهم ..

يقترب الشقيقان و خلفيهما ذلك العدد الكبير من الجنود برفقتهما .. يقتربان الي ان اشارا لهم بالتوقف ..

نظر كلا الشقيقين للامام فرآى كل منهما ذلك العدد القليل من الجنود ..

رآى كل منهما ذلك العدد القليل من الجنود و ذلك الشاب يقف امام تلك القرية بدرعه الاسود و سيفه الذي كان خلف ظهره ..

نظر كل منهما للاخر مبتسما .. و لم يمضي وقت علي نظرهما نحو الاخر ثما بدائا بالضحك بافعل ..

" هل هذا حقا من المفترض به ان يكون جيش " كيريان ""

قالاها بنفس الوقت و بدت بالنسبة لهما كنكتة ..

تحدث احدهما و كان يحمل سيفا و كان ذلك هو الاخ الاكبر ..

هيئته كانت مختلفة عن اخر مرة رآه فيها شاريوس .. فقد اصيب بالفعل بعدد كبير من الندوب ..

بدأت من وجهه و امتدت ندوبه الي اسفل جسده ..

تحدث الاخ الاكبر لاخيه الاصغر قائلا ..

" لو كنت اعلم انهم قليلون هكذا لكنت قتلت الجرذان التي كانت بقربنا الليلة الماضية .. "

بينما رد الاصغر قائلا ..

" يبدوا ان كيريان تمر بوقت عصيب بالفعل .. هل هائولاء كل ما بقي من جنودهم.. ؟!

بالكاد يمكنني وصف ذلك العدد القليل من الجنود بجيش .. "

استمر كل منهما بالضحك و بشدة ..

وبينما كانا يضحكان بداء شاريوس بالاقتراب منهما .. تاركا جنوده خلف ظهره .. و ظل يقترب ببطئ و بهدوء اليهما ..

اصبح بافعل قريبا منهما .. لا يفصله عنهما سوى بضع مئات من الامتار ..

ما ان اقترب اليهما صاح بصوت عالى ..

شاريوس : " انا شاريوس .. قائد لذلك الجيش من " كيريان " أتيت لاخذ رأسيكما .. "

كانت تلك هي كلماته فقط اليهما .. بينما نظر كل منهما نحو الاخر و بدا عليهما الغضب مما سمعاه للتو ..


" يبدوا ان لدينا فأرا شديد الثقة بنفسه ..

لك ما تريد اذا .. انه لي .. سأكون انا من يقطع رأسه .. "


كانت تلك هي كلمات الاخ الاكبر الذي بدا غاضبا لاخيه الاصغر ..

قال تلك الكلمات له و بدا عليه الغضب بالفعل ..

رد الاخ الاصغر قائلا ..

" انتظر قليلا .. اريد ان أتي معك .. علي الاقل أريد ان أتسلي انا ايضا برؤيته و هو يتألم .. "

رد الاكبر مرة اخري و نبرة صوته بها تهديد ..

" افعل ما تريد .. لكن أياك ان تتدخل .. أنه لي "

نزل الاثنين بالفعل من علي احصنتهما .. و تقدما اليه بهدوء ..

اقترب الاخ الاكبر إليه و بقي الاصغر علي مسافة ليست ببعيدة عنهما ..

تحدث الي شاريوس و وبدا من صوته علامات الغضب ..

كوجا : انا هو " كوجا " .. الاخ الاكبر .. و الذي يقف هناك هو اخي الاصغر " روجا " ...

لا تقلق .. سأكون انا خصمك .. تأكد من أنني انا من سيقطع رأسك و ليس هو .. "

شاريوس الذي كان هادئا طوال الوقت يبدوا عليه الغضب .. الغضب الشديد بسبب رؤيته لهما ..

التزم الصمت و لم يعقب علي كلمات الاخ الاكبر له بكلمة .. سحب سيفه بصمت و وقف ليستعد للقتال ..

بينما الاخ الاكبر ينظر له بهدوء ليتفحصه مرة اخيرة قبل القتال ..

كوجا : " يبدوا ان ذلك الجرذ يجيد استخدام السيف .. "

كان هذا ما كان يفكر فيه بالفعل ..

بداء القتال عندما تحرك الاخ الاكبر بأتجاه شاريوس .. سحب " كوجا " السيف بسرعة و بداء بالقتال معه بالفعل ..

يتحرك بسرعة و يتجه الي نقطته العمياء .. كان " كوجا " يستهدف جانب شاريوس الايسر باستمرار ..

بينما شاريوس في حالة دفاع كامل لم يقم بأي هجمة .. جنود "سيريان" في الخلف ينظرون أليهم و يضحكون ..

" كم سيستغرق منهما الامر لقتل ذلك الفتي "

هذا ما تحدث به احد الجنود ..

" ربما خمسة دقائق او اقل .. " كان ذلك ردا علي ما قاله توا ..

فتحدث ثالث ليقول ..

" و هل تعتقدون انهما سيقاتلان بشرف .. لن يستغرق منهما الامر وقتا حتي يقاتلانه معا ..

ليس مهما الوقت الذي سيستغرقانه لقتله .. فالنتيجة محسومة بالفعل .. ولكن ان كنت سأخمن وقتا ..

فساراهن بأنهما سيسقطانه في عشرة دقائق .. "

رد ..

" معك حق نحن نتحدث عنهما .. لن يقتلانه ..

سيستمتعان بتعذيبه ببطئ .. سيستمتعان بسماعه و هو يصرخ و سيسعدان برؤيته وهو يتألم .. "

بينما جنود "سيريان" مستمتعين بالقتال كان جنود "كيريان" علي عكسهم تماما ..

التوتر كان طاغيا علي وجوههم و حديثهم و حتي طريقة تفكيرهم ..

" قضي الامر .. نحن هالكون "

" كان من الافضل لنا البقاء بكيريان علي المغادرة "

كانت أغلب محادثاتهم هكذا .. او هذا ما كانوا يفكرون فيه ..

شاريوس الذي كان يتلقي الهجمات و الذي كان يبدوا للجميع انه في موقف يصعب الخروج منه يبدوا علي ملامح وجهه الهدوء ..

يحرك سيفه بسرعة ليتجنب هجمات سيف " كوجا " ... بينما " روجا " كان ينظر جيدا القتال ..

ادرك "روجا" اخيرا ان ذلك الفتي الذي يرتدي درعا اسود يتسلي بأخيه .. فمنذ ان بداء الاثنين بالقتال ..

اكتفي شاريوس بتحريك سيفه فقط ليتجنب هجمات سيف أخيه او ليصد هجماته ..

بينما كوجا الذي كان يقاتل شاريوس كان مدركا تماما لمدي خبرته بأستخدام السيف ..

اكتفي كوجا بتوجيه الهجمات رغم انه يدرك ان ذلك سيكون بلا فائدة ..

كوجا : " انه حقا بارع .. بارع جدا .. انه في مستوي مختلف ..

انه قريب من تلك العاهرة بالفعل .. انه بنفس قوتها.. هذا ان لم يكن افضل منها .."

تذكر"روجا" الاخ الاصغر اخيرا امرا هاما .. ادرك روجا اخيرا امرا هاما ..

فتغيرت تعابير وجهه و ليبتسم بشدة فتحدث بنبرة صوت مستفزة محاولا استفزاز شاريوس .. قائلا ..

روجا : تذكرت .. الان تذكرت ..

تلك الندبة علي عينه اليسرى .. و ذلك الشعر الابيض و العين الفضية ..

أخي .. انه ذلك الفتي الناجي من قرية " كورونا " ..

قالها بصوت مرتفع .. فسمعه اخوه ..

سمعه اخوه و سمع كذلك جنود " كيريان " تلك الكلمات ..

بينما شاريوس بدا عليه الغضب اكثر و اكثر و لم ينطق بكلمة ..

بدا و كأنه وقود ينتظر شرارة ليحترق ..

و بينما هو غاضب .. ابتسم كوجا بشدة و تراجع للخلف ليبداء بالضحك ..

كوجا : أ.. أنت ذلك الفتي الصغير من تلك القرية البأسة .. ؟!

مر حقا وقت طويل .. و يبدوا ان تلك الندبة علي عينك اصبحت تلائمك الان ..

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية

2018/11/04 · 630 مشاهدة · 1507 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024