0 - مقدمة - بداية النهاية.

"يبدو أن ،،،،،، هذه ،،،،، هي ،،،،النهاية..."


على تلٍ صغير ، جثى رجل وحيد على ركبتيه ، يرتعش بشدة ، كأنه يطلب المسامحة من ربه ، اذا رآه أي أحد سيظن أنه يصلي لأحد الآلهة ، ولكن المكان حوله أكد أن هذا لم يكن السبب.


حوله من جميع الاتجاهات ، يوجد جثث على امتداد البصر ، الآلاف والآلاف من الجثث التي اذا اخترت احداها عشوائياً ستجد أنه كان يملك قوة تكفي لهز العالم بأكمله أثناء حياته.


بالنظر عن قرب ، التل الذي يركع الرجل فوقه لم يكن تلاً من صخور ، بل كان تلاً من الجثث.


ولكن الرجل لم يكن راكعاً لأنه يصلي ، كان راكعاً لأنه يموت.


وجه الرجل كان مغطى تماماً بالدماء الجافة التي بدأت في التحول الى اللون الأسود ، كان وجهه ليصبح أسود بالكامل لولا الجروح العديدة التي غطته والتي بعضها مازال ينزف دماءً جديدة ، يده اليسرى من أسفل كوعه كانت غير موجوده ، كما أنه قد فقد ثلاث أصابع من يده اليمنى.


في المكان الذي سقطت فيه يده اليسرى ، خنجر أسود بالكامل قد سقط أعلى احدى الجثث على التل ، وبما تبقى من أصابع في يده اليمنى كان مازال يمسك بسيفه الأبيض ، لم يكن على السيف أي قطرة من الدماء برغم المذبحة التي شهدها للتو.


كان للرجل شعر فضي طويل ، درعه على العكس كان أسود من الليل ، لم يعكس أي ومضة من الضوء سقطت عليه ، كان قد تمزق أكثر من ثلثه ، وما ظهر تحته هو جسد الرجل الملئ بالجروح والثقوب.


ستة أسلحة كانت لا تزال موجودة في جسم الرجل بعد اختراقه ، لم يتبقى لديه ما يكفي من القوة لازالتها.


ثلاثة سيوف ،احداها أسفل ظهره ، كسر بضع الفقرات من ظهره وجعله ذلك غير قادر على تحريك قدميه ، اثنان في صدره ، واحدٌ منهم قد اخترق قلبه بالفعل ، وثلاثة رماح أيضاً ، احدها في ركبته اليسرى ، احدها في فخذه الأيمن ، والاخير قد اخترق كتفه الأيمن بالكامل وخرجت نهايته من صدره.


بينما ركع الرجل منتظراً آخر نفس له ، الكثير من الحزن واليأس كانا ظاهرين في أعينه الباردة.


في هذه اللحظة أشرقت الشمس بعد هذه الليلة الطويلة ، سقطت أشعتها على وجه الرجل وجلبت له الشعور بالدفء.


"أنا ،،،،،،،آسف"


كانت آخر كلمة قد قالها الرجل ، تجمعت دمعة في عينيه وبدأت بالسقوط على خده ، مارة بالكثير من الجروح الى أن وصلت الى ذقنه ، ومع سقوطها ، انتهت حياة الرجل.

2018/03/06 · 509 مشاهدة · 386 كلمة
Moe
نادي الروايات - 2024