ناروس يبتسم قليلًا

، ثم ينطلق نحوه بسرعة حتى إنّ السيد الأسود لم يلاحظه. يستخدم قدرة نار الأفورا؛ نارٌ زرقاء قادرة على إبطال أي شيء مهما كان، وتدمير أي كيان حتى الخالدين الذين لا يحتاجون إلى جوهر أو مصدر. نارٌ تتجاوز مفهوم الحرق والالتهاب. يدمجها بسيفه، سيف الموت الأزرق... وفجأة—
تتطاير رقبة السيد الأسود، ويختفي جسده بين النيران.
ناروس يتمتم ساخرًا:
«ههه… ضعيف من التسلسل التاسع، ظنّ نفسه قويًّا لأنه استطاع قتل بعضٍ من خدمي.»
لكن الظلام يعود فجأة. ظلام أسود دامس يلتفّ حول جسد السيد الأسود، ورأس جديدة تخرج مرة أخرى. يتفاجأ ناروس ويهمس لنفسه:
«ك…كيف؟ حتى الخالدون خلودًا مطلقًا لم يستطيعوا العودة للحياة من نارٍ كهذه. كان المفروض أن يُلتَهَم جسده بالكامل…»
السيد الأسود يبتسم… ويمتص النار.
يعلّق النظام:
«لقد امتصصت قوة عالية للغاية. لقد زاد إتقانك للتسلسل التاسع إلى 4%.»
يندفع السيد الأسود بسرعة كبيرة، مغلفًا يده بالظلام الأبيض. يتفاداها ناروس بسهولة.
يقول ناروس ببرود: «أنت سريع للغاية… لكنني أسرع.»
ينقضّ بضربة من سيف الموت الأزرق، ضربة قادرة على قطع القوانين والمفاهيم والقواعد، وتمزيق كل شيء حرفيًّا.
وفجأة… ظلام دامس يبتلع كل شيء.
السيد الأسود يهمس لنفسه:
«تلك الضربة كانت لذيذة… منذ لحظة كنت أضعف منه بفارق مهول، لكن الآن قلّ الفارق قليلًا. بما أنه لا يفوقني قوة لدرجة ساحقة، استطاع ظلامي أن يلتهم قوته تدريجيًا.»
ينطلق السيد الأسود بضربة تطيّر ناروس خارج الجزيرة بأكملها. ينساب فوق البحر، وينتقل القتال إلى السماء.
ناروس يهمس: «كك… أصبح أسرع مني…»
ثم يحدث نفسه: «لو صعُب الأمر سأستعمل ورقتي الرابحة… لكن ليس الآن.»
يفعل ناروس قدرة توقيف الزمن. يتوقف الزمن تمامًا في دائرة قطرها كيلومتر.
«الآن لن تستطيع الحركة أبدًا… لقد أوقفت الزمن حرفيًا.»
لكن السيد الأسود يقول:
«مادام أوقفت الزمن… سأستعمل عين البياض المشوّهة.»
فجأة، ينجذب ناروس نحوه قسرًا. يحاول استعمال النار مرة أخرى، لكن العين تعكس الهجمة، فيفقد ناروس قدرته على توقيف الزمن.
ينقضّ السيد الأسود عليه بسرعة هائلة، مستعملًا الجذب المطلق، ويوجه له لكمة تجعل البحر نفسه والسحب ترتدّ بعيدًا.
يتنفس ناروس بصوت متقطع: «ككك… ههااا… يكفي.»
ثم يحدّق نحوه: «مجال العالم العيني.»

فجأة، يجد السيد الأسود نفسه في عالمٍ تغمره مياه بيضاء نقية تمتد إلى ما لا نهاية. سيف يخترق قلبه… ناروس يشعل النار…
ويمحو وجود السيد الأسود تمامًا. لم يتبقَّ منه شيء.
ناروس يصرخ ضاحكًا:
«هاااااااااا… هذا جزاء من يحاول العبث مع تابع الظلام المتعالي، الأقوى في عالم الطبقة صفر—»
لكن جملته تنقطع فجأة.
ظل أسود يظهر أمامه… ثم يخرج السيد الأسود مرة أخرى، غاضبًا. ينقض عليه، ويستعمل قدرة الامتصاص محاولًا ابتلاعه. يشعر ناروس بخطرٍ حقيقي.
يهمس ناروس:
«كك… لدي تقنيات كثيرة، لكن أخشى إن استعملتها أن أزيده قوة. سأستعمل ورقتي الرابحة فورًا… قدرة لنقل شيء واحد فقط، لمرة واحدة فقط، إلى عالم الفراغ، حيث يستحيل أن ينجو أي شيء حرفيًا… سأفعلها الآن.»
السيد الأسود يندفع نحوه، يده مغطاة بالظلام بالكامل، مستعدًا للكمة قاتلة.
لكن ناروس يفعل النقل.
السيد الأسود يدخل البوابة…
وفجأة—
تخور كل قوته، وكأنه أصبح ضعيفًا بشكل لا يُصدق. يشعر بالعجز التام، ووعيه يُستهلَك ببطء… ثم يُغشى عليه.

النظام يعلن:
«لقد أغمي على اللاعب… اللاعب لم يستعمل قدرة إدخال أي كيان مرة واحدة داخل عالمه… سيتم تفعيل القدرة تلقائيًا بما أنه غير واعٍ بذلك.»
فجأة، يهتزّ العالم الحقيقي بأكمله — (الطبقة 0).
تهتزّ كل الكيانات، وترتجّ السماء والفراغ والبحار.
وفي لحظة واحدة… يُمتَص عالم الفراغ اللانهائي كاملًا داخل جسد وعالم السيد الأسود.
وعند ناروس… يُلغى تفعيل عالمه.
يتمتم لنفسه: «كان قتالًا قويًا للغاية… ظننت أنني سأخسر من ذلك الضعيف من التسلسل التاسع… هههه.»
أما السيد الأسود… فيستيقظ داخل عالمه — عالم الضباب الأسود البراق.
ينظر حوله، ويهمس: «ها… لقد أصبح العالم أسود إلى درجة غير طبيعية… والبياض أصبح أنقى من السابق…»

النظام يشرح:
«لقد تم تفعيل قدرة إدخال أي كيان مرة واحدة يوميًا داخل عالمك. تم تفعيلها تلقائيًا بما أنك فقدت الوعي، ونتيجة لذلك تم إدخال عالم الفراغ اللانهائي داخل عالمك… عملية الهضم جارية…»
بعد لحظات:
«سوف تأخذ بضع دقائق…»
السيد الأسود يشعر بغرابة:
«هناك شيء… يتغير بداخلي…»
ثم يرنّ صوت النظام مجددًا:
«تم الانتهاء من عملية الهضم. لقد اكتسبت قوة مهولة للغاية… تم إتقان 100% من التسلسل التاسع. ستخرج من عالمك الآن بكامل قوتك.»
وفجأة—
يعود السيد الأسود أمام ناروس، لكن ليس كما كان.
عيناه تغيّرت، شعره أصبح أبيض نقيًا، جسده تحوّل إلى ظلام أسود لا نهائي، وأيادٍ مظلمة تخرج حوله.

السيد الأسود يحدث نفسه ببرود خالٍ من الانفعال:
«لقد أصبحت أقوى بكثير مما كنت عليه… واكتسبت قوة الفراغ؛ أي شيء يلمسها يفقد قوته مهما كانت. كما أنني قادر على الانتقال الآني… وكل هذا فوق إتقاني الكامل للتسلسل التاسع.»
ناروس يحدّق به، عاجزًا عن فهم ما يراه.
لا يشعر بأي هالة منه… لأنها ببساطة أكبر من قدرته على الإدراك.
يهمس لنفسه مرتجفًا:
«كك… هل أحلم؟ كيف عاد من عالم الفراغ…؟»
لكن كلماته لا تكتمل.
فجأة—
السيد الأسود ينظر إليه فقط.
نظرة واحدة.
وفي لحظة… يُمحى ناروس بالكامل.
ليس اختفاءً ولا قتلاً—بل محو وجود.
قوته… مهاراته… كل شيء يُمتَصّ في طرفة عين.
الزمان والمكان نفسهما في تلك النقطة يتشوّهان، كأن النظرة كسرت قواعد العالم.
نظرة واحدة… جعلته كأنه لم يوجد قط.
في عالمٍ أعلى وأسمى… في عالم اعلي وجوديا من العالم الحقيقي بكل طبقاته… عالمٍ لا يقيم فيه سوى الملوك والأصناف العليا…
يعلو صوت الظلام المتعالي، ببرود لا يحمل ذرة اكتراث:
«لقد تم قتل أحد أتباعي… وتم امتصاص جوهره أيضًا… لا يهم. مجرد عبيد حقراء.»
وفي العالم الحقيقي—
السيد الأسود يتمتم:
«لقد امتصصت جوهره كاملة…»
وفجأة—
دوّامة عميقة تبتلعه لحظة واحدة. يجد نفسه أمام شيء… شيء أسود مظلم للغايه لا يمكن وصفه او ادراكه حتي...
ينظر نحوه… ولا يرى إلا ظلامًا صرفًا، ظلامًا من كيان أعلى منه وجوديًا، كائن لا يمكن للعين ولا للعقل تحديد شكله.
ذلك الكيان ينظر إليه أيضًا.
الرعب يتسلل داخل السيد الأسود… رعب وجودي يجعله يتجمد بلا قدرة على التفكير.
وفجأة—
يعود إلى العالم الحقيقي، كأن شيئًا لم يحدث.
يتنفس بعمق، ويهمس لنفسه:
«ما الذي حدث للتو…؟ يبدو أن امتصاصي لجوهر أحد أتباع الظلام المتعالي فتح تواصلًا ما بطريقه غامضه … رأيت ظلامًا لا يمكن إدراكه… يجب أن آخذ حذري عندما أواجه أحد أتباع الظلام المتعالي مرة أخرى.»