أنا سوهيون، أُغمي عليَّ لمدة ثلاثٍ وثلاثين عامًا
لأسباب مجهولة، وعندما استيقظت وجدت نفسي وحيدًا. أمامي هذا السلم، ولا أعرف إلى أين أذهب... لكني أعرف شيئًا واحدًا — أني خائف جدًا من المجهول الذي ينتظرني.
الأصوات من حولي هادئة، يرافقها صوت صفير في أذني، وكأن الصفير ذاته يتردد في المكان بأكمله. أرى أشياء غير موجودة، أو ربما أوهامًا تتشكل وسط هذا البياض اللانهائي، وأنا خائف للغاية.
لقد كنت، قبل أن يحدث كل هذا، في عالمٍ يُسمى عالم الحكام، حيث يتجاوز ذلك العالم مفاهيم الأبعاد، والزمان، والمكان، والقوة، وغيرها من المفاهيم التي لا يمكن للعقل البشري إدراكها.
لكن هنا، الآن، أشعر أني مقيد للغاية. أشعر أني مجرد إنسان لا حول لي ولا قوة... ولا أعرف السبب. ومع ذلك، أستمر في صعود هذا الدرج.
العالم هنا خالٍ من جميع الألوان ما عدا الأسود والأبيض، وهو عالم يسوده هدوء لانهائي... جميل، لكنه جميل بطريقةٍ مخيفة.
آه... لقد تعبت من صعود الدرج. لقد صعدت ألفي درجة... هل هذا الدرج لا ينتهي؟
وفجأة...
سوهيون: ما الذي يحدث؟ الدرجات تسقط! الدرجات التي خلفي تسقط!! إنها تسقط بسرعةٍ هائلة... عليَّ أن أصعد أسرع! عليَّ أن أكمل بسرعة... إنه أمرٌ صعب للغاية!
... يتوقف سقوط الدرجات خلفه ...
سوهيون: ها... جيد، لقد توقفت الدرجات عن السقوط. سأستريح قليلًا وأدرس المكان من حولي... ما تلك المكعبات؟ تبدو وكأن كل واحدٍ منها عالمٌ كامل يحتوي على أكوانه وقوانينه ومفاهيمه الخاصة... وهناك أعدادٌ لا نهائية من المكعبات.
لا أعرف أين أنا، لكن الأمر مرعب...
وفجأة... وبعد رمشة عين...
سوهيون: ما هذا؟ لقد عدت من حيث بدأت! لقد كنت في الدرجة الخامسة آلاف، لكن الآن عدت قبل صعودي الدرج حتى!! ما الذي يحدث هنا؟ أظن أن الواقع نفسه يتغير بشكلٍ ما...
وصعد سوهيون مرةً أخرى الدرجات.
سوهيون: هل هذا العالم فيه الزمن متوقف أم بطيء؟ لكن لماذا أنا الوحيد الذي يستطيع الحركة؟
هاه!!... لماذا الأصوات هنا تتغير فجأة؟ أشعر أن خلفي أحدًا ما... لكن لا شيء...
وفجأة...
اختفت كل المكعبات والدرجات من تحت قدم سوهيون!
سوهيون: ما الذي يحدث هنا؟ أنا أقع من الدرجة ألفين وثلاثمئة!!
عليّ تلك الأرض البيضاء... لا أريد أن أموت هنا، لااااااااااا..... هممممهااااااا...
ما هذا؟! إنه بحر! بحر أبيض اللون!
لا أستطيع رؤية القاع... ما هذا؟!
يتألم
كك... ما هذا؟! ما كم المعلومات التي تدخل عقلي فجأة وكأن عقلي سوف ينفجر! معلومات لا نهائية تتدفق إلى رأسي فجأة...
أريد الخروج من هنا فورًا! سوف... سوف أموت هنا...
يغرق... إغماء...
---
داخل عقل سوهيون...
سوهيون: ها... ما هذا؟ لماذا لم أمت بعد؟ ولماذا أشعر وكأني أعيد الكرّة مرة أخرى؟ السلالم أمامي لأبدأ مجددًا...
بدأ سوهيون في صعود الدرج مرارًا وتكرارًا، ويحدث معه نفس الأمر؛ فعند وصوله إلى الدرجة الخامسة آلاف، فجأة يجد نفسه يعود من الدرجة الأولى مرة أخرى!
سوهيون: ما الذي يحدث؟ أنا لم أمت، لكني عالق في حلمٍ لا نهائي... من العذاب الأبدي. أريد فقط الخروج من هنا... كل هذا نتيجة وقوعي في البحر الأبيض اللعين!
سوهيون: متى سوف ينتهي هذا؟ هل هناك مخرج؟ يحزن هل هناك مخرج من هذا العذاب الأبدي؟ إنه يلتهم روحي مرارًا وتكرارًا، وأشعر أنها تتجدد مرارًا وتكرارًا...
هل سأظل هنا إلى ما لا نهاية... داخل تلك الدورة اللانهائية؟
متى النجاة؟ متى الخلاص؟
---
وفجأة... صوتٌ مجهول، غليظٌ ومهيبٌ للغاية، يتردد في أرجاء الفراغ:
الصوت: استيقظ يا سوهيون... استيقظ... أفق...
وفجأة...
سوهيون: هااا... أين أنا؟ ومن تكون؟

الكيان المجهول: أنا لست سوى ظلامٍ أبدي... أنا بلا اسمٍ ولا نوع.
يبدأ الكذب.
أنا كيان ما قبل كل شيء، حيث إن هذا البياض هو الذي أنتج كل شيء، وكل شيء خرج منه... لكني كنت قبله، متجاوزًا له، وفوقه بكثير.
سوهيون: أنا لا أفهم، لكن لماذا أنا هنا؟ وما الغرض من هذا؟ ولماذا أنا جالس في مكان كأنه منحدر؟
الكيان المجهول: لا تقلق، أنت جالس في مكان آمن، وتحت هذا المنحدر بياضٌ لا نهائي. لو سقطتَ، فسوف تسقط إلى ما لا نهاية... إلى الأبد.
سوهيون: إذن، بمَ أدعوك؟ وكيف يمكنني الخروج من هنا؟
الكيان المجهول: يمكنك أن تختار أي اسمٍ تريده. لكن هنا، في هذا المكان، التفكير بالنسبة لك صعب للغاية، فالعالم الذي أنت فيه أعلى بكثير من أي شيءٍ يمكن تخيّله... التفكير بالنسبة لك سيكون شبه مستحيل.
سوهيون: فعلاً، لا أستطيع التفكير بطلاقة، إنه صعب للغاية...
الكيان المجهول: يمكنك أن تدعوني بالظلام المتسامي، أو ظلام البداية والنهاية، أو الظلام الأبدي، أو الهاوية الخالصة.
سوهيون: حسنًا، سوف أدعوك الظلام المتسامي... إذن، كيف يمكنني الخروج من هنا؟ وأين عالمي؟
الكيان المجهول: عالمك غير موجود... لقد فني منذ القدم، منذ سنواتٍ لا حصر لها، ولم يتبقَّ أي شيء. فقط أنت وأنا، يا سوهيون.
أنا الظلام المتعالي، وقد اخترتك أنت. وفي الحقيقة، لم تنم لمدّة ثلاثٍ وثلاثين سنة، بل نمت لسنواتٍ لا حصر لها...
سوهيون: ...... إذن عائلتي؟ أهلي؟ لقد رحلوا؟
يحزن.
سوهيون...
الظلام المتعالي: نعم، وللأبد. ولكنني اخترتك... سوف تذهب في رحلةٍ لا نهائية، وسأرشدك بنفسي.
سوهيون: يحاول أن يتجنب حزنه ويقول: حسنًا، أيها الظلام المتعالي...
الظلام المتعالي: لقد قمت الآن بخلق عوالم لا نهائية في مخيلتي، كل عالمٍ متفوق نوعيًا على العالم الذي قبله. وتلك العوالم ستكون بالنسبة لك حقيقة، لكنها بالنسبة لي مجرد خيال... فهل أنت جاهز، يا سوهيون؟
سوهيون: (يكلم نفسه) لقد عرف اسمي... كيف؟ هل هذا الكيان عليمٌ بكل شيء؟
الظلام المتعالي: يكذب...
نعم، أنا عليمٌ بكل شيء. والآن، هل أنت جاهز للذهاب في رحلةٍ تفوق الإدراك البشري والوصف؟
سوهيون: ...نعم.