المقدّم: "أُعلنُ بدايةَ القتال!"
تقدّم أديس بخطواتٍ واثقة، وصوته يعلو وسط المدرجات:
"من الرائع أن أواجه شخصًا قويًا مثلك… لكن تأكّد، سأفوز في هذه المعركة مهما كلّف الأمر."
أما سوهيون فكان يقف بصمتٍ تام، يثبت قدميه على الأرض، كتفاه مسترخيتان، وكأنه يستقبل شيئًا أقل من معركة. رفع يده قليلًا وهو يشير لأديس بإيماءة باردة: "تعال."
انفجر أديس نحو الأمام بسرعةٍ مدهشة… سرعةٌ بلغت حدًّا جعلت كل الجمهور لا يراه، بل إن أقوى الحكّام لم يستطيعوا تتبّع حركته. سحب سيفه الأحمر، يلمع كشرارةٍ دموية، وانطلق مسددًا ضربة قاتلة.
في تلك اللحظة تحدّث سوهيون في نفسه:
"تفادِ… إنه أقوى قليلًا من حاكم الأرواح، لا أكثر."
اختفى جسده لحظةً، ثم ظهر أمام أديس وهو يتمتم ببرود:
"مستواك… غير كافٍ."
لم يكد أديس يرمش حتى ارتطم بقبضةٍ واحدة، ضربة لم يرها أحد، طار بعدها جسده كدمية مهشّمة نحو حافة الحلبة.
صرخ المقدم مذهولًا:
"يا إلهي! أديس طار بضربة واحدة فقط!!"
لكن أديس، رغم الدماء التي سالت من فمه، ابتسم ابتسامةً ملتوية:
"لم ينتهِ القتال بعد…"
أخرج حبّة صغيرة من جيبه، حبّةً تُضاعف القوة عشر مرات لمدة عشر دقائق. ابتلعها دون تردد.
في لحظةٍ واحدة انفجرت من جسده هالة مرعبة هزّت الحلبة بأكملها، حتى إن الأرض تشققت، وانهارت أجزاء من السور الحديدي تحت ضغط وجوده فقط.
راقبه سوهيون من دون أن يتخذ وضعية قتال، وقال بهدوءٍ يشوبه ظل حزن:
"ليس سيئًا…"
ثم تلعثم صوته في داخله:
"كنتُ أودّ أن أكون واحدًا منكم… أن أشعر بما تشعرون به: الحب… الطمأنينة… عدم الخوف… لكن للأسف، لا أستطيع. مصيري… لعبةٌ في يد الظلام المتعالي."
احمرّت عيناه، واهتزت ملامحه للحظةٍ نادرة:
"كنت أحبها… شيكي… كنت أحبها، لكنني لا أستطيع إطلاق مشاعري. في النهاية… كل شيء سيفنى. هذا العالم… ومن أحببت."
......
سوهيون: "لننهِ هذا…"
سوهيون: "مستواك ليس سيئًا للغاية."
سوهيون… لكمة… اندفاع… لكمات متتالية سريعة…
المقدّم: "لقد هزمه ببعض اللكمات القليلة… يا إلهي… فوز ساحق!"
الجمهور: "سوهيون… سوهيون… سوهيون!"
المقدّم: "الفائز والحاصل على المركز الأول هو سوهيون."
سوهيون: "أين أستلم الجائزة، أيها المقدّم؟"
المقدّم: "لمَ الاستعجال؟ سنحتفل بفوزك…"
سوهيون: "لا يهمني ذلك، أريد الجائزة رجاءً."
المقدّم: "ها… لا مشكلة… الجائزة هناك، داخل هذا الصندوق. ستأخذ ثلاث بطاقات، كل بطاقة عليها اسم حاكم فصيل معين. عند تمزيق إحدى البطاقات ستذهب مباشرة نحو الحاكم الذي مزّقت ورقته."
سوهيون: "حسنًا… الوداع."
سوهيون: "سأمزّق ورقة حاكم الأورورا."
… تمزيق …
المقدّم: "انتظر حتى تشرب معنا بعض الأشربة— احم احم… لقد غادر."
سوهيون: "أين أنا؟ هذا المكان يبدو بلا نهاية… إنه أبيض… يذكّرني بشيء لا أريد تذكره…"
إدم: "أهلًا بك يا سوهيون… كنتُ أنتظرك."
سوهيون: "ما هذا المكان، أيها السيد إدم؟"
إدم: "لا تنادِني سيدًا، نادني صديقك إدم. وأهلًا بك في عالمي… هذا عالم البياض الناصع، عالمي أنا، حيث أكون داخله أقوى بكثير—بلا عدد—من قوتي خارجه… وقد جئتَ إليّ الآن."
سوهيون: "يا إلهي… أنت قوي للغاية…"
إدم: "شكرًا لك. والآن، بما أنك من شعبي… وفزتَ بالمسابقة… فتمنَّ أي أمنية مهما كانت وسأحققها لك."
سوهيون… يكلم نفسه: "ها هي أخيرًا… فرصتي…"
سوهيون: "أريد فقط أن تعترف بي أنت وباقي حكام الفصائل… وأيضًا أن تساعدني في الذهاب إلى نيدهوغ."
إدم… ينظر بتعجب: "نيدهوغ؟ أقوى كيان في العالم الثاني… إنه قوي للغاية، المبتلع، ويستطيع ابتلاع عالمنا هذا في لقمة واحدة. أمّا الاعتراف… فأستطيع إرسال رسالة إلى باقي حكام الفصائل ليحضروا الاجتماع ويعترفوا بك."
سوهيون: "شكرًا لك."
سوهيون: "أمّا عن نيدهوغ… فأريد أن أخبرك سرًا."
إدم: "تفضل. مع العلم أني أملك كل المعرفة في العالم الثاني… لكن الغريب أني لا أستطيع معرفة أي شيء عنك إلا ما تقوله بنفسك. أعرف فقط أن اسمك سوهيون."
سوهيون: "أنت حقًا كيان عظيم للغاية."
سوهيون: "أنا لدي تقنية اسمها الظلام البدائي. أظن أنها ستجعلني اقوه منك بكثير … لا أقصد الإساءة لك يا سيدي، لكن تلك التقنية قوية للغاية. إنها تقنية تجعل جسدي كاملًا يتغلف بظلام بدائي… ظلام يجسّد كل العوالم الممكنة المنطقية… وأصبح في مستوى آخر… فوق إدراكي أنا حتى."
إدم: "هل تستطيع استعمالها؟"
سوهيون… يكلم نفسه: "كك… ليس لدي النقاط الكافية… أحتاج 340 ألف نقطة… كك… لدي فكرة… أيها النظام، افتح متجر بيع المعدات."
سوهيون: "سأجازف وأبيع كل المعدات التي لدي… سيف السم الأسود… سيف حاكم الموتى… بعض المعدات التي أخذتها من الحكام الذين قتلتهم… بيع."
النظام: "هل أنت متأكد؟"
سوهيون: "نعم."
النظام: "تهانينا، لقد حصلت على 400 ألف نقطة أحلام. المجموع الكلي: مليون و130,200 نقطة أحلام."
سوهيون: "سأشتري تقنية الظلام البدائي."
النظام: "تهانينا على حصولك على تقنية محرّمة."
النظام: "لقد تم خصم مليون نقطة… تبقى لك 130,200 نقطة أحلام."
النظام: "تحذير: تلك التقنية ستوقظ كيانًا قديمًا كان نائمًا… وهذا الكيان عكس شخصيتك تمامًا… وسوف يتحكم بجسدك لمدة ساعة كاملة."
سوهيون: "كك… لا يهم."
سوهيون: "نعم يا إدم… أستطيع استعمالها."
إدم: "حسنًا… جيد. لكن… كيف أضمن أنها قوية؟"
سوهيون: "أرجوك يا سيد إدم…"
… يخلع القناع… يظهر وجهه…
سوهيون: "انظر إلى عينَي… هل تراني غير جاد؟ أنا… أستطيع هزيمة نيدهوغ."
إدم: "أنا لا أثق بالناس بسهولة… لكن… أعرف أولًا أنك لست من شعبي… وأعرف أنك جئت فجأة إلى هذا العالم… ولديك مهمة معينة… أعتمد عليك. الآن سأرسل الرسالة ليأتي الحكام الآخرون للاعتراف بك… ثم نذهب إلى نيدهوغ مباشرة بعد إقناعهم."
سوهيون: "شكرًا لك، سيد إدم."
إدم: "لا داعي لشكري… كونك لم تؤذِ شعبي… وكونك أنقذت بعضهم عندما هاجمهم حاكم الأرواح… فأنا أثق بك."
إدم: "لقد أرسلت الرسالة… ستصل إليهم في أي لحظة."
حاكم فصيل الأرض المقدسة: "يبدو أن حاكم فصيل الأورورا، إدم، أرسل لي رسالة… سأذهب فورًا لمعرفة الأمر الضروري."

حاكم فصيل الليل الدائم: "ها… جاءتني رسالة من حاكم فصيل الأورورا… سأحضر… أريد معرفة الأمر."
وعند إدم وسوهيون…
سوهيون: "يا سيد إدم، هل يمكنك أن تحدثني عن الحاكمين الآخرين؟ حاكم فصيل الأرض المقدسة… وحاكم فصيل الليل الدائم؟"
إدم: "بالطبع. أولًا، أنا أقوى هؤلاء الحكام… الأقوى بينهم. بعدي يأتي حاكم الليل الدائم (أثين)، وبعده حاكم الأرض المقدسة (جريد)."
إدم: "أما حاكم الليل الدائم… فقوته أنه قادر على خلق مجال لا نهائي الحجم… مثل بحر أسود… تخرج منه أيدٍ لا نهائية تستطيع الإمساك بأي شيء مهما كان… وامتصاصه… وأخذ قوته. ولديه القدرة على تجريد الكيانات من مهاراتها بنظرة واحدة… ثم تطويرها للكمال. ولديه صلابة تتجاوز مفهومها… وقوة تتجاوز مفهومها… وسرعة لا قياسية."
إدم: "أما حاكم الأرض المقدسة… فهو قادر على استدعاء فروع بعدد لا نهائي… تلك الفروع تمتص طاقة الحياة… وتبتلع القوانين والمفاهيم والقواعد… وقادرة على ابتلاع عوالم كاملة. ولديه قدرة أخرى… كلمات الزهور… كلمات يقولها فتخرج رذاذًا أخضر… إذا لمس أي كيان… يستطيع جريد عندها أن يلقي كلمات تُحدث أي شيء يتلفظ به على الكيان المصاب."
سوهيون: "إنهم أقوياء جدًا…"
إدم: "نعم… فعلاً. وأنت قرأتَ قدراتي في الكتاب… فأنت تعرفها—التبرؤ، الدورة، الخلق، الحفاظ، الإزالة، التغيّر. الكتاب شرحها جيدًا."
سوهيون: "حسنًا يا سيد إدم."
إدم: "… هممم… لقد أتوا."
إدم: "إلغاء تفعيل العالم."
سوهيون: "واو… قصرك كبير للغاية… وبراق."
إدم: "شكرًا لك. هو بعيد عن متناول أي كيان… وحتى عن شعبي. لكني أحبهم كثيرًا، وأرى كل شيء يحدث في العالم الثاني… وأملك كل المعرفة عنه… وأستطيع التدخل إذا حدثت حروب أو أذى لشعبي."
إدم: "المهم… ها هم الحكام الباقون."
حاكم فصيل الأرض المقدسة: "لقد جئت… ما الأمر؟"
حاكم فصيل الليل الدائم: "ما الأمر؟"
إدم: "تعالوا معي داخل القصر… لنجلس في مؤتمر."
إدم: "آسف يا سوهيون… لا تدخل معنا. سأحدثهم عن الأمر… لا تقلق، سأقنعهم بسهولة."
سوهيون: "حسنًا، لا مشكلة… وشكرًا لك."
داخل المؤتمر…
حاكم فصيل الأرض المقدسة: "لمَ أرسلت رسالة عاجلة يا إدم؟ تعرف أن لدينا أعمالًا لشعبنا."
حاكم فصيل الليل الدائم: "نفس السؤال… لمَ طلبت حضورنا عاجلًا؟"
إدم: "الأمر كبير للغاية يا أصدقائي… سأشرحه عليكم."
إدم: "الشخص الذي كان معنا خارج المؤتمر… كيان من خارج هذا العالم."
… يشرح لهم …
إدم: "ولذلك… أظن أن تقنيته ستنفع… بل أقوى مني أنا شخصيًا… وهو يريد اعترافكم به."
الحاكمان: "لماذا يريد اعترافنا؟"
إدم: "لا أعرف… لا أستطيع رؤية شيء عنه… لديه سبب شخصي."
الحاكمان… يفكران…
"حسنًا يا إدم… لكن لا تدخلنا في مسألة نيدهوغ. سنذهب معكم نعم… لكن سنبقى بعيدين بعالم كامل."
إدم: "حقكما… ولا مشكلة. هو بنفسه قال لي ألا أتدخل."
الحاكمان: "حسنًا… نال اعترافنا."
خارج المؤتمر…
سوهيون…
النظام: "تهانينا على إكمال المهمة."
النظام: "تهانينا على نيل اعتراف حكام الفصائل الثلاثة. حصلتَ على 2,000,000 نقطة أحلام. المجموع الكلي: 2,130,200."
سوهيون: "هذا كثير للغاية… ممتاز."
… يخرج الحكام من المؤتمر …
إدم: "لقد انتهى المؤتمر يا سوهيون. سنذهب الآن… حالًا."
إدم: "أيها الخدم… حضّروا الحيتان حالًا. أريدها جاهزة خلال دقيقتين."
سوهيون: "شكرًا لك. ولا تقلق… لن أدخلك في أي مشكلة مع نيدهوغ… سأواجهه وحدي."
إدم: "لا مشكلة."
… بعد دقيقتين …
إدم: "يا حكام الفصائل الثلاثة… هيا بنا."
يصعد إدم وحاكم فصيل الأرض المقدسة وحاكم فصيل الليل الدائم… ويصعد الجنود من حكام الرتبة المتطرفة العليا…
"لنذهب الآن…"
العامّة: "انظروا… إنه حوت سيدنا… ومعه حكاما الفصائل الآخرين… إنه ضخم للغاية…"
بعض العامة: "هل تعلمون أنهم ذاهبون لقتال نيدهوغ… مبتلع العوالم؟"
شخص ما: "اسكت… اسمه وحده يجعل بدني يقشعر…"
على متن الحوت…
إدم: "الآن سيبدأ الحوت بسرعته الحقيقية… سأمدّه أنا بقليل من قوتي… وسنصل إلى عالم نيدهوغ خلال ساعتين… فهو يبعد 22 عالمًا كاملًا عن عالم القوة العليا العظمى."
سوهيون: "حسنًا."
إدم يمدّ الحوت بالقوة…
"انطلق أيها الحوت!"
… اندفاع لا يمكن إدراكه …
سوهيون: "كك… إنه سريع للغاية… لا أستطيع استيعاب سرعته…"
بعد ساعة وخمسين دقيقة…
حاكم فصيل الأرض المقدسة: "إدم… سنقف بالسفينة هنا. اذهبا أنتما الآن."
حاكم فصيل الليل الدائم: "آسف يا إدم… لن أستطيع القدوم أكثر. اذهبا أنتما."
إدم: "كما وعدتكما… لن تتدخلا. الوداع."
الحاكمان: "سننتظركما هنا. اذهبا بالطيران."
إدم: "هيا يا سوهيون."
سوهيون: "هيا…"
… يندفعان بسرعات عالية للغاية…
يخترقان العالم رقم 8…
(هذا العالم بعد 22 عالمًا من عالم القوة العليا العظمى… حيث عالم القوة العظمى هو رقم 30.)
إدم: "اذهب أنت الآن… لا أستطيع الوقوف أمامه. لقد قاتلته مرة قبل أكثر من عشرة مليارات سنة… هُزمت بسهولة… كنت على وشك أن أُقتل. رغم أني أصبحت أقوى الآن… لكن لا يمكنني الوقوف أمامه ثانية. اذهب… وأتمنى لك السلامة."
سوهيون: "لا مشكلة."
… يذهب …
سوهيون: "ها هو… مبتلع العوالم… نيدهوغ…
هالته… لا توصف… قوته… عالية للغاية… لا أستطيع إدراكها…"
النظام: "لقد رآك نيدهوغ… إنه ينظر نحوك مباشرة…"
سوهيون: "أيها النظام… فعّل تقنية الظلام البدائي."
النظام: "تحذير… ستفقد السيطرة… وسيتحكم بك كيان آخر… شيفا… حاكم الظلام البدائي… لمدة ساعة."
سوهيون: "قم بالتفعيل… لا يهم."
النظام: "تم التفعيل."
سوهيون: "كك…"
… اختفاء الوعي …
أنا…
لقد…
عدت…
أخيرًا…
أنا… حاكم الظلام البدائي…
أخيرًا…
ها قد استيقظت من سباتي الأبدي… أشعر بالقوة… والطاقة… أستطيع فعل أي شيء… أنا الأعلى في هذا العالم…
ما هذا…؟ يبدو مثيرًا للاهتمام…
أنا شيفا… سأستعمل قوتي ضدك أيها الكيان المسمى… نيدهوغ.