الفصل 4: كل الرجال العظماء متزوجون
==============================
"همم؟" نظرت جو نان إلى الرجل العجوز بتعبيرات غبية.
هل قال للتو باي كي؟
"هذا الرجل العجوز يسألك، هل تأتي تحت وصايتي وتكوني تلميذتي؟" سأل باي كي بصبر مرة أخرى.
إنه الان في الستينات، ونصف من كانوا في جيله قد دُفنوا بالفعل. وقته المتبقي لم يكن طويلاً وكان يجب أن يتم تمرير الإرث.
من أجل تشين العظيمة، ربما سيكون هذا ذو فائدة بعد أن يرحل.
' باي زونج، ابني، متحفظ جداً ومتمسك بالأمثال القديمة. هو لن يكون مفيداً للدولة. وهناك الملك، رغم أن استراتيجياته في غالب الأوقات تكون معيبة. لو لم يكن بفضل صداقتي مع الملك، لكان بقية من في البلاط سيوافقون فحسب بدون أي اعتراض. لكن في السنوات الأخيرة، أصبحتُ كبيراً في السن والنهوض من السرير أصبح أمراً ثقيلاً حتى. هناك أيضا مينج وو، لكن سيكون من الصعب عليه أن يكتسب مكانة ولقب. همم...
انتظر لحظة، بلاط الملك مازال صغيراً والمواهب لازالت مخفية. لن يكون من الصعب تقديم عضو آخر. تماماً مثلما أوصيت بوانج جيان منذ فترة طويلة، فينبغي أن يكون لا بأس مع هذه الفتاة أيضاً.
همم...
الأكثر، إنها موهبة واعدة. إذا نضجت هذه الموهبة بشكل جيد، فلن يكون للملك سبباً للرفض، حتى لو كانت امرأة '
بالتفكير في هذا، استطاع باي كي أخيراً الاسترخاء قليلاً.
كما لو كانت مصعوقة من حيويته المفاجأة، شعرت جو نان بثقل على صدرها مما جعل من الصعب عليها أن تتنفس وتتكلم. "انتظر، انتظر. أنت قلت للتو أنك باي كي؟"
من هو باي كي؟ جنرال دولة تشين. في معركة تشانج بينج، ذبح كل جنود العدو الذين كان يبلغ عددهم
بدون شك، إنها الان فترة الممالك المتحاربة، وهي للتو قابلت أكثر شخصية سيئة السمعة بها! نظرت جو نان إلى الرجل العجوز أمامها. هذه الأسئلة التي سألها من قبل كانت بشأن معركة تشانج بينج!
"نعم، هذا الرجل العجوز هو باي كي"
"إذن، هل هذه دولة تشين؟"
"إنها تشين" قال باي كي بنبرة فخورة قليلاً. ابتسم نوعا ما وقال، "لا تقولي أنك لا تعرفين حتى أين أنتي، صحيح؟ هاهاها"
ربما يكون مرح لكن جو نان كان لديها تعبيرات لاذعة.
بعض الباحثين قالوا ذات مرة أن، من الأفضل أن تكون كلباً في عصر آمن بدلاً من شخصاً في عصر الممالك المتحاربة. حتى سلالة سونج الشمالية كانت ستكون أفضل!
' لقد انتهي أمري، لما أنا غير محظوظة هكذا!'
"ما رأيك؟ أن تكوني تلميذة تحت وصايتي، هذا الرجل العجوز سوف يوفر كل ما تريدين" قال باي كي بدفء، وفي نفس الوقت كان يتخيل في عقله كل المفاهيم والأمور التي يمكنه تعليمها لها.
"إذن..." ألقت جو نان نظرة كئيبة على نصف طبق الرز بالفاصوليا الذي كان لا يزال على الطاولة.
.........
"ووووو- "
انفتح الباب مع صوت قليل كاشفاً عن منزل عائلة باي.
شعرت جو نان أنه كان مختلفاً كثيراً عن توقعاتها. لقد تخيلت أنه سيكون مكاناً يعج بالخدم، ويلائم جنرالاً مشهوراً. لكن رغم أن المكان كان واسعاً بالفعل، إلا أنه بدا فارغاً ومهجوراً.
فقط مدبرة منزل كبيرة في السن من كانت هناك لترحب به.
"لقد عملت بجد"
تنهد باي كي بانتعاش حيث صاح، "زوجتي، لقد عدت! ها!"
اليوم، كان في مزاج منتعش للغاية، حتى زوايا فمه كانت مرفوعة عالياً. لقد خرج لتناول وجبة في الخارج، وحتى أنه اصطاد تلميذة وهو عائد. رائع!
وقفت جو نان في الخلف مكتوفة الأيدي، وأظهرت تعبيرات مظلومة على وجهها. ليس وكأنها أرادت أن تكون تلميذته.
لا يمكنك أن تنسى أن باي كي كان القاتل سيء السمعة في عصر الممالك المتحاربة. مجرد وصوله للميدان كان يهزم الأعداء. من يعلم كم من مئات الآلاف قد ماتوا في معاركه. لو كان في مزاج سيء يوماً ما، فيمكن أن يقطعها سيف في أي لحظة!
لكن، ليس وكأنه كان لديها خيار في هذا الأمر. إذا لم تجد مكان، كانت ستكون مجرد جثة أخرى في الشوارع عاجلا أم اجلا. بين الجوع ببطء حتى الموت والأكل جيداً مع احتمالية الموت، فهي فضلت تجربة حظوظها مع الخيار الثاني.
إنه لقاسي جداً أن تموت بمعدة فارغة!
مدبرة المنزل أعطت باي كي نظرة غريبة ثم إلى جو نان مرة أخرى. آخر مرة كان الجنرال بها بهذه الحيوية كان سابقاً في أيام شبابه العسكرية.
"ما الذي تصيح بشأنه في منتصف النهار!" أتت صيحة من المبنى الرئيسي حيث اندفعت امرأة كبيرة في السن للخارج.
كانت ترتدي رداء مصنوع جيداً، وشعرها الطويل كان على شكل كعكة.
كانت امرأة بسيطة بدون تباهي. ورغم أنها كانت كبيرة في السن، كانت لا تزال تملك ذلك المزاج الكاسح، الشعور الذي يجعل الناس يخجلون من ضعفهم.
عند سماع صيحات المرأة، توقف باي كي للحظة وقلت هالته بشكل كبير.
"اهيم، ألستي سعيدة لرؤيتي؟ تعالي، دعيني أقدمك"
ثم سحب جو نان الواقفة خلفه وقال، "هذه-"
قبل أن يستطيع الانتهاء من الجملة، أصبح وجه المرأة عابس وكانت هنالك يد بالفعل تمسك بإحدى أذني باي كي.
"جيد، جيد! أنت عجوز للغاية وتجرؤ على جلب فتاة معك هنا! هل تعتقد أنني عجوزة جداً ليتم التنمر علي هكذا!؟"
"اوي، اوي" صاح باي كي. "استمعي لي، الأمر ليس هكذا. مهلاً!"
هل هذه عائلة باي؟ جو نان شاهدت الاثنان يركضان في الأنحاء ويتشاجرا. بدا أنه بيت فريد حقاً.
……
"با" أصدر كوب الشاي صوتاً عند وضعه على الطاولة الخشبية في الفناة الداخلي. والمرأة العجوزة جلست بجانب باي كي بينما تتفحص الفتاة الجديدة.
"إذن هذا هو التلميذ الذي أخذته أخيراً؟" سألت، وكانت لا تزال غير مقتنعة.
لمع وميض من الثناء في عيون باي كي. رغم أنه ربما تم إحراجه سابقاً، إلا أن تصميمه كان لا يزال هائل.
بدأ باي كي بالابتسام وأومأ، "أجل، رغم إنها لم تدرس الشئون العسكرية، فإن لديها بالفعل بعض البصائر الطبيعية في فن الحرب. إنها تملك الموهبة لتكون قائدة"
أصبحت نبرة المرأة العجوز مظلمة، "أنت تعلم ماذا تكون ساحة المعركة. إنها ليست مكاناً للفتيات. التردد يعني الموت، وأنت تعتقد أن هذه الفتاة يمكنها التعامل مع ذلك؟"
بما أن باي كي كان يبحث عن تلميذاً له، فبطبيعة الحال سيتم وضع الكثير من التوقعات والمسئوليات على كتفها أيضاً بما أنها زوجته. لكي تكون جنرالاً، فالعقل الاستراتيجي والقوة القتالية العظيمة هما شيئان لا غنى عنهما. القتل هو واجب الجنرال، وأن تكون قاسياً هو رحمتهم العظمى. هذا النوع من القسوة والمعاناة لم تكن شيئا يستطيع رجل عادي أن يتحمله، فما بالك بهذه الفتاة الضعيفة الرقيقة.
بينما نظرت إلى جو نان، أصبحت نبرتها أكثر رقة. " أيتها الفتاة، لماذا تريدين أن تتعلمي هذا؟"
"هذا..." جو نان مسحت شفتيها وأشارت، "إنه وعدني بالطعام"
....
التف باي كي ببطء نحو زوجته مع تعبيرات غريبة على وجهه.
أنا حقاً لست مُهَرِّب!
"سعال، لا تنظري إلي بهذه العيون المتهمة. زوجتي، كما تعلمين، باي زونج لم يعد يأتي تقريبا بعد الان. بجانب أن هذا المنزل بارد جداً وفارغ، وإضافة فتاة أخرى سوف تساعد على زيادة حيويته قليلاً"
"حسنا! هممف، لقد أصبحت عجوزة جداً لأهتم بما تفعله. أنا أيضاَ أعجبتني هذه الفتاة، يمكنها فعل ما تريد" التقطت المرأة كوب الشاي وأخذت رشفة.
"نعم، نعم زوجتي، أنتي على حق"
لو عرف العالم أن هذا الشخص سيء السمعة كان يتملق زوجته، من يعلم كم من الأفق كانت ستنقلب.
==========================
ترجمة : Ahmed Elgamal