**الفصل 23: تأكيد من القائد**

بعد تسجيل دي بروين هذا الهدف، بدأ يجري نحو جانب الملعب وهو يشير بيده نحو لين تشيوان، ليأتي ويحتفل معه.

هذا الهدف الذي تمكن من تسجيله لم يكن فقط نتيجة لجودة تسديدته العالية، بل نصف الفضل يعود إلى تمريرة لين تشيوان.

لو لم يجذب انتباه عدد كبير من المدافعين ويستغل الفراغ ليمرر الكرة، لما تمكن دي بروين من الحصول على هذه الفرصة السهلة للتسديد.

ركض لين تشيوان مبتسمًا نحوه، ومد يده ليمسح شعر دي بروين، قائلاً:

"كيفين، تسديدتك كانت رائعة!"

"شكرًا، وتمريرتك كانت ممتازة أيضًا!"

في هذا الوقت، جاء زملاؤهم في الفريق للمشاركة في الاحتفال، وصافحوا دي بروين ولين تشيوان. حتى القائد فريتز منحهم عناقًا حارًا.

لقد حصل أداء لين تشيوان ودي بروين الرائع في هذه المباراة على اعتراف هؤلاء اللاعبين القدامى.

"أحسنتم يا شباب!"

"واصلوا هذا الأداء، وفي الموسم الجديد سجلوا المزيد من الأهداف وحققوا المزيد من الانتصارات للفريق!"

"شكرًا أيها القائد، سنبذل قصارى جهدنا، انتظر وشاهد!"

قال لين تشيوان بثقة عالية، وأومأ دي بروين برأسه متابعةً:

"وأنا أيضًا!"

كان القائد راضيًا جدًا عن ردهم، وبعد انتهاء الاحتفال دعا الفريق للعودة إلى مراكزهم، مذكراً إياهم بعدم الاسترخاء لمجرد تقدمهم بنتيجة 2-0.

التاريخ مليء بحالات الفرق التي كانت متقدمة في النتيجة ولكنها خسرت بسبب التراخي الدفاعي، ولعل أشهرها ليلة إسطنبول عندما تم الاحتفال بالنصر في منتصف المباراة.

لم يكن لين تشيوان ودي بروين من النوع الذي يفقد تركيزه بعد تسجيل هدف، فعادا بسرعة إلى مراكزهما.

استؤنفت المباراة.

لم يستسلم كوتبوس الذي كان متأخراً بهدفين، بل تخلى عن خوفه من الخسارة وألقى بثقله في الهجوم.

لكن تكتيك 4-1-4-1 لفيردر بريمن في الدفاع مع خمسة لاعبين وسط جعل من الصعب على كوتبوس تنظيم الهجمات.

كان الصراع في خط الوسط شديداً، ولم يتمكن لاعبو كوتبوس من الاحتفاظ بالكرة، ناهيك عن تنظيم الهجمات.

لذلك، اضطر كوتبوس إلى التخلي عن التمريرات القصيرة في الوسط واللجوء إلى تكتيك الكرات الطويلة التقليدية لمواجهة فيردر بريمن.

في هذه الحالة، بدأت نقاط ضعف فيردر بريمن في الظهور، خاصة نقص الحماية على الأطراف، مما منح كوتبوس فرصتين في غضون خمس دقائق.

لحسن الحظ، لم يتمكن كوتبوس من استغلال هذه الفرص ولم يشكل تهديداً على المرمى.

بعد أن أدرك مدرب شاف مشكلة الدفاع، استدعى القائد فريتز لإعطائه تعليمات.

عاد فريتز إلى الملعب وتراجع خطوة ليصبح مدافعاً.

وفي الوقت نفسه، تراجع خط الوسط، وتحول تشكيل فيردر بريمن إلى 5-4-1!

هذا التغيير جعل مدرب الفريق الزائر يغضب، كيف لفيردر بريمن، فريق البوندسليجا، أن يلعب بخمسة مدافعين ضد فريق من الدرجة الثانية؟

ألا يشعرون بالخجل؟

لم يبدِ مدرب شاف أي خجل، فمثل هذه المباريات الودية تهدف إلى تجربة تكتيكات مختلفة، وعدم الاستفادة من هذه الفرصة سيكون بلا معنى.

بالإضافة إلى ذلك، تشكيل 5-4-1 ليس دفاعاً فقط، بل هو تكتيك هجومي أيضاً.

عندما يلعب الفريق بهذا التشكيل، سيضغط الخصم على نصف ملعبهم، مما يوفر مساحة كبيرة للجناحين للانطلاق في الهجمات المرتدة.

ومن حسن الحظ، كان لديهم جناح ذو مهارات فردية عالية في الفريق.

لذلك، بالنسبة لمدرب شاف، كان التراجع خطوة لتحقيق هجوم أفضل.

وسرعان ما تحقق مشهد الهجوم المرتد الذي توقعه شاف.

في الدقيقة 78، شن فيردر بريمن هجوماً مرتداً سريعاً من الدفاع.

رأى فريتز، الذي كان يلعب كمدافع، فجوة كبيرة في دفاع الخصم، وأرسل تمريرة طويلة مائلة إلى نصف ملعب الخصم.

بدأ لين تشيوان بالتحرك بمجرد انتقال الكرة، وفي لحظة تمرير فريتز، كان قد أصبح بجانب المدافعين.

كان رد فعل المدافعين بطيئاً ولم يتمكنوا من اللحاق به، ولم يكن أمامهم سوى رفع أيديهم للإشارة إلى التسلل، بينما كانوا يلاحقونه بلا جدوى.

لم يلتفت الحكم المساعد إلى إشارة التسلل، فقد رأى بوضوح أن لين تشيوان لم يكن متسللاً عندما تم تمرير الكرة، بل بدا الأمر كذلك بسبب سرعته.

اختار الحارس الخروج لمواجهة الموقف، فلم يكن هناك خيار آخر سوى ترك منطقة الجزاء.

كانت الكرة على مسافة متساوية بين الحارس ولين تشيوان، لكن سرعة لين تشيوان كانت أسرع، بينما كان الحارس قد بدأ للتو.

لذلك، تمكن لين تشيوان من لمس الكرة قبل الحارس.

بطرف قدمه، دفع الكرة لتتجاوز بين قدمي الحارس.

سقط الحارس على الأرض بعدما أدرك نية لين تشيوان لكنه لم يستطع منعه.

تجاوز لين تشيوان الحارس، ووصل إلى الكرة أمام خط المرمى.

نظر إلى المدافعين القادمين، ثم سدد الكرة في الشباك.

تغيرت النتيجة إلى 3-0، مما جعل فيردر بريمن يحسم المباراة.

"لين، سرعتك مذهلة!"

ركض القائد فريتز نحو لين تشيوان وعانقه، مشيداً به على الهدف الذي يعتبره تمريرة حاسمة له، ولو كانت لشخص آخر، لما حصلوا على الهدف.

"تمريرة رائعة منك، قائد!"

رد لين تشيوان بمرح، مما أثار استياء نيلز الذي سمع القائد يشيد بلين تشيوان.

كان نيلز أيضاً قد شغل مساحة خالية، لكن لين تشيوان كان بموقف انفراد، فمن المستحيل أن يعيد الكرة.

لم يكن لين تشيوان كريمًا إلى هذا الحد، خاصة بعد أن لاحظ أن نيلز لم يشارك في الاحتفال بأهدافه وأهداف دي بروين، مما جعله يشعر بالاستياء تجاهه.

شعر نيلز بالغضب، خاصة أنه مهاجم الفريق الرئيسي، مستعار من بايرن ميونخ.

بالنسبة لفيردر بريمن، كان ذلك تنازلاً من جانبه، وكانوا يجب أن يقدروا ذلك.

لكن عندما بدأت المباراة، طالب بالكرة بصوت عالٍ، خاصة عندما يمتلكها لين تشيوان أو دي بروين.

كلاهما كان قد سجل، ولين تشيوان كان قد سجل هدفين حتى الآن.

إذا لم يسجل نيلز، فكيف سيحفظ ماء وجهه؟

وأيضًا، إذا أخذ الكرة من أيديهم، فلن يتمكنوا من تسجيل المزيد من الأهداف.

لم يكن لدى لين تشيوان أي تعاطف تجاه نيلز، فتجاهل مطالبه بالكرة.

لكن دي بروين الطيب مرر له الكرة.

لسوء الحظ، كان لاعبو كوتبوس، الذين كانوا غاضبين بسبب النتيجة، يتصرفون بعدوانية.

لم يكن نيلز يمتلك مهارات تمرير كدي بروين، ولا مهارات مراوغة مثل لين تشيوان.

كلما حمل الكرة، تم محاصرته وإسقاطه.

كان جسده الضعيف عاجزًا في مواجهة مدافعي الخصم الأقوياء، ولم يكن من الواضح كيف كان واثقًا من قدرته على حمل الكرة.

رأى مدرب شاف نيلز يتعرض للعرقلة مرارًا، فخشي أن يصاب، واستبدله مبكرًا.

كما استبدل دي بروين الذي لعب معظم المباراة.

عندما غادر نيلز الملعب، لم يُظهر الجمهور أي استجابة، لكنهم صفقوا بحرارة لدي بروين عند مغادرته.

(نهاية الفصل)

2024/05/22 · 132 مشاهدة · 946 كلمة
نادي الروايات - 2025