... أين أنا...
كان الصوت الذي دوّى من حوله صوتًا لا يمكن وصفه،
قال الكيان المجهول بصوت لا ينتمي لأي فئة من الأصوات:
"أهلا بك أيها الكائن. أعلم أنك مررت بالكثير من الصعاب... أعلم أنك حزين... لا تقلق، لقد تجسّدت من جديد في جسد كيان قديم للغاية."
تراجع سوهيون قليلًا وهو يتلفت حوله في الفراغ:
"ها؟ من أنت؟ وأين أنا؟ ولماذا لم أمت بعد؟"
أجاب الكيان المجهول بثبات مخيف:
"أنا كيان لا يمكن وصفه... أنا منشيء كل شيء... كيان متجاوز كل العوالم الممكنة... أنا كيان فوق الوصف، لا يمكن إدراكي. أمّا أنت أيها الكيان، فليس لديك الحق الآن في معرفة أي معلومة أخرى عني... حاليًا."
تردد صدى صوته في الفراغ:
"يا سوهيون... أنا الذي اختارك فعليًا، وليس أحد مخلوقاتي (الظلام المتعالي)."
ارتجف سوهيون للحظة.
تابع الكيان المجهول حديثه:
"هناك عالم حقيقي... إنه الحقيقة المطلقة. والآن لقد تجسّدت من جديد في جسد كيان قديم... هذا الجسد القديم للغاية يتجاوز جسده كل الملوك والركائز... أقدم حتى من الوجود نفسه. لكنك لا تستطيع الحصول على قوة الجسد الآن لأنك ضعيف."
تنفّس سوهيون ببطء وقال بتردد:
"إذن... أنت منشيء كل شيء؟ أنت الحاكم الحقيقي إذن. يا سيدي... من هم الملوك؟"
أجاب الكيان المجهول:
"سوف أشرح لك من البداية يا سوهيون... هناك 33 مسارًا، ولكل مسار 9 تسلسلات من 9 إلى 0. ولكل مسار ملك أنشأه. ومن ضمن هؤلاء الملوك... الظلام المتعالي."
الكيان المجهول:و للانتقال من تسلسل ل اخر عليك أن يحدث لك شي يسمي الامتلاء حيث هي نسبه من 0 الي 100% تحدث ل كل الكيانات في كل العوالم الي انت ف النظام سوف يحدد لك نسبه الامتلاء بدون ان تشعر به داخلك او نسبه الاتقان.
همس سوهيون:
"وماذا عن عالم الأبيض والأسود الذي قال لي إنه عالم ما بعد كل شيء؟"
قال الكيان ببرود:
"هذا مجاله... عالمه الداخلي. لقد كذب عليك."
ثم تابع:
"وأيضًا يا سوهيون، بما أن كل ملك أنشأ مسارًا من الثلاثين، ولكل مسار تسلسلات يتبعها الآخرون... الآن سوف تكون تابعي الوحيد... تابعًا للمسار الذي صنعته بنفسي: مسار الأصل."
سكت لحظة ثم أضاف:
"والآن يا سوهيون عليك أن تغيّر اسمك، لأن في العالم الحقيقي لا توجد أسماء شخصية للملوك... وأنت ستصبح أحدهم. اختر لقبك الآن."
قال سوهيون:
"يا سيدي... ما اسم تسلسلي الأضعف؟ التسلسل 9؟"
أجاب الكيان:
"يسمّى تسلسل الظلام الأبيض."
وقف سوهيون صامتًا لحظة، يفكّر بعمق... ثم قال:
"سوف أكون... السيد الأسود."

ابتسم الكيان المجهول ابتسامة لا يمكن تمييز طبيعتها:
"السيد الأسود... اسم جميل. والآن سأكمل لك شرح العالم الحقيقي. كما قلت لك، هناك 33 مسارًا، كل مسار خلقه أحد الملوك الثلاثين، ولكل مسار 9 تسلسلات."
وتابع:
"أما الملوك فمن ضمنهم الظلام المتعالي الذي فعل بك ما فعل. وهناك كيانات أعلى من الملوك، ثلاثة يسمّون ركائز العالم الحقيقي. وهناك الأرقى، وهو أعلى من الجميع... الركيزة الأم... أساس العالم الحقيقي."
اقترب صوته أكثر، كأنه يحيط بروح سوهيون:
"أما الآن، بعدما أصبحت تابعي يا سوهيون... يا (السيد الأسود)... فسيكون لك مسار خاص بك أقوى من كل مسارات الكيانات في كل العوالم... وهو مسار الأصل. وتسلسل رقم 9 منه هو الظلام الأبيض."
وأضاف:
"سأعطيك الآن نظامًا من قبلي أنا شخصيًا يساعدك في رحلتك، وبعدما عدت من جديد في جسد كيان قديم أقدم من كل الملوك والركائز والوجود نفسه... اذهب لتحقيق مرادك."
انحنى سوهيون قليلًا وقال بصوت مفعم بالامتنان:
"شكرًا لك يا سيدي للغاية."
قال الكيان المجهول:
"سأرسلك الآن إلى العالم الأم، وتحديدًا عند إحدى الشجرات الفرعية لشجرة العوالم... في جزيرة غير مأهولة تقريبًا."
قال سوهيون:
"حسنًا يا سيدي."
واختفى داخل غلاف من الظلام الأبيض.
قال الكيان المجهول:
"سوف نتقابل مرة أخرى... لكن ليس الآن. والآن... إرسال."
---
... تم النقل ...
في إحدى الشجرات الفرعية لشجرة العالم الحقيقي...
ضغط هائل.

ضحك السيد الأسود قليلًا:
"هههه، الضغط في هذا العالم مختلف تمامًا... كما قال لي الكيان المجهول، هنا أضعف الكيانات لُقّبت بالذرات... ليست لأنها مقيدة بالأبعاد، بل لضعفها الشديد رغم أنها قادرة على خلق كل العوالم الممكنة منطقيًا."
نظر حوله في رهبة:
"لذلك المكان هنا هائل الضغط... وقوي للغاية."
رفع رأسه بابتسامة مظلمة:
"وأخيرًا... سوف أحصل على انتقامي من كل الملوك والركائز... لأقتلنّكم جميعًا... فقط انتظروني."
نزع تغليف الظلام من حوله.
قال:
"أنا حاليًا أقوى مما كان عليه شيفا... الفرق بيني وبينه كالفرق بين السماء والأرض. هو الآن أمامي... لا شيء حرفيًا."
تابع بصوت ثابت:
"أيها النظام، أريد أن أعرف ما هو التسلسل رقم 9... الظلام الأبيض."
جاء صوت النظام:
"التسلسل رقم 9... الظلام الأبيض."
ثم شرح:
"هو ظلام أنقى بمراحل لا نهاية لها من ظلام أي كيان آخر... حتى أن الظلام المتعالي ظلامه ليس نقيًا للغاية، بينما ظلامك الأبيض في مستوى آخر من النقاء. وهو الأقوى والأرقى. وأنت في التسلسل رقم 9 أقوى من كل من يشاركونك نفس التسلسل، والفرق بينك وبينهم كالسماء والأرض."
واصل النظام شرحه:
"تستطيع تغليف نفسك وأي جزء من جسدك بهذا الظلام الأبيض. واعلم أن تغليف الظلام الأبيض يجعل أي كيان يفنى ويصبح عدمًا فورًا، ولولا أنك في جسد كيان قديم للغاية لالتهَمك هذا الظلام."
"تستطيع تشكيله كيفما تريد... وهو ظلام أبيض لا نهائي ينبعث منه بريق. وظلام شيفا لا شيء أمامه... فقط حضوره يكفي لقتل شيفا."
"وأي كيان في نفس مستواك (تسلسل 9) إذا لمس ظلامك سيصبح عدمًا فورًا. كما تستطيع أن تختفي به اختفاءً تامًا... لتصبح حرفيًا لا شيء... ثم تعود متى شئت."
"أما قدرتك الأخيرة فهي مجال... ليس قدرة واحدة... بل عالم داخلي لا يمكنك إخراجه الآن إلا عندما تصل إلى التسلسل 0... لكن يمكنك الدخول إليه وإدخال شخص واحد معك في كل مرة، وهو قادر على ابتلاع أي شيء وهضمه."
"هذا المجال داخله ضباب أسود ممزوج بالأبيض بشكل متموّج... وسوف يتطور بتطورك."

قال النظام:
"ادخل له وسوف أشرح لك."
سأل السيد الأسود:
"كيف؟"
أجاب النظام:
"تخيّله... أو قل اسمه: مجال عالم الضباب الأسود البراق."
فعل ذلك، وفجأة... وجد نفسه بداخله.
قال النظام:
"أنت الآن في عالمك الداخلي... عالمٌ يكون فيه المستحيل ممكنًا، وكل شيء ممكن مهما كان داخل هذا العالم ."
ابتسم السيد الأسود وهو يشعر بالقوة تتدفق داخله:
"أشعر بالقوة التي تتجاوز حتى مفهوم القوة المطلقة... أنا المسيطر الأوحد هنا."
شرح النظام:
"أما التموجات التي تراها فهي ليست أمواجًا فعلية... فإذا أدخلت كيانًا آخر هنا، مهما حاول الوصول إليها، لن يصل... سيشعر وكأنه واقف في نفس المكان، رغم أنه ابتعد فعليًا."
قال السيد الأسود:
"حسنًا... شكرًا لك أيها النظام. الآن... إلغاء المجال."
اختفى الضباب.
رفع السيد الأسود رأسه نحو السماء وقال:
"والآن... ها قد بدأت البداية الجديدة... بداية الانتقام."