السيد الأسود: الآن سأبدأ باستكشاف الجزيرة التي وجدت نفسي عليها…
يمشي ببطء بين الرمال الرطبة، يراقب الأشجار الضخمة التي تحيط بالساحل.
النظام: لقد قام الكيان المجهول الذي ذهبتَ إليه بحمايتك من انكشاف وجودك على الملوك في هذا العالم.
السيد الأسود: ماذا تعني؟
النظام: الملوك كيانات بالغة القوة، يسكنون عوالم أعلى حتى من العالم الحقيقي. أنت الآن ضعيف جدًا لتفهم ذلك، لكنهم يمتلكون قدرة معرفة أي كيان يدخل هذا العالم. مجرد دخولك كان كافيًا ليتم رصدك… لكن الكيان المجهول أخفى وجودك بالكامل. حتى الركائز أنفسهم لا يعلمون إن كنت موجودًا أو لا.
السيد الأسود: فهمت… حسنًا.
يتنفس بعمق، يتفحص الأفق الواسع.
السيد الأسود: هذه الجزيرة كبيرة للغاية… لو كنت ما زلت محبوسًا داخل عوالم مخيلة "الظلام المتعالي" لما تسرعت في استكشاف أي شيء… لكنني الآن حر.
حرّ… وسعيد للغاية… وأتعطش للانتقام من كل الملوك… وكل الركائز.
يتوقف قليلًا ثم يتحدث لنفسه:
السيد الأسود: الأفضل أن أتمهّل… خطوة بخطوة. فالاستعجال يسقط الرجال.
يمشي ببطء… ينظر إلى البحر الذي يلمع تحت ضوء مصدرٍ مجهول.
السيد الأسود: هذا هو العالم الحقيقي… ضغطه كبير للغاية، لكن جماله ساحر. وأخيرًا… رأيت الضوء.
وفجأة…
السيد الأسود: ما هذا؟!
يرفع رأسه، يرى دوائر غريبة تدور في السماء، ومباني صغيرة تبدو مهجورة.

يقترب من أحد البيوت… يطرق الباب.
لا أحد يجيب.
السيد الأسود: هل من أحد هنا؟
…
لا صوت.
السيد الأسود: يبدو أنها خالية تمامًا.
يتابع السير بين المباني الصامتة.
السيد الأسود: سأستكشف الجزيرة حتى أجد أي كيان حي هنا.
يمشي طويلًا، حتى يلمح البحر مجددًا… وهناك—شخص يقف أمام الأمواج.
السيد الأسود: هه؟ تلك… سيدة؟

يقترب ببطء.
السيد الأسود: مَن أنتِ؟

السيدة (تصرخ فجأة): هااااا!
ترفع يديها وتطلق عليه وابلًا من الصواعق.
السيد الأسود: …يمتص، يمتص…
لماذا تهاجمينني بلا سبب؟
تتوقف، يعلو خدّيها الاحمرار، تنظر إليه بخجل.
السيدة: آسفة… لقد خفت فقط… ثم إنك لم تتأثر بضرباتي…
(تنظر للأسفل بحزن خفيف)
السيد الأسود: من أنتِ؟ ولماذا أنتِ هنا؟
السيدة: وصلتُ إلى هذه الجزيرة قبل يومين. والسؤال الحقيقي… من أنت؟ ولماذا أنت هنا؟
السيد الأسود: أنا كائن حيّ مثلما ترين. دفعتني الأمواج إلى هذه الجزيرة… محض صدفة.
بالمناسبة، ما اسمك؟
السيدة: اسمي جين. وأنت؟
يتحدث مع نفسه:
السيد الأسود (في داخله): جين… اسم غريب… ألم يقل الكيان المجهول إن الملوك فقط يملكون ألقابًا؟ وأنا ملك… لا يجب كشف الأمر. سأختار اسمًا…
السيد الأسود: اسمي… هيان.
هيان: هل أنتِ وحدك في هذه الجزيرة يا جين؟
جين: لا، لدي صديق هنا. لكنه الآن في الجهة الأخرى من الجزيرة، يتدرّب داخل المياه. إنه في التسلسل الثامن من مساره. أما أنا… فأنا في التسلسل التاسع من مسار ملك البحار الاسمي. لكنه… لا أعلم ملكه هو.
هيان: هل نذهب لمقابلته؟
جين: هيا بنا.
يسيران بين الأشجار.
جين: تبدو قويًا يا هيان… ما هو ملكك؟ وما تسلسلك؟ نسيت أن أسألك.
هيان: (يكلم نفسه… ثم يكذب)
ملكي هو الظلام المتعالي.
أما تسلسلي… فهو التسلسل التاسع، الظلام البدائي.
جين: واو… أنت تابع لملك متوسط الرتبة. هذا مذهل!
هيان: متوسط الرتبة؟
جين: نعم. الملوك ثلاثة أنواع: ملك عالٍ، ملك متوسط، وملك متدنٍّ—مثل ملك البحار الاسمي.
ونحن لا نختار ملكنا… نولد به، ولا نستطيع تغييره. والأسوأ… لا نملك أي معلومات عن الملوك، سوى الأسماء والرتب. كأن هناك قيدًا يمنعنا من معرفتهم.
هيان (في نفسه): هذا… غريب جدًا. لكن سأبحث في الأمر لاحقًا.
جين: لقد اقتربنا. هناك… ذلك هو صديقي أمون.

يرونه جالسًا في قلب الماء. الهالة المنبعثة منه تجعل السطح يبدو صلبًا من شدة الضغط.
أمون: أهلًا يا جين. من هذا الذي معك؟ أشعر منه بهالة… مرعبة.
جين: صديق وجدته هنا بالصدفة.
هيان ينظر إلى أمون ويبتسم، فتظهر أسنانه.
أمون يبتسم أيضًا بنفس الطريقة.
أمون: جين… تراجعي. أريد قتاله.
جين: يا إلهي… حسنًا، حسنًا… سأبتعد.
أمون: لم أشعر بهذا الحماس منذ زمن…
هيان: وأنا أيضًا…
هيان: ما تسلسلك يا أمون؟
أمون: أنا في التسلسل الثامن… شظيّة الفوضى البراقة.
وأنا تابع لـملك الفوضى البدائية… ملك عالِ الرتبة.
هيان (في داخله):
هو أعلى مني بدرجة… إذن قدرات الظلام التي تحوّل أي شيء إلى العدم… لن تنفع في نفس درجتي فقط.
حسنًا… سأستخدم "تغليف الظل".
أمون (متحمس): هالتك… قوية للغاية يا صاح.
ما اسمك؟
هيان: اسمي… هيان.
يندفعان نحو بعضهما في اللحظة نفسها—

وتنفجر الأرض بينهما.
يندفعان…
اصطدام…
جين: يا إلهي، إنهم فعلياً يهزّون الشاطئ!
السيد الأسود يبتسم…
أمون… يبتسم…
يتبادلان اللكمات…
ابتعاد…
أمون: تجانس الفوضى.
هي قدرة دفاعية وجودية تكسو جسدي بهالة بيضاء نقية لا تُرى بسهولة، وتعمل بخصائص استثنائية؛ أي كيان يحاول لمسي يسحبه إلى جاذبية لا نهائية، وكلما اقترب أكثر من لمسي زادت مثل الطبقات
وكما أن هذه الهالة تحميني من أي هجوم مفاهيمي أو قانوني.
السيد الأسود يبتسم… يكلم نفسه:
بالرغم من أني نازلت في بداية التسلسل 9 وهو تسلسل الظلام الأبيض، إلا أني بالمعنى الحرفي لم أتقن سوى 0.1 من التسلسل!
لكن يكفي لأن أتعادل معه حتى…
السيد الأسود… يغلف يده بالظلام… اندفاع!
أمون: أنصح أن لا تحاول…
فجأة… يتم اختراق هالته ودفاعه بضربة تجعله يطير إلى الخلف عشرات الأمتار للوراء.
أمون… متفاجئ… يبتسم وينظر لهيان (السيد الأسود) بنظرة حماس…
أمون: سوط الفوضى…
فجأة… يظهر تدفّق مفاجئ من خيوط ذهبية لا نهائية العدد، يمكنها الإمساك بأي هدف مهما كان حجمه أو طبيعته، وتحويله مباشرة إلى حالة أسر أو تفكيك أو إلغاء بحسب إرادتي.
أمون… يستعمل قدره.
الخيوط الذهبية هي قدرة واحدة بحد ذاتها، تظهر كخيوط متناهية النعومة لكنها ذات طبيعة وجودية، قادرة على محو السبب ذاته وإبطال القوانين والقواعد؛ كل شيء تلمسه هذه الخيوط لا يُدمَّر بالمعنى الاعتيادي فحسب، بل يفقد مبرّره الوجودي فيصبح بلا سبب ولا أثر ولا إمكانية للعودة.
وهذه الخيوط ثابتة مرتبطة بصاحبها بحيث أنه من المستحيل نزعها أو فصلها عنه بأي وسيلة.
يندفع نحو هيان مغلّفاً يده بالخيوط الذهبية.
فجأة…
السيد الأسود… يضحك…