الفصل 6: ليان بو، وتؤذين نفسك
======================
قصر اللورد وو آن
"نان" نظر باي كي إلى جو نان التي كانت تبتلع المياه.
"..." متوقفاً للحظة، اتخذ قراره أخيراً وأخرج لفة من خشب الخيرزان البالي.
"اقرأي هذا، واجتهدي لتفهمي كل شيء. إذا كانت هناك أي أسئلة، فاسأليني عندما أعود"
بعد قول هذا، التفت إلى زوجته.
"زوجتي، لقد أخبرني الملك أن أذهب إلى القصر في الظهيرة. يبدو أن هناك شيء يجب مناقشته. همم، إذن أنا ذاهب"
"اذهب ثم عد قريبا" أومأت وي لان ولوحت بيدها.
وهو أومأ والتف ليخرج من المنزل.
وهو مغادر، ألقى نظرة على جو نان وحزمة الكتاب في يدها. كان لا يزال غير متأكد ما إذا كان القرار الصحيح هو تقديم ذلك في وقت مبكر، لكن لم يكن هناك بديل حقيقي. هو لا يملك الوقت ليعلمها كل شيء ببطء.
…
أمسكت جو نان شرائط الخيرزان ونظرت بتشوش نحو باي كي المغادر.
ما هذا الكتاب الذي جعله جادًا جدًا؟ لا يبدو أن الأمر مسألة خفيفة.
مقطبة حواجبها، فتحت لفة الخيرزان مما كشف عن بعض الحروف المكتوبة باللون الأسود القاتم.
"سون تزو: فن الحرب"- مقدمة
اللعنة؟
‧‧‧‧‧‧
وقف مخصي كبير السن باحترام في القاعة الفارغة. وفي كل مكان، حجبت الستائر الخيزرانية ضوء الشمس وألقت بظلالها على المكان. كان هنالك رجل مستلقي في راحة على الأريكة، بينما يشاهد وعاء الشاي الصغير يبعث خصلات خافتة من البخار.
في الصيف الحار، كان القصر لا يزال يحتفظ ببعض الهواء المنعش البارد.
"كلينك، كلينك، كلينك"
مع بعض الخطوات الثقيلة، سار جندي يرتدي درعاً وهمس بعض الكلمات إلى المخصي الكبير في السن.
أومأ المخصي ولوح بيده ليصرف الحارس.
"ما الأمر؟" قال صوت عجوز، لكن صوتاً لا يزال متشبعاً بالقوة. "الملك هنا للهروب من الحرارة. ليس لدي أي اهتمام بمناقشة السياسة الآن"
"ملكي، إنه اللورد وو آن" انحنى المخصي وقال، قبل أن يضيف جملة أخرى. "أنت استدعيته مسبقاً"
"هذا..." قال الملك بخفوت بعد بعض التفكير. "لا يهم، دعه يأتي"
لم يقل المخصي أي شيء بعد الآن وتراجع عن القاعة. لقد خدم هذا المخصي الملك زاوشيانج لفترة طويلة جداً ويفهم مزاج الملك أكثر من أي أحد أخر. أسلوب الملك الان أظهر بوضوح أنه يريد أن تكون هذه محادثة خاصة.
بعدما غادر المخصي الكبير في السن، أصبح القصر هادئاً مرة أخرى. بعد فترة من الوقت، أصبح الصوت المميز للدروع واضحاً على نحو متزايد. رجل عجوز مرتدي درعاً أسود دخل نحو القاعة بزخم كالرياح. ثم أخيراً، توقف الرجل بينما كان يمسك خوذته في يده اليسرى وشبك يديه كتحية.
انحني باي كي مرة أخرى. "أنا أحيي الملك"
"انن، لورد وو آن، لقد وصلت" صوت الملك لم يكن به أي تموجات حيث كان لا يزال يحمل النبرة الملكية. ثم أشار بإصبعه. "اجلس"
"شكرا لك أيها الملك"
…
كانت القاعة صامتة لفترة طويلة، حيث كان كلاهما ينظر إلى وعاء الشاي الساخن.
عندما بدأت المياه في توليد الفقاقيع، أخذ الملك زاوشيانج قطعة قماش ورفع القدر من الموقد. "هل تعلم لماذا اتصلت بك اليوم؟"
لم يسرع باي كي للإجابة. وبعد فترة، تنهد وقال، "شانجدانج؟"
ملك تشاو السابق، الملك وولينج، كان قد أصدر تحسيناً بــ"ارتداء الهو والرماية من الأحصنة". وبسبب هذا، ازدهرت قوتهم القومية وقوتهم العسكرية بنفس المقدار. لدرجة أنه يمكنهم منافسة تشين والضغط على الدول المجاورة.
هذا جعل الملك زاوشيانج يشعر بالتهديد المستمر حيث كانت هذه القوة الفائقة المجاورة تستمر بحشد المزيد من والقوات والنفوذ. لكن لإزالة هذا التهديد كان الأمر يحتاج إلى كفاح صعب. لقد انتظر إلى أن تتعثر قوة تشاو القومية أو أن تتعرض لهزيمة كارثية، ولكن ليس حتى الان أن أصبحت هناك فرصة.
شانجدانج هي أرض على حدود تشين وهي المفتاح لهزيمة تشاو. إذا استطاع جيش تشين شغل منطقة شانجدانج، فسوف يحملون المبادرة ويتحكموا في نقطة هيدونج الاستراتيجية. بالتقدم شمالاً، هناك طريق مباشر إلى عاصمة تشاو القديمة جينيانج (الان هي جنوب غرب تايوان، شانزاي). أبعد من ذلك في الغرب بعد جبال تايهانج، يمكن لجيش أن يهدد عاصمة تشاو.
لذا طالما يتم أسر هذه النقطة الحيوية، سيقل تهديد تشاو بشكل جذري، وإذا بالامكان، يمكن أن يتحول الأمر ليصبح نقطة تحول لغزو مناطق تشاو المركزية.
"هاها" أعطى الملك ابتسامة كبيرة. "اللورد وو آن، أنت تفهمني جيداً. أنا حقا لا أعرف ماذا يجب أن أفعل. لو لم تكن موجوداً، من في تشين العظيمة يمكن أن يكون قائدي؟!"
"إن الملك يمزح"
"لا، هذه ليست مزحة" توقف الضحك فجأة بشكل غريب، وأصبح صوت الملك جادًا. "لكن أيها اللورد وو آن، لقد تلقيتُ بعض الأخبار. بلاط تشاو أصبح شديد الإستياء من ليان بو. وكان هناك نشاط لاستبداله"
قبل عامين، هاجمت تشين واحتلت سهل هانجو (الان، كينيانج، هينان) بالكامل، مما أدى إلى قطع شانجدانج تمامًا من أرض تشاو الرئيسية.
في الأصل في العقود الماضية، كانت دولة هان تتحكم في شانجدانج. ومع ذلك، أمر ملك هان، الملك هوانهوي، الجنرال الحاكم، فينج تينج، بالتنازل عن المنطقة لصالح السلام مع تشين.
لكن بشكل مفاجئ، فينج تينج لم يتابع العملية مع تشين، وبعد التشاور مع أناس شانجدانج، استسلم هو و 17 مدينة إلى تشاو بدلا من ذلك.
لكن هذا استحث غزواً عليهم، وأرسلت القوتان جيوشهم من أجل احتلال شانجدانج.
عندما بدأ جيش تشين غزوه، أرسلت تشاو ليان بو كقائد. مع ذلك، لم يتمكن من تحقيق نصراً حاسماً، وتحول الأمر في النهاية إلى حرب دفاعية.
هل هذا سيء؟
ليس بالضرورة. الإبقاء على جيشك حياً ببساطة هو أفضل استراتيجية يمكن أن يمتلكها جنرال، رغم أنها ليست مثيرة للإعجاب بالتأكيد.
لكن لأن يستبدل ليان بو؟
إذا تم استبداله، فمن سيحمي المدينة؟
"لقد اختاروا ابن اللورد مافو" بعد ذلك، تحولت تعبيرات الملك إلى ابتسامة متكلفة.
ابن اللورد مافو كان يدعى زاو كو، مراهق يمتلك عقل بارع لكن بدون خبرة على ميدان المعركة.
قيادة ليان بو لجنود تشاو الذي وصل عددهم إلى 450,000 كان أفضل وصف له هو الانضباط. دفاعاتهم كانت قاسية وحازمة. لقد حاول باي كي في عديد المرات التكمين له ليخرج، لكن دون جدوى. لم تكن هناك طريقة حقيقية لمهاجمة شانجدانج، وكان الأمر مصدر للصداع اللانهائي له.
رغم أن تشين سيطرت على الطرق المائية والحبوب، لم يكن ذلك حلاً للمعركة المحتومة التي يجب أن تحدث.
لكن حتى لو تمكنوا من هزيمة جيش العدو المكون من 450,000 وتخللوا في جميع أنحاء تشاو، تشين أيضا ستضعف إلى حد كبير، وأعداءها لا يقتصرون على تشاو فحسب، فهنالك النمور والذئاب الذين يتربصون في كل مكان.
في الواقع، من المحتمل أن تشاو لم تستبدل ليان بو، لكن الملك زاوشيانج رأى عطش ملك تشاو في الفوز. وبالتالي ، أرسل جواسيس لنشر شائعات تفيد بأن ليان بو أصبح قديماً وغير قادراً، وأنه أصبح سلبيًا جدًا وكسولًا.
عندما وصلت هذه الكلمات إلى الملك الحالي لتشاو، الملك شياوتشينج، أصبح غاضباً. بذكر الخسائر التي عانى منها جيش تشاو، أقنعوا أنفسهم بالحاجة إلى إزالة ليان بو.
إذا تم استبدال ليان بو، سيكون كل شيء أسهل بكثير.
"همم، ابن اللورد مافو، زاو كو؟" قال باي كي بينما يحدق في الأرض داخل القاعة.
"نعم ، أيها اللورد وو آن، إذا كان الملك شياوتشينج يريد حقاً أن يحل زاو كو محل ليان بو. فأريدك أن تكون الجنرال. ما رأيك؟"
========================
ترجمة : Ahmed Elgamal