الفصل الثاني والثلاثون ولادة الممثل
تأثر لابورتا.
لم يتوقع أن هذا الصيني قد جلب له مفاجأة حقيقية.
الآن، عندما ينظر إلى تشين ران، يجده أكثر وأكثر إرضاءً لعينيه.
المشكلة المتعلقة بأكاديمية لاماسيا للتدريب التي كانت تؤرقه لفترة طويلة يمكن حلها باستخدام طريقة تشين ران.
لابورتا فكر ملياً مراراً وتكراراً، ووجد أن هذه الطريقة فعلاً قابلة للتنفيذ.
"السيد تشين، علي أن أقول إن طريقتك جيدة جدًا وأعجبتني كثيرًا. ومع ذلك، هذا الأمر لا يزال بحاجة إلى الدراسة والنقاش من قبل إدارة النادي، وقد يتعين عليك الانتظار قليلاً."
"هاها، لا بأس، لستُ مستعجلاً. ولكنني فقط قلق عليكم. إذا حدث قبل أن تتخذوا قراركم أن يوقع أحد لاعبي لاماسيا الصغار عقداً مع نادٍ آخر، فسيكون ذلك مؤسفاً."
قال تشين ران ذلك بهدوء وكأنه لا يكترث كثيرًا.
مع أن تشين ران يعلم من ذكريات حياته السابقة أنه في هذا الصيف تحديدًا، تم اختطاف سيسك فابريغاس من قبل أرسنال، وبعده بيكيه من قبل مانشستر يونايتد.
ولكنه يعلم أنه لا يمكنه أن يظهر أدنى علامات القلق الآن. فقط بهذه الطريقة يمكنه أن يكسب اليد العليا في المفاوضات مع برشلونة لاحقًا.
في هذا الوقت، برشلونة يجب أن يكون أكثر توترًا.
"أنت على حق، هذا ممكن فعلاً. ماذا عن هذا، السيد تشين؟ لا تغادر برشلونة حاليًا. سأعقد اجتماعًا مع باقي الإدارة الليلة لمناقشة هذا الموضوع وسأخبرك بالنتيجة غدًا. ما رأيك؟"
لابورتا شعر أيضًا أن ما قاله تشين ران معقول، وأن هذا الأمر لا يمكن تأجيله فعلاً.
في حال وقع هؤلاء اللاعبون عقودًا، سيكون الوقت قد فات للتصرف.
بالطبع، لم يعترض تشين ران. يعلم أن لابورتا سيعقد اجتماعًا الآن، ولم يكن لديه وقت لمواصلة الحديث معه. لذا بادر بتوديع لابورتا وغادر مكتبه.
عندما عاد إلى الفندق حيث يقيم، كان لويس الصغير ينظر إلى تشين ران بإعجاب.
"تشين، كيف يعمل عقلك؟ كيف تخطر لك مثل هذه الفكرة العبقرية؟ أن تجعل برشلونة يبادر بإرسال أفضل اللاعبين الذين قام بتربيتهم إلى كريستال بالاس، بل وبالمجان. أنت حقاً مذهل."
"توقف عن التملق!"
دفع تشين ران وجه لويس البدين بعيدًا، وقال بغضب: "لديك مهمة، حاول أن تنشر خبرًا في أوساط وكلاء اللاعبين الإسبان، بأن فابريغاس على وشك التوقيع مع أرسنال."
"تشين، ماذا تقصد؟" سأل لويس بلهجة ذات مغزى.
"نضع سوطًا خلف كبار برشلونة لنمنحهم إحساسًا بالإلحاح حتى نكسب اليد العليا في المفاوضات. لا أريد أن أساعد برشلونة في تدريب اللاعبين لمدة سنتين ثم يقوم بشرائهم مرة أخرى بسعر منخفض جدًا. حينها، ألن أكون قد تعرضت للاستغلال؟"
"لكن إدارة برشلونة ليست حمقاء. إذا وضعت السعر مرتفعًا جدًا، فلن يرغبوا بهم." عبس لويس الصغير، فهذا ليس شيئًا يمكنهم فرضه بسهولة.
"ولهذا السبب علينا التفكير جيدًا. من الأفضل العثور على سعر يمكن لبرشلونة قبوله، لكن في الوقت نفسه يشعرهم بالألم، لكي نتمكن من الاحتفاظ بأفضل المرشحين في المستقبل."
"ليس الأمر سهلاً."
"لنأخذ وقتنا. أعتقد أن برشلونة سيكون أكثر استعجالاً منا. بالنسبة لنا، أسوأ نتيجة هي العودة فارغي اليدين؛ أما بالنسبة لبرشلونة، فأسوأ نتيجة هي أن يخسروا المال واللاعبين. ما رأيك، من الأكثر استعجالاً؟"
"هاها، تشين، أنت خبيث جدًا."
عند سماع هذا، أطلق لويس الصغير ابتسامة مليئة بالفهم.
صحيح، نحن لسنا مستعجلين.
في تلك الليلة، عقد لابورتا اجتماعًا طارئًا لمناقشة اقتراح تشين ران، وفي النهاية حصل على موافقة الأغلبية.
إدارة برشلونة منذ فترة طويلة ضاقت ذرعًا بهؤلاء الإنجليز الذين يحاولون دائمًا الحصول على ثمار جهودهم مجانًا.
لكنهم لا يملكون القدرة على تغيير القوانين الإسبانية، لذا لم يكن لديهم خيار سوى القبول.
الآن، بظهور تشين ران كمنافس جديد، بالطبع لم يكن لديهم أي مانع.
في اليوم التالي، تلقى تشين ران إشعارًا.
وافق نادي برشلونة على اقتراحه ودعاه لبدء مفاوضات إضافية.
لكن ما فاجأه هو الجشع الإسباني الذي ظهر مباشرة في بداية المفاوضات.
عرض برشلونة أن يأخذ تشين ران اللاعبين الذين يبلغون 16 عامًا الآن في أكاديمية لاماسيا، ومن ثم يجب أن يوقع الجميع بند إعادة الشراء.
وكان سعر إعادة الشراء المنصوص عليه في العقد منخفضًا بشكل مخيف، يتراوح بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من اليوروهات، وأعلى رقم لم يتجاوز 500,000 يورو.
يا له من استغلال واضح!
هل كريستال بالاس مجرد حضانة لبرشلونة؟
وجه تشين ران أصبح داكنًا، وقف فجأة بعد سماع شروط برشلونة.
"السيد لابورتا، يبدو أن نادي برشلونة لا يرغب في التعاون معي. الفريق لديه مباراة في عطلة نهاية الأسبوع، وعلي العودة لتدريبهم. لن أزعجكم، سأغادر."
بعد ذلك، استدار تشين ران متوجهًا نحو باب غرفة الاجتماعات.
لويس الصغير فهم الإشارة بسرعة، وحزم فريق المحامين أمتعتهم استعدادًا للرحيل.
"السيد تشين، من فضلك انتظر لحظة."
عندما رأى لابورتا أن تشين ران لم يتردد في المغادرة بعد الخلاف، لم يكن يعلم إن كان غاضبًا فعلاً أم يمثّل، لكنه لم يكن لديه خيار سوى النهوض على الفور لمحاولة إيقافه.
في الواقع، كما توقع تشين ران، برشلونة الآن في حالة استعجال أكبر، ولا يستطيعون تحمل فقدان شريك محتمل مثل تشين ران، لأنه لم يتبقَّ لديهم وقت للبحث عن بديل في إنجلترا.
ومع ذلك، استمر تشين ران في تجاهل لابورتا ومشى باتجاه باب غرفة الاجتماعات.
عندما رأى لابورتا ذلك، اضطر للركض للحاق به وأمسك بذراعه.
كان تشين ران متقمصًا دوره بشكل كامل، حاول أن يتملص مرتين، ولكنه عندما لم يتمكن من الإفلات، توقف عن المحاولة.
"السيد لابورتا، بما أنكم لا تنوون التعاون معي، لماذا تحاول منعي من المغادرة؟" قال تشين ران بغضب واضح، محدقًا في لابورتا.
"كح، السيد تشين، يبدو أن هناك سوء فهم. نحن في برشلونة نرغب بشدة في التعاون معكم. في المفاوضات، كما تعلمون، تبدأ الشروط دائمًا قاسية في البداية. إذا كان هناك أي أمر غير مُرضٍ، يمكننا التحدث ومراجعته ببطء."
شعر لابورتا ببعض الحرج. لماذا يتصرف هذا الصيني خارج كل التوقعات؟ من أين جاءت هذه الطريقة التفاوضية التي تعتمد على المغادرة مباشرة عند أي خلاف؟
بدا وكأن لابورتا وجد الإجابة في ملامح تشين ران الشابة.
"السيد لابورتا، كما تعلم، بالإضافة إلى كوني مالك نادي كريستال بالاس، أنا أيضًا مدرب الفريق. وقتي محدود، وهناك مباريات تنتظرني في نهاية الأسبوع."
"وأود أيضًا أن أذكرك، السيد لابورتا، أن الوقت المتبقي لبرشلونة ليس طويلاً."
"وفقًا لما أعلمه، هناك على الأقل سبعة أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك أرسنال ومانشستر يونايتد، تتواصل حاليًا مع أطفال لاماسيا، وقد يوقعون عقودًا معهم في أي وقت. كل يوم تأخير يهدد بفقدان لاعب آخر."
"أما بالنسبة لي، فإن أسوأ نتيجة هي أن أعود خالي الوفاض؛ ولكن بالنسبة لكم في برشلونة، فإن أسوأ نتيجة تعني خسارة المال واللاعبين."
"السيد لابورتا، هل ترى أن كلامي منطقي؟"
***
(نهاية الفصل)