قال الأب: يا زوجتي، احضري خريطة الغابة. فأجابته الزوجة: حاضر، ها هي.
أخذ الأب الخريطة ونظر نحو سوهيون قائلًا: انظر معي يا سوهيون، نحن في تلك المنطقة، حيث في أعلى المنحدر هناك الغابة. علينا أن نحاول أن نمشي في أطرافها كي لا نقترب من المستنقع الموجود في مركز الغابة، والتي تسكنه الظلال بكثرةٍ للغاية.
قال سوهيون: حسنًا، لكن ماذا لو سمعني صوت بكاءٍ عالٍ قريب؟ أجابه الأب بصوتٍ جاد: علينا التزام الصمت وعدم عمل أي ضوضاء حتى لا يتجمعوا علينا، وعلينا الابتعاد تدريجيًا قدر الإمكان.
قال سوهيون: حسنًا، هيا نذهب الآن. أومأ الأب برأسه قائلًا: نعم، هيا بنا.
ثم التفت إلى زوجته قائلًا: يا زوجتي، ابقي أنتِ هنا مع ابننا الصغير. قالت الزوجة بقلق: لكن لا أريد أن أتركك لوحدك في هذا الموقف الصعب... لا، لا، أنا سوف آتي معك. رد الأب بثبات: لا، ابقي هنا، أنا أصر. ماذا لو حدث لي مكروه؟ من سوف يعتني بطفلنا؟ وأيضًا لا تقلقي عليّ، فأنا قوي، وأظن أن سوهيون قوي، فنحن في مأمنٍ تقريبًا.
اقتَنعت الزوجة بكلامه وقالت: حسنًا، حسنًا... لكن سوف آتي بحقيبةٍ بها طعام لو جعتم. ثم عادت بعد لحظات وهي تحمل حقيبة صغيرة وقالت مبتسمة: تفضل يا زوجي... تفضل يا سوهيون، حضرت هذه خصيصًا لك، أتمنى أن تعجبك.
ابتسم سوهيون في نفسه قائلًا: (إنهم أناس طيبون للغاية... عندما أنهي مهمتي سوف آتي للتسكع معهم قليلًا).
ثم قال بصوتٍ مسموع: شكرًا لكِ يا سيدتي على الطعام اللذيذ هذا. أجابه الأب بابتسامة: الآن، هيا بنا يا سوهيون. قال سوهيون: هيا.
---
اقترب الاثنان من الغابة. قال الأب بصوتٍ منخفض وهو ينظر إلى الأشجار السوداء المتشابكة: ها نحن ذا، الغابة أمامنا. علينا أن نسير على الجوانب الآن. قال سوهيون: حسنًا، هيا بنا.
ودخلا الغابة. كان الجو خانقًا، والرائحة نتنة للغاية. قال سوهيون وهو يغطي أنفه: الرائحة نتنة هنا للغاية... ولماذا هذه الأشجار تهتز؟ وأظن أن عليها مادة غريبة، لا يجب علي لمسها.
قال الأب بجدية: أصبت، فهذه الأشجار تحمل مفهوم السموم، وهنا ظلال السموم أقوى بكثير في تلك المنطقة. فكر سوهيون في نفسه قائلًا: (هذا العالم حقًا غريب... لن أندهش من شيءٍ آخر بعد الآن...)
وفجأة... صوت بكاءٍ خافتٍ يعلو من بعيد.
همس الأب: هشش... التزم الصمت. لكن الصوت بدأ يقترب أكثر فأكثر، حتى صار قريبًا جدًا. قال الأب بقلق: لا تتحرك... والتزم الصمت.
وفجأة خرجت ظلال مظلمة من بين الأشجار!
أخرج الدكتور ستيرون سيفه بسرعة وبدأ بالدفاع. أما سوهيون فتمتم بصوتٍ منخفض: خناجر حاكم الموتى... هي خناجر ذات خمسة آلاف نقطة هجوم، وقوية للغاية.
اندفع نحو الظلال بسرعة خاطفة، لكنه فوجئ بقوتهم الهائلة. قال في نفسه: كك... إنهم أقوياء للغاية وسريعين جدًا!
تفادى أحدهم، ثم طعنه بخنجره.
رنّ صوت النظام في أذنه: لقد قتلت واحدًا من الظلال. لقد حصلت على 200 نقطة أحلام... تنبيه، يمكن الاستدعاء. نسبة الاستدعاء 100٪.
قال سوهيون بسرعة: قيام... ورد النظام: لقد نجح الاستدعاء.
ظهر الظل المنبعث من الظلام وقال بصوتٍ أجوف: تحت طوعك يا سيدي.
قال سوهيون في نفسه بدهشة: (إنه أقوى الآن بمئة ضعف مما كان عليه سابقًا!) ثم قال له بصوتٍ آمر: أيها الظل، اذهب واقتل هؤلاء الظلال الآن. أجابه الظل: سمعًا وطاعة.
بدأ القتال، وكان الدكتور ستيرون يلهث وهو يقول: كك... إنهم أقوياء للغاية! بالكاد قتلت ثلاثة... إنهم يتجمعون عليّ، ماذا أفعل؟!
وفجأة انقضّ ظلٌّ هائل على المجموعة، يقطع الظلال الباقية بسرعةٍ خارقة. قال ستيرون بذهول: ها؟ ما هذا؟ إنه يقتل أصحابه!... لا يهم... هيا بنا يا سوهيون، فلنذهب! هذا الظل يقاتل المئات منهم وحده! قال سوهيون: نعم، نعم، هيا بسرعة!
استمروا في الركض حتى خرجوا أخيرًا من الغابة. رن صوت النظام مجددًا: لقد قتل الظل مئة من الظلال الأخرى. تم الحصول على عشرين ألف نقطة أحلام. المجموع الكلي: 20200 نقطة أحلام.
قال سوهيون: أيها النظام، استخرج ظلال هؤلاء المئة الآن. رد النظام: لقد تم استخراج الظلال بنجاح.
ابتسم سوهيون وقال لنفسه: (أيها النظام، لماذا أشعر بعد كل عملية استخراج أني أقوى بكثير؟! أشعر الآن أني أقوى بألف مرة مما كنت عليه قبل بضع دقائق!) فأجابه النظام: هذا نتيجة أنك تحصل على قوة الظلال التي تستخرجها داخل جسدك. قال سوهيون بانبهار: رائع للغاية... أنا لا أُقهَر!
---
قال الأب وهو يتنفس بصعوبة: سوهيون، أنا آسف... لكن لم أستطع مساعدتك في التكملة للأسف... لأن... تردد قليلًا قبل أن يتابع بصوتٍ مرتجف: لأن البائس ستجده خلف هذه الغابة بقليل... أنا أعتذر لك جدًا، أريد مساعدتك، لكن لدي عائلة. ولو قام البائس بقتلي فلن أرجع مرة أخرى... سوف أموت للأبد.
ابتسم سوهيون بتفهم وقال: أتفهمك جيدًا، اذهب أيها الدكتور. أنا سأتولى مسؤولية هذا الأمر، لأني من وضعت نفسي فيه. الآن اذهب، وعندما أعود سأزورك بعد مدة. قال الأب: مرحبًا بك في أي وقت، وشكرًا لتفهمك. ثم عاد فجأة وقال بقلق: يا سوهيون، نسيت أن أقول لك شيئًا... حاول ألا تُغضبه، فمن أقل شيء يمكن أن يغضب. فاحذر، لأنه قادر على استدعاء أعداد لا حصر لها من الظلال دفعةً واحدة. قال سوهيون: حسنًا، شكرًا لك.
غادر الأب مع الريح، وبقي سوهيون يكمل سيره وحيدًا بين الظلال المتبقية.
---
وفجأة... تجمّدت خطواته. تمتم بصوتٍ خافت: ها هو إذن... هذا هو البائس...
كان ذا منقار ضخم ووجهٍ يقطر حزنًا. بدت عليه علامات اليأس الأبدي. رمق سوهيون المشهد من بعيد ولاحظ فتاةً بجانبه، همس: ما تلك الفتاة؟ هل هو وهم؟ لا أعرف... عليّ أن أحذر في حركتي... سأحاول ألا يراني.
لكن قبل أن يُكمل جملته، دوّى صوت غليظ يخترق السكون: من أنت؟ وماذا تفعل في منطقتي؟
تجمّد سوهيون من الفزع وقال: هل تكلّمني أنا؟ قال البائس: نعم، أكلمك أنت. ماذا تفعل في منطقتي؟ أجاب سوهيون: أنا فقط أريد المرور من هنا فحسب.
غضب البائس وصرخ: أنت تتعدى أرضي وتريد المرور من هنا بدون إذني؟! ثم هاجمه بذيله العملاق، فاصطدم سوهيون بصخرة ضخمة، فانشقت الصخرة من شدّة الضربة!
نهض سوهيون ببطء وقال بغضب: كانت ضربة جيدة... لكن سوف أردّها.
أخرج خناجر حاكم الموتى وصرخ: قيام! فاستدعى الظلال الـ101 وقال بصوتٍ مدوٍّ: هجوم!
زمجر البائس وأطلق ذَئيرًا مدمّرًا دمّر الظلال، لكنهم عادوا مجددًا. ضحك البائس بسخرية: لديك بعض الحيل...
ثم استدعى هو الآخر جيوش الظلال، فاندفع سوهيون بخنجره نحو رقبته، لكن البائس نظر إليه بعينيه السوداوين - العيون القادرة على جعل أي كيان يدخل في حلمٍ لا نهائي من العذاب وتدمير القوانين نفسها و معرفه مكان اي كيان مهما كان.
سقط سوهيون مغشيًا عليه. تمتم بصوتٍ ضعيف: كك... هل سأدخل في أحلام لا نهائية مرة أخرى؟
رنّ النظام فجأة: تم اكتشاف تدخل خارجي يحاول قتل اللاعب. سيتم الآن إزالة تأثير عيون البائس. ثم: تمت إزالة التأثير.
فتح سوهيون عينيه مجددًا، نظر نحو البائس بنظرة تحدٍّ. اندفع بخناجره وسط الظلال، مقطّعًا إيّاهم بسرعةٍ هائلة، ثم قفز نحو عنق البائس محاولًا قطعه. قال من بين أنفاسه: كك... إنها صلبة للغاية... سأستعمل كل قوتي، كل نقطة قوةٍ الآن في قتلك... مت الآن... هااااااااااااااااااااا... مت يا هذا!
وفي لحظةٍ حاسمة... سقط رأس البائس على الأرض.
رنّ النظام بصوتٍ مرتفع: تهانينا على قتلك للبائس. لقد حصلت على عشرين ألف نقطة أحلام. المجموع الكلي: 40200 نقطة أحلام. وحصلت على سيف حاكم السم الأسود، الذي يجسد عشرين مفهومًا منها الدمار والفوضى وغيرها، ويمنحك أربعين ألف نقطة هجوم، وقادر على اتخاذ شكل أفعى يكون فيه أقوى بعشرة أضعاف مما كان عليه لمدةٍ من الزمن وحصلت علب قلب البائس عند اكله سوف تحصل علي طاقه ظلاميه لا نهائيه.
قال سوهيون بصوتٍ متهدّج: قيام، يا أيها البائس. وردّ النظام: نجح الاستخراج.
سكت سوهيون قليلًا، ثم رفع رأسه نحو السماء وقال بصوتٍ خافت: لحظة استيعاب... لقد استوعبت شيئًا مهمًا... لقد أدركت سبب وجودي في هذا العالم شديد البأس... ولماذا جعلني الظلام المتسامي أتي إليه... منذ أتيت إلى هذا العالم، وهذا العالم مليء بالحزن واليأس الشديد... ولكن بالرغم من ذلك، كان أهل القرية أناسًا طيبين وودودين للغاية، بالرغم من عالمهم الخالي من الفرح والسعادة... عالم فقط بلونين الأبيض والأسود... عالم فقط مليء بالحزن... وبقتلي للبائس أصبح هذا العالم مكانًا أفضل، لأنه سوف يزول فيه البؤس والحزن الذي نشره البائس في هذا العالم... فكان سبب وجودي هنا هو قتل البائس وتخليص هذا العالم من شرّه.
قال النظام ببرودٍ آلي: تهانينا على انتهاء المهمة الرئيسية. ابتهج سوهيون قليلًا، لكن النظام تابع بصوتٍ مخيف: جاري إنهاء هذا العالم.
تسمر سوهيون في مكانه وقال بفزع: ماذا؟ إنهاء هذا العالم؟! رد النظام بلا تردد: جاري محو هذا العالم بكل ما فيه عن الوجود.
انهمرت دموع سوهيون، صرخ بألم: ماذا؟ لماذا؟! إن هناك أناسًا طيبين في هذا العالم! أيها النظام الحقير... لماذا؟! قال النظام ببرود: لا يمكن إيقاف الأمر... إنه أمر واجب الحدوث.
صرخ سوهيون من أعماقه، متذكرًا أوقاته مع أهل القرية الطيبين: لماذا... تفعل ذلك...؟!
لكن النظام أجاب ببرودٍ مطلق: تم إنهاء العالم.
وفي لحظةٍ خاطفة، وجد سوهيون نفسه يقف أمام الظلام المتعالي مره اخره.