الفصل الثامن: ترتيبات الإعارة

إذا كان الهدف الأول تم تسجيله بفضل المهارات الفردية، فإن الهدف الثاني جاء من خلال استغلال القدرة التنظيمية، وربط هجوم الفريق في المقدمة، وفي النهاية تسجيل الهدف.

"لا ينبغي أن نفقد هذا الهدف!"

على جانب الملعب، كان أعضاء الجهاز الفني يصفقون لفريق الاحتياط، في حين أن المدربين لم يكونوا راضين تمامًا عن تلقي الفريق الأساسي لهذا الهدف.

"التكتيكات القائمة على السيطرة على الكرة فعالة بالفعل، لكنها تتطلب مستوى عالٍ من اللاعبين!"

"نعم، الفريق الأول يمتلك العديد من لاعبي الوسط الممتازين مثل تشافي، إنييستا، بوسكيتس، والعديد من اللاعبين المميزين. حتى ماسكيرانو، لاعب الوسط الدفاعي الممتاز، تم دفعه للعب في الدفاع بسبب المنافسة الشديدة."

"أما فريق الشباب، فإن لاعبي الوسط لدينا، باستثناء لين تشيوان، ليسوا على نفس المستوى. بدون وسط قوي، ومن دون لاعب هجومي مثل ميسي الذي يمتلك قدرة عالية على اللعب الفردي، فمن الطبيعي ألا نتمكن من تقديم نفس أداء الفريق الأساسي في السيطرة على الكرة."

الفريق الأساسي لم يكن بدون فرص، في الواقع، خلال الفترة التي فرضوا فيها حصارًا على فريق الاحتياط، قاموا بثلاثة تسديدات، منها اثنتان على المرمى.

لكن المشكلة كانت في قدرة المهاجمين في فريق الشباب، حيث أن الفجوة بينهم وبين ميسي كانت كبيرة، تسديداتهم لم تكن فعالة بما يكفي، إما أن يتم صدها أو تصديها من قبل الحارس.

لذلك، على أرض الملعب، ظهر الفريق الأساسي مسيطرًا على الكرة بشكل كبير ولكن دون تحقيق الأهداف.

هذا الوضع جعل مدربي فريق الشباب يتذكرون المنتخب الإسباني.

المنتخب الإسباني مليء بالنجوم، خاصة في وسط الملعب حيث يمكنهم تكوين فريق كامل من المايسترو.

تشافي، إنييستا، بوسكيتس، فابريغاس، ألونسو، ديفيد سيلفا، ماتا، كازورلا، نافاس، كلهم تقريبًا يعتبرون أعمدة أنديتهم في الوسط.

بهذا التشكيل القوي في الوسط، يستطيع الإسبان بسهولة السيطرة على وسط الملعب.

لكن المشكلة هي أن إسبانيا تفتقر إلى مهاجم خارق، مهاجم قادر على إنهاء الهجمات مثل ميسي.

لذلك، تجد إسبانيا دائمًا في المباريات صعوبة في التسجيل أمام الفرق القوية.

في كأس العالم في جنوب أفريقيا قبل عامين، عندما واجهت إسبانيا فرقًا قوية مثل البرتغال، باراغواي، ألمانيا، وهولندا في الأدوار الإقصائية، سجلت هدفًا واحدًا في كل مباراة.

رغم أن هذا يبدو اقتصادياً وفعالاً، إلا أنه كشف عن مشكلة الفريق في الهجوم.

بالرغم من أن لاعبي الوسط جميعهم يمتلكون القدرة على التسجيل، إلا أن مهاراتهم في التسديد ليست على أعلى مستوى مقارنة بالمهاجمين الحقيقيين.

لذلك، كثيرًا ما ترى في المباريات إهدارهم للفرص بشكل متكرر.

إذا اختار ميسي الانضمام إلى المنتخب الإسباني، فإن هذا الفريق المبني على أساس برشلونة سيكون مصممًا خصيصًا له.

فريق إسباني كهذا سيكون مرعبًا على الساحة العالمية، شيء لا يمكن تخيله!

لكن للأسف، ميسي واحد فقط، وقد اختار اللعب للأرجنتين.

"ليس هناك الكثير من الحلول، وسط المنتخب الوطني قوي جدًا، لكنهم أيضًا يجدون صعوبة في التسجيل. مشكلتنا مشابهة، ولكن بمستوى لاعبين أقل بكثير، وبالتالي التسجيل يكون أصعب."

المدربون كانوا قلقين، فمشاكل فريق الشباب أثارت قلقهم: بمجرد أن يتقاعد هؤلاء المايسترو في الفريق الأول، فإن اللاعبين الشباب الموجودين الآن لن يكونوا قادرين على ملء فراغهم.

في ذلك الوقت، هل سيتمكن برشلونة من الاستمرار في تنفيذ تكتيكات السيطرة على الكرة؟

هذا التحدي يعتبر أكثر خطورة من مشاكل فريق الشباب الحالية، لأن نتائج الفريق الأول هي مسألة حياة أو موت للنادي ككل.

لكن لحسن الحظ، لديهم موهبة واحدة، وهي لين تشيوان.

لين تشيوان يمتلك مهارات ممتازة، وأداءه في هذه المباراة حظي بإعجاب أعضاء الجهاز الفني.

رغم أنه لعب في مركز غريب اليوم، ليس كوسط دفاعي بل كوسط هجومي، إلا أن أداءه كان رائعًا لدرجة أن المدربين تجاهلوا هذه النقطة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مراكز اللاعبين الشباب في الملعب ليست ثابتة.

التدريبات في الفريق تهدف إلى العثور على المركز الأنسب لهم، حتى يتمكنوا من تحقيق إمكانياتهم الكاملة.

لذلك، لم ينتقد المدربون لين تشيوان، بل وجهوا تعليمات للاعبي الدفاع في الفريق الأساسي بأن يكونوا حذرين معه، وألا يصيبوه.

فهذا اللاعب هو جوهرة فريق الشباب، ويجب حمايته جيدًا لضمان عدم حدوث أي مشاكل.

فالراية في وسط ملعب برشلونة تنتظره ليحملها في المستقبل!

في الوقت نفسه، في مكتب مدرب فريق الشباب، كان إنريكي يبحث في كومة من طلبات الإعارة التي قدمتها الأندية الأخرى.

(ههه غلبان إنريكي ده خالص 😂😂)

كان يبحث عن الفريق المناسب لإعارة اللاعب.

برشلونة هو أحد الأندية الأكثر شهرة في عالم كرة القدم، وأكاديمية لا ماسيا للشباب مليئة بالمواهب.

لذلك، العديد من الفرق، خاصة الفرق الفقيرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف الانتقالات، تحب استعارة اللاعبين من برشلونة.

اللاعبون الإسبان معروفون بمهاراتهم الفنية، وينتجون العديد من لاعبي الوسط.

وبرشلونة لديه وفرة في لاعبي الوسط، لذلك العديد من لاعبي الوسط الشباب لا يستطيعون العثور على مكان لهم في الفريق الأول، ويضطرون للإعارة لتطوير مهاراتهم.

بعد فترة الإعارة، إذا لم يكن هناك مكان مناسب لهم في برشلونة، فغالبًا ما يختارون الانتقال إلى نادٍ آخر.

وعند انتقالهم، عادة ما يكون النادي الذي أعيروا إليه هو الخيار الأول.

فبعد فترة الإعارة والتكيف مع الفريق، يكونون قد اندمجوا في نظام الفريق التكتيكي.

أما إذا انتقلوا إلى فريق آخر، فقد يتطلب ذلك فترة طويلة من التكيف.

وبالنسبة للاعبين الشباب، إذا لم يتمكنوا من تقديم أداء جيد في فترة اللعب المحدودة، فإنهم قد يفقدون ثقة المدرب وبالتالي يتم استبعادهم.

فالملاعب الاحترافية قاسية جدًا.

الأفضل يتقدم، والضعيف يتراجع، إذا لم تتمكن من استغلال الفرصة، ستعاني من العواقب.

إنريكي كان يفكر بهذه الطريقة، فقرر إعارة لين تشيوان إلى فريق في دوري عالي المستوى، ليس قويًا جدًا ويحتاج إلى نتائج.

هذا النوع من الفرق لا يتمتع بصبر كبير على اللاعبين الشباب، فإذا لم يقدم اللاعب أداء جيدًا في المباريات، فقد يفقد المدرب صبره عليه خلال مباراتين أو ثلاث.

في ذلك الوقت، سيجلس على مقاعد البدلاء لمدة عام، وحتى لو كان لديه بعض الموهبة، فإنها ستضيع.

وبالإضافة إلى ذلك، إذا لم يقدم أداءً بارزًا خلال هذه السنة، سيكون لدى برشلونة سبب كافٍ لرفض تمديد عقده.

وبهذه الطريقة، سيتمكن إنريكي من تحقيق المهمة التي كلفه بها الرئيس روسيل.

وبناءً على هذه المعايير، استبعد الفرق خارج البطولات الخمس الكبرى.

تلك الفرق تنافس في دوريات ضعيفة، ولاعبي برشلونة الشباب يمكنهم بسهولة أن يصبحوا لاعبين أساسيين هناك.

أما البطولات الخمس الكبرى فهي بمستوى أعلى بكثير، حتى وإن كان اللاعب من أكاديمية لا ماسيا، فمن غير المحتمل أن يصبح لاعبًا أساسيًا في هذا العمر.

من بين البطولات الخمس الكبرى، قدمت معظم الطلبات للإعارة من فرق الدوري الإسباني.

لكن إنريكي لم يكن ينوي إعارة لين تشيوان إلى فرق الدوري الإسباني الأخرى، لأن هذه الفرق تلعب ضد برشلونة مرتين على الأقل في الموسم.

وعندما يواجهون برشلونة، ستتحدث وسائل الإعلام عن لاعبي برشلونة المعارين، مما سيعزز من وجود لين تشيوان في أذهان مشجعي برشلونة، وهو ما لا يناسب تقليل وجوده.

لذلك، استبعد الدوري الإسباني أولاً.

فرق الدوري الإنجليزي كانت خيارًا جيدًا، نظرًا لشدة المنافسة هناك.

لكن اللاعبين الشباب، خاصة الإسبان منهم، يرفضون غالبًا الذهاب إلى إنجلترا للعب.

الطقس البارد في بريطانيا، والشدة في التنافس، والخشونة في اللعب، والتحكيم المتساهل، كلها عوامل لا تساعد اللاعبين الإسبان الذين يعتمدون على المهارات الفنية.

لذلك، من المحتمل أن يرفض لين تشيوان الإعارة إلى الدوري الإنجليزي.

في النهاية، وبعد الكثير من التفكير، وجد إنريكي أن الدوري الألماني هو الأنسب، ولن يرفضه اللاعب على الأرجح.

وفي الدوري الألماني، كان هناك فريق قدم طلب إعارة مناسب!

لذلك، اختار الفريق المناسب: فيردر بريمن!

(النهاية)

2024/05/19 · 155 مشاهدة · 1127 كلمة
نادي الروايات - 2025