**الفصل 18: بدء التدريبات**
في الثالث من يوليو، حان يوم بدء تدريبات الفريق.
بدأ لاعبو الفريق الأول يتوافدون إلى النادي لتسجيل الحضور. وبسبب التغييرات الكبيرة التي شهدها الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية، رأى اللاعبون القدامى الكثير من الوجوه الجديدة.
تعامل اللاعبون القدامى مع هذا الوضع بتفهم، حيث لم يظهروا حماسًا ولا عداءً تجاه اللاعبين الجدد، بل كانوا أكثر برودًا وعدم اهتمام.
لكن قائد الفريق القديم، كليمينس فريتز البالغ من العمر 31 عامًا، رحب باللاعبين الشباب.
"مرحبًا بكم في فيردر بريمن. إنه نادٍ رائع، وأعتقد أنكم ستحبونه!"
إلا أن ردود فعل اللاعبين المنتقلين حديثًا خلال فترة الانتقالات كانت باردة نسبيًا، حيث اكتفوا بالتصفيق بشكل عابر.
رأى لين تشيوان هذا الوضع، فدفع بجانبه كيفين دي بروينه الذي كان شارد الذهن، وقال له:
"هيا، دعنا نذهب لتحية القائد."
كيفين دي بروينه كان غريبًا عن الفريق ولم يكن يعرف سوى لين تشيوان. وبطبيعته الخجولة، كان يفضل البقاء في زاوية والاستماع إلى الموسيقى.
لكن بعد سماع كلام لين تشيوان، أوقف جهازه المحمول وتبع لين تشيوان نحو فريتز.
"مرحبًا قائد، أنا لين تشيوان، وهذا كيفين دي بروينه. نحن اللاعبين الجدد في الفريق. نرجو منك دعمنا."
"ههه، أهلًا بكم. سمعت من المدرب عنكما، وأشاد بموهبتكما. قدموا أداءً جيدًا في الموسم الجديد، فنحن بحاجة إلى دماء جديدة مثل دمائكما!"
أحب فريتز هؤلاء الشباب المهذبين، خاصةً مقارنةً مع لاعب آخر تم إعارته من بايرن ميونخ. إذ كانت انطباعاته عن لين تشيوان ودي بروينه جيدة جدًا.
بعد تحية لين تشيوان ودي بروينه، قدمهم فريتز لبقية اللاعبين القدامى في الفريق لمساعدتهم على الاندماج.
علاوة على ذلك، سأل فريتز عن كيفية تكيف لين تشيوان ودي بروينه مع الحياة في ألمانيا، موضحًا أنه إذا واجهوا أي مشكلات، فيمكنهم اللجوء إليه للمساعدة، حيث يعيش في بريمن منذ ستة أو سبعة أعوام ولديه علاقات محلية.
بعد هذا التفاعل، فهم لين تشيوان شخصية القائد فريتز بشكل أفضل. كما قال ويليام، كان فريتز شخصًا طيب القلب.
لكن مشكلته كانت ربما في كونه طيبًا جدًا، حيث يفتقر إلى تلك الصلابة التي تميز القادة الحديديين. لم يكن لين تشيوان متأكدًا إذا كانت هذه ميزة أم عيبًا.
بينما كان اللاعبون يتحدثون عن إجازاتهم، وصل المدرب الرئيسي توماس شاف برفقة فريق التدريب وأعلن عن برنامج التدريب لهذا اليوم.
لأن فترة الإجازة انتهت للتو، وكان معظم اللاعبين لا يزالون في مرحلة التعافي من الإجازة، كان اليوم الأول من التدريب خفيفًا وتركز على استعادة اللياقة البدنية.
بينما كان ينظر إلى اللاعبين في الملعب، كان توماس شاف يفكر في اختيار تكتيكات وتشكيلة الفريق للموسم الجديد.
كان فيردر بريمن فريقًا يعشق الهجوم، وكانت قوتهم الهجومية واحدة من الأقوى في الدوري الألماني.
في موسم 2005-2006، حصل فيردر بريمن على صدارة الدوري في عدد الأهداف وفارق الأهداف.
في ذلك الموسم، سجلوا 79 هدفًا بمتوسط 2.3 هدف في المباراة، وفارق أهداف وصل إلى 42 هدفًا.
كان هذا الرقم أعلى بـ12 هدفًا و7 أهداف عن المركز الثاني بايرن ميونخ.
قوة بايرن ميونخ معروفة، لذلك كان انتزاع هذين المركزين من بين أيديهم دليلًا على قوة فيردر بريمن الهجومية.
لكن فيردر بريمن كان يعاني دائمًا من مشكلة كبيرة وهي ضعف الدفاع.
كانوا يسجلون العديد من الأهداف لكنهم يستقبلون العديد أيضًا.
خلال فترة الذروة من 2004-2009، تمكن فيردر بريمن من تعويض ضعف الدفاع بكثرة الأهداف.
لكن منذ موسم 2009-2010، بدأت قوة الفريق تتراجع، وتراجع عدد الأهداف المسجلة بينما لم يتراجع عدد الأهداف المستقبلة.
لذلك بدأت نتائج فيردر بريمن في الانحدار، وأصبح الفريق يتجه نحو الهبوط، وفي هذا الموسم أصبح مرشحًا قويًا للهبوط.
كان على المدرب توماس شاف أن يواجه سؤالًا كبيرًا: هل ينبغي لفيردر بريمن أن يستمر في اللعب بالأسلوب الهجومي السابق؟
الهجوم يجذب المشجعين، بينما الدفاع المضاد يكسب المباريات.
يبدو أن الدفاع المضاد هو الخيار الأكثر أمانًا، لكن توماس شاف ليس مدربًا مختصًا بالدفاع.
لقد أمضى معظم وقته في دراسة تكتيكات الهجوم وتشكيلات الهجوم، ولا يجيد الدفاع، خاصة الدفاع المضاد الفعال.
توقع أن يصل إلى مستوى دفاعي مثل مورينيو هو أمر غير واقعي.
لذلك لم يجرؤ على تغيير تكتيكات فيردر بريمن السابقة جذريًا.
إذا حاول إجراء تغيير جذري، فقد لا يحقق النتائج المرجوة، وقد يشعر اللاعبون بالارتباك مما يؤدي إلى نتائج عكسية.
لذلك، كان الخيار الأكثر أمانًا هو إجراء تعديلات على التكتيكات السابقة، مع إجراء تغييرات طفيفة على التفاصيل الدفاعية والهجومية دون المساس بالإطار العام.
بناءً على خصائص الفريق الحالي، وخاصة الشباب الذين يتميزون باللياقة العالية والحماس، قرر توماس شاف تعديل التشكيلة من 4-3-3 إلى 4-1-4-1.
تشكيلة 4-3-3 هي تشكيلة هجومية بامتياز، بينما تشكيلة 4-1-4-1 تحتفظ بمزايا الهجوم في 4-3-3 وتضيف بعض التحسينات الدفاعية.
تتميز تشكيلة 4-1-4-1 بنقل الجناحين إلى مركز الوسط، مما يشكل خط دفاعي قوي في الوسط من خمسة لاعبين.
أثناء الهجوم، ينطلق الجناحان من الخلف لمهاجمة الأجنحة.
في هذه الحالة، يعود الجناحان إلى أدوارهما الهجومية، مما يعيد التشكيلة إلى 4-3-3 مع توفر ثلاث مهاجمين في الأمام، مما يزيد من خيارات الهجوم.
لكن هناك سلبيات لهذه التشكيلة، حيث يقل عدد اللاعبين في الأمام، مما يقلل من القدرة على الضغط العالي في نصف ملعب الخصم.
كما أن الاعتماد على لاعب واحد في مركز الارتكاز يترك المساحات الجانبية مكشوفة، مما يسهل على الخصم استغلالها.
علاوة على ذلك، بسبب أن التشكيلة تصبح 4-1-4-1، فإن التحكم في المسافات بين الخطوط الأربعة أمر حيوي. إذا لم تتم إدارة المسافات بشكل جيد، قد تظهر فراغات في الدفاع.
أهم المراكز في هذه التشكيلة هي الارتكاز والجناحين.
الارتكاز هو المدافع الأول عن الخط الخلفي. إذا تم تجاوزه، سيواجه الفريق تهديدًا مباشرًا.
أما الجناحين، فهم يلعبون دورًا دفاعيًا وهجوميًا مهمًا.
إذا لم يتمكنوا من فتح الهجوم، فسيجد الفريق نفسه في وضع صعب.
لحسن الحظ، كان لدى شاف خيارات أخرى في حال لم تنجح تشكيلة 4-1-4-1، مثل العودة إلى 4-3-3 أو 4-4-2.
(نهاية الفصل)