قال الظلام المتعالي بنبرة غامضة مهيبة:

– أهلاً بعودتك مرة أخرى يا سوهيون.

رفع سوهيون رأسه ببطء، وصوته يرتجف حزنًا وانكسارًا:

– لماذا؟ لماذا فعلت ذلك؟ كانوا أناسًا طيبين، ودودين، نقيي القلب... لماذا أفنيتهم وعالمهم؟ هل هم لا يستحقون العيش يا هذا؟

أجابه الظلام المتعالي بنبرة باردة لا تحمل أي شعور:

– إنهم مجرد أحلام، وأنت الحقيقي. هم مجرد ظلال، وأنت الأساس. لم يكونوا إلا خيالًا بالنسبة لي.

صرخ سوهيون بغضب مبحوح، والدموع تتساقط من عينيه:

– كانوا حقيقيين! يشعرون، يحسون! وعدت الدكتور ستيرون أني سوف آتي مرة أخرى لزيارته، وقد ساعدني... وهذا رد الجميل؟ أن تفني عالمه؟! أرجعه... أرجعه!

تغيّر صوت الظلام المتعالي إلى نبرة جادة:

– كما قلت لك من قبل، هم ظلال وأنت الأساس. وأيضًا، في كل عالم ستزوره، عند انتهائك من المهمة فيه، سيفنى كما فُني سابقه ويمحى من الوجود.

خفض سوهيون رأسه، وتحدث إلى نفسه بحزن شديد وقلب مكسور:

– ما هذا الوجود القاسي... يملأ قلبي الرقيق ألمًا؟ ما هذا الوجود الذي كان جميلًا، وكان فيه رفيق؟ ما هذا البرد الذي يتغذى على قلبي؟ وها قد أفنى الظلام المتعالي أحبابي...

ضحك الظلام المتعالي بخفة وقال:

– لقد سمعت كل شيء. هل تظن أن هناك شيئًا لا أعلمه؟ لا تقلق، لم أكترث هذه المرة. كان في كلامك شيء من الإهانة تجاهي، لكني سأسامحك.

الآن، أنت في المستوى الأول الوجودي. عليك أن تصل إلى المستوى الثاني الوجودي كي تتفوق نوعيًا على نفسك السابقة، حتى تستطيع الذهاب إلى العالم الثاني المتفوق نوعيًا على العالم الأول.

تنفس سوهيون بعمق، محاولًا حبس حزنه وقال بصوت مبحوح:

– وما هو المستوى الوجودي؟

قال الظلام المتعالي:

– المستوى الوجودي هو مستوى تقدمك. فكلما قتلت وحوشًا، زاد معدل الخبرة التي تحتاجها لكي تتفوق وجوديا علي نفسك السابقه.

وأنت الآن لديك 38k / 50k من نقاط الخبرة للوصول إلى المستوى الثاني الوجودي.

رد سوهيون بعد لحظة صمت:

– إذن، ينقصني اثنا عشر ألف نقطة الآن...

قال الظلام المتعالي:

– أعلم ذلك. الآن، سوف أساعدك لتحصل على النقاط الباقية.

وفجأة، وجد سوهيون نفسه واقفًا على أرض بيضاء لا نهاية لها.

ثم دوّى صوت الظلام المتعالي في الأرجاء:

– الآن سوف أرسل عليك عشرة آلاف ظل من الذين قابلتهم في العالم الأول لاكتساب الخبرة. لكنك لن تحصل على أي نقاط أحلام إلا عند قتلك لهم جميعًا، وستحصل عندها على عشرين ألف نقطة.

ابتسم سوهيون بخفة وقال بثقة:

– سيكون الأمر سهلًا نوعًا ما... أنا مستعد.

قال الظلام المتعالي:

– لك ذلك.

وفور انتهاء كلماته، اندفعت الظلال نحوه بسرعة رهيبة.

صرخ سوهيون:

– قيام يا ظلالي!

لكن النظام أجابه:

> فشل الاستدعاء.

ضحك الظلام المتعالي ساخرًا:

– قلت إنك أنت من ستقاتل، وليس ظلالك. أنت تملك كل قوة ظلالك، فلماذا تحتاجهم أصلًا؟

ضغط سوهيون على قبضته وقال:

– حسنًا...

ثم اندفع نحو الظلال، مستعملًا سوط حاكم السموم الأسود، مقطعًا وممزقًا كل من اقترب منه.

واستمرت المعركة حتى لم يبقَ ظل واحد.

قال سوهيون وهو يلهث:

– أخيرًا... قتلتهم كلهم.

رنّ صوت النظام:

> لقد حصلت على 20 ألف نقطة أحلام.

قال الظلام المتعالي:

– ليس سيئًا، أحسنت. الآن سوف أجعلك في المستوى الثاني الوجودي.

فجأة، خرج ضوء ساطع من جسد سوهيون، تلاه انفجار طاقة هائل.

تغيرت ملامحه، وامتلأ كيانه بالقوة.

قال سوهيون بدهشة:

– أشعر أني مختلف... أشعر أني وُلدت من جديد ككيان آخر تمامًا.

قال الظلام المتعالي:

– هذا شيء طبيعي، لأنك ارتقيت في المستوى الوجودي. لقد أصبحت أقوى بمراحل لا نهائية من ذاتك السابقة.

ثم أضاف بصوت يملؤه المهابة:

– الآن سأرسلك إلى العالم الثاني عالم الفضاء البراق... هل أنت جاهز؟

رد سوهيون بصوت يحمل مزيجًا من الحزن والحماس:

– نعم... أنا جاهز.

وفي لحظة، بدأ الضوء يلتهم جسده، وحدث الانتقال...

تفتح عينا سوهيون ببطء، ينظر حوله بدهشة قائلاً بصوت خافت:

"أين أنا الآن؟"

يرد النظام بصوته الآلي الهادئ:

"أهلًا بك في العالم الثاني... عالم الفضاء البراق.

هذا العالم، يا سوهيون، لا يشبه أي عالم آخر.

كل نقطةٍ في هذا الفضاء تمثل عالماً كاملاً، بعوالمه، وقوانينه، ومفاهيمه الخاصة.

مهمتك الآن أن تجد، بين هذه النقاط اللامتناهية، العالم الصحيح الذي يجب أن تذهب إليه.

اتّبِع قلبك... فالعالم الذي يميل إليه قلبك هو العالم الذي يجب عليك الذهاب اليه ."

يتمتم سوهيون وهو يتأمل الفضاء الممتد أمامه:

"هممم... العالم الذي يميل له قلبي..."

يبدأ بالمشي ببطء، يراقب تلك النقاط المضيئة التي تملأ الأفق بلا نهاية.

يمد يده، يلمس إحداها بخفة — وفجأة يغمره نور أبيض ساطع يغطي جسده بالكامل.

... انتقال ...

يفتح عينيه مجددًا، ليتجمد مكانه.

أمام عينيه كيان هائل، حجمه يفوق الخيال.

يصرخ سوهيون بارتباك:

"يا إلهي! ما هذا الكيان؟ أيها النظام، أخرجني من هنا بسرعة!"

يرد النظام بصوتٍ يحمل نبرة تحذير:

"ذلك هو نيدهوج... مبتلع العوالم.

إنه أقوى كيان في العالم الثاني، كيان يتجاوز المفاهيم ذاتها.

يستطيع ابتلاع أي شيءٍ — القوانين، المفاهيم، القواعد، اي شي يبتلعه يصبح عدم محض.

جزءٌ واحدٌ من اجزاء لا حصر لها من جسده يعادل حجم العالم الأول بأكمله.

تحذير: نيدهوج يوجه نحوك نية قتلٍ شديدة!"

صوت النظام يصبح متسارعًا:

"جاري إخراجك من هذا العالم..."

يصرخ سوهيون:

"أسرع!!!"

... وميض ... انتقال ...

يتنفس سوهيون بصعوبة بعد أن وجد نفسه في فضاءٍ مختلف.

"فيوو... جيد أني نجوت من ذلك الكيان العملاق..."

لكن النظام يتحدث مجددًا، بنغمةٍ باردةٍ قاسية:

"نتيجة توجيه نيدهوج نية قتلٍ نحوك، تم تعيين المهمة الرئيسية الجديدة:

اقتل نيدهوج."

يتنفس سوهيون بعمق، ثم يضحك بمرارة:

"كيف سأقتل كيانًا كهذا؟... لا يهم، عليّ الآن أن أركز في إيجاد النقطة الصحيحة."

يتمتم لنفسه:

"العالم الذي ينجذب له قلبي... العالم الذي ينجذب له قلبي..."

فجأة تلمع عيناه بفكرةٍ جريئة:

"أها... لما لا أستخدم عين البائس؟

يمكنها تحديد موقع أي شيءٍ مهما كان."

يفعل عين البائس، فتظهر أمامه خيوطٌ سوداء متشابكة، يمتدّ أحدها في اتجاهٍ محدد، وكأنه يدعوه للاتباع.

يتبع سوهيون الخيط بخطواتٍ ثابتة، حتى يصل إلى النقطة التي يتصل بها.

يمد يده ويلمسها...

ضوءٌ أبيض يغمر المكان من جديد... انتقال...

وحين يفتح عينيه، يهمس بدهشةٍ صافية:

"يا إلهي... ما هذا المكان العجيب؟! وما هذا الحوت العملاق في السماء؟!"

يرد النظام، وكأن صوته يأتي من أعماق الفضاء ذاته:

"أهلًا بك في عالم القوة العليا العظمى..."

2025/11/13 · 13 مشاهدة · 957 كلمة
MR Black
نادي الروايات - 2025