فى إحدى قرى الريف المصرى فى منزل يبدو عليه الثراء قليلا، وبداخل هذا المنزل تجلس سيدة فى العقد السادس من عمرها يبدو عليها الشدة وتوحى ملامحها بالقسوة اكتسبتها من اسمها قسوة: خدى الهدوم دى كمان عايزاها تتغسل قالتها وهى ترمى إليها بالعديد من الملابس المتسخة، والكثير من ملاءات السرير ولم تبالى تلك المتعجرفة بحال تلك المسكينة أو تشفق عليها. سمر بصوت واهن وجبين متعرق: حاضر ياما بس ممكن أريح شوية أنا من الصبح مرتحتش نضفت البيت كله ومسحت الأرضية وخبزت رقاق زى مطلبتى وبقالى ساعتين بغسل هدوم على إيدى وصوابعى اتهرت. قسوة بعجرفة وصوت عالى: إيه اللى بتقوليه ده يا بت ، أنا اللى أقوله يتنفذ من غير ولا كلمة فاهمة ولا لأ. سمر بحزن: حاضر ياما اللى تشوفيه بس الله يخليكى خلينى أغسل باقى الهدوم فى الغسالة معصم إيدى اتفك ومبقتش قادرة. قسوة: لا إنتى هتغسلى الهدوم دى كلها على إيدك تسخنى المياه كويس عشان الهدوم تنضف، اعملى بلقمتك بدل مانتى أرض بور ومش عارفه تجيبى لابنى حتى عيل نفرح بيه إن كان عليا مش عايزاكى تستنى هنا ولا دقيقة بس مستحملاكى عشان ابنى ميزعلش يا وش الشوم. سمر بحزن شديد: أنا نفسى ومنى عينى أخلف من مصطفى بس أعمل إيه ربنا لسه مأرادش. قسوة: أنا هسيبك شهرين لو محملتيش وخلفتى الواد اللى نفسى فيه هخلى ابنى يتجوز بنت تخلف وهخليه يطلقك فاهمة يا أرض البور ، قالت تلك الكلمات ثم رحلت تاركة من خلفها قلب تمزق من قسوة كلماتها والتى نزلت على سمر كضربة كرباج قوية. *استمرت سمر فى غسل الملابس وتنظيفها حتى أحست بالارهاق الشديد فقررت أن تصعد لغرفتها ليوقفها صوت خبط على الباب لتذهب وتفتح الباب لتجد أخت زوجها (سماح) نسخة مصغرة من والدتها (قسوة) دائما ما تسمعها كلماتها الجارحة غير عابئة بشئ فلديها ثلاثة أولاد ذكور وتفتخر بذلك ولا تضيع فرصة حتى تذكر سمر بعلتها. سماح بملامح مقتضبة: إزيك يا أم الغايب قالتها بسخرية فدائما تناديها بذلك اللقب لتذكرها بأنها عاقر لا تنجب. سمر بابتسامة حزين: إزيك يا سماح اتفضلى. سماح: طبعا هتفضل ده بيت أخويا حبيبى آه صحيح أمال مصطفى فين مش شايفاه يعنى. سمر: فى الشغل لسه مجاش. سماح: ربنا يقويه يا حبة عينى بيشتغل كتير أكيد عشان ينسى همه ، هيرجع البيت بدرى ليه لا عنده عيل ولا تيل يستناه. *ترقرقت الدموع بعينى سمر من كلام سماح اللاذع والذى أصابها فى مقتل. سماح: بقولك إيه أنا هروح أسلم على أمى وأقعد معاها وإنتى خدى العيال حميهم وعشيهم أنا قاعدة معاكم يومين. سمر بنبرة حزينة: حاضر ثم أخذت أولادها ليتناولوا العشاء. ذهبت سماح لغرفة والدتها لتجدها جالسة على سجادة الصلاة تصلى (قال مؤمنة يعنى)😂😂. أنهت قسوة صلاتها لتجد ابنتها سماح أمامها. *سماح وهى تقبل يدها: إزيك ياما وحشانى. قسوة: سيبك من الكلام ده وقوليلى جاية ليه إوعى تكونى اتخانقتى مع جوزك وجاية غضبانة أقطع خبرك. سماح بسرعة: لا ياما كفى الله الشر جوزى سافر يشوف أمه فى البلد فقولت أجى أقعد عندكم اليومين دول أصلك إنتى وأخويا مصطفى وحشينى خالص. قسوة بلوية بوز: طيب يختى اقعدى أمال عيالك فين. سماح: جوم معايا وسيبتهم مع أم الغايب تحميهم وتعشيهم. قسوة: متفكرنيش بسيرة الزفتة دى لولا أخوكى واقفلى كنت طردتها من البيت ده من زمان وكل مقوله يطلقها ويتجوز غيرها ميرضاش وقال إيه بيحبها. سماح بخوف: هو إنتى بتكرهيها جوى كده ليه ياما عشان موضوع الخلفة ولا حاجة تانية. قسوة: أنا بكرهها ومبكرهش حد قدها أهلها بيحبوها كويس انهم ماتوا قالتها وهى تضحك بغيظ ، وأخوكى اتجوزها وبيموت فى التراب اللى بتمشى عليه حتى بعد متأخرت فى الخلفة مش راضى يجبلها ضرة بس أنا مش هسكت وهطلعها من البيت ده. ___________"______"""_"""""""" أنهت سمر مهمتها مع هؤلاء الأولاد فقد تعبت من مقالبهم الشيطانية وتصرفاتهم الغبية حتى ناموا، لتذهب بعدها إلى غرفتها استحمت وتعطرت فزوجها على وصول *جلست سمر بتعب على السرير لتغفو عليه دون أن تشعر لتستيقظ على لمسات حنونة تداعب وجنتها لتعرف أنه زوجها وحبيبها مصطفى مصطفى بحب: وحشتينى أوى يا سمر ثم قبلها من وجنتها. سمر بحنان: وانت كمان وحشتنى اتأخرت ليه انهارده قلقتنى عليك. مصطفى: معلش يا حبيبتى بس واحد زميلى فى الشغل تعب ووديته المستشفى واضطريت استنى معاه لحد مأهله يروحوله فتأخرت حقك عليا. سمر بتعب: ولا يهمك يا حبيبى إنت أكيد تعبان قوم استحمى وغير هدومك وأنا هنزل أجيبلك العشاء. مصطفى: حاضر يا حبيبتى. ★نهضت سمر وماهى إلا خطوات قليلة حتى أحست بدوار شديد يفتك بها لتسقط على الأرض وتستسلم لتلك الغيامة السوداء. مصطفى لخضة: سمر.... يتبع........ طموح_أنثى بقلم_سلوى رمضان محمد_