الفصل 29: الخصم المثالي
في اليوم التالي، ظهرت أخبار تشين ران مرة أخرى على صفحات العديد من وسائل الإعلام.
"كريستال بالاس يهزم بيرنلي بأربعة أهداف ويحصل على بداية جيدة للموسم، متصدرًا ترتيب دوري البطولة."
"المدرب المبتدئ تشين ران يحقق الفوز الأول في مسيرته الرسمية، والترقي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مجرد هدف صغير بالنسبة له."
"تشين ران، هل هو مدرب موهوب آخر؟"
"فن الحرب الذي استمر لآلاف السنين في الصين يظهر في دوري البطولة الإنجليزية."
"تشين ران لعب بمدرب بيرنلي كما يريد."
"بدون سجل مهني بارز، هل سيكون تشين ران مورينيو القادم؟"
"هناك سبب للاعتقاد بأن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح تشين ران مدربًا عالميًا شهيرًا مثل فيرغسون وفينغر."
استخدمت وسائل الإعلام هذه كافة الوسائل لتضخيم الخطة التي نفذها تشين ران في المباراة الودية بنجاح، حيث خدع مدرب بيرنلي، ستان تينانت، ليخطئ في اختيار التشكيلة.
ثم، خلال المباراة، وبعد أن حاول ستان تينانت تصحيح الوضع، عاد تشين ران إلى خطته السابقة، ليقوم بمناورة تكتيكية مزدوجة أضافت مزيدًا من الوقود إلى القصة. تم تضخيم الأمر إلى حد كبير، وكأنه قصة مثيرة للإثارة.
بسبب هذه الضجة الإعلامية، اضطر مدرب بيرنلي ستان تينانت إلى الابتعاد عن الأضواء.
في غضون ذلك، وصلت شهرة تشين ران إلى مستوى جديد، ليصبح رمزًا للمدربين الموهوبين، على الرغم من أنه قاد فريقه لمباراة رسمية واحدة فقط.
"يا للعجب! إنه مديح واضح وصريح!"
لكن، كانت حياة تشين ران صعبة في الوقت الحالي. فقد أُحيطت الشقة التي استأجرها بمجموعة من المصورين الصحفيين (الباباراتزي).
اضطر إلى إغلاق الستائر بإحكام خلال النهار، وإذا أراد معرفة ما يجري بالخارج، كان يقف بجانب الستائر وينظر من خلال فتحة صغيرة.
بدت حياته وكأنه يمثل دورًا في دراما تجسس.
كل مرة يخرج فيها مع شيريل، يُلاحق باستمرار، ولا يمكنه الهروب.
لحسن الحظ، بدأ الموسم الآن، وكانت حياة تشين ران تنحصر بين المنزل وقاعدة التدريب.
في التدريبات اليومية، ركز على مراجعة تكتيكات سيميوني وساوثغيت، وبدأ تدريجيًا في السماح لغوارديولا بتقديم أسلوب لعب جديد للاعبين.
لكن الحقيقة أثبتت أن تدريب اللاعبين على ثلاث خطط تكتيكية مختلفة تمامًا في الوقت ذاته ليس بالمهمة السهلة.
"الفوضى، كما هو متوقع."
بل كانت الفوضى أكبر من أي وقت مضى، مما أجبره على إيقاف تدريب خطة غوارديولا.
"الآن وقد بدأ الموسم، الفوز هو الأهم."
كانت العديد من خطط تشين ران تعتمد على مكافآت الفوز من النظام، ولم يكن يريد أن يخسر الأمور الكبيرة من أجل أشياء صغيرة.
قال تشين ران لغوارديولا:
"يا جوسيب، خطتك تتطلب الكثير من الجهد، ورأيت حالة اللاعبين. الآن، مع بداية الموسم، لا يمكننا إجراء الكثير من التعديلات، وإلا قد يؤثر ذلك على نتائج الفريق."
رد غوارديولا، محبطًا:
"هل تريد مني التوقف عن تدريب هذه الخطة؟"
لكن تشين ران أوضح:
"ليس التوقف تمامًا، بل فقط التمهل. اعتبارًا من الغد، وبعد الانتهاء من تدريبات خطط سيميوني وساوثغيت، يمكنك التركيز على تدريب اللاعبين على التمريرات والتحركات. دعنا نبدأ بتقوية الأساس."
ثم أضاف:
"قسّم خطتك إلى أجزاء صغيرة، ودرّب كل جزء على حدة. عندما يصبح اللاعبون متمكنين من جزء معين، ننتقل إلى الجزء التالي. بعد ذلك، سيكون من الأسهل على اللاعبين استيعاب خطتك ككل."
تحمس غوارديولا لهذه الفكرة وأجاب:
"فكرة رائعة، لنفعل ذلك!"
---
بعد أسبوع، واجه تشين ران الجولة الثانية من دوري البطولة الإنجليزية: كريستال بالاس ضد واتفورد.
لم يُفاجئ تشين ران خصمه هذه المرة، بل اعتمد على التشكيلة المألوفة مع ثنائي الهجوم الطويل، توني وكراوتش.
وكان مدرب واتفورد قد تعلم درسًا من مباراة بيرنلي. ومع معرفته بأن فريقه ليس بقوة كريستال بالاس، قرر اعتماد خطة دفاعية بخمسة مدافعين.
في ظل عدم اكتمال خطة غوارديولا، لم يجد كريستال بالاس وسيلة فعالة لمواجهة هذا التكتل الدفاعي.
لكن، بفضل ثنائي الهجوم الطويل، نجح توني في تسجيل هدف برأسية في الدقيقة 74، ليحقق كريستال بالاس الفوز 1-0.
بالإضافة إلى النقاط الثلاث، حصل تشين ران على مليون يورو إضافية كمكافأة من النظام.
---
بعد المباراة، عادت وسائل الإعلام البريطانية للترويج لانتصار كريستال بالاس وتحقيقه فوزين متتاليين، مع التركيز على موهبة تشين ران التدريبية.
لكن تشين ران تجاهل كل ذلك تمامًا، حيث كان يُركز على المباراة القادمة ضد فريق ويمبلدون، المعروف بـ"العصابة المجنونة".
---
كانت هذه المباراة أول مباراة خارج الديار لتشين ران في مسيرته التدريبية.
ويمبلدون يحمل تاريخًا مثيرًا للجدل مع كريستال بالاس. فبسبب عدم توافق ملعب ويمبلدون القديم مع معايير الاتحاد الإنجليزي، انتقل الفريق لمشاركة ملعب "سيلهورست بارك" مع كريستال بالاس لمدة 12 عامًا قبل أن يغادر.
لكن، مع ارتفاع أسعار العقارات في لندن، قرر مالك ويمبلدون نقل الفريق إلى مدينة ميلتون كينز.
أثار هذا القرار غضب جماهير ويمبلدون، التي أعادت تأسيس فريق جديد يحمل اسم AFC ويمبلدون، بينما فقد الفريق الأصلي دعم جماهيره بالكامل.
بالنسبة لتشين ران، كان هذا الخصم مثالياً لأول مباراة خارج الديار. فريق فقد دعمه الجماهيري ويعاني من أزمة مالية، ما جعله ينحدر من الدوري الممتاز إلى دوري البطولة.
"اضرب خصمك وهو في
أضعف حالاته!"
بالنسبة لتشين ران، كان ويمبلدون الخصم المثالي ليواصل سلسلة انتصاراته.
(نهاية الفصل)